الحية القديمة
"فطرح التنّين العظيم الحية القديمة المدعو إبليس والشيطان الذي يضلّ العالم كلّه طرح إلى الأرض وطرحت معه ملائكته" (رؤيا 9:12). بما أن الشيطان ماكر وذكي جدا، فهو قادر أن يبتدع طرقا وأنواعا متعدّدة لممارسة نشاطه التضليلي والعدائي والقتال. فهو تارة يتصرف كحيوان مفترس وطورا يظهر كملاك نور، وذلك حسبما تقتضي المعركة ضد النفوس التي يحاربها، أما نشاطات الشيطان العدائية فهي موجهة في كل اتجاه، ضد الله والمسيح والأمم وغير المؤمنين والمؤمنين على السواء، ومن أعماله الإحتيالية:
1- تجاه الله: "بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان عارفين الخير والشر" (تكوين 5:3). منذ القديم إبليس يستعمل هذه الأسايب الخداعة، همس في أذن حواء وجعلها تقع في التجربة هي وآدم، فكانت أعماله بإتجاه الله لكي يفشّل العلاقة بين الخالق والإنسان. فلنحذر من الحية القديمة!!!
2- تجاه المسيح: "وأضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها" (تكوين 15:3). ومنذ ذلك الحين وإبليس يحاول أن يعطل خطة المسيح كإبن الله وغافر الخطايا، حتى جاء إبليس للمسيح في البرية ليجربه في وقاحة كبيرة، لكن المسيح أفحمه وجعله يتراجع ولكن إلى حين وهذا بسبب إحتياله فهو يريد أن يبعد المسيح عن الصليب ولكن يسوع ظل مصمما بسيره نحو الجلجثة وهناك سحق رأس إبليس من خلال موته عن ذنوب البشر. فلنحارب الحية القديمة!!!
3- تجاه العالم: "وقال له إبليس لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهنّ لأنه إليّ قد دفع وأنا أعطيه لمن أريد" (لوقا 6:4). ولأنه الآن هو رئيس هذا الهواء ويتحكّم بالعالم محاولا أخذ معه أكثر عدد ممكن من الناس إلى بحيرة النار والكبريت بإبعادهم عن غافر الخطايا يسوع المسيح، فهو يستطيع أن يظهر كأنه ملاك نازل من السماء أو شخصية أرضية معروفة ومحبوبة. فلنتنبّه من الحية القديمة!!!
4- تجاه المؤمنين: "لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم" (1 يوحنا 16:2). إبليس يدخل بين المؤمنين ليفشلّهم في حياتهم المسيحية، فيبتعدون عن كلمة الله الحية ويجعلهم يعيشون الفتور والجهل الروحي وهذا خطر جدا، فلنتيقن من الحية القديمة!!!
نشكر الرب لأن المشهد الذي رآه الرب يسوع عن سقوط الشيطان يؤكد أنه تحت دينونة الله، ولا يمكن أن يستمر حرا طليقا من دون محاسبة. أما عن مصيره النهائي فسيقبض عليه ويقيد ويطرح في الهاوية، ومع هذه النهاية ستنتهي فعالية الشيطان ويمضي نظام عالمه الشرير. وحتى ذلك اليوم علينا وبقوّة المسيح أن نغلب إبليس بإيماننا الغالب بالمسيح.
- عدد الزيارات: 7100