Skip to main content

طرق البشر وطريق الله للخلاص

مشاركة من جورج غانم – من موقع كنيسة السويد

أولاً : الخلاص ليس بأعمال البر

ثانياً : الخلاص ليس بأعمال الناموس

ثالثاً : الخلاص ليس بالإيمان والأعمال

رابعاً : طريق الله للخلاص

كيف نحصل على الخلاص

طريق نوال الخلاص

• ما أكثر الأفكار البشرية في موضوعنا هذا، لذلك يجب أن نمتحن كل شئ في ضوء كلمة الله، ونتمسك بالحسن (1تس21:5) ولنكن كأهل بيريه الذين سمعوا رسالة الإنجيل من الرسول بولس، ويقول الروح القدس عنهم «كان هؤلاء أشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب (الكتب المقدسة) كل يوم هل هذه الأمور هكذا» (أع11:17).

• كثير من الناس يقولون أن الخلاص بالإيمان وآخرون يقولون أن الخلاص بالأعمال, وآخرون يقولون أن الخلاص بالإيمان وبالأعمال معاً. وهذا يجعلنا نسأل كلمة الله لتجيبنا، وما تقرره كلمة الله نحن نقبله بكل سرور لأن الله هو المتكلم بها وهو أصدق الصادقين (رؤ3: 14).

والآن نسأل كلمة الله: هل الخلاص بالأعمال، أم بالإيمان والأعمال, أم بالإيمان فقط؟؟ وقبل أن نخوض في موضوعنا هذا دعني أروي لك هذه القصة التي قرأتها:

"كانت سيدة تعيش في بلاد الغرب، وكانت مسافرة بالقطار إلى قرية صغيرة وهى تحمل طفلها الرضيع على ذراعيها، وكان الوقت شتاء والأيام شديدة البرودة، ولما جاء محصل التذاكر أخبرها أن المحطة التي ترغب النزول فيها قد اقتربت، فطلبت منه أن ينبهها حين يصل القطار إليها. لكن أحد المسافرين قال لها: لا تقلقي يا سيدتي فسأنبهك عند المحطة التي تريدين...وبعد قليل وقف القطار!! فقال لها المسافر هذه هي المحطة التي تريدين النزول فيها...انزلي هنا، فنزلت المرأة وهى تحمل طفلها وسار القطار في طريقه...وبعد نصف ساعة جاء محصل التذاكر يسأل: أين السيدة التي كانت هنا؟ فقال ذلك المسافر: نزلت في المحطة السابقة، فقال محصل التذاكر بحزن عميق: نزلت!! لقد ذهبت إلى الموت، إن القطار لم يقف في المحطة بل وقف بسبب عطل مفاجئ أصابه... وقف في مكان موحش...مظلم...ملئ بالثلوج والأعاصير. أخطر محصل التذاكر عن السيدة المسكينة ووجدها رجال الشرطة ميتة هي وطفلها من شدة البرد...لقد أطاعت المسكينة إرشادات خاطئة فهلكت 00 هكذا في أمر خلاصنا وحياتنا الأبدية...إذا أطعنا الأفكار البشرية نهلك هلاكاً أبدياً".

إذاً هيا معا نقلب صفحات الكتاب المقدس:

أولاً : الخلاص ليس بأعمال البر

إن أفضل ما يقدمه الإنسان من أعمال وهو منفصل عن الله لا تزيد عن كونها نجاسة ففي (إش6:64) يقول «كثوب عدة (كخرق الحائض) كل أعمال برنا». ليس العيب في الأعمال الصالحة، بل يا ليتنا نعمل كل الصلاح, لكن العيب في الإنسان فاعلها!!

