هل لديك مناعة؟
(رو 7)
نشرت صحيفة لسان الحال اللبنانية منذ مدة صورة لطفل داخل قفص بلاستيكي معقم و بالقرب منه تقف ممرضة. و كتبت الصحيفة تحت الصورة تقول أن جسم الطفل خلو من الأجسام المضادة للبكتيريا التي تسمى في الإنكليزية Antibodiesويعني هذا أن لا مناعة في جسمه من الأمراض. فلو خرج من القفص مات بعد وقت قصير. ولذلك كان من الضروري وضعه في المكان المناسب الذي يقيه خطر الموت المحتم.
أما عنوان الصورة فهو "طفل غريب".
يا لها من صورة صادقة عن وضع كل إنسان بعد سقوط أبي الجبلة البشرية و فقدانه حالة الطهارة والبراءة التي كان ينعم فيهما. بكلمة أخرى، بعد السقوط فقط الإنسان مناعته الروحية بحيث صار يقول مع بولس الرسول: "ليس ساكنا في أي في جسدي شيء صالح". ولم يعد قادرا على مقاومة الخطية والشيطان والجسد. و بذلك أمسى الإنسان إنسانا "غريبا" و مصيره مشؤوما، لأن كلمة الله تقول "أجرة الخطية هي الموت" و "النفس التي تخطى هي تموت".
هذا الوضع حتَّم على المحبة الإلهية أن تجد لنا مخرجا من ورطتنا الكبرى هذه و ذلك بتوفر "مكان" ليس للشيطان فيه شيء ولا يستطيع جرثومة الخطية أن تصل إليه أو تؤثر عليه،"مكان" نلتجى إليه فنكون في مأمن من كل ما يضادنّا و نبقى في منجاة من الموت إلى أبد الدهور.
هل من وجود لمكان كهذا؟ هل من "قفص" خال من جرثومة الشر والأثم؟ أجل. أنه الصليب أو بالحري المصلوب. أنه الجنب الطعين والرأس المكلل بالشوك واليدان والرجلان المسمرة على الخشبة والدماء المنبجسة من جسده. يسوع المسيح وحده خلو من الخطية و قادر أن يهبنا مناعة روحية تامة و يجعلنا في مأمن من كل الأخطار.
كيف يتم ذلك؟ و كيف تأتينا المناعة؟ الجواب هو : باللجوء إلى يسوع بقلب نادم، منكسر، تائب، مؤمن بعمله الكامل على الصليب. عندها يصح فينا قول الرسول بولس: "لن تسودكم الخطية فيما بعد". لماذا؟ لأن بالإيمان القلبي والتوبة الخلوصة دخلت فينا قوة الرب المغيرة المجددة المحيية فخلقتنا من جديد وادخلت فينا طبيعة جديدة هي طبيعة الرب نفسه و بذلك صرنا "شركاء الطبيعة الإلهية".
ألا أن هذا العمل ليس عملا إجباريا بل هو اختياري. أي أن الله لا يكره أحدا عليه بل ينصح به باعتبار أنه وسيلة النجاة الوحيدة من الموت الأبدي.
أخي! هل تبقى خارج "القفص" أم تدخل فيه الآن؟ قال يسوع: "أدخلوا من الباب" المؤدي إلى الحياة.
صـــلاة: يا رب أنت وحدك ذو مناعة تامة من الخطية و جرثومتها. وانت وحدك تقدر أن تصيَّرنا مثلك. فساعدنا كي نلتجى إلى الصليب والى الدم الكريم لننجو من الموت و نحيا إلى الأبد. آمين.
- عدد الزيارات: 3081