هل تتخيّل العالم من دون المسيحية؟
"أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جبل" (متى 14:5). هل تتخيّل كيف سيكون العالم بدون طرح المسيح ومن دون شعب مسيحي حقيقي يطبّق كلمة الله بين هذا الكمّ الكبير من الشعوب؟ هل تتخيّل كيف سيكون العالم لو أغلقت النافذة الروحية بين الأرض والسماء؟ هل تتخيّل كيف سيكون الكون من دون خلاص ولا مسامحة ومن دون لمسات تشجّع وتبلّسم الجراح؟ تخيّل أن الكون هو:
1- عالم خال من المحبة: "وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلوا لأجل الذّين يسيئون إليكم ويطردونكم" (متى 44:5). لا يوجد أسمى ولا أرقى من هذا الكلام الرهيب، فالمسيح يأمر شعبه بمحبة الغير بصدق وشفافية، فهذا يجعل أخيك بالإنسانية أن يقترب منك ويقدّر لك هذه المعاملة، ولو كانت هذه المحبة النابعة من عمق طبيعة الله غير موجودة اليوم في عالمنا، لوجدت الشعوب تأكل بعضها وتهشّم حتى نفسها. فهذه المحبة أدخلت ميزان المسيح مقابل كل الشرور وبدونها سيكون كل شيء تحت كارثة قبضة إبليس التي لا ترحم.
2- عالم خال من السلام: "وأي بيت دخلتموه فقولوا أولا سلام لهذا البيت" (لوقا 5:10)، ما أجمل أن يتمتّع الإنسان بقلب مليء بالسلام والطمأنينة مع الله ومع النفس وأيضا مع الغير، فسلام المسيح يفوح في أرجاء حياة المؤمنيين به، وإذا كان العالم بدون هذه الحفنة الصغيرة التي تزرع السلام أينما وجدت سيكون مصير الكون أسوأ بكثير وبانحدار نحو أفق مغلق، ستجد عندها الحقد والبغض و الكره الكبير هو المسيطر في كل مكان ولن تجد أي وردة تفوح منها رائحة سلام المسيح الذي يفوق كل عقل. فهل العالم يتحمّل هذا الأمر؟
3- عالم خال من الغفران: "حينئذ تقدّم إليه بطرس وقال يا ربّ كم مرّة يخطىء إلىّ أخي وأنا أغفر له. هل إلى سبع مرّات" (متى 21:18). المسيح قدّم نفسه على صليب الجلجثة من أجل إعطاء الغفران لكل من يأتي إليه، وقد علّم أتقيائه بأن يغرسوا هذا الغفران في قلوبهم ليتغلغل بطريقة إيجابية في عالم الحقد لكي يختمّوا بصمة ليكون عنوان عريض بأن شعب الله الحقيقي يغفر من القلب بكل صدّق وأمانة. فهل نتخيّل حياتنا اليومية بدون غفران؟ وأخيرا ماذا سيحّل بهذا العالم بدون باقة ورود آتية مباشرة من تعاليم المسيح من محبة وسلام وغفران، فالمسيحية التي يترأسها المسيح تدخّل للمجتع كل شيء إيجابي فهي النور الساطع وسط الظلمة وأيضا هي المنارة التي توجه أنظار السفن الخاطئة بإتجاها نحو المسيح. فهل تتخيّل العالم من دون مسيحية؟...
- عدد الزيارات: 5056