Skip to main content

تأملات يومية

وحده يخرق المستحيل

وحده يخرق المستحيل"قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر" (أيوب 2:42). العالم يبحث عن حياة أفضل، وأيضا العالم يريد من ينقذه من هذه الدوامة المرهقة التي يحيا بها، ففي معظم الأحيان يشعر باليأس الكبير وبالظلمة التي لا تفارقه، فالكون بإسره يريد من ينقذه من مهالكه، والله الجالس على العرش دوما وفي كل المراحل التاريخية كما هو الآن يقدّم الحل الحاسم، فالمسيح وحده يخرق المستحيل لأنه منفردا:

1- يبدّل الخطية إلى نور: "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أمّة مقدسة شعب اقتناء لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب" (1بطرس 9:2). وحده يسوع يستطيع أن يخرق المستحيل ليبدّل الخاطىء المليء بالظلمة والبعيد عن الله إلى إنسان عاقل مليء بالنور وفيه ملء الروح القدس، فيجعله حاملا لأعظم رسالة في العالم ليقدمها للجميع بروح المحبة والإندفاع، فالمسيح يجعل من الموت حياة ومن الخطية قداسة ومن الهروب رجوع إلى قلب الله، ما أعظم رحمتك يا رب فأنت تخرق المستحيل لتجعل من هذه المفاهيم السماوية أن تكون حقيقة في حياتنا، فتدخل في عمق الخطية لتبدلها إلى نور وغفران يشّع وسط الجميع.

2- يقلب اليأس إلى أمل: "انتظر الرب ليتشدد وليتشجع قلبك وانتظر الرب" (مزمور 14:27). ما أروع تدخلك يا سيدي يسوع وسط اليأس فتفتح باب الأمل بقوّة شديدة وما أطيب لمساتك للإنسان الذي يغرق في بحر من الظلمة فتأتي لتغيّر المستحيل إلى أمل ورجاء، فتقلب كل شيء إلى الأفضل فيصبح الحزن فرح وتبدّل الغرق إلى نجاة، فعندما تقود السفينة لا خوف من العواصف ولا خوف من الأمواج العاتية فأنت بالحقيقة تخرق المستحيل.

3- يجعل من الضعف قوّة: "فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوّتي في الضعف تكمل" (2 كورنثوس 9:12). الإنسان الضعيف يشعر بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئا في هذا العالم، ولكن المسيح غيّر هذه المعادلة إذ جعل من ضعف بولس الرسول قوّة لا تجابه ومن كل التلاميذ ورغم جهلهم جعلهم أبطال في نشر الكلمة فانتشرت المسيحية كالنار في الهشيم، فلا ريب بذلك فحيث يلمس المسيح يتبدّل كل شيء، الضعف يصبح قوّة فالمسيح يرفع المتضعيّن ليعلمنا درسا رائعا في الحياة المسيحية فهو يريد أن يخرق المستحيل ويبدّل كل التراخي إلى قوّة تستطيع من خلالها أن تشق الطريق في حياة مليئة بالإنتصار.

عزيزي القارىء: الرب يسوع يريد أن يجعل منك بطلا رغم شعورك بالإنهزامية، انظر إلى فوق حيث المسيح جالس عن يمين العظمة ويريد أن ينزل علينا بالمفاهيم السماوية كما أنزل المن والسلوى على شعبه في العهد القديم فاستعد لهذا بقلبك وعقلك، فالمسيح وحده يخرق المستحيل!!! 

  • عدد الزيارات: 6866