آلام الصليب
"وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتىّ الموت موت الصليب" (فيلبي 8:2). لم يتهرّب المسيح من رهبة صليب الجلجثة، لكنه بعزم وبتصميم ورغم كل ما كان ينتظره من ألم جسدي وروحي ونفسي، ذهب حتى النهاية ورفع عينيه إلى فوق وقال "قد أكمل" ونكّس الرأس وأسلم الروح، فالمسيح على تلة الجلجثة قدّم نفسه ذبيحة وتحمّل:
1- الآلام الجسدية: "فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضا بهذه النيّة. فإن من تألم في الجسد كفّ عن الخطية" (1بطرس 1:4). عندما طلب الماء سقوه خلا وطعنوه بحربة في جنبه، بصقوا عليه وسخروا منه، أما هو فلم يفتح فاه وكل هذه الآلام من أجل أن يعطينا غفران الخطايا.
2- الآلام اللاهوتية: أما الرب فسرّ بأن يسحقه بالحزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثم.." (أشعياء 10:53). نعم هو الله الابن الذي صلب بين الأرض والسماء، فعذاباته اللاهوتية لا تقّل شدّة عن ألم الجسد، فالذي حل فيه كل ملء اللاهوت جسديا صلب، ومن عظمة ورهبة هذا الحدث انشق حجاب الهيكل من فوق الى أسفل.
3- الآلام النفسية: "هكذا المسيح أيضا بعد ما قدم مرّة لكي يحمل خطايا كثريين ..." (عبرانيين 10:9). من داخل فكره وعقله وقلبه تحركت العذابات، هذا لأنه حمل وزر خطايانا جميعا على كتفيه، فكان الألم الأعظم، نحن نستحق الصلب والدينونة وأما هو فارتضى أن يكون البديل عنا.
- عدد الزيارات: 10005