أسلوب يسوع في الخدمة الإرشادية
إعداد سمانثا فغالي
لقد كان أسلوب يسوع في تواصله (لقاءاته) مع الأفراد متعدد الجوانب، فقد استخدم يسوع أسلوب المواجهة، ولكن أيضًا على الجانب الآخر استخدم التعزية. وإن طريقة يسوع في التعامل مع الآخرين كانت متنوعة أيضاً، فنراه يعلِّمُ من الكتب، يصغي، يرسم، يسأل أسئلة، يقص قصصاً، ومن خلال ذلك يساعدُ الفردَ ليفهمَ ذاتَه ويتوصل إلى قناعات صحيحة.
وقد لاحظَ الباحثون أيضًا وجود علاقة بين الدور الذي اتخذه يسوع في خدمته وبين أسلوب اتصاله (لقاءاته) مع الأفراد:
فعلى سبيل المثال، عندما وعظَ يسوع وعلَّم وواجه ودعا إلى التوبة كان يأخذ دورَ "نبي".
وعندما أصغى، غفرَ، توسط بين الله والبشر ودعا إلى الاعتراف فقد أخذ دور "كاهن".
وعندما سار في الموكب، ودعا إلى تأسيس الملكوت، فقد أخذ دور ملك".
وعندما ضحَّى بنفسه وقبِلَ بالاستهزاء والرفض ودعا الخطأة للشفاء بجراحه، أخذ دور "حمل".
وعندما غسل أرجل التلاميذ، كثّر الخبز، أعطى ذاته ودعا إلى التواضع، أخذ دور "خادم".
وعندما دعا قطيعَهُ، وغذّاهُ، وحماهُ ودعا إلى البحث عن الخروف الضال فقد أخذ دور "راعي".
إن أسلوب يسوع في التواصل مع الأفراد عبارة عن تداخلات للأدوار أعلاه، وهدفه هو التوسط بين الله والبشر. فكما أن يسوع كشف لنا وجه الآب، كان من الجهة الأخرى يمثل الإنسانَ أمام الله.
وبالتالي إن لقاء يسوع مع الأفراد أساسهُ شخص يسوع، أي "من هو يسوع" وليس ماذا فعل يسوع أو قال.
مهما كان الدور الذي يتّخذهُ يسوع كنبي، كاهن، راعي، ملك، مخلص.. فهو المسيح المخلص. و مهما كانت الطريقة التي يستخدمها يسوع للتقرب من المتألمين أو الخطأة، فهو أيضًا المسيح المخلص.
لذلك، فأي دور نستخدمه في الإرشاد، نحتاج أن ننظر إلى يسوع أكثر من أن ننظر إلى أسلوب خدمته، وأن يكون دافع خدمتنا هو يسوع الساكن فينا: "أي أن المسيح فيكم وهو رجاء المجد. به ننادي ونبشر جميع الناس ونعلمهم بكل حكمة لنجعل كل إنسانٍ كاملاً في المسيح" (كولوسي 1: 27- 28).
إن الأساليب التي استخدمها يسوع في لقاءاته مع الأفراد تعطينا طريقًا لخدمتنا. لكن الكتاب المقدس لا يفرض علينا إتباع أسلوب يسوع بحذافيره، بل يشدد علينا أن "نكون كيسوع" في تعاملنا مع الأفراد في الخدمة. "فإن كان من عزاء في المسيح... ومن مشاركة في الروح... فتمموا فرحي بأن تكونوا على رأي واحد... وفكر واحد، منزّهين عن التحزب والتباهي، متواضعين...ناظرين إلى منفعة غيركم، فكونوا على فكر المسيح يسوع" (فيلبي 2: 1-5).
- عدد الزيارات: 5688