سلاحك خذ!
(أف 6: 10 –20)
أجل، سلاحك خذ! هذه هي الوصية التي يوجهها إلينا رسول المسيح بقوله: "احملوا سلاح الله الكامل" وايضا "البسوا سلاح الله الكامل". و كأني به يقف بيننا ليقول لنا: للدول سلاحها ولكم سلاحكم. سلاح الدول هو سلاح القتل والفتك والتدمير و سفك الدماء. و سلاحكم أنتم سلاح الله الموجه لا إلى صدور الناس المخلوقين على صورة الله بل إلى صدر الشيطان عدو الله والبشر معا". ولهذا يقول الرسول نفسه: "أن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع... أجناد الشر الروحية في السماويات". و في موضع آخر يقول أن "أسلحة محاربتنا ليست جسدية..."
هاك الآن بعض الأسلحة التي يوردها هنا:
1.الحق:
يقول بالحرف الواحد: "فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق". أي أحيطوا أنفسكم بالحق من كل جانب كما تحيط المنطقة الجسم و تشده شدا. لكم أعجبت بتصريح للدكتور شارل مالك استهله بهذه الكلمات: "أنشد الحقيقة فقط. بها أفرح و منها فقط استمد عزمي و حريتي ولذلك أشجب أي مقاس ألا مقياسها. فلا أقبل أن يوزن قولي بميزان السياسة أو الدبلوماسية أو العاطفة أ والمصلحة أو النفع الذاتي... كل ما عدا ذلك لا وزن له عندي البتة". هذا الموقف عينه يجب أن يكون موقفنا من الحق الإلهي النابع من كلمة الله المتجسد. قال الرب: "و تعرفون الحق والحق يحرركم"، "أنا هو الحق". والحق هو الذي سينتصر في النهاية ولو بدا أن البطل سائد متسلط في الوقت الحاضر. و كما قال شوقي أمير الشعراء: "فأن للحق لا للقوة الغلبة".
2.البر:
"لابسين درع البر"، يقول الرسول. والدرع هو السلاح الذي يحمي الصدر والقلب من سهام الشرير الملتهبة. أما البر المقصود هنا فهو ليس البر الذاتي ولا بر الأعمال والناموس بل هو بالحري بر المسيح _ المسيح الذي يدعوه الكتاب المقدس "الرب برنا". و بر الرب هذا هو هبة الله للإنسان بواسطة دم الصليب.
3.إنجيل السلام:
يستأنف الرسول فيقول: "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام". فالمرء لا يقدر أن يسير بسلام إلى ساح الحرب الروحية أن لم يكن قد خبر إنجيل المسيح و مسيح الإنجيل. فلإنجيل وحده مصدر السلام. ولهذا لا نستغرب لماذا تعم الفوضى والخصام والحروب العالم اليوم. فالسبب هو ابتعاد الناس عن مصدر السلام الحقيقي الذي قال: "سلاما أترك لكم سلامي أعطيكم". أليست هناك جهود تبذل من أجل السلام؟ نعم. فها هم الأميركيون يذهبون إلى القمر من أجل السلام، و ها دول كثيرة تنادي باستعمال الذرة من أجل السلام، و ها الجوائز تخصص لمن يسمونهم أبطال السلام. ولكن أين السلام؟ "لا سلام قال إلهي للأشرار".
4.الخلاص:
يشبَّه الرسول الخلاص بخوذة يعتمرها الجندي على رأسه. و ذلك إشارة إلى أن الخلاص يغطي المرء و يحميه من كل هجوم أو ضربة قد تأتيه من فوق. في الأيام يتحدثون عن التغطية الجوية أو المظلة الجوية التي تقي من الهجمات التي قد تشنها الطائرات ولكنه ما أكثر ما تفشل هذه في حماية الناس. أما الخلاص فيحمي صاحبه في الدنيا والآخرة.
5.الإيمان:
يقول الرسول "حاملين فوق الكل ترس الإيمان". ولماذا الإيمان فوق الكل؟ لأن كل الأسلحة التي ذكرنا لا قيمة لها من دون إيمان إذ "بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله". فالإيمان هو الإيمان بالحق. والإيمان هو واسطة التبرير و نوال الخلاص والسلام. من هنا كان قول الرسول بولس في مواضع أخرى "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" "واذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح".
6.كلمة الله:
"سيف الروح الذي هو كلمة الله" . ما اصدق ما يقوله الشيخ ناصيف اليازجي قي ترنيمته "نرى في كلام الإله الصمد أساسا لإيماننا كالجبل" فكلمة الله – لا التقاليد والطقوس وقوانين المجامع – هي أساس إيماننا، و هي سلاحنا الهجومي في حربنا ضد الشيطان والعالم والجسد.
أخي قل للرب! يا رب أريد أن أكون جنديا في جيشك وان أحمل سلاحك الكامل. دعني أمسك بالحق واؤمن بك بناء على تعليم كلمتك الإلهية كي أحظى بالخلاص والبر والسلام. باسم المسيح. آمين.
- عدد الزيارات: 4101