Skip to main content

تأملات يومية

النافذة المفتوحة

النافذة المفتوحةمحبة الله الغير محدودة لا بزمان ولا مكان هي أسمى من التاريخ وأعمق من الجغرافيا، ولأنها عظيمة بهذا المقدار المدهش وبهذا العمق المحيّر جعلت الله الإبن يسوع المسيح يتنازل من أمجاده المبهرة لكي يقدّم فرصة مميزة وطريق لخلاص الإنسان من الخطية عن طريق نافذة مفتوحة لكل من يأتي:

بإيمان بلا مراوغة: "الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالإبن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 36:3)، المسألة تحتاج من الخاطىء أن يعرف بأن هناك طريقين لا ثالث لهما، إما أن يفهم قصد الله لحياته بأن المسيح يريد أن يمنحه الغفران إذا هو آمن وعندها سينال الحياة الأبدية فيدخل من النافذة ليكون تحت مظلة وحماية المسيح الحصينة، وأما سيكون أمامه الدينونة الحتمية بعد أن يقف أمام عدالة الله لكي يدفع ثمن خطاياه وإن كانت صغيرة أو كبيرة، فماذا تختار يا صديقي؟

بتوبة بلا تراجع: "لأنك إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (رومية 9:10)، إن المجيء للمسيح بتوبة صادقة بدون هوادة أو تراجع وبالتصميم من الفكر والقلب بإتباع المسيح الذي مات من أجلك وقام ظافرا على الموت الذي داسه تحت قدميه وبقوّة جارفة، ليعطيك التبرير من كل خطاياك هو القفزة الحقيقية إلى داخل النافذة المعدّة من الله مباشرة كهبة وهدية لك من الآب السماوي عبر المسيح، فهل تتوب وترجع إليه؟

تقدّم رغم الصعوبات: "لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوّة والمحبة والنصح" (2 تيموثاوس 7:1)، وعندما تدخل يا صديقي من هذه النافذة التي بنيّت بدم بلا عيب دم المسيح من خلال التوبة الصادقة والإيمان الجدي، ستجد نفسك تتقدّم رغم الصعوبات والتحديات الجدية التي ستواجهها من الذي يريد إسقاط الجميع في الهاوية، إنه ابليس المحتال الذي يشّد الجميع معه إلى بحيرة النار والكبريت حيث وعد الله أن تكون المحطة النهائية لإبليس واجناده، ولكن نشكر الله الذي أعطى اولاده نعمة الصبر والقوّة في المجاهدة في حقل الرب والمحبة لكي ينشروا رسالة الغغران للجميع المبنية على نعمة المسيح وليس على استحقاقنا البشري، بقلب صادق وأمين وأيضا منحنا الله النصح والحكمة في كيفية التصرف في مجتمع مليء بالظلمة والخطية والبعد عن وصايا الله، فهل تفكّر يا صديقي بصدق وأمانة بأي إتجاه تريد أن تسلك داخل الطريق المؤدية إلى الهلاك حيث هناك يطلبون الموت والموت يهرب منهم وحيث هناك البكاء وصرير الأسنان، أو تشتاق أن تدخل من النافذة المفتوحة المليئة بالغفران والمسامحة والسلام الداخلي الذي يفوق كل عقل المعدّة لمن يتوب ويؤمن؟

  • عدد الزيارات: 5561