ديانتان لا غير
(يع 1: 26-28)
بحسب العرف البشري، توجد في العالم ديانات كثيرة تعد بالعشرات و ربما بالمئات.و من بين هذه: المسيحية والإسلامية، واليهودية، والدرزية، والبوذية،والكنفوشية،والهندوسية والى ما هنالك.و يخيل إلى الكثيرين أن كل الديانات متساوية، على حد تصريح هندوسي، وان جميعها طرق متنوعة للوصول إلى الله.
هذا رأي البشر.أما الله فله رأي أخر.فهو يقول في الكتاب المقدس أن هناك ديانتين فقط لا ثالثة لهما.و قد جاء قوله هذا في رسالة يعقوب الإصحاح الأول.يقول الكاتب الملهم بالروح القدس: "أن كان أحد فيكم يظن أنه ديِّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه، فديانة هذا باطلة.الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم و حفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم"
من هنا كان قولنا أن هناك ديانتين لا غير: الأولى باطلة والثانية حقيقية و سنتأمل بينهما:
الديانة الباطلة .
الديانة الباطلة قد تنطلي على الناس ولكن ليس على الله.فهي كالعملة المزيفة التي قد ينخدع بها الإنسان العادي، أما أصحاب الاختصاص فلن تفوتهم معرفتها .واتباع هذه الديانة لهم صفات معينة ,كما يقول الكاتب .اولا, انهم يظنون أنهم دينون,أي متدينون ,بينما تدينهم لا يزيد في الواقع عن كونه تدينا ظاهريا سطحيا كأولئك الذين قال عنهم الله في كلمته:"يكرمني هذا الشعب بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدا". و يذكرني هذا بما كتبه أحدهم عن رجل دين، كان قد سجن لسبب ما ، فقال: "أنهم منعوه عن ممارسة دينه"، و كأن الدين شيء لا يمت إلى القلب بصلة ولا يمارس الا في ظل الحرية.
ثم تابع هذه الديانة الباطلة لا يلجم لسانه.والسبب في ذلك بسيط.قال الرب: "من فضلة القلب يتكلم اللسان".و قال أيضا أن "ما يخرج من الفم ينجس الإنسان".و معنى هذا أن اللسان غير الملجوم، دليل القلب الذي لا يسيطر عليه الرب ولا مكان له فيه. ولذلك فأن صاحب اللسان غير المنضبط عليه أن يستعد للوقوف أمام الديان الذي سيناقشه الحساب.قال الرب في هذا الصدد "كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حسابا في يوم الدين ." واذا دوام على حياة كهذه، فأنه يخدع قلبه أي يخدع نفسه و هذا هو اسوأ أنواع الخداع.فالمرء يستاء أن خدمه الآخرون فكيف به إذا خدع نفسه؟أكرر الآية مرة أخرى: "أن كان أحد فيكم يظن أنه ديِّن وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه، فديانة هذا باطلة"
نأتي الآن إلى الديانة الحقيقية .
ديانة الله.هذه أيضا لها صفاتها: فهي ديانة نقية طاهرة بمعنى أنها ديانة الطهارة والنقاء. أي أنك أن لم تختبر التطهر من الخطية بواسطة المسيح الفادي الوحيد فأنك لست تابعا لها.يحاول بعضهم أن يصلحوا أنفسهم بأنفسهم، وان يطهروا أنفسهم من الشر والدنس بمجهودهم البشري، ولكن علينا أن نعلم، كما يقول الله، أنه ولو اغتسلنا ينطرون واكثر لأنفسنا الصابون فقد نقش أثمنا و شرنا أمامه.و هذا يعني أن كل محاولات البشر باطلة.دم يسوع المسيح وحده يطهر من كل خطية
ثم هذه الديانة هي ديانة المحبة العملية كافتقاد اليتامى والأرامل في ضيقهم.هذا ما مارسه يسوع في حياته على الأرض إذ كان يجول يصنع خيرا و يشفي جميع المتسلط عليهم إبليس. و هذا ما ينتظره الرب من اتباعه والمؤمنين به.فلا نحب بكلام وللسان بل العمل والحق.ولنفعلن ذلك مع الأقرباء على السواء
و كذلك هذه الديانة هي الديانة هي ديانة الحياة المقدسة، التي فيها يحفظ الإنسان نفسه من دنس العالم.فالمؤمن الحقيقي هو الذي يعرف أنه قدس للرب، و مفرز له.و عليه فهو لا يقدر أن يشارك العالم بعاداته و مفاهيمه وارائه و فلسفاته بل يحيا في هذا العالم وهو يعلم أنه غريب و نـزيل على الأرض وان لا إقامة دائمة له هنا.أنه مجرد سائح متجه إلى وطنه السماوي.
أسألك أخي الحبيب: إلى أية ديانة من هاتين تنتمي؟ صحيح أني قلت أن هناك ديانتين لا غير، ولكن لا تنسى أن الأولى منهما باطلة،و لذلك أنصحك أن تختار الثانية أن كنت لم تفعل حتى الساعة.
صـــلاة: اللهم نشكرك باسم المسيح ولاجل المسيح الذي به عرفتنا معنى الديانة الحقيقية.أجعل كل من يقرأ كلمتك الآن أن يعرض عن الديانة الباطلة و يعلن عن أيمانه بالحق الذي أعلنته بالمسيح، و هكذا يحيا حياة الطهارة والمحبة والقداسة بواسطة عمل الروح القدس فيه.باسم الفادي المسيح.آمين .
- عدد الزيارات: 4840