Skip to main content

تأملات يومية

فيه يقوم الكل

فيه يقوم الكل

"الذي هو قبل كل شيء. وفيه يقوم الكلّ" (كولوسي 17:1). ما أعظم قدرتك يا إلهي، فأنت الذي تدعو الغير موجود وكأنه موجود لأنك تستطيع خلق كل شيء من العدم. فهذه الكرة التي تسبح

في السماء والتي تحمل البحار واليابسة، فكل ما فيها من صنع يديك. وماذا نقول عن النجوم والكواكب فهذا النظام الرهيب الذي يفوق كل توقّع هو من صنع قدرتك الغير محدودة.

أنت يا رب بيدك تقيم الملوك وتعزلها "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه حيثما شاء يميله. كلّ طرق الإنسان مستقيمة في عينيه والربّ وازن القلوب" (أمثال 1:21). فمن يقف بوجهك يا جبار ومن يستطيع أن يجابهك، هيبتك عظيمة جدا وقداستك لا حدود لها ومعرفتك فوق الجميع "لأنه ليس كلمة في لساني إلا وأنت عرفتها كلها. من خلف ومن قدّام حاصرتني، وجعلت عليّ يدك. عجيبة هذه المعرفة، فوقي أرتفعت، لا أستطيعها" (مزمور 4:139).

بك يقوم الكل يا إلهي،  فمن دونك كل شيء فان ولا وجود له، كل خلية في داخلنا أنت مسببها ما أمجدك وما أعجبك حين أنظر إلى نفسي فأقول كما صرخ  داود "لأنك أنت اقتنيت كليتيّ. نسجتني في بطن أمي. أحمدك من أجل أني امتزت عجبا. عجيبة هي أعمالك، ونفسي تعرف ذلك يقينا" (مزمور 13:139-14).

عنك أيها الرب يسوع دوّن الكتاب المقدس أنه بك كان كل شيء ومن غيرك لم يكن شيء مما كان. وعندك يا إلهي قال الروح القدس بأنك ملجأ المنسحق "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا إلها قديرا أبا ابديا رئيس السلام " (أشعياء 6:9)، وبفمك المبارك تحننت على المتعبين وعلى الخطاة وعلى المشردين وعلى المظلومين وعلى الفقراء وقلت "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا اريحكم" (متى 28:11).

نعم بك يقوم الكل. اجعلنا يا رب نتعلم مهابتك ونفهم حبك الكبير ونلمس حنانك العميق فنأتي إليك خاضعين ثابتين على صخرة قدرتك. فأنت الذي تدعو  الجميع من كل أمة وشعب و لسان إلى التوبة والعودة إلى شخصك حيث هناك نستقي سلاما حقيقيا وغفرانا لا مثيل له.

الله, المسيح, الخالق

  • عدد الزيارات: 6570