سقوط الجبابرة
"إذا انقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل" (مزمور 3:11). عبر التاريخ القديم والحديث سمعنا عن أشخاص كانوا عظماء من حيث القوّة والجبروت، وعندما ماتوا لم يعد أحد يذكرهم رغم كل ما كانوا يملكون من سلطة ومال وذكاء، واليوم هناك الكثير من الذين يرمون أحمالهم ومشاكلهم على أشخاص مهمّين في نظرهم بأنهم سيجدون الحل، ولكن مع مرور الأيام يكتشفون أنهم يتّكلون على سراب لا ينتهي وبدون نتيجة.
هناك شخصية مميزة شقت التاريخ إلى نصفين شخصية يمكن الإركان عليها، شخصية دخلت بتواضع كبير الى هذا العالم وغيرت القلوب بقوّة غفرانها، شخصية لا يمكن تجاهلها أو نسيانها، إنها شخصية المسيح التي تتميز بأنها:
1- شخصية أزلية: "أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 2:5). بالمسيح فقط نستطيع أن نحيا ونتحرك ونوجد، فهو أزلي لا بداية ولا نهاية له، منه تخرج ينابيع الحياة، لهذا تستطيع أيها الإنسان أن تضع عليه آمالك ومستقبلك وستكون بين أيدي أمينة الذي إن قال فعل!!!
2- شخصية محبّة: "ليس لأحد حبّ أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبّائه" (يوحنا 13:15). هؤلاء الجبابرة الذين سقطوا لم يقدموا شيئا من أجل شعبهم، بل كانوا يطلبون المزيد من الإرتفاع والتكبّر، أما الرب يسوع فاضت محبته إذ حمل هو كل خطايانا. فمصداقيته الكبيرة تجعلنا نلتجأ إليه لنطلب العون منه من المهالك المحيطة بنا وهو حتما إن قال فعل!!!
3- شخصية جبّارة: "لماذا تطلبن الحيّ بين الأموات. ليس هو ههنا لكنّه قام" (لوقا 5:24). لا مجال للمقارنة بين المسيح وكل عظماء ومشاهير الأرض، فقبورهم تشهد عن تحلل أجسادهم في التراب، أما هو فقبره فارغ ويشهد عن مدى عظمته وقوّته وجبرورته، هم رحلوا الى المجهول الرهيب، أما المسيح هو هو أمسا واليوم والى الأبد ملك الملوك ورب الأرباب، الذي إن قال فعل!!!
- عدد الزيارات: 7713