ماذا لو قدمت تفاحة جيدة بيد ملوثة بالصديد الذي ينزف منها بسبب مرض ما ولطخ التفاحة؟ هل تقبلها من مقدمها وتأكلها، أم تستاء من منظرها ومنظر اليد التي قدمتها لك وترفضها؟ ليس العيب في التفاحة فهي جيدة لكن العيب في اليد التي قدمتها لك. وماذا يا ترى عن قلب الإنسان الذي منه مخارج الحياة؟ أليس مكتوب في كلمة الله عنه «القلب أخدع من كل شئ وهو نجيس» (أر9:17).

لقد قال الرب يسوع «لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة...جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان» (مر7: 21-23). فالعيب ليس في الأعمال الصالحة، لكن أين القلب الصالح الذي يعملها؟ الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخرج الصالحات. والإنسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور (مت35:12). ولأنه لا يوجد من هو صالح، لذلك صار الخلاص ليس بعمل الإنسان، لكن بعمل المسيح الكامل على الصليب. لذلك يقول الرسول بولس «لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد...» (أف2: 8و9). ويقول أيضاً «الله الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع» (2تى1: 8و9). ويقول أيضاً «ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس» (تى3: 4و5).

ثانياً: الخلاص ليس بأعمال الناموس

الناموس هو القانون الذي وضعه الله لحكم الإنسان, وسلمه لموسى رجل الله. وهو عبارة عن الوصايا التي أوصى بها الله شعبه ليحيوا بها طاعة له. لكن للأسف لم يعط الناموس الإنسان حياة. ولم يستطع أي إنسان حتى موسى ذاته أن يتممها. لذلك حكم الله بالناموس على الجميع بالموت واللعنة «لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به» (غل10:3). ويقول أيضاً «لكن الكتاب (كتاب الناموس) أغلق على الكل تحت الخطية ليعطى الموعد من إيمان يسوع المسيح للذين يؤمنون» (غل22:3). فبالناموس معرفة الخطية. يقول الرسول بولس «فإنني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته، ولكن الخطية وهى متخذة فرصة بالوصية أنشأت فيّ كل شهوة لأن بدون الناموس الخطية ميتة...» (رو7: 7-13) ولذلك يقول «إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنا نحن أيضاً بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بأعمال الناموس لأنه بأعمال الناموس لا يتبرر جسد ما» (غل16:2). ويقول أيضاً «لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به...ولكن أن ليس أحد يتبرر بالناموس عند الله فظاهر لأن البار بالإيمان يحيا» (غلا3: 10و11). لذلك يقول الرسول بولس عن نفسه «وأوجد فيه (في المسيح) وليس لي برى الذي من الناموس بل الذي بإيمان المسيح البر الذي من الله بالإيمان» (في9:3). ويقول يعقوب في رسالته «لأن من حفظ كل الناموس وإنما عثر في واحدة فقد صار مجرما في الكل» (يع10:2).

خلاصة القول: يقول الرسول بولس «فهل الناموس ضد مواعيد الله؟؟ حاشا...«لأنه لو أعطي ناموس قادرُ أن يحيى لكان بالحقيقة البر بالناموس لكن الكتاب أغلق على الكل تحت الخطية ليعطى الموعد من إيمان يسوع المسيح للذين يؤمنون» (غلا3: 21و22).

ثالثاً : الخلاص ليس بالإيمان والأعمال

لقد أعطى الله الإنسان فرصة ليعمل ويكتشف بنفسه فساد طبيعته، ولقد كانت النتيجة النهائية «ليس بار ولا واحد. ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد» (رو3: 10-12). وعندما أعطى الله الناموس للإنسان قائلاً "افعل هذا فتحيا", كسره الإنسان وأصبح تحت قصاصه، وهكذا اثبت فشل الإنسان في كل تدابير الله. لكن الله تدخل بالنعمة في مشهد خراب الإنسان وفي فشله إذ عمل له كل ما يريحه من خلال بذله لأبنه الوحيد ربنا يسوع المسيح على الصليب «لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو16:3). فنهاية الإنسان هي بداية الله، فما على الإنسان إلا أن يقبل ما عمله الله بالإيمان «أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا» (رو23:6). لذلك يقول الرسول بولس «أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين. وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً» (رو4: 4و5). ويقول أيضاً «فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال وإلا فليست النعمة بعد نعمة ... وإن كان بالأعمال فليس بعد نعمة وإلا فالعمل لا يكون بعد عملاً» (رو6:11).

