ماذا تفعل بيسوع؟
(مرقس 15: 1 – 15)
(مت 27: 11 –31)
لا بد من يوم تقف فيه وجها لوجه أمام يسوع.
لا بد من يوم تتقابل فيه مع يسوع.
لا بد من أن تصمم في حياتك ماذا تفعل بيسوع.
كان أحد رجال الله يحمل شارة على صدره عليها علامة استفهام. فاستغرب البعض ذلك و سألوه عن العلامة فأجاب: هذه تشير إلى أعظم واهم سؤال في تاريخ البشرية ألا وهو "ماذا تفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟"
نعم، هذا هو الأهم سؤال تواجهه في حياتك. فلا حياد ولا مفرّ، لأن لا شيء في الدنيا يستطيع أن يحول دون أجابتك عنه.
سمع بيلاطس الكثير عن يسوع، و عرف من رجال استخبارا ته الذين كانوا يندسون بين الصفوف ليستطلعوا أخبار الناصري الشاب. ولكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، بل جاء الوقت الذي وقف فيه بيلاطس وجها لوجه أمام يسوع. لقد جاءوا بيسوع، بعد أن أوثقوا، واسلموا إلى بيلاطس. و هذا ما أنوي فعله الآن، أي أن آتي إليك بيسوع لكي تتقابل معه. و بعد أن تتقابل معه أسألك هذا السؤال الخطير "ماذا تفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟"
بعض الناس يحاولون التهرب من هذا السؤال، لكن لا مفرّ. حاول النبطي أكثر من مرة أن تهرب ولكنه كان يواجه دائما بنفس الحقيقة و نفس السؤال. ففي المرة الأولى قال لليهود: "خذوه أنتم واحكموا عليه حسب ناموسكم." فقال له اليهود "لا يجوز لنا أن نقتل أحدا". و هنا عاد الوالي ليواجه نفس المشكلة و نفس السؤال:ماذا يفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟ و في المرة الثانية حين عرف بيلاطس أن المسيح جليلي من سلطنة هيرودس، أرسله إلى هيرودس، و قد كان هيرودس آنذاك في أورشليم.و ظن بيلاطس أنه تخلص من المسيح و من الإجابة عن سؤاله الخطير. ولكن هيرودس عاد فارسل يسوع إلى بيلاطس. و ها هو بيلاطس الآن مرة أخرى أمام المسيح والمسيح أمامه.
هل فعلت ما فعله بيلاطس؟ هل حاولت مرة أن تتهرب من الإجابة عن هذا السؤال؟ هل قلت في نفسك مالي ولهذه الأمور.أنها تزعجني،و تربك أفكاري فلا أريد أن أشغل نفسي بها. أو هل قلت: هذه الأمور ليست لي. لا بأس أن كانت زوجتي أو اولادي أو اصدقائي يهتمون بها. أما أنا فلا... أو هل قلت أنها للبسطاء من الناس وليست لامثالي من المتعلمين المثقفين؟ أن فعلت ذلك فأنت تتهرب.
والبعض الأخر يؤثرون السير في ركاب الأكثرية. وما أكثر الذين ينجرفون بتيار الأكثرية ظنا منهم أن الأكثرية هي أما على حق واما يجب أن تساير. و كم نسمع الناس يقولون: أنتم شرذمة قليلة من الناس، فهل يمكن أن تكون الأكثرية على خطأ وانتم على صواب؟ أود أن أسألك يا أخي السامع هذا السؤال: من الذي طالب بصلب المسيح، أهي الأقلية أم الأكثرية؟ أن الكتاب المقدس واضح من هذه الجهة إذ يقول في لوقا 23: 13 25 هذه الكلمات:
"فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب و قال قد قدمتهم إلي هذا الإنسان كمن يفسد الشعب. و ها أنا قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا الإنسان علة مما تشتكون به عليه. ولا هيرودس أيضا. لأني أرسلتكم إليه.و ها لا شيء يستحق الموت صنع منه. فأنا أؤدبه واطلقه." و كان مضطرا أن يطلق لهم كل عيد واحد.
"فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا واطلق لنا باراباس"و ذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة و قتل... فقال لهم ثالثة فأي شر عمل هذا. أني لم أجد فيه علة للموت. فأنا أودبه واطلقه.
