مقدمة سفر ملوك الأول
يغطي ملك سليمان الإصحاحات الإحدى عشر الأولى من سفر الملوك الأول. أما الإصحاحات 12-22 فتغطي حوالي 80 سنة من المملكة المنقسمة. خلال هذه المدة ملك أربعة ملوك على يهوذا وثمانية ملوك على إسرائيل.
بافتتاح سفر الملوك الأول كان داود قد ملك حوالي 40 سنة. وكان قد تقدم في السن وضعفت صحته. وكان أدونيا ابنه الأكبر قد تآمر مع يوآب رئيس الجيش، وأبياثار رئيس الكهنة، ليجعل من نفسه ملكا. ولكن النبي ناثان حذر داود من هذه المؤامرة؛ فتم في الحال تنصيب سليمان ملكا.
وكانت كلمات داود الأخيرة لسليمان شبيهة بكلمات موسى ليشوع: احفظ شعائر الرب إلهك إذ تسير في طرقه وتحفظ فرائضه وصاياه وأحكامه وشهاداته... لكي تفلح في كل ما تفعل وحيثما توجهت (1 ملوك 3:2).
وقد أطاع يشوع النصيحة، ولكن سليمان لم يأخذها على محمل الجد.
لقد تكلم الرب مع سليمان في حلم، إذ رأى سليمان نفسه طالباً حكمة؛ وأجابه الرب: إن سلكت في طريقي وحفظت فرائضي ووصاياي كما سلك داود أبوك فإني أطيل أيامك. فاستيقظ سليمان وإذا هو حلم (14:3-15).
وبعد بناء الهيكل، كلم الرب سليمان مرة أخرى قائلاً: إن سلكت في فرائضي وعملت أحكامي وحفظت كل وصاياي للسلوك بها، فإني أقيم معك كلامي الذي تكلمت به إلى داود أبيك (12:6).
وفيما بعد ظهر الرب مرة أخرى لسليمان وحذره بهذا التحذير: إن كنتم... لا تحفظون وصاياي... فإني أقطع إسرائيل عن وجه الأرض... والبيت الذي قدسته لاسمي أنفيه من أمامي (6:9-7). ولكن يا للأسف! فإن سليمان لم يأخذ هذا التحذير على محمل الجد. وقرب انتهاء ملكه الذي دام 40 سنة نقرأ هذا القول: فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب. وبعد ذلك صدر الحكم: من أجل أن ذلك عندك ولم تحفظ عهدي...فإني أمزق المملكة عنك (9:11،11).
وبعد موته بأيام قليلة، تم تقسيم المملكة. فملك رحبعام ابن سليمان على يهوذا وبنيامين. وقد استمرت المملكة الجنوبية لمدة 345 سنة تقريباً إلى أن دمرها نبوخذنصر. أما الأسباط العشرة الباقية فاتحدت تحت حكم يربعام وكونت المملكة الشمالية. وأسس يربعام مركزين جديدين للعبادة - الواحد في دان شمالا والآخر في بيت إيل جنوبا. وقد اشتهر باسم يربعام ابن ناباط الذي جعل إسرائيل يخطئ (2 ملوك 3:3؛ 29:10).
عند هذه النقطة، ظهر إيليا فجأة في المشهد (1 ملوك 1:17-22- 2 ملوك 2). وتبعه أليشع (1 ملوك 16:19 - 2 ملوك 15:13-20). وقد اشتهرا كليهما بنبواتهما إلى المملكة الشمالية.
- عدد الزيارات: 8970