رابعاً: طريق الله للخلاص

إن طريق الله للخلاص يتلخص في الأعداد التالية «لأنكم بالنعمة مخلصون. بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد» (أف2: 8و9) وفي (1تى1: 12-15) يقول الرسول بولس «وأنا اشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني...أنا الذي كنت قبلاً مجدفاً ومضطهداً ومفتريا...ولكنني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان وتفاضلت نعمة ربنا جداً مع الإيمان والمحبة التي في المسيح يسوع – صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا» وفي (تى11:2) يقول «لأنه قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس». وعندما سأل سجان فيلبى قائلاً لبولس وسيلا «يا سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟». قالا له «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك» (أع16: 30و31).

الأعمال الصالحة تأتى كنتيجة حتمية بعد نوال الخلاص بالإيمان، أي أن الأعمال الصالحة هي ثمر الإيمان. ولذلك يقال عن الإيمان «الإيمان العامل بالمحبة» (غل6:5). فالمسيح يحيا فينا والروح القدس ينشئ كل صلاح (غل20:2، 5: 22و23).

الخطوات التي يجب أن يسلكها كل من يريد أن يحصل على الخلاص:

إن لم تكن قد حصلت على الخلاص بعد...أكتب لك هذه الخطوات لمساعدتك لنواله:

[1] تأكد أنك خاطئ هالك وتحت حكم الله بالدينونة:

فالإنجيل يعرفنا «أنه ليس بار ولا واحد». وأن «الجميع زاغوا وفسدوا معاً». «ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد». «والجميع اخطأوا وأعوزهم مجد الله». وأننا بالإثم صورنا وبالخطية حبلت بنا أمهاتنا. وأكيد أنت وأنا من الجميع لذلك ينطبق علينا الكلام السابق فنحن خطاة (رو3: 10-12و22و23، مز5:51). ويقول أيضاً «كأنما بإنسان واحد (آدم) دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع» (رو12:5).

ولكوننا خطاة فنحن نستحق الموت والطرح في جهنم «لأن أجرة الخطية هي موت» أي الانفصال عن الله مصدر حياتنا (رو23:6). هنا على الأرض نحيا بدون الله وما لم نتصالح معه سننفصل عنه أبديا ونساكن الشياطين في النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته، لذلك يقول الرب يسوع «فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدى» (مت25: 41و46). يجب أن تلاحظ أن الخطية هي التعدي على الله (1يو4:3). وهى إهمال عمل الخير (يع17:4). وهى كل تصرف ليس من الإيمان (رو23:14). وهى فكر الحماقة (أم9:24). وهى كل عمل يصدر عن القلب غير المتجدد (أم4:21).

[2] تب توبة صادقة حقيقية ومن القلب:

ولا تكن كفرعون الذي كانت توبته زائفة إذ كان سببها الخوف (خر9: 27و34), ولا كيهوذا الذي عبر عن ندمه بالانتحار كمحاولة لإصلاح نتائج خطاياه (مت5:27), ولا كآخاب الملك الشرير الذي أتضع أمام الرب بسبب الخوف من العقاب لكنها لم تكن من قلبه (1مل28:21). لكن تب توبة حقيقية وارجع بكل قلبك إلى الرب مخلصك كالابن الضال الذي قام وذهب إلى أبيه قائلاً « يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن أدعى لك ابناً» (لو15: 17-20). التوبة الحقيقية نعمة وعطية عظمى من الله (أع11:18). يوحنا المعمدان كرز بالتوبة (مت2:3) والرب يسوع بدأ خدمته بالقول «توبوا» (مت17:4). وحذر الناس في (لو5:13) من الهلاك إن لم يتوبوا. وبطرس الرسول كرز يوم الخمسين بالتوبة (أع2: 38و39). وبعد شفاء الأعرج قال لسامعيه «توبوا وارجعوا» (أع19:3). والرسول بولس يقول لسكان أثينا «فالله الآن يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا...» (أع30:17). وإشعياء النبي في العهد القديم يقول «ليترك الشرير طريقه ورجل الآثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه...» (إش7:55).

