مقدمة سفر فيلبي
كان الرسول بولس في ترواس في آسيا الصغرى عندما تلقى الدعوة، في رؤيا، بأن يحمل الأخبار السارة إلى مكدونية. وكان معه لوقا وسيلا وتيموثاوس، فاستقلوا في الحال باخرة إلى نيابوليس في أول رحلات بولس إلى أوروبا. ومن هناك اتجهوا فورا عبر طريق جبلي إلى فيلبي، التي تقع على بعد 10 أميال إلى الداخل. وكانت فيلبي هي المدينة الرئيسية في مقاطعة مكدونية (أعمال 12:16).
وكانت ليدية هي أول من آمن ببشارة بولس، وقد كانت سيدة أعمال. وبعد ذلك بفترة قصيرة، كان بولس قد حرر فتاة جارية بها شيطان فاغتاظ أسيادها وأثاروا شغبا وأمسكوا بولس وسيلا وجروهما إلى السوق إلى الحكام... وأمروا أن يضربا بالعصا... فوضعوا عليهما ضربات كثيرة وألقوهما في السجن (19:16-23). في تلك الليلة، حدث زلزال، وانفتحت جميع أبواب السجن بطريقة معجزية وسقطت السلاسل من أيدي جميع المسجونين. وبعد الاستماع لبولس وسيلا، آمن السجان وجميع أهل بيته. وبعد بضعة سنوات، في رحلته التبشيرية الثالثة، زار بولس الكنيسة التي كانت قد تكونت في فيلبي.
وفي وقت كتابة بولس لهذه الرسالة، كان مسجونا في سجن الإمبراطورية الرومانية، ربما بعد 10 سنوات من تأسيس الكنيسة في فيلبي، وحوالي 30 سنة بعد صعود المسيح وحلول يوم الخمسين وابتداء الكنيسة الأولى. وأثناء سجنه الأول في روما، كتب بولس رسائل إلى أهل فيلبي وكولوسي وأفسس وإلى فليمون.
ومع أنه كان سجين الحكومة الرومانية، إلا أن بولس كان يدعو نفسه أسير يسوع المسيح لأنه كان يعرف جيداً من هو الذي يتحكم في حياته (أفسس 1:3؛ 1:4؛ 2 تيموثاوس 8:1؛ فليمون 1:1،9). فلم يكن تركيزه متجها إلى الظروف بل إلى من هو أعلى من الظروف.
والفكرة الرئيسية لبولس في هذه الرسالة هي: افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضاً افرحوا! (فيلبي 4:4).
- عدد الزيارات: 5185