حاجة الإنسان القصوى
(2 كو 5: 17)
ما هي حاجة الإنسان القصوى؟
الجواب عن هذا السؤال يختلف باختلاف البشر و نـزعاتهم و ميولهم.و مع ذلك فالحاجة التي لا غنى للإنسان عنها هي التغيير.كل ما حولنا يشهد بذلك:
الحروب تشهد أن الإنسان في حاجة إلى تغير.
المظالم الاجتماعية تشهد أن الإنسان في حاجة إلى تغيير.
الجرائم والاغتيالات تشهد أن الإنسان في حاجة إلى تغيير.
السجون والإصلاحيات تشهد أن الإنسان في حاجة إلى تغيير .
حوادث الانتحار تشهد أن الإنسان في حاجة إلى تغيير.
الفجور والخلاعة يشهدان أن الإنسان في حاجة إلى تغيير.
و من نعم الله علينا أنه حبانا طبيعة بشرية قابلة للتغيير.فهي ليست ثابتة على حال واحدة. لو كانت طبيعتنا غير متغيرة لكانت أكبر مصيبة علينا.تصوّر لوان الطماع يبقى طماعا والسارق يبقى سارقا والكاذب كاذبا والشتام شتاما والغضوب غضوبا.و تصور بعد ذلك أي عالم يكون عالمنا.لكن شكرا لله أن العكس هو الصحيح.فالإنسان عرضة للتغير، و عليه فالبخيل لا يمكن أن يصير كريما والمتكبر وديعا والسارق معطاء والمجدف قديسا .
بيد أن المشكلة التي يواجهها الإنسان هي في الوسيلة التي تحدث هذا التبدّل في حياته.ولذا سأحاول أن استعرض بإيجار ما يقوله الناس في شأن هذا التغيار الذي نحن في صدده .
يقول بعضهم أن الوقت عنصر هام في أجراء هذا التغيير.فلا داعي لان تتعب نفسك مع هذا أو ذاك من أولادك أو الناس باعتبار أن الزمن كفيل بتغير البشر.فكلما كبر الإنسان، على حد زعم هؤلاء، تعلمَّ من اختباره واختبار سواه.و هكذا يحدث تحول في حياته على نحو تدريجي بحيث يجد نفسه بعد سنوات إنسانا آخر.ولكن هل هذا صحيح؟ هل ثمة قوة في عنصر الوقت؟
و يقوم قوم أن المحيط أوالبيئة الجديدة، بما فيها من مجالات و فرص جديدة، يمكن أن تساعد المرء على الانتقال من حالة إلى أخرى.بكلام أخر، أن تغيير الأجواء والعشراء لا بد أن يؤدي إلى من التحوّل في مجرى الحياة.نحن لا ننكر بالطبع أن للمحيط تأثيره و فوائده لكنه لا يستطيع أن يمس القلب.لقد تبين في معظم الحالات أن البيئة لم تقدر أن تغير الإنسان في صميمه و جوهره
قل لي أيها القارئ الكريم هل يتغير الذئب إذا وضع في حظيرة للخراف؟
هل يتغير ابن آوى إذا وضع في خم للدجاج؟
هل تتغير الشجرة البرية إذا وضعت بين أشجار مثمرة؟
قال الرب: اجعلوا الشجرة أولا جيدة لكي يكون ثمرها جيدا.
و قال آخرون لا غنى للإنسان عن العالم أن هو شاء التغير ولذلك قالوا "أفتح مدرسة تغلق سبحنا".فامتلاء عالمنا بالمدارس والكليات والجامعات حتى لم يعرف العالم عصر بلغ فيه العلم أوجه كعصرنا الحاضر.ولكن ألا توافق معي أن اضطرابات و مشاكل كثيرة، فضلا عن التظاهرات، مصدرها معاهد التعليم في مختلف انحاء العالم.فأين هو التغيير الذي ينشدونه من وراء العلم؟ نحن الإنسان الساقطة المحبة للخطية.ولكم سمعنا سياسيين يصرحون بأن عالمنا يمر في أدق مرحلة في تاريخه، بالرغم من أن عصرنا هو عصر العلم والمعرفة والنور.
و في رأي البعض الأخر الدين _أي دين _ يحل مشكلة الإنسان و يقلب حياته رأسا على عقب.يكفينا لتبيان خطأ هذه النظرية بعض الحروب والنـزاعات الدينية التي جرت في التاريخ والجارية الآن في أيرلندا و سواها.
و يظن البعض أيضا أن الزواج هو من الوسائل الناجعة والنافعة لاخراج الإنسان من ورطته. بل أن البعض قالوا بحرية الجنس و غاصوا في الجنس إلى ما فوق رؤوسهم.ولكن حتى هذا ثبت عجزه أمام مشكلة الإنسان الكبرى .
هاك الآن ما قاله الرسول بولس في هذا الصدد.قال: "أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة". و يقصد الرسول أن وسيلة التغيير المكفولة مئة بالمئة هي يسوع المسيح.و هذا أمر يشهد له الملايين ممن اختبروا قوة إنجيل يسوع المخلصة، عدا عن أن الكتاب المقدس يشهد له.أن يسوع قادر أن يجري هذا التغيير لأنه الله المتجسد والمخلص الوحيد للبشرية.والتغيير الذي يحدثه في القلب ليس تغييرا وقتيا بل دائما لان الحياة التي تختبرها بقبولك المسيح هي حياة دائمة وابدية.و بذلك تصبح خليقة جديدة و عندئذ تستطيع القول: "الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديدا" .
نصيحتي لك في الختام: وفر على نفسك التعب والمشقة والجأ إلى يسوع المغيِّر الوحيد.وان كنت في شك سل من جربوا – سل المجدلية، سل العشار، سل شاول الطرسوسي، سل السامرية و نيقوديمس و سواهم.عند ذاك تجد أن كلهم يقولون بكلمات بطرس: "و ليس بأحد غير يسوع الخلاص".
صـــلاة: اللهم كثيرا ما حاولنا أن نغير ذواتنا و كثيرا ما لجأنا إلى وسائل بشرية علنَّا نحصل على شيء من التحول والتبدّل.ولكننا نعترف أننا كنا نخفق دائما وابدا. سامحنا يا رب و ساعدنا حتى نفرع إليك و نطرح بين يديك و نتكل فقط عليك لخلاص نفوسنا و تغيير قلوبنا.باسم يسوع المسيح فادينا.آمين
- عدد الزيارات: 3687