"فكانوا يلجون بأصوات عظيمة طالبين أن يصلب. فقويت أصواتهم واصوات رؤساء الكهنة. فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم. فاطلق لهم الذي طرح السجن لأجل فتنة و قتل الذي طلبوه واسلم يسوع لمشيئتهم."
فترى أن الجموع المتراصة من اليهود أي الأكثرية كانت تطالب بصلب المسيح. لدرجة أنهم آثروا باراباس اللص على المسيح البار. أن بيلاطس رغم اقتناعه ببراءة المسيح و بأنهم أسلموا حسدا،و بالرغم من توصية زوجته التي أرسلت تقول له "إياك و ذلك البار لأني تألمت اليوم كثيرا في حلم من أجله" أراد أن يرضي الشعب و يعمل بوحي من الأكثرية و هكذا أسلم المسيح إلى مشيئتهم.
مسكين أنت يا بيلاطس و مسكين كلمن يتخذ موقفا مماثلا. لان من يخاف الناس لا يخاف الله و من يخاف الله لا يخاف الناس.
و هناك فئة أخرى من الناس تتظاهر بتأييد المسيح، مع العلم أن باطنهم عكس ما يظهرون. فهم يظهرون تأييدهم هذا أما بالكلام فيقولون: المسيح رجل طيب و صالح، أي كما قال بيلاطس قبلهم "لست أجد علة في هذا الإنسان"، واما بعمل يعبرون فيه عن تنصلهم من كل مسؤولية. و هم بذلك يشبهون بيلاطس أيضا عندما غسل يديه بماء و قال: "أني بريء من دم هذا البار".شيء غريب أن يقول القاضي الحاكم "أني بريء" ألا ترى معي يا أخي أن بيلاطس شعر أنه أصبح الأسير المتهم و يسوع القاضي. نعم قال عن نفسه "بريء" ولكن السماء لفظت حكمها عليه بأنه "مجرم". لأن غسل اليدين لا يكفر ولا يطهر ولا يبرئ من الذنب. والكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل الفصل الرابع والعدد السابع والعشرين، يضع بيلاطس البنطي في قائمة أعداء المسيح والمقاومين له.
عزيزي القارئ! ماذا تفعل بيسوع؟ أمامك أحد أمرين: أما القبول واما الرفض ولا حياد في الموضوع. أن قبلته قبلك وان رفضته رفضك. أن اعترفت به اعترف بك. وان أنكرته أنكرك. أن فتحت له قلبك فتح لك قلبه و سماءه.وان أوصدت في وجهه أوصد بابه في وجهك.
أني أحثك على قبوله مخلصا شخصيا لحياتك فتنال الحياة والنعمة والسلام. والا أن اتخذت أحد المواقف الثلاثة الآنف ذكرها فهذا يعني أنك ترفض يسوع و تجعل من نفسك بيلاطسا ثانيا واخيرا تنال جزاء فعلتك فتندم حين لا ينفع الندم.
المسيح يطلب إليك أن تقبله
والكتاب المقدس يطلب إليك أن تقبله
المؤمنين يطلبون إليك أن تقبله
أهل جهنم يطلبون إليك أن تقبله
وانا _خادم الله _ أطلب إليك أن تقبله
كل من يختار ذا المسيح
ملجأ له فيستريح
يحيا سعيدا مزينا
ببرّه الجليل
صمم الآن _ فاليوم يوم خلاص والآن هو الوقت المقبول.
صـــلاة: أشكرك أيها الرب لأجل اليوم بل الساعة بل اللحظة التي تقابلت فيها معك وجها لوجه. واشكرك لأني اخترتك و قبلتك مخلصا شخصيا لحياتي. وما أحسنه من اختيار! لأن من يجدك يا رب يجد الحياة و من يختارك يختار نصيبا صالحا لن ينـزع منه مدى الدهر والأبد. أتوسل إليك أيها القادر القدير أن تجعل كلا من القراء أن يكون هذا الاختيار اختياره فيصمم الآن و يعزم عزما قلبيا أكيدا على اتخاذك مخلصا و ملكا كي لا تكون كلمتك هذه دينونة له بركة و حياة و سلاما.
أجبنا يا أبانا السماوي باسم فادينا الحبيب. أمين.
- عدد الزيارات: 3111