هو الطبيب الشافي
حينما يشعر الإنسان بالمرض في جسمه يركض إلى الطبيب مسرعا لكي يعطيه الدواء الصحيح الذي يعالج مكان المرض، فينظر المريض إلى طبيبه بنظرة الإستسلام وكأنه يقول له افعل بي
ما تشاء لكي أشفى من هذه الأوجاع التي تقلق حياتي اليومية وتحرمني من النوم، وعند الشفاء التام يشعر بأن حياته ابتدأت من جديد، وكأنها براعم تتفتح لتتحول لأزهار من أجمل الألوان.
و المرض الأخطر من المرض الجسدي المنظور والمعروف الذي يضرب الجسم فيجعله ضعيفا الخطية، فهذا المرض يحتاج إلى طبيب أخصائي وحده يستطيع أن يستأصل هذا السرطان الروحي الذي يهاجم الروح والنفس والجسد لكي يجعل الإنسان متخبطا ومتمردا ومرهقا وضائعا في ظلمة هذا العالم،
يسوع هو الطبيب الحقيقي الذي يلمس المرض فيجعله من الماضي "كبعد المشرق من المغرب ابعد عنا معاصينا. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه" (مزمور 12:103). لن يستطيع أحد سحق رأس الأفعى التي دمرت عائلات وأبعدت الشباب عن الله لن يستطيع أحد مجابهة هذا الدمار وهذه البشاعة التي أحدثتها الخطية، سوى ذاك الأسد الخارج من سبط يهوذا وحده الطبيب الذي إذ لمس يشفي وإذ تكلم فعل وإذ صرخ تهز الأرض من عظمة صوته الجارف. "الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كلّ أمراضك. الذي يفدي من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة. الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك" (مزمور 3:103).
لا تجعل ثقل الخطية في حياتك تتراجع عن المجيء للمسيح الطبيب الشافي والمخلص والغافر للخطايا، ولا تسمح إلى همسات ابليس أن تتسرب لفكرك وقلبك، فهو يريد أن يبعدك عن السعادة الحقيقية وأيضا يريد لك أن تكون معه في بحيرة النار والكبريت، فالخطية تغش لأنها نابعة من الكذاب وهي قوية ولا تتراجع "لأنها طرحت كثيرين جرحى وكلّ قتلاها أقوياء" (أمثال 26:7). فما عليك يا صديقي سوى الإحتماء تحت يدي هذا الطبيب بالمجيء بطلب التوبة والإيمان معترفا بأن المسيح يريد أن يشفي إلى التمام. فهل تأتي إليه؟
- عدد الزيارات: 14934