ولد ليموت
هو شخص مميز، وفريد في صفاته جاء لهدف سام، فكانت المشيئة الإلهية أن يولد كطفل رضيع في مذود حقير ويأخذ صورة بشر، وينمو في النعمة والقامة أمام الله والجميع، ومن ثم خدم مع الناس
وشفى العمي والبرص وأعطى الأعرج فرصة جديدة في المشي، وأقام أليعازر من الموت.
هو الذي قرأ ما كتب عنه في الكتاب "روح الربّ عليّ لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية" لوقا 18:4، هذا هو يسوع المسيح الذي ولد ليموت.
نعم تجسد من مريم العذراء بمعجزة إلهية مدهشة، ونعم تمشى بين الناس كإنسان كامل ومن دون خطية، وأسكـت البحر حين كان التلاميذ مضطربين في العاصفة الكبيرة، وأعطى الغفران للمرأة التي كان يسكنها سبعة شياطين، وترأف على كثيرين من الفقراء والضعفاء، وهو الذي ركب على جحش حين دخل إلى أورشليم بتواضع كبير، وهزّ صراخ الناس المسكونة "قائلين مبارك الملك الأتي باسم الربّ. سلام في السماء ومجد في الأعالي" لوقا 38:21.
هو الذي طرد التجار المنافقين من أمام الهيكل قائلا لهم "مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص..." متى 13:21. هو المسيح الذي تنبأ عنه في العهد القديم والذي إنتظره كثير من الأتقياء والأوفياء لرسالة الله المجيدة فكانوا متشوقين لرؤية الملك الموعود، فحين جاء يوسف ومريم بيسوع إلى الهيكل أخذه سمعان الشيخ بين ذراعيه قائلا "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. لأن عينيّ قد أبصرتا خلاصك، الذي أعددته قداّم وجه جميع الشعوب. نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل" لوقا 29:2.
هو نفسه ولد ليموت، ومنذ حداثته وهو يفكّر بالصليب والموت ويحمل الدينونة عن كل خاطىء أثيم، وبعدما أكمل رسالته التي جاء من أجلها وهي دعوة الخاطىء للرجوع لله، وجّه نظره إلى تلة الجلثجة حيث كان صليب العار بإنتظاره، وعلى الصليب هرب جميع الذين كانوا معه، وحده تحمل كل شيء ووحده صلب بين الأرض والسماء لكي يرفع خطايانا، ولد ليموت عني وعندك، لكي نقف أمام الله بلا لوم وبلا عيب مسترّين بدم المسيح الذي سفكه على الصليب حيث تنبأ عنه إشعياء قبل سنين عديده من وقوع الحدث "وهو مجروح لإجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا" إشعياء 5:53.
إنها أعظم وأغرب قصة حدثت في تاريخ البشرية أن يولد طفل بهدف أن يموت، ولكنه بعد الموت كانت القيامة، إذا قام ظافراً ومنتصراً فهو مات لكي لا نموت، وقام لكي نقوم معه. فهل تأت إليه تائبا ومؤمنا؟
الله, المسيح, الخلاص, الخطية, الموت, الصليب
- عدد الزيارات: 7254