في وسط الأمواج
مما لا شك فيه أننا اليوم نحيا جميعا في عالم مضطرب تضربه العواصف في كل الإتجاهات، وكأننها نبحر في بحر هائج تلطمنا أمواجه بقوّة حتى نكاد نغرق أحيانا، وأحيانا أخرى نلتقط أنفاسنا لنتابع الرحلة من جديد رغم تعبنا وإرهاقنا ويأسنا.
وفي خضم هذه الأحداث كلها نجد نورا خافتا يلمع من بعيد، واذ نقترب اليه نكتشف أن هذا النور يزداد قوة وفعالية، حتى نكاد نظن أننا في وضح النهار، وحينما تصل أجسادنا وأرواحنا الى هذا النور الساطع نكتشف أنه مشتهى ورجاء الأمم. هو المسيح الرب في وسط الأمواج جاء لكي يدافع عنا " لا تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي . إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ. إِذَا مَشَيْتَ فِي النَّارِ فَلاَ تُلْذَعُ، وَاللَّهِيبُ لاَ يُحْرِقُكَ " أشعياء 43: 1و2.
مسيحنا والهنا قدّم نفسه بكل وضوح وصراحة وروعة بأنه:
المحامي: " اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ ارْحَمْنِي، لأَنَّهُ بِكَ احْتَمَتْ نَفْسِي، وَبِظِلِّ جَنَاحَيْكَ أَحْتَمِي إِلَى أَنْ تَعْبُرَ الْمَصَائِبُ. أَصْرُخُ إِلَى اللهِ الْعَلِيِّ، إِلَى اللهِ الْمُحَامِي عَنِّي" مزمور 57: 1و2. في وسط الضيق أنت المحامي الذي يحفظ روحي من الإنزلاق في المهالك، وفي وسط التخبط المحيّر أنت تقود طريقي إلى المراعي الخضراء.
وعندما يهاجمني إبليس لكي يجرّحني ويلطمني تأتي أنت يا إلهي المحبوب، لتقف في الثغر محاميا عني فتجتذبني إلى حضرتك فأستريح متمتعا بهذه الإمتيازات الرائعة والمميزة.
المنقذ: "وَالَّذِي يُخْرِجُنِي مِنْ بَيْنِ أَعْدَائِي، وَيَرْفَعُنِي فَوْقَ الْقَائِمِينَ عَلَيَّ، وَيُنْقِذُنِي مِنْ رَجُلِ الظُّلْمِ." 2صم 49:22
في وسط الأمواج الهائجة دائما أجدك المنقذ الحاضر والمتأهب لكي ترفعني من الحضيض وتمنحني فرصة جديدة ورحلة جديدة وأملا جديدا، أحبك لأنك لم ولن تتخلى عني يوما. وعودك ثابتة راسخة في قلبي وفي وجداني هي باقية كأرزة شامخة لا تتزعزع، أنت المنقذ الحاضر الذي لا يخون.
وأنت المنقذ الذي تبعد الهموم وتضيء الظلام، فتجعلني أغامر بفرح لكي أدخل ببحر الحياة بثقة، فأنا عالم بمن آمنت وعارف علم اليقين أنك سوف تكون الى جانبي كمنقذ لا يتأثر بالظروف .
المخلص: "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" متى 11:18. ليس لنا مخلصا سواك فعندما أتيت إليك بالتوبة والإيمان الجدي واعترفت بأنك أنت الرب المخلص الوحيد، منحتي خلاصا حقيقيا وغفرانا لا مثيل له. خلصتني من نفسي من ملاحقة أفكاري، ومن ضميري الذي كان يعذبني ويقتلني. وأني الآن أتمتع بخلاصك المنسكب من خلال نعمتك ورحمتك.
لهذا أفتخر بك ففي وسط الأمواج الهائجة والمتخبطة أنت محاميّ ومنقذي ومخلصي.
الله, المسيح, الخلاص, الايمان, الغفران
- عدد الزيارات: 8832