تحت جناحي أمي
كم من المرات أتيت لكي تحتمي تحت جناحي أمك الحنونة، وكم مرة بكيت على حضنها ووجدتها تمسح دموعك بمنديلها المليء بتعب الأيام.
وفي الكتاب المقدس نجد الله يقدم الأم بطريقة سامية ومحترمة جدا، فالأم مقدّرة جدا في عيني الله المحب الحنان، فهو الذي وضع فيها تلك الأحاسيس الرائعة والمميزة بإتجاه كل من يحيط بها، وأعطانا عدة أمثلة من كلمته تعبر وتظهر المدى الكبير لمحبة الأم العميقة فحين نتكلم عن حنة العاقر التي منحها الله صموئيل بعد شقاء وعذاب من تعيير الأقارب والأصدقاء، فهي التي صرخت إلى السماء "... يا رب الجنود إن نظرت نظرا إلى مذلة أمتك وذكرتني ولم تنسى أمتك بل أعطيت أمتك زرع بشر أعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى" (صموئيل 11:1). فكم كانت هذه الأم وفية لقد قدمت أغلى ما عندها لأنها بالحق تحيا حياة التقوى والورع أمام الله والناس وقد أظهرت هذا من خلال موقفها المضحّي والمشرّف.
وماذا نقول عن مريم العذراء التي بكل خضوع وخشوع ومحبة كبيرة انسحقت أمام الله حين قال لها الملاك ".. لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع" (لوقا 30:1)، نجدها خضعت وقبلت للأمر النازل من السماء بكل محبة وشغف فرفعت عينيها إلى فوق "فقالت مريم هوذا انا أمة الرب. ليكن لي كقولك" ( لوقا 38:1).
هي التي حملت يسوع المسيح بين أحشائها بكل فرح وسرور، وهي التي كانت تشعر بسلام يفوق كل شيء لأنها خضعت لمشيئة الله في حياتها. ومن ثم ولدت المسيح في مكان حقير وصغير لكن محبتها كانت أكبر من المذود وحنان قلبها أوسع من كل الأماكن، وحين كبر المسيح في الجسد كانت عيناها تلاحقانه من مكان إلى آخر، فهي الأم المليئة بكل المشاعر الطيبة التي تخاف على ولدها من أن يصيبه مكروه وهي الأم التي تريد الأفضل لابنها في كل شيء والمستعدة أن تضحي إلى النهاية .
عزيزي القارىء: إن حنان الأم العظيم هو مثال صغير عن محبة وحنان الله لكل واحد منا. لنتعلم من هذه الأم المضحية والخاضعة والمحبّة فنقدّم كل حياتنا للذي بذل نفسه من أجلنا .
- عدد الزيارات: 10748