راية المسيح
يتزاحم العالم من أجل إرضاء سادتهم كما وكأنهم عبيد ينسحقون أمامهم طالبين الرضى والقبول، فيفعلون كل شيء في سبيل ذلك دون أن يعلموا أن الإنسان فان ونهايته حتمية ولا مفر من الموت،
مهما علا شأنه ومهما استلم مراتب سامية. وحده الله يستحق أن نحيا من أجل قضيته لكي يتمجد هو في كل شيء، لهذا لنرفع راية المسيح في حياتنا فعلمه هو تشجيع وتسامح وسلام مميز، وقضيته هي من أجل أن يعيدنا إلى صورته العظيمة والكاملة.
فحين نتصفح في الكتاب المقدس نجد المرنم يصرخ عاليا "وليبتهج ويفرح بك كلّ طالبيك، وليقل دائما محبوّ خلاصك " ليتعظم الربّ" (مزمور 4:70). لنتعلم كيف نناضل من أجل تمجيد الله وكيف نثابر من أجل أن يكون اسمه عاليا فوق كل الأسماء لكي يتعظم كثيرا، ولنتدرب كيف يكون علم المسيح مظللا على طموحاتنا وأفكارنا وأذهاننا، فتكون كل قراراتنا مفعمة بنسمة إلهية نابعة من لدن محبة المسيح ورحمته، لهذا يقول لنا ربنا وفادينا بفمه المبارك "وكلّ من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أما أو امرأة أو أولاد أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية" (متى 29:19).
رايته في قلبي وكلمته داخل أعماقي وفي وجداني، لأنني ممتنا له في حياتي فهو الصديق الألزق من الأخ وهو الأب الرائع الذي يحتضنني في وقت الأزمات وهو إلهي الذي عليه اتكل وإياه أعبد وأتمتع في خشوعي وخضوعي له، رايته ترفرف دائما أمامي فالتمس منها خارطة الطريق، لكي أحيا ليس لذاتي بل للذي قدم نفسه على صليب العار من أجل أن يمنحني الحياة الأبدية "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي " (غلاطية 20:2).
رايته مرتفعة إلى فوق لأنه ليس إله غيره، فكل الآلهة مصنوعة بيد بشرية وهي محمولة على الأيادي، أما الله الحقيقي الذي أعبده هو أزلي وبه كان كل شيء، فهو لا يحتاج لأحد لكي يحمله فهو حامل كل الأشاء بكلمة قدرته وهو فوق الجميع وصفاته مميزة ومبهرة ومدهشة وطبيعته لا مثيل لها في القدرة والسلطان، لهذا أحمل بين يدي وفي جوارحي علم المسيح الذي أفتخر به، فهل تأتي لكي تكون تلميذا للمسيح فتقول بكل جرأة للجميع "راية المسيح تتقدم حياتي".
الله, المسيح, الموت, الايمان, الحياة الأبدية
- عدد الزيارات: 6594