مقدمة سفر الرؤيا
يرجّح أنه في الفترة التي أعدم فيها الرسول بولس، قام اضطهاد شديد على جميع المسيحيين. ونتيجة لذلك، اعتقل الرسول يوحنا الشيخ وسجن في بطمس - وهي جزيرة صخرية صغيرة طولها حوالي عشرة أميال وعرضها ستة أميال، وتقع مقابل الساحل الجنوبي الغربي لآسيا الصغرى (تركيا حاليا)، وليس بعيداً عن الكنائس السبع (رؤيا 9:1). وقد كان أثناء نفي الرسول يوحنا في بطمس أنه تلقى رؤيا هذا السفر.
يوجد أكثر من 300 مصطلح رمزي في سفر الرؤيا لوصف الأحداث التاريخية المختصة بالمسيح وكنيسته. والموضوع البارز في هذا السفر هو ملكوت المسيح المجيد والأبدي. وجميع الرموز يمكن فهمها بالرجوع إلى العهد القديم.
وينشغل العديد من المسيحيين الحقيقيين بمحاولة فهم جميع الحوادث المستقبلية المشار إليها في هذا السفر لدرجة أنهم يفشلون في أن يروا أن سفر الرؤيا هو إعلان عن شخص يسوع المسيح الذي هو محور جميع الأشياء. والعبارة المحورية لهذا السفر هي الكلمات الثلاث الأولى فيه: إعلان يسوع المسيح. وأكثر من 26 مرة في سفر الرؤيا نجد لقب الخروف، وهو اللقب الخاص بالمسيح بصفته الذبيحة. ونجده أيضاً كالألف والياء، الأول والآخر (11:1)؛ والبكر من الأموات (5:1،18؛ 8:2).
يعلن هذا السفر عن انتصار المسيح النهائي على الشر. ويؤكد بأن الرب هو المتسلط على كل شيء، وأنه يستخدم كل أنشطة البشر وكل كوارث الطبيعة لإتمام مقاصده.
ومع تقدمنا في قراءة هذا السفر نصبح مستعدين للتعرف على تفاصيل خطته عند وقوع أحداث النبوة. لكن الخطورة هي عندما ننبهر بالنبوة وبالأحداث المستقبلية فنتحول عن الغرض الأساسي من قراءة هذا السفر - وهو التشوق القلبي الشديد له والاستعداد للقائه. وابتداء من السبع كنائس ومناشدة المسيح لها بأن تكون غالبة، يعلمنا سفر الرؤيا كيف نصبح الأشخاص الذين يريدنا الله أن نكون لغرض تحقيق قصده من خلقنا.
إن آخر حدث مجيد شوهد على الأرض هو صعود المسيح، والحدث العظيم التالي له هو رجوعه. فمن الأهمية بمكان أن نعد أنفسنا للقاء مخلصنا.
إن الاستعلان العظيم لملك الملوك آتيا من السماء قد أصبح وشيكا. لذا فلنتذكر الوعد: طوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ما هو مكتوب فيها لأن الوقت قريب (رؤيا 3:1).
- عدد الزيارات: 6455