إصحاح 4، آية 15
15-"ينبوع جنات بئر مياه حية وسيول من لبنان".
يصف العريس عروسه مرة أخرى بأنها "ينبوع" وأنها "بئر مياه حية" وفي هذا إشارة واضحة إلى عمل الروح القدس في المؤمن الحقيقي، فقد نادى الرب في اليوم الأخير العظيم من العيد قائلا "ان عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه لان الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد لان يسوع لم يكن قد مجد بعد"(يو7: 37-39) فالروح القدس قد أعطي من السماء ليسكن في جميع أولاد الله المؤمنين الحقيقيين لكي يكونوا كجنات مثمرة لمجد المسيح ولبركة الآخرين. ويجب ان يراعى ان الجنات لن تأتي بالثمار النفيسة بدون "ينبوع. . . أو بئر مياه حية" أنها تصير جافة وبلا ثمر، فهل نحن متمتعون بالحياة الممتلئة والفائضة لمجد الرب ولبركة غيرنا؟ أننا نعيش في أيام الفتور والجدوبة الروحية، وحاجتنا القصوى إلى الحياة الممتلئة بالروح القدس باستمرار. ولا يتنسى لنا ذلك إلا إذا تفرغنا من كل العوائق، من الذات ومن كل الميول والرغائب العالمية. ان الشر أو شبه الشر _ الخطية من أي نوع كان هي بمثابة الأحجار التي تعطل جريان أنهار الماء الحي من داخلنا. ليت كل مؤمن يدرك هذه الحقيقة ويفحص نفسه أمام الله الذي هو نور ويحكم على ذاته معترفا له بكل خطية قد عطلت حياته الروحية ويدينها أمام الرب ويتحرر بنعمته ومعونته منها فيمتلئ بالروح القدس، وكساجد يفيض قلبه بكلام صالح _ بكلمات التعبد والتسبيح للرب، وكخادم لسيده وشاهد مخلص له تجري من بطنه أنهار ماء حي لارواء ظمأ الآخرين. أليس أمرا جوهريا ان نهتم باجتذاب الآخرين إلى المخلص الكريم؟
* * *
"وسيول من لبنان" فقد أتى الروح القدس من الأعالي _ من السماء بواسطة المسيح الذي ارتفع إلى السماء، وخدمة الروح القدس هي بمثابة السيول المنحدرة من لبنان
لارواء جنة الرب لتأتي بالثمر النفيس والمشبع لقلبه والأطياب المنعشة لنفسه، والرب لا يرضى بأقل من ذلك. لقد وصلت كنيسة أفسس إلى حالة الجدوبة الروحية وكان سيولا لبنان انقطعت عنها، فمع ان الرب كان يعرف أعمالها وتعبها وصبرها، هذه الأشياء التي لها قيمتها بلا شك، ولكنها سقطت إذ تركت محبتها الأولى، فقد يقوم الإنسان بأعمال جليلة في ذاتها دون ان يكون ممتلئا بالروح القدس الذي يملأ القلب بالمسيح وبالمحبة له، ولكن الثمار لها قيمتها وتقديرها عند الرب هي التي ينشئها الروح القدس في النفس.
* * *
- عدد الزيارات: 4695