الدرس الحادي عشر: العاهرة تصبح رابحة نفوس
(الإنجيل بحسب البشير يوحنا 5:4-30)
كان يسوع مسافراً من اليهودية إلى الجليل شمالاً. وكما كان متّبعاً فقد اعتاد اليهود أن يسلكوا طريقاً يمكنهم من تلافي الدخول إلى السامرة. لأنهم لم يرغبوا بأي نوع من العلاقة مع السامريين نصف اليهود. لكن يسوع لم يؤمن بالتمييز العنصري، لذا فقد اتخذ الطريق المباشر عبر السامرة.
في ظهيرة أحد الأيام توقف يسوع تعباً من السفر على البئر عندما وصلت امرأة لتستقي ماء. افتتح يسوع الحديث مع المرأة بطلبه ماءً ليشرب. (أدهشها أن يهودياً يتكلم معها، وهي سامريه.) الأمر الذي أدى إلى حوار تكلم فيه يسوع عن الماء الحي الذي يعطيه هو للناس. بينما بقي تفكيرها هي عن الماء الذي في البئر بجوارها.
عندها اخبرها يسوع أن الذين يشربون من ماء هذا العالم سوف يعطشون ثانيةً؛ لا شيء مما يقدمه العالم يمكنه أبداً أن يكفّي النفس البشرية. لكن الذين يشربون من الماء الذي يعطيه هو، أي الروح القدس، فلا يعطشون إلى الأبد.
لقد أثار اهتمامها تماما. فإنها جربّت أن تجد الاكتفاء بالجنس لكنها فشلت. لذا فقد طلبت منه أن يعطيها بعض هذا الماء الذي يقدمه لكي لا تعود تعطش أبداً.
هنا طعنها يسوع في ضميرها بان أمرها، "اذهبي وادعي زوجك." حاولت التخلص من الفخ إذ قالت، "ليس لي زوج."
أجابها يسوع؛ "حسناً قلت، ليس لي زوج، لأنه كان لك خمسة أزواج والذي لك الآن ليس هو زوجك."
لم يحاول يسوع بقوله هذا أن يحرجها أو يخجلها. بل كان فقط يريد أن يظهر لها إنها تعيش في الخطيئة. علاقة كالتي تمارسها كانت تعارض كلمة الله في الكتاب المقدس. في الواقع فأي علاقة جنسية خارج الزواج هي خطيئة. بعض الناس اليوم يقول أن أي شيء يعمل بدافع "الحب" هو صحيح. يقولون أيضاً أن أي علاقة جنسية ما دامت بموافقة الطرفين فهي صحيحة. لكن الكتاب المقدس يخبرنا أن كل زنى، عهارة أو لوطية فهي خطيئة. فان مثل هذه تدمر حياة الشخص وتقوده في النهاية إلى جهنّم.
كان على تلك المرأة قبل أن تخلُص أن تدرك أولاً بأنها هالكة،. لهذا السبب أتى يسوع بماضيها الخاطئ أمامها.
بدأ النور يشعُ رويداً رويداً على نفسها المتعبة. أدركت أن يسوع هو المسيح الموعود الذي طالما انتظروه. وضعت ثقتها به كمخلصها وربها، عندها رجعت إلى المدينة لتعترف به جهارة أمام الجميع قائلة، "هلمّوا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت. العلَّ هذا هو المسيح؟"
كثيرون من السامريين وكنتيجة لشهادتها، خرجوا ليلتقوا بيسوع واصبحوا مؤمنين به. لم ترضَ المرأة باحتكار إيمانها الجديد لنفسها؛ أرادت أن تصبح قناة للبركات لغيرها، وهكذا يجب أن نكون نحن أيضاً.
علينا ملاحظة يسوع رابح النفوس الأعظم، وهو يعمل. كيف قاد المرأة بعيداً عن خطاياها لإيمان مخلِّص؟ كيف كانت طريقته؟
أولاً، طلب منها معروفاً. لقد كسر الجمود بطلبه شربة ماء (يوحنا 7:4).
ثانياً، جعلها تتحير بخصوص من هو، وما هو "الماء الحي" الذي يقدمه. (عدد10). انه لمن المهم أن نبقي اهتمام الناس مركزاً على شخص الرب يسوع وعلى الخلاص الذي يقدمه كهبة مجانية.
لقد أجاب بلباقة واحترام بينما أثارت هي الأسئلة والمعضلات (عدد12،13و14)، وأبقى الحديث دائما في هدفه.
عندما أظهرت استعداداً ورغبةً في الحصول على الماء الحي (عدد 15)، أيقظ يسوع ضميرها بخصوص حياة الخطيئة لديها (عدد16). يجب الوصول بالناس إلى نقطة الاعتراف بأنهم مذنبون، وخطاة هالكون قبل أن يمكنهم الخلاص.
أرادت إخفاء الحقائق بخصوص خطاياها، لكن اظهر لها الرب أنها تعيش في الزنى (عدد 17، 18).
محاولة دفن الموضوع الصعب
أرادت المرأة تلافي الموضوع الصعب، بواسطة الحديث عن الفوارق بين دين كل من اليهود والسامريين (عدد17،18). "أي شيء ليبعد المسيح عن أن يرى النفس المشردة في النور الساطع."
أجابها يسوع بكل صبرٍ بان أعطاها درساً عن طبيعة السجود الحقيقي (عدد 22،24).
عندما أثارت موضوع المسيح الآتي، اظهر يسوع نفسه لها انه هو ذلك الشخص (عدد 25،26).
من المفروض أنها في هذه اللحظة قد سلّمت للمخلّص، لأنها رجعت إلى المدينة ودعت الآخرين ليأتوا ويقابلوه (عدد29). كانت شهادتها بسيطة وفعالة. ترك الناس بيوتهم وأشغالهم وخرجوا ليلتقوا بيسوع.
إن آمنا حقاً بشيء، فنحب مشاركة الآخرين به. لقد آمنت المرأة حقاً بالمسيح، وشعرت بالمسئولية لتخبر الآخرين عنه.
بعض من أهل المدينة، آمن بالرب يسوع بسب شهادتها (عدد 39)؛ اكثر بكثير آمنوا بسبب الكلام الذي كلمهم به الرب يسوع نفسه (عدد 42).
انظر للعجيبة التي حصلت. بساعات قليلة، توبة المرأة السامرية عن حياتها المليئة بالخطيئة؛ ثم أصبحت تابعة ساجدة للمسيح الموعود؛ وحالاً بدأت بدعوة غيرها ليأتوا أليه. وهذا ما يريده الله أن يحصل في حياتك.
قال يسوع: "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد"
(يوحنا 14:4ب)
- عدد الزيارات: 3188