بين القداسة والنجاسة
أين هو قلبك أيها الإنسان وبماذا تفكر؟ هل بشهوة ومغريات هذا العالم التي لا تنتهي، وبممالكها التي تبهر العيون، وهل أنت تدور حول نفسك باحثا كيف تترسخ في هذه الأرض وتبقى فكرة صراع البقاء والوجود التي تسود على أعماق ذهنك وقلبك هي المسيطرة، بماذا تفكّر يا صديقي وإلى ماذا ترنو في هذه الحياة القصيرة، فالنجاسة والخطية تملىء الشوارع والأزقة فكيفما نظرت تجد الخطية منتظرة من توقع به، والعالم مليء بالظلمة الحالكة فتجعل الإنسان متخبطا غارقا إلى تحت حيث الشر مهيمن على كل الأمور.
هل هذا هو هدفك السامي من الوجود وهل هذا هو مستقبلك الذي تبحدث عنه، وهناك وفي المقلب الآخر ومن السماء مباشرة الله يناديك لكي ترجع اليه، فمنه تقطر القداسة مثل قطرات الندى عند الهزيع الرابع، ومنه أيضا يخرج كل صلاح لأنه إله صالح. فحضوره وقداسته أعظم من نور الشمس ومن لهيب بركان متفجر "وهذا نادى ذاك وقال قدّوس قدّوس قدّوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" (اشعياء 3:6). وأنت أيها الإنسان أين تريد أن تأخذ روحك، وأين هو مسكنك أهو داخل خيمة النجاسة حيث ابليس متربع هناك يضحك ويكذب ويستميل بك من خلال وشوشاته السيئة التي تجعل القلب خاضع لها، "القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه. أنا الرب فاحص القلب مختبر الكلى لأعطي كلّ واحد حسب طرقه حسب ثمر أعماله" (ارميا 9:17).
الله يدعوك أن تتراجع قبل فوات الآوان، وقبل أن يصيح الديك ثلاث مرات وقبل أن تغيب شمس حياتك إلى الأبد حيث تقفل الأبواب عندها لن تجد فرصة اخرى للتراجع حيث تكون قد سقطت في نجاسة العالم، تعال لتختبأ تحت عبائة المسيح حيث هناك تجد من يحرسك من مخالب النجاسة المفترسة والقاتلة "لأنه ينجيك من فخ الصيّاد ومن الوبأ الخطر. بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي" (مزمور 3:91).
ما أجمل هذه الصورة التي تعكس محبة الله العميقة لنا، فابليس هو الصياد الذي يريد لك الأذية وبالمقابل هناك أجنحة دافئة ورائعة يسمح لنا الله أن نحتمي تحتها وفي ظلها، هي اأجنحة القداسة والطهارة التي تعبّر عن طبيعة الله الصادقة والأمينة. تعال يا صديقي فدرب النجاسة خطر وسيء، تعال وارتمي بين أحضان من أحبك وأسلم نفسه للموت من اجلك، تعال واصرخ من قلبك معترفا بأنك غارق وتحتاج لمن ينتشلك إلى فوق، فبين القداسة والنجاسة تباين كبير حيث تجد في قداسة الله راحة النفس وغفران القلب وسلام الروح، وابتعد عن نجاسة ابليس التي فيها تتجمع كل خطايا العالم وظلمه فالنجاسة نابعة من أعماق الهاوية والقداسة آتية من عمق السماء ومن قلب عرش الله، فماذا تختار يا صديقي؟
- عدد الزيارات: 6650