مقدمة سفر صموئيل الثاني
يسجل سفر صموئيل الثاني فترة الأربعين سنة التي ملك فيها داود. فبعد موت شاول قام سبط يهوذا فورا بتنصيب داود ملكا عليهم. كان داود ابن ثلاثين سنة حين ملك وملك أربعين سنة. في حبرون ملك على يهوذا سبع سنين وستة أشهر (2 صموئيل 4:5-5). ولكن ابنير قائد جيوش شاول قاد الأسباط الأخرى لقبول إيشبوشث ابن شاول ملكا عليهم. وبعد مقتل إيشبوشث، اعترف سائر الأسباط بداود قائلين: قد قال لك الرب أنت ترعى شعبي إسرائيل وأنت تكون رئيسا على إسرائيل (2:5) - وهكذا اعترفت جميع الأسباط بداود ملكاً على المملكة الموحدة.
وكانت أولى معاركه ضد اليبوسيين الذين كانوا لا زالوا يسيطرون على يبوس (أورشليم) (1 أخبار 4:11-5).
وقد نقل داود عاصمته من حبرون إلى أورشليم وعاش في منطقة صهيون الحصينة. بعد ذلك تلقى داود نبوة عن المسيا: كرسيك يكون ثابتا إلى الأبد (2 صموئيل 11:7-16). وقد أكد إشعياء فيما بعد الحقيقة بأن المسيا سيكون من نسل داود قائلاً: لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن إلى الأبد (إشعياء 7:9؛ 1:11؛ إرميا 5:23؛ حزقيال 25:37). وقد أنبأ أيضاً الملاك جبرائيل العذراء مريم قائلاً: هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية(لوقا 32:1-33).
وخلال العشرين سنة الأولى من ملكه انتصر داود على الفلسطينيين في الغرب؛ والأشوريين في الشمال؛ والعمونيين والموآبيين في الشرق؛ والأدوميين والعمالقة في الجنوب (2 صموئيل 8-10). ولم ينهزم داود أبدا. وكان السر وراء انتصاراته المذهلة أنه كان دائما يطلب الرب قبل أن يتقدم نحو الأعداء فأصبح يُعرف بأنه رجل بحسب قلب الله (1 صموئيل 14:13؛ قارن مع أعمال 22:13).
إن أوقات الرخاء والراحة تكون دائما أوقات خطر وتعرض للتجارب. ولم يُستثنَ داود رجل الله من هذه القاعدة. فقد سقط في التجربة في أحد أوقات الاسترخاء عندما ألقى ببصره من أعلى قصره فرأى بثشبع الجميلة وهي تستحم، وقاده ذلك إلى ارتكاب الخطية العظمى الوحيدة في حياته. ثم ندم داود على خطيته أشد الندم، ويمكننا أن نقرأ عن توبته الصادقة واعترافه بهذه الخطية في مزمور 51. ولكن خطية داود أدت إلى كثير من المعاناة خلال العشرين سنة الأخيرة من ملكه. لقد غُفرت خطيته، لكنه كما هو الحال دائما فإن نتائج الخطية لا يمكن تجنبها.
- عدد الزيارات: 6722