يسوع هو انتصاري
كل شخص في هذه الدنيا عنده بطل أو مثال يأخذه كنموذج لمسيرته في الحياة، فمنهم من يكون بطله لاعب كرة القدم أو زعيم سياسي أو قائد عسكري، وربما رجل وهمي غير موجود يضع صفاته
في قلبه ويتخيل أنه بطله.
أما في المسيحية فبطلها معلم بين ربوة "طلعته كلبنان. فتى كالأرز. حلقه حلاوة وكله مشتهيات. هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم" (نشيد الأنشاد 16:5و17).
هو يسوع حبيبي الذي فيه أنتصر وبه أرتفع فوق كل الظروف الصعبة التي تحيط بي فهو رجائي الذي تحت خوافيه أحتمي وفي ظل حمايته أنا دائما أفتخر، فهو كصخرة لي أركن عليه في وقت الضيق، فيشعرني بأنني محمول على غمام السلام وعلى أجنحة النسور محلقا في أرجاء الكون الفسيح مطمئنا وعالما بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي "كما يحرك النسر عشه وعلى فراخه يرفّ ويبسط جناحيه ويأخذها ويحملها على مناكبه. هكذا الرب وحده اقتاده وليس معه اله أجنبي " (تثنية 32:11).
عندما أتبحر في صفحات الكتاب المقدس من التكوين السفر الذي يتكلم عن الخلق إلى رؤيا يوحنا ذلك السفر الرائع الذي فيه ينهي الله كامل قصة الحياة على الأرض فينقلنا بعدها إلى الأمجاد السماوية. لا أجد في المقدمة سوى المسيح الذي يترأس على كل شيء فهو البطل الذي سحق رأس الحية حيث كتب عنه الروح القدس حين أخطأ آدم وحواء في جنة عدن "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها. وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه" (تكوين 3: 15)
ومن ثم أنتقل إلى كل اسفار العهد القديم حيث أجد أكثر من 333 نبوة تتكلم عن يسوع بطل قصة الغفران والخلاص لللإنسان الخاطىء، ومن هناك أجد روعة المسيح في ولادته من مريم العذراء حيث نزل وأخلى نفسه فصار جسدا مثلنا من دون خطية، نعم في تجسده وضعفه كان ذلك البطل الرائع الذي رأينا فيه مثال التواضع والمحبة ونكران الذات "وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب. لذلك رفعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم" (فيليبي 2: 8و9).
وماذ أقول عن يسوع رئيس السلام الذي دخل إلى أورشليم على جحش ابن اتان ولم يبقى أحد لم يصرخ لذلك الملك الداخل بتواضع مدهش ".. مبارك الملك الآتي باسم الرب. سلام في السماء ومجد في الأعالي" (لوقا 19: 28). وهذا الملك المكلل بمحبته للخطاة وجه نظره إلى الصليب وهناك علق على خشبة العار ليحمل خطايانا ولم يتوانى جند الرومان في كتابة لوحة على الصليب مكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود.
وهو نفسه لم يستطع الموت أن يمسك هذا الملك وهذا البطل العظيم وهذا الإله الذي تجسد فقام في اليوم الثالث ظافرا منتصرا على أعظم عدو وهو الموت "أين شوكتك يا موت. أين غلبتك يا هاوية" (1 كورنثوس 15: 55). نعم يسوع هو انتصاري وهو ملكي والهي وهو ربي المتربع على عرش حياتي فممن أخاف وممن أهرب. تعال وتعرف عليه فتحيا إلى الأبد مع هذا الملك المميز والإله الذي لا مثيل له.
المسيح, الخلاص, الخطية, الموت, الغفران, السلام
- عدد الزيارات: 8325