الرجوع الى الصلاة
"استمع يا ربّ. بصوتي أدعو فارحمني واستجب لي لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي. وجهك يا ربّ أطلب." (مزمور 7:27). العالم مبتعد عن عبادة الله، ومرتبك بأمور الحياة التي لا تنتهي في مشغولياتها وعوائقها، ولا يريد أن ينظر إلى فوق وكأن هناك حاجز كبير بين السماء والأرض من رصاص أو من حديد قد أثبت، فلا من يستجيب ولا من يطلب. ووسط هذه الظروف الصعبة التي تعيشها معظم الشعوب على الكرة الأرضية، على المؤمن الحقيقي بالمسيح أن يرجع إلى الصلاة الجديّة لكي يخرق هذا الحاجز الكبير فصلاته:
1- تحرك قلب الله: "إلى متى يا ربّ تنساني كل النسيان. إلى متى تحجب وجهك عنيّ" (مزمور 1:13). الله لا ينسى أبدا ولا يبتعد عن شعبه ولكن أعمال الإنسان الشريرة قد أغضبت الله كثيرا فحجب وجهه عنا كما حجبه عن شعبه في العهد القديم حين صنعوا العجل الذهبي لكي يعبدوه بينما موسى ساجدا في الجبل يتلقى الوصايا العشر من الآب السماوي، علينا أن نسجد كما سجد دانيال بمثابرة وكما كان يوسف يصلي في السجن، طالبا من الله أن يتدخّل من جديد في النفوس فهو يريد أن يخّلص، فصلاتنا سوف تحرك قلب الله ليضع يمينه الرائعة على ضمائر الشعوب لكي تنظر من جديد إلى فوق.
2- تحوّل الأنظار إلى الخالق: "هذا المسكين صرخ والربّ استمعه ومن كل ضيقاته خلصّه" (مزمور 6: 34)، لا نجد في كل الكتاب المقدس شخصا رفضه الله بعد أن تاب، فقوّة الصلاة من أجل الذين نحتك بهم يحوّل قلوبهم إلى الخالق، وهو لا يرفض أحد، فالرجوع إلى الصلاة النابعة من القلب تحدث تغيّرا جذريا في المجتمعات، فذلك الخاطيء يحتاج إلى أن يصلي طالبا الغفران والمسيح مستعد دوما ليفتح الباب، ونحن علينا أن ندعمه بالصلاة لكي تبدأ رحلته مع الله بنصرة وإندفاع، فنعم الصلاة النابعة من القلب تحوّل الأنظار نحو الخالق.
3- تحدث نهضة وسط الشعب: "أما أنا فعلى رحمتك توكلّت. يبتهج قلبي بخلاصك. أغني للربّ لأنه أحسن إليّ" (مزمور 5:13). نحن دوما نحتاج إلى وجود الروح القدس في الوسط، ونريد أن يكون عندنا ركاب ساجدة امام الله سائلين أن يمنحنا نهضة روحية تشعل قلوبنا لربح النفوس وللعيش بقداسة، فالعالم يئن وأولاد الله يقفون متفرجين دون حراك، علينا أن نشدّ العزم في علاقتنا الحميمة مع المسيح فصلاتنا ستجعل المواسم الروحية مليئة بالثمار وسيأتي الكثير من الخطاة لطلب الغفران فصلاة المؤمن تقتدر كثيرا في فعلها، وأيضا علينا أن نترجم هذه الطلبات بأن نكون دوما حاضرين للخدمة وللطاعة فالله يريد أن يحدث نهضة وسط الشعب.
عزيزي القاريء، إن كنت لم تأتي إلى المسيح بعد بالتوبة والإيمان، الباب مفتوح الآن لكي تلتجأ إليه بالصلاة الخاشعة والشفافة واعترف له بخطاياك فهو أمين وعادل لكي ينقذك ويعطيك الغفران الكامل، وإذا كنت مؤمنا بالمسيح ولكنك بعيد تعال من جديد وارجع اليه بالصلاة لكي تطلب منه أن يحدث عاصفة روحية في قلبك وذهنك لكي تكون شاهدا حقيقيا عن عمل المسيح في حياتك."ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 51 : 17).
- عدد الزيارات: 7927