السؤال رقم 14
والآن ننتقل إلى عبرانيين 3: 12-14: " انظروا أيها الأخوة أن لا يكون في أحدكم قلب شرير بعدم إيمان في الارتداد عن الله الحي، بل عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم لكي لا يقسَّى أحد منكم بغرور الخطية. لأننا قد صرنا شركاء المسيح إن تمسَّكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية"
تطالعنا هنا آية فيها" إن الشرطية" وثمة آية أخرى قد وردت في 1 كورنثوس 15: 1و2: " وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشَّرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه، وبه أيضا تخلصون إن كنتم تذكرون أيُّ كلام بشَّرتكم به، إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثا" وقد وردت أيضا " إن الشرطية" في كولوسي 1: 21-23: " وأنتم الذين كنتم قبلا أجنبيين وأعداء في الفكر في الأعمال الشريرة، وقد صالحكم الآن في جسم بشريَّته بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه، إن ثبتم على الإيمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء الذي صرت أنا بولس خادما له" ثمة آيات أخرى فيها " إن الشرطية" ولكن اكتفي بإيراد هذه الثلاث.
ماذا يمكن أن يعني روح الله بذكر " إن الشرطية" في هذه الآيات الثلاث؟ ففي كل حالة من هذه الحالات يخاطب الرب مجموعة من الناس. وأنا أقف الآن أمامكم مخاطبا مجموعة من الناس. فلو سألت هذا السؤال: " كل من يعترف بأنه مؤمن مسيحي فليقف" أعتقد أن السواد الأعظم يقفون. أيبرهن ذلك أنكم جميعكم مؤمنون مسيحيون أصليون؟ " إذا ثبتم على الإيمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل" أنت تعترف بأنك قبلت الإنجيل، وأنت تخلص إن حفظت ما قد سمعت من وعظ. أما إذا لم تحفظ، فذلك يدل على غياب الأصالة.
فالإيمان هنا ليس الإيمان الذي خلصك، ولا الإيمان الذي تؤمن به، بل هو الأمر الذي تعتقده. يقول يهوذا: " اضطررت أن أكتب إليكم واعظا أن تجتهدوا لأجل الإيمان المسلَّم مرة للقديسين" (يهوذا 3) هذه هي العقيدة المسيحية، وإذا كنت مؤمنا أصيلا تثبت على هذه العقيدة المسيحية إلى النهاية. أما إذا لم تثبت فقد تكون من أتباع بعض البدع أو العلماء المسيحيين أو أحد من هذه الحركات الدينية المستحدثة. وهكذا تبرهن أن إيمانك بلا أصالة. إذا، أن يقول الإنسان: " إني مخلَّص" هو شيء، وأن يبرهن على هذا الخلاص هو شيء آخر.
- عدد الزيارات: 2442