من وراء الأفق البعيد
لا بد وأنت تنظر من وسط ضبابية هذا العالم المحيّر في ظلمته وقساوته، ولا بد وأنت تبحث عن الحقيقة وسط أكاذيب العالم الخالي من الحق، أن تكتشف من وراء الأفق البعيد لمسات الله القدير المحب لتختبر أنه:
1- يوجد رجاء: "وعلى اسمه يكون رجاء الأمم" (متى 21:12). نعم من وراء هذا الأفق البعيد نزل المسيح من عرشه السماوي ومن أمجاده التي لا توصف، ليكون رجاء للأمم، كسهم حاد يخرق اسمه في قلب الإنسان وكمياه باردة للنفس العطشانة هو لكل من يأتي إليه، نعم وسط الغموض ووسط عدم انكشاف الرؤيا يوجد رجاء لا مثيل له لأن الله مباشرة وعد أن يكون على اسمه رجاء الأمم.
2- يوجد تدخّل: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (متى 28:11). يداه مفتوحتان للجميع وقلبه يتسّع لكل الخطاة التائبين واسمه يفوق كل الأسماء ومجده عال وسام جدا، ومهما كان حملك ثقيلا ومهما كانت خطاياك انظر من الأفق البعيد وسوف ترى ذراعيه الحنونتين ترحب بك فتعال مسرعا إليه دون تحفظ ودون أن تنظر إلى الوراء فستجد راحة لا مثيل لها وسلام يتحدى الظروف ويحطّم اليأس والفشل فهو نابع من رب الكل.
3- يوجد خلاص: "وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه" (لوقا 69:1). أجرة الخطية هي موت وهذا هو مصير كل الخطاة. ولكن من هناك ومن الأفق البعيد جاء الخلاص والغفران وجائت معه الرحمة من الذي يحمل قلبا مفعم بالمحية والمسامحة، نعم جاء المسيح لكي يخلص ويطلب ما قد هلك، لا تستغرب ولا تندهش أيها الإنسان إذا كنت غارقا تحت براثم الخطية، فالله أقام قرن خلاص وغفران في بيت داود فتاه. من وراء الأفق البعيد ومن وسط كل الهموم والمشاكل ومن وسط الظلام هناك نور وهناك غفران وهناك خلاص ينادي الجميع دون تحيّز، ليعلن للملء أن يسوع المسيح هو مخلص العالم.
- عدد الزيارات: 7913