خدمة الملائكة
"أليس جميعهم أرواحا خادمة مرسلة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عبرانيين 14:1). خلق الله الملائكة لخدمته في هيكله الكونيّ عبر خدمتهم له ولشعبه. فهم ليسوا كائنات تخدم بل تخدم ولا تعبد بل تعبد:
1- الملائكة تخدم الله: "باركوا الربّ يا جميع جنوده خدّامه العاملين مرضاته" (مزمور 21:103). الملائكة تجتمع أمام الله لتتلقى التعليمات لخدمته، وتهتف فرحا بأعماله، وتضع ذاتها وقدراتها طوعا تحت تصرفه، وهم أيضا يدعون الخليقة جمعاء لتشاركهم في عبادة المخلص الجالس في وسط العرش، كل الملائكة تخدم الله بفرح ونشاط بدون تذمّر وبلا ملل بطاعة مميزة ورائعة. فهل نتمثل فيهم!!!
2- الملائكة تخدم المسيح: "وأيضا متى أدخل البكر إلى العالم يقول ولتسجد له كل ملائكة الله" (عبرانيين 6:1). كان من دواعي سرور الملائكة خدمة المسيح المتجسد وأن تنشط في خدمته، فها الملاك جبرائيل يبشر مريم ويوسف بمولد المسيح وعندما تراءى الإله الأزلي للملائكة على الأرض ،أسرع ملاك وقاد جمهورا من الملائكة السماويّن مسبحين الله بفرح عظيم ومبشّرين رعاة بيت لحم بمولد مخلّص هو المسيح الرب في مدينة داود. ويؤكد الملائكة في كل مراحل التاريخ أنهم جنود أوفياء لله الإبن. فهل نفعل مثلهم!!!
3- الملائكة تخدم المؤمنين: "إلهي أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود فلم تضرّني وجدت بريئا قدامه وقدّامك أيضا أيها الملك لم أفعل ذنبا" نرى أن الله في كل العهود خصّ الملائكة بحماية شعب الله كل مؤمن بمفرده، فيأتي الملاك ليسد أفواه أسود وفي العهد الجديد نرى الملائكة ناشطة في توجيه المبشرين إلى حقول الخدمة، ومراقبة عمل البشارة في العالم فهي تفرح وتهتف عند توبة النفوس ورجوعها للمسيح. ومن الضروري أن يذكر المؤمنون أن الملائكة تنزل شخصيا لتحملهم إلى ديار المجد عند الموت والإنفصال عن الحياة الأرضية، فهل هم قدوة لنا!!!
4- الملائكة تعمل في العالم: "ولكنني أخبرك بالمرسوم في كتاب الحق ولا أحد يتمسك معي على هؤلاء إلا مخائيل رئيسكم". الله يستخدم الملائكة ليراقبوا الدوّل وحكامها، وأيضا هي تؤثر في قرارات الدول وقادتها، وتتدخل في إنهاء حكمهم وفي دينونتهم، وفي إهلاك المدن الشريرة وأيضا الملائكة لها دور في الفصل بين الأشرار وشعب الله وسيكون لهم الدور الفاعل في إنزال الدينونات على العالم في الضيقة العظمى. فهل نتّعظ منهم!!!
نحن نريد أن نتعلم من الملائكة كيف يكونوا جاهزين ومكرسين لخدمة الرب وعبادته، وأيضا كيف هم مستعدون لخدمة غيرهم من دون أن يطلبوا ما لأنفسهم.
- عدد الزيارات: 7322