إصحاح 8، آية 7
7-"مياه كثيرة لا تستطيع ان تطفئ المحبة والسيول لا تغمرها. ان أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار".
ان المحبة الإلهية هي أسمى من كل مقاومات الأعداء، ولا شيء يستطيع ان يعمله البشر أو الشيطان يمكنه ان ينتصر عليها. تأمل في تاريخ الكنيسة، أو في حياة المؤمنين أفرادا، ومن بينهم تلاميذ الرب المحبوبين عندما كان هو له المجد هنا في هذا العالم، فكم ظهر منهم من عدم إيمان ومحبة ذات، وثقة ذاتية، ولكن كان "لظى الرب" قد أحرقها كلها. لقد كانت انتصرت محبته على هذه كلها فلم تستطع "المياه الكثيرة" ان تطفئها. نعم لقد كانت في كل واحد منا أشياء كثيرة تطفئ محبة الجميع من نحونا عدا محبته هو. أنها لن تنطفئ، فهي محبة أبدية، وهو تبارك اسمه يحبنا الآن _ في هذه اللحظة بقدر المحبة التي أحبنا بها عندما بذل نفسه لأجلنا على الصليب. مبارك اسمه المعبود إلى الأبد.
* * *
ما أجمل ان نطيل التأمل في محبة ابن الله القوية والتي تفوق الإدراك، ولا توجد ثروة في العالم تستطيع ان تعادل قيمة هذه المحبة أو تنيلها "ان أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر احتقار" وأين نجد محبة مثل هذه؟ أنها في قلب ربنا يسوع وحده "الذي أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا"(أف5: 2) "بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لأجلنا" (1يو3: 16). لقد كان كل واحد منا بمفرده في قلب الرب يسوع لما كان على الصليب. صحيح ان هناك وجها عاما لموته، فقد "مات لأجل الجميع" (2كو5: 15) أنه "بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1تي2: 6) ولكن من جهة المختارين _أولئك الذين أعطاهم الآب له_ فقد بذل نفسه لأجل كل واحد منهم شخصيا، ويستطيع كل مؤمن ان يقول "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي"(غل2: 20) لقد أعطى له المجد أكثر من "كل ثروة بيته" أنه أعطى نفسه، وأي شيء أقل من ذلك غير كاف لان يبين محبته أو ان يجذب قلوبنا إليه لنحبه، وإذ ندرك بان ابن الله قد أحبنا _ أحب كل واحد منا فأننا نحبه محبة قلبية صادقة، فان محبته التي بيّنها في بذل نفسه لأجلنا لا يمكن ان "تحتقر". وإذا كنا نطيل التأمل في محبته لنا وبذل نفسه _حياة الغالية لأجلنا فأننا بدورنا نحبه محبة تقودنا إلى تسليم ذواتنا بجملتها له عالمين أننا إذا قدم أي منا "كل ثروة بيته بدل المحبة (محبة قلوبنا له فأنها) تحتقر احتقارا".
فان بذلت ثروتي وكل مالي باختيار
فكل ذا في حبه يرى بعين الاحتقار
* * *
- عدد الزيارات: 3804