Skip to main content

قنابل الله الموقوتة

(غل 4: 4)

و بغتة يسمع دوي انفجار.

فتهتز الأبنية و يتساقط الزجاج والأحجار و يرتاع الناس و يتجمهر المارة. ثم تسمع صفارة سيارة الإسعاف و يهرع رجال الشرطة إلى مكان الحادث.

ماذا في الأمر؟ قنبلة زمنية وضعها مجهول. و قد أسفرت عن خسائر مادية عدا الإصابات في الأرواح.

و ما هي القنبلة الزمنية؟ أنها قنبلة موقوتة تنفجر في الساعة أو الدقيقة التي يعيَّنها صاحبها. بكلمة أخرى أنها قنبلة مرهونة بوقت معين، فما أن يأتي ذلك الوقت حتى تنفجر.

أخي! هل تصدق أن لله قنابله الموقوتة أيضا؟ هل تصدق أن الله مهد لمتفجراته قبل موعدها بمئات السنين؟ وانه أرسل نبيا تلواخر كي يعدوا الناس للأحداث المقبلة؟ و ماذا كانت النتيجة؟ صدّق بعضهم _ و هم قلة _ و بعضهم الأخر لم يصدق ولم يبال _ و هم كثرة _. ولكن الله بقي عند كلامه إلى أن دقت ساعة الصفر وانفجرت القنبلة الأولى، واذا هي الميلاد.

تقول: و هل الميلاد قنبلة زمنية؟ أجل، أنه كذلك. أسمع قول الكتاب المقدس: "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة..." و عبارة "جاء ملء الزمان" معناها "جاء الوقت المعين" و من هنا نعرف أن ولادة يسوع كانت موقوتة. أما كونها انفجارا فإليك ما حدث:

أحس بها رعاة بيت لحم "فخافوا خوفا عظيما جدا" لكنهم اطمأنوا لما عرفوا أن القنبلة هي قنبلة الخلاص لجميع البشر.

واحس بها جند السماء، فإذا بالملائكة تهرع إلى مكان الحادث. واهتزت لها كواكب الفضاء فانتدبت نجما لامعا للاطلاع على ما جرى.بل شعر بقوة الانفجار أهل المشرق البعيد فاجتاحت كيانهم هزة عنيفة فراحوا يسألون: أين هو المولود؟

أما هيرودس فشعر أن عرشه أخذ يتململ تحته. لماذا كل ذلك؟ لأن المولود هو الله ظاهرا في الجسد. أهذا معقول؟ نعم أن كنا نؤمن أن الله قادر على كل شيء وانه يحب الإنسان وان الإنسان عاجز عن تخليص نفسه بنفسه.

بعد هذا بـ33 سنة، و في أسبوع الفصح بالذات، انفجرت قنبلة الله الثانية واذا هي الصليب. فلما أتت الساعة _ ساعة الانفجار _ أسلم المسيح فرفع على الصليب من جراء خطايا العالم. و ماذا كانت حصيلة الانفجار؟ يقول الإنجيل: "الشمس أظلمت والأرض تزلزلت والصخور تشققت..." شيء مرعب مخيف. نعم. ولكن ليس هذا كل شيء. فقد "قام كثير من أجساد القديسين الراقدين" "وانشق حجاب الهيكل من فوق إلى أسفل". أي أن الحياة دبت في المائتين بفضل موت المسيح و فتحت الطريق إلى الأقداس وانتهى عهد الطقوس والرموز والفرائض. واذا بفجر العهد الجديد يطل بعد ظلام طويل طويل.

و قبل أن تمر أيام ثلاثة انفجرت قنبلة الله الثالثة فكانت القيامة. كان المسيح قد أنباء بقيامته في اليوم الثالث ولكن أحدا لم يصدق. ولكن أحبَّاءه عادوا فأمنوا عندما ظهر لهم و خاطبهم و شجعهم واكل معهم. ففي صبيحة يوم الأحد حدث ما لم يكن بالحسبان. تقول كلمة الله أن زلزلة حدثت و تدحرج الحجر الكبير عن باب القبر. و حدث اضطراب بين العسكر و رؤساء الكهنة فلجأوا إلى بيلاطس الذي لم يكن أقل اضطرابا منهم. فحاولوا أن يتدبروا الأمر ولكن "باطلا تنصب الشبكة" للطائر المحلة.

أما التلاميذ فقد تغيَّروا وانقلبوا من جبناء رعاديد إلى أبطال صناديد.

و هنا نأتي إلى قنبلة الزمنية الرابعة التي لم تنفجر بعد. أعني قنبلة مجيء المسيح ثانية عند انقضاء الدهر. قال المسيح أن "ذلك اليوم و تلك الساعة لا يعلم بهما أحد ألا الأب". إذا هناك توقيت يعرفه الله وحده، و متى أزفت الساعة تم كل شيء. تقول كلمة الله أنه عند رجوع الرب ستأخذ الناس الرعدة لأنهم سيفاجأ ون به. ففي ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان. أما المؤمنون المستعدون فسيتغيرون في لحظة في طرفة عين و يلبسون جسد القيامة المجيد، والأموات في المسيح يقومون عديمي فساد. وما أن يطل الرب آتيا على السحاب تختطف الكنيسة لتكون مع الرب كل حين.

ويل لغير المستعدين في ذلك اليوم! ويل للسادرين في غيهم و شرهم! ويل لغير المؤمنين بالمسيح مصلوبا و مقاما! ويل لغير التائبين! و طوبى للصابرين المنتظرين "لأن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص".

أخي! تعال إلى يسوع قبل فوات الفرصة.

صـــلاة: نشكرك يا رب لأن قنابلك أن هي ألا لخيرنا الزمني والأبدي. فأعطنا أن نستفيد منها فنلجأ إليك قبل فوات الأوان. باسم المسيح! آمين.

  • عدد الزيارات: 3141