قيامة تتطلّب قرار جريء
القبر هو آخر طريق رحلة الإنسان في الجسد، فهناك يرقد ويبدأ بالذوبان مع تراب الأرض لكي يتم ما قيل بالكتاب "بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنك تراب وإلى تراب تعود" (تكوين 19:3). ولكن هذا الأمر لا ينطبق على المسيح الذي إذا ذهبت إلى قبره تجده فارغا، فالمسيح قام من الأموات وهو الآن حي جالس عن يمين الآب يشفع فينا، وقدم الكثبر من البراهين عن قيامته ومنها:
1- القبر الفارغ: "ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلمّا انظرا الموضع الذي كان الربّ مضجعا فيه" (متى 6:28). نعم القبر فارغ، فالمسيح قام من الأموات وارتفع إلى السموات ليكون هو المحامي والمخلص، وهو يريد منك إذا كنت لا تزال ميتا في الذنبوب والخطايا متخبطا في حياة مضطربة وحزينة، أن تأخذ مشروع الله الخلاصي على محمّل الجد الذي بدأ بالتجسد ومن ثم الصليب إلى القيامة المجيدة. فهل يكون قرارك الإيمان بالمسيح!!!
2- ظهورات الرب المقام: "ولما قالت هذا إلتفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفا ولم تعلم أنه يسوع. قال لها يسوع يا امرأة لماذا تبكين من تطلبين ... قال لها يسوع يا مريم، فالتفتت تلك وقالت له ربوني الذي تفسيره يا معلّم" (يوحنا 16:20). لقد قصد الرب أن يظهر أولا لمريم لكي يفحم جميع الذي يدّعون العفة فالذي أخرج منها سبعة شياطين كان لها النصيب لكي تكون الأولى التي تشاهد المسيح بعد قيامته، نعم المسيح يريد من خلال هذه القيامة المجيدة أن يمحو خطاياك مهما كانت كبيرة، فهل يكون قرارك إتباع المسيح!!!
إن قيامة المسيح التي داست قوات الجحيم، والتي كانت عربون عن مصداقية الرب وعن رسالته الرائعة حيث هو يريد خلاص النفوس البعيدة الخاطئة، تدفع بالإنسان البعيد لكيما يتخذ القرار الجريء بإتباع المسيح لكي يرفع علم الرب يسوع عاليا فوق حياته وطموحاته وعلاقاته الإجتماعية، ولكي ينال غفران الخطايا من خلال نعمة غنية جدا. في هذه الأيام التي يتذكّر فيها العالم المسيحي قيامة الرب المجيدة يحتاج كل إنسان أن يقف ويفكّر جيدا بمصيره الأبدي أين سيكون بعد الموت، فالمسيح فاتح ذراعيه التي سمرّت على صليب العار ليقدّم لك دعوة الخلاص، فهل تأخذ هذا القرار الجريء !!! "قد محوت كغيم ذنبوك وكسحابة خطاياك. إرجع إليّ لأني فديتك" (أشعياء 22:44).
- عدد الزيارات: 5373