حكايتي مع المسيح
أنا الموقّع أدناه خاطىء مغسّل بدم المسيح، حكايتي مع الرب يسوع بدأت منذ خمسة وعشرون سنة حيث كنت فتى أرعن لا يهمني أي شيء في الحياة سوى أن أفرح على طريقتي وكما يحلو لي وكأنني ممسك بكل فرح العالم. وبدأت الحيرة تدق أبواب قلبي فشعرت أن هذه السعادة هي كبخار يظهر قليلا ومن ثم يضمحل.
وكغيمة في ليال الصيف التي تذهب بلحظات، فانكسر قلبي من الحزن الشديد وتحطم حلمي الكبير الذي كان يراودني منذ الطفولة، فاكتشفت أن كل ما كنت أسعى إليه هو وهم وسراب وكأن هناك صخرة كبيرة كنت أركن عليها وتحطمت فأصبحت كرماد يتطاير في كل مكان، هذه هي السعادة المزيفة الخارجة من قلب العالم.
وفي تلك اللحظات الموحشة التي كنت أحياها، كان الله بمحبته التي تفوق كل عقل، يدبر لي أفق واسع يتخطى كل الظروف، هناك وفي المدرسة التي كنت أجلس على مقاعدها كان الأستاذ يقدم العلم الخارج من عقله النيّر بطريقة مدهشة، وفي نفس الوقت طرح لي رسالة الخلاص الخارجة من قلبه المفعم بالمحبة للآخرين. إنه استاذ الفيزياء اتذكر وجهه الذي يشع منه سلام المسيح، فبدأت الأسئلة تجول في خاطري لماذا أنا احيا في ضياع واضطراب وهو تفوح منه رائحة يسوع الزكية؟
ومع الأيام بدأ النقاش الروحي معه عن طريق الرسائل المدّونة على دفتر خاص بهذه الأمور، وهو دوما كعادته لم يبخل علي بالإجابة عن كل أسئلتي، وجاء يوم الحسم الكبير دعاني إلى مؤتمر للإستماع للوعظ وللتمتّع بالترنيم الخارج من أفواه وقلوب الكبار والصغار، فلبيّت الدعوة بسرور، وهناك وعلى منبر خشبي متواضع كان يقف أحد خدّام المسيح يعظ عن محبة المسيح المدهشة للخطاة، وقدّم في نهاية العظة دعوة لكي نرفع قلوبنا لطلب المسيح كرب ومخلص. في تلك اللحظات شعرت بذراع الرب تدفعني بقوّة شديدة لا توصف لكي أتقدّم بالتوبة لطلب الغفران، فرفعت قلبي أمام الله تائبا منسحقا، فكانت القفزة الرائعة من الموت إلى الحياة بالمسيح يسوع ومن الظلمة إلى النور "إذا إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" (2 كورنثوس 17:5).
ومنذ خمسة وعشرون سنة إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها حكايتي لم أتذكّر يوما نسيني المسيح، فعندما أجد نفسي في حزن هو دائما يبلسم الجراح ليرفعني من جديد على أجنحة النسور فأحلق فوق المشاكل والهموم، وعندما أجد فكري في حيرة لاتخاذ أي قرار هو يفتح الأبواب أمامي، فوعوده الثابتة والرائعة تغلغلت في ذهني حتى أصبحت في كياني وجزء لا يتجزء من حياتي، فعندما يقول في المزمور 32 "أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك عيني عليك" أشعر وكأنه يقف أمامي ليشجعني لكي أتقدم في الحياة المسيحية بخطوات لا تتزعزع.
فها هو اليوم يدعوني لكي أحمل راية المسيح بين الجميع، فأطلب منه أن يقوّيني لكي أكون بركة وملح صالح لكي أتمثل بالذي أحبني ومات من أجلي. فهل تأتي إليه يا صديقي لكي تتلذذ بالغفران والسلام والفرح الخارج من قلب الله.
- عدد الزيارات: 5251