Skip to main content

تأملات يومية

من وسط لدن الله

من وسط لدن الله"لأن أرضا قد شربت المطر الآتي عليها مرار كثيرة وأنتجت عشبا صالحا للذّين فلحت من أجلهم تنال بركة من الله" (عبرانيين 7:6). لا تتوقع مبادرات عظيمة عبر الإنسان ولا تتوقع مساعدة جديّة من أي صديق ولا تتكّل على ذراع البشر لأنك ستجد نفسك في فشل كبير وفي إحباط رهيب، لهذا انظر إلى فوق فمن لدن السماء ومباشرة من عرش الله سيأتي العون الثابت والراسخ وستجد ثلاث أمور أساسية آتية من جوهر عرش السماء:

1- لمسات دافئة: "إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر. فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مزمور 9:139). عند هبوط عزيمة الإنسان وعند الهروب إلى الأفق البعيد حيث لا رجاء ولا أمل ستجد نفسك في حيرة وضياع وستجد السلام مفقود من حياتك عندها إفتح كلمة الله وتذكر وعوده، وستجد لمسات دافئة وعميقة تلمس قلبك وفكرك وذهنك، فاعلم أنها آتية من لدن الله القدوس.

2- بركات عجيبة: "قائلا لي لأباركنّك بركة وأكثرنك تكثيرا" (عبرانيين 14:6). من هناك من حيث لا يستطيع أحد أن يدنى منه، تأتي بركات تغمر النفوس والعقول، فتنزل كما نزل المن السماوي على شعب الله في العهد القديم وتدهش كما أدهشت السلوى الجميع، بركاته مميزة وكثيرة جدا تأتي في الوقت التي لا تتوقعه لكي تعكس تعزية وفرح، فتقلب الظروف الصعبة إلى رجاء وأمل ومحبة. فهذه البركات حقا آتية من لدن الله.

3- أمانة ثابتة: "أنه من إحسانات الرب أننا لم نفنا. لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كلّ صباح. كثيرة أمانتك" (مراثي إرميا 23:3). هو أمين وعادل ولا ينكر ذاته، لهذا أحب الجميع للمنتهى، ولهذا أيضا ينظر إلينا بحنان، ولهذا نجده دائما يقف معنا ليعين ضعفاتنا في الوقت المناسب، فنحن أشخاص غير أمناء نحتاج دائما أن نتذكر بأن المسيح بذل كل شيء من أجلنا فلنتعلم كيف نكون أمناء طائعين، فكل ما هو جيد في حياتنا هو من وسط لدن الله المميز.

  • عدد الزيارات: 6253