الفصلُ الخامِس مُرنِّمُ السبي - من يعرِفُ قُلوبَنا؟
من يعرِفُ قُلوبَنا؟
قالَ إرميا أيضاً عنِ القلبِ الإنساني، "القلبُ أخدَعُ من كُلِّ شيءٍ، وهو نجيسٌ من يعرِفهُ؟" (إرميا 17: 9). ثُمَّ يأتي الجواب، أنَّ اللهَ وحدَهُ يستطيعُ أن يعرِفَ خِداعَ القلبِ الإنساني. "أنا الربُّ فاحِصُ القَلبِ مُختَبِرُ الكُلى لأُعطِيَ كُلَّ واحِدٍ حسبَ طُرُقِهِ حسبَ ثمرِ أعمالِه" (10).
اللهُ يعرِفُ قلبَكَ. قد تنجَحُ في خِداعِ عائلتِكَ وأصدِقائِكَ وحتى نفسَكَ، ولكنَّكَ لن تستطيعَ خِداعَ الله. فهوَ يعرِفُ قلبَكَ ويُريدُ أن يُجدِّدَهُ. صلِّ كما صلَّى الملك الحكيم داوُد قائلاً، "اختَبِرني يا الله، واعرِفْ قلبِي، امتَحِنِّي واعرِفْ أفكاري، وانظُرْ إن كانَ فيَّ طريقٌ باطِلٌ، واهدِنِي طريقاً أبَدِيَّاً." (مزمُور 139: 23- 24).
علينا أن نُفتِّشَ عبرَ سفرِ إرميا عن التطبيقات الشخصيَّة العميقة للعظاتِ العميقة لهذا النبي العظيم. هُناكَ أوقاتٌ يحتاجُ فيها اللهُ أن يُؤدِّبَنا ويُعيدَ صناعتنا كآنِيَةٍ جديدة. عندما تُصبِحُ عواقِبُ خطايانا لا مَفَرَّ منها، وتُصبِحُ أثارُها ظاهِرَةً لا رجاءَ بإصلاحِها، نحتاجُ أن تُعادَ صناعتُنا كإناءٍ جديد، كما وعظَ إرميا عندما أرسَلهُ اللهُ إلى بيتِ الفخَّاري.
- عدد الزيارات: 10110