لن تستطيع الهروب
"أين أذهب من روحك ومن وجهك أين أهرب" (مزمور 7:139). لقد ظنّ الكثيرون أنهم يستطيعوا أن يختبؤا من وجه الله، لكي يحيوا كما يحلوا لهم، فمنهم من اختار طريق الفحش، ومنهم من أراد أن يثبت ذاته وقدراته الشخصية، ومنهم من اختار أن يجلس على عرش مملكته الخاصة، ولكنهم جميعا أصبحوا في تاريخ النسيان بعد أن عاشوا حياة الحزن والإضطراب دون أن ينجزوا شيئا للحياة الأبدية، فنحن لا نستطيع أن نهرب من وجهه المنير لأنه:
1-هو يرشدنا: "إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر." (مزمور 9:139). إن ذهبت بعيدا جدا فأنت ترشدني وإن تهت في مهالك العالم فأنت ترجعني وتقودني وتجعلني تحت مشيئتك ومظلتك التي لا مثيل لها، وإن ظننت أنني وحيدا فأنت البوصلة الروحية التي توجّه حياتي لكي أحيا ملكك. فإرشادك واضح ونهاية طريقك هي الثبات في حضرتك، فشكرا لك يا إلهي لأنك أنت المنارة التي تضيء قلبي فتجعلني أرتفع الى فوق.
2-هو يعلمنا: "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك" (مزمور 8:32). هل يوجد أجمل من هذه الصورة أن تجد المسيح دوما ينصحك ويدربك ويعلمك، فهو المعلم النموذجي أقواله تفوقت على الكل، وأفعاله أفحمت الفلاسفة ورجال الدين، لنركع تحت أقدام المعلم لكي نتمتع بنصائحه وتعاليمه المميزة.
3-هو يحمينا: "فهناك تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مزمور 10:139). كما أن النسر بعد أن يطلق فراخه ليعلمهم على الطيران ينزل بسرعة البرق ليحملهم على جناحيه قبل أن يصلوا إلى الأرض، هكذا الله يتدخل دائما لكي يحملنا على الأذرع الأبدية فيحمينا من كل شر مبين، فيمينه دائما حاضرة لكي تضمنا ومهما ابتعدنا ومهما تهنا فهو الراعي الذي يبحث عن خروفه الضال لكي يرجعنا إلى الحظيرة من جديد. فشكرا لك إلهي على حمايتك.
صديقي العزيز :مهما حاولت الهروب أو الإختباء من وجه الله، فالمبادرة من قبله دوما مفتوحة لكي يرشدك ويعلمك ويحميك، ولكي يقدم لك الأفضل دوما من محبة وغفران فلا تهرب منه.
- عدد الزيارات: 7731