الصعوبة الحادية عشر
أنا لا أستطيع أن أؤمن بأني خالص... وأنا أخشى أن لا يكون إيماني قوياً بكفاية...
إن البعض يتكلمون كما لو كان الله يمنح الخلاص لأولئك الذين لابد أن يبلغ إيمانهم قياساً معيناً. هذا القياس في نظرهم إنهم يستطيعون أن يصدقوا أنفسهم بأنهم خلصوا. لكن هذا معناه أنهم يصنعون مخلصاً لهم من إيمانهم. ومرة قال واحد متحير في نفسه "أنا أخشى إنني لست واحداً من المختارين".
ولماذا تقول أنت مثل هذا القول؟ جوابك هو "لأنني لست أملك إيماناً كافياً لأن أصدق أنني مُبَرَر".
وحتى لو كان لك مثل هذا الإيمان فلا يمكنك أن تتبرر به. والله لا يطلب منك أن تؤمن بهذا لأجل الخلاص. الله لا يقول: إن كنت تؤمن بأنك مبرر، تتبرر، بل يقول إن كنت تؤمن بابن الله الذي أنا بذلته لأجلك والذي قام ثانية فلك الحق في أن تعرف من كلمتي أنك مبرر (أع13: 38و 39).
إن الإيمان العظيم يوصل صاحبه إلى تعزية كبيرة لكن لا يوصل صاحبه إلى خلاص أكبر من الإيمان القليل. "اذهبي بسلام" هذه الكلمة قالها الرب مرتين في (لو8: 48، لو7: 50). لامرأتين إحداهما لمسته خائفة والأخرى لمسته واثقة.
والإيمان، مهما كان ضعيفاً، يتمسك دائماً بالرب يسوع ويثق في دمه الكريم لأجل الخلاص ولا يسمح لشيء آخر أن يتداخل. إنه يحتمي فيه كباب الخلاص الوحيد، ولا يقبل أقل من هذا الخلاص.
إن قاتل النفس سهواً، الذي وصل إلى مدينة الملجأ في أرض كنعان لم يكن آمناً بسبب عظمة إيمانه وقوته، بل بسبب وصوله إلى ملجأ أعده الله. لربما دخل أسوار المدينة وهو خائف يرتجف، ولربما كان داخل الأسوار بلا خوف البتة وبلا أقل شك في أمانه لكنه كان يثق في أنه وصل إلى الملجأ، وكان ذلك كافياً في حساب الله لطمأنينته وسلامته.
كذلك لم تكن سلامته مبنية على تصديقه أنه في مأمن. لأنه ربما اعتقد ذلك وهو في بيته وهلك. لكنه إذ استخدم وسيلة الله للسلامة والأمان، حُفظ سالماً بقدر ما يستطيع ذلك الملجأ أن يحفظه وأن يحميه.
طبعاً قد يفكر في يقظة عدو الخير وكيف يعمل أي شيء يقف بين نفسه المؤمنة وبين المخلص. لكن واقع الأمر هو أن الرب لم يزل يكلمه من الأعالي مشجعاً إياه وقائلاً له "التفتوا إلي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض".
ومغبوط من يستطيع أن يقول:
لست أريد حجة جديدة
ولست أريد سبباً يزيد يقيني
يكفيني أن المسيح مات عني
وهذه حجتي الوحيدة
- عدد الزيارات: 2428