Skip to main content

خطر التلُّوث: كيف نتقيه؟

أشعياء ص 1

العالم والعلماء اليوم في جزع و فزع و يضربون أخماسا لأسداس.أتعرف مم؟ من خطر التلوث الذي يتهدد كافة الأحياء الإنسان والحيوان والنبات.إليك ما قال الدكتور بيلي غراهام وهو اشهر كارز في القرن العشرين عن مشكلة الثلوث المعقدة "منذ خمس سنوات لم تكن الكلمة (تلوث) وامثالها شائعة الاستعمال، و قليلون منا عرفوا ما يعنيه (علم البيئة).واما اليوم فالساهرون على مواردنا الطبيعية يجمعون تقريبا على تحذيرنا من أنه إذا لم تتم تنقية الجو والمياه والمدن فلن تصل على كوكبنا إلى نهاية السبعينات بسلام – دعك من نهاية القرن".و يقول أحد كبار الأساتذة: "أن مجتمعنا التكنوقراطي بدلا من أن يقدم للعالم يستطرد فينتج ملوثات تكاد تميتنا خنقا" .

و لا يفوتنا أن نذكر هنا سيف داموكليس المعلق بشعرة واحدة فوق رؤوسنا – أعني الخوف من التلوث الناجم عن التفجيرات النووية.يقول ألبرت أينشتاين أبو القنبلة الذرية: "أن المخيف في تطور هذا السلاح هو انه على ما يبدو يسير في اتجاه إلزامي". و يضيف قوله: (. تبدو كل خطوة بمثابة نتيجة حتمية للخطوة التي قبله.ويتضح أكثر فأكثر أن ثمة ما يشير إلى فناء عام في نهاية الأمر".تصريحات كهذه تبعث على التشاؤم والخشية مما هو عتيد أن يحل بالمسكونة كلها.فالزوال على ما يظهر حتمي، والمستقبل لا يبشر بالخير.

و لكن دعني أذكرك أن هناك تلوثا أشد وادهى مم ذكرنا _ عنيت التلوث بالخطية الذي ألم بالجبلة البشرية كلها بمن فيها أنت.فنحن ولدنا بالخطية واقترفنا الخطية وعشنا في الخطية . ولهذا نقرأ في كتاب الله آيات كالتاليات: "هاأنذا بالإثم صورت و بالخطية حبلت بي أمي"- "لا فرق إذا الجميع أخطأوا واعوزهم مجد الله" – "ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" .

هذا الملوث الأكبر _ الخطية _ قد أصاب أجسادنا فدنسها واراداتنا فشلها و ضمائرنا فخدرها و عقولنا فأظلمها و قلوبنا فأمرضها و تركنا على شفا الهاوية بين أحياء واموات.ولست أرى وصفا للإنسان خير مما قدمه النبي أشعياء في الإصحاح الأول من سفره العظيم: "كل الرأس مريض و كل القلب سقيم من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح واحباط و ضربة طرية لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت".

أجل التلوث بالخطية أفظع من أي تلوث أخر، و ذلك لسبب بسيط جدا، وهو التلوث يؤثر على الإنسان جسديا وزمنيا ليس الا.واما التلوث بالخطية فيقضي عليه روحيا وابديا.أنما المسر في الأمر هو انه إذا استعصى علاج التلوث الجسدي ولم تتوافر وسائل اجتنابه فالتلوث الروحي له علاجه السريع والمضمون. وليس ذلك سوى دم الصليب، الدم الذي لنا فيه الفداء و غفران الخطية والذي "يطهرنا من كل أثم" على حد تعبير يوحنا الرسول .

فإلى الصليب أدعوك لتغتسل من كل الادران والتلوثات فتذهب من هناك _ كما ذهب كثيرون غيرك _ طاهرا نقيا ناعما بالحياة الأبدية بالمسيح يسوع ربنا .

فهلم ... أن يسوع يرحب بك قائلا: "من يقبل إلي لا أخرجه خارجا".

صـــلاة: إلى من نذهب يا رب وانت وحدك المنجي والمنقي والمطهر؟ فكم جرّبنا أن نتخلص من تلوثنا فكان الإخفاق مصيرنا مرارا و تكرارا.لذلك نأتي إليك كما نحن ضارعين أن تغسل قلوبنا و تجعلها نقية بيضاء بفعل الدم الثمين والروح القدس.باسم الفادي. أمين.

  • عدد الزيارات: 4065