Skip to main content

مقدمة سفر يشوع

سفر يشوع هو تكملة لتاريخ سفر التثنية وهو يغطي فترة قدرها 25 سنة. حتى هذه النقطة كان الرب قد سبق وتكلم بواسطة أحلام ورؤى أو خدمة وترتيب ملائكة. لكنه الآن تم إدخال طريقة جديدة.

لقد أعطيت أسفار موسى الخمسة لتصبح بمثابة صوت الرب المكتوب: لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك بل تلهج فيه نهارا وليلا لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح (يشوع 8:1).

توجد أربعة أقسام رئيسية في سفر يشوع:

1-عبور الأردن والاستعداد لامتلاك أرض الموعد (1:1 - 12:5): عندما حمل الكهنة تابوت العهد في نهر الأردن، أوقف الرب المياه حتى يمر بنو إسرائيل. وبعد عبورهم نـزل الشعب في الجلجال، بالقرب من شواطئ الأردن،حيث نصب يشوع 12 حجرا تذكاريا شهادة للأجيال التالية - لكي تعلم جميع شعوب الأرض يد الرب أنها قوية لكي تخافوا الرب إلهكم كل الأيام (24:4).

2-الاستيلاء على أرض كنعان (13:5 - 24:12): تبعا لتوجيهات الرب الدقيقة، اتجه جيش إسرائيل نحو أريحا. وتم الاستيلاء على المدينة وقتل جميع سكانها باستثناء راحاب وأسرتها بسبب إيمانها بإله إسرائيل، كما سبق وقيل لها (22:6-25؛ أيضاً 8:2-21).

وبعد سيطرتهم على أريحا وعاي اتجه بنو إسرائيل شمالا إلى جبل عيبال بالقرب من بئر يعقوب حيث بنى يشوع مذبحا لتقديم محرقة وذبيحة سلامة. وقد قرئت بركات الطاعة بصوت عال على جبل جرزيم؛ كما قرئت على جبل عيبال اللعنات التي ستحل بالشعب في حالة ارتدادهم. كان هذا لتأسيس عهد إسرائيل مع الرب (30:8-35).

وعقب الصلح مع الجبعونيين (1:9-27)، شن أدوني صادق ملك أورشليم حربا على جبعون - بالاشتراك مع أربعة ملوك هم ملك حبرون وملك يروموت وملك لخيش وملك عجلون، ولكن يشوع انتصر عليهم جميعا بفضل التدخل المعجزي من جانب الرب (1:10-4،11-14).

وانتشرت أخبار الغزو الإسرائيلي نحو الشمال، فصنع يابين ملك حاصور اتحادا مع باقي الملوك وجيوشهم (1:11-4)، ولكن هؤلاء الملوك أيضاً لقوا هزيمة ساحقة على يد يشوع (16:11-23).

3-تقسيم الأرض (1:13 - 34:22): بعد الاستيلاء على كنعان، تم تخصيص مساحة محددة من الأرض لكل