وهنا نسأل ما هي التوبة الحقيقية؟

إن كلمة الله تعلمنا أن التوبة الحقيقية هي:

1- تغيير الطريق الخاطئ «ليترك الشرير طريقه» (إش7:55) .

2- الاعتراف بالخطية وتركها مع الرجوع إلى الرب والاحتماء في دمه. «من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم» (أم13:28). «ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية» (1يو7:1).

3- تغيير الفكر الأثيم «ليترك... ورجل الآثم أفكاره» (إش7:55).

4- لا بد أن يصحبها الحزن على الخطية, «لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة» (2كو10:7), ومثال لذلك المرأة الخاطئة التي جاءت إلى الرب يسوع المخلص وهو في بيت سمعان الفريسي «ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب» (لو7: 36-38).

5- لا بد أن يصحبها إحساس بكراهية الخطية لأنها تسببت في صلب المسيح (1كو3:15).

6- لابد أن تكون توبة مثمرة (مت8:3), مثل زكا العشار الذي رد المسلوب ووزع على الفقراء (لو8:19).

فالتوبة الحقيقية هي تغيير الاتجاه تماماً والرجوع إلى الله من وراء الشيطان والخطية والعالم. يجب الاحتراس من القساوة (رو2: 4و5) ولتكن الصرخة «توبني فأتوب لأنك أنت الرب إلهي» نابعة من القلب (إر18:31).

[3] آمن إيمانا قلبيا بالرب يسوع واعترف به علناً:

لقد قال الرب يسوع «فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف أنا أيضاً به قدام أبى الذي في السموات. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضاً قدام أبي الذي في السموات» (مت10: 32و33)، ويؤكد الرسول بولس أن الطريق الوحيد للخلاص هو الإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح، فيقول «لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت» (رو10: 9). التوبة بدون إيمان بالرب يسوع المسيح تعنى قلب صفحة جديدة مع إبقاء الصفحات القديمة ملطخة بدين الخطية الثقيل، لأنه لا يوجد ما يمحو الخطية سوى دم المسيح. إن الإيمان الذي يخلص الإنسان هو الإيمان المبنى على معرفة وتصديق كلمة الله، بل هو الإيمان الذي يخصص موت المسيح للنفس ويقبل المسيح كما تعلنه كلمة الله.

• فالمسيح يقدم نفسه في الكتاب المقدس كحامل لخطايانا. والإيمان الذي يخلص يقبله هكذا

ويضع كل ثقته في دمه الثمين لنوال الغفران (1بط24:2).

• ويقدم نفسه أيضاً كالمحرر من سلطان الخطية والشيطان (يو8: 34-36،عب2: 14و15), والإيمان الذي يخلص يقبله هكذا ويتكل عليه تماماً ويأخذ منه حريته الكاملة.

• ويقدم نفسه كالمعلم والسيد (يو13:13)، والإيمان الذي يخلص يقبله هكذا ويخضع العقل بلا قيد ويسلم الحياة كلها لسيادته المطلقة.

• والإيمان الذي يخلص هو الإيمان الذي يثق أن الرب يسوع المسيح هو ابن الله (يو3: 18و36،31:20).

والإيمان الذي يخلص هو الإيمان بالإنجيل. فيقول الرسول بولس «لأني لست استحى بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن 00» (رو16:1)، ويقول للكورنثيين «أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل» (1كو15:4)، ثم يقول لهم «وأعرفكم أيها الأخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون» (1كو15: 1و2). ثم يُعرف الإنجيل بالقول «فأنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب» (1كو15: 3و4). ولقد قال الرب يسوع "فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر1: 15).

متى يجب أن يخلص الإنسان؟

يمكن لنا أن نقتنع بكل الحقائق السابقة، ولكن عند اتخاذ القرار بالتوبة والرجوع إلى الله يهمس العدو في الأذن بالقول ليس الآن, لكن غداً. وهكذا كل يوم يكون التأجيل هو سمة الحياة، لكن يقول الوحي المقدس لنا «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» (2كو2:6). ويقول أيضاً «اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم 00» (عب3: 7و . إذا الوقت المناسب للخلاص هو الوقت المتاح لك الآن وليس بعد لحظة وذلك لسببين هما:

• الرب وعدنا بأنه آتِ سريعاً «ها أنا آتى سريعاً» (رؤ11:3، 22: 7و12و20). فربما يأتي الرب الآن أو في أي وقت تكون فيه مازلت مؤجلا خلاصك, وهكذا تضيع الفرصة منك إلى الأبد.

• ربما تنتهي الحياة فالموت فوق رؤوس الأصحاء، وكم من البشر كانوا يفتخرون بصحتهم وقوتهم، ولكن وللأسف فاجأهم الموت بدون أن يعملوا له حساباً ودون توقع ودخلوا عالم الخلود حيث لا خروج.

لذلك لا تفعل مثلما فعل فيلكس الوالي الذي سمع عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون. ارتعد فيلكس وأجاب قائلاً لبولس «أما الآن فأذهب ومتى حصلت على وقت أستدعيك» (أع25:24)، ولم يذكر الكتاب المقدس أنه حصل على وقت واستدعى بولس.

عزيزي...لا يوجد أخطر من التأجيل... لذلك الآن...الآن...الآن دون تأجيل اصرخ إلى الرب إلهك وهو يسمعك ويخلصك لأنه لا يسر بموتك في خطاياك لكنه يسر جدا بخلاص نفسك...لأنه يقول «في وقت مقبول سمعتك...في يوم خلاص أعنتك» (2كو2:6)... مرة أخرى أقول عجل ولا تؤجل.

ملخص القول:

لكون المسيح قد أكمل عمل الفداء بموته على الصليب وأعد ما يستلزمه الخلاص, لذلك يقدم الخلاص مجانا لكل من يريد الخلاص. فكل من يريد الحصول على الخلاص ما عليه إلا أن يعمل الآتي:-

1-ينبغي أن يتوب: ويعنى بها تغيير الاتجاه والموقف تجاه الخطيئة والنفس والمخلص والخلاص. وهذا يظهر بدوره بتغيير في الحياة والسلوك والعمل (لو13: 3, أع17: 31, 20: 21). فتتحول لامبالاة الخاطئ إلى رغبة ملحة للخلاص, وكبرياؤه إلى تواضع, واعتداده بنفسه إلى اعتراف صريح بحالة عجزه وبؤسه واستحقاقه لجهنم.

2-ينبغي أن يؤمن بالإنجيل: أي يقبل شهادة الله عن ابنه وعمله (1يو5: 9و10). وباعتبار الشخص خاطئ وأثيم وهالك ينبغي أن يؤمن أن المسيح مات عنه شخصيا, وأنه حمل خطاياه وأخذ مكانه وبموته أكمل جميع العمل المطلوب لخلاصه (رو4: 5).

ينبغي أن يقبل المسيح بمحض إرادته مخلصا شخصيا له, ومن ثم يعترف به بأنه رب وسيد حياته الوحيد (يو1: 12, رو10: 9و10, يو3: 16, 5: 24, 6: 47, أف1: 13).

  • عدد الزيارات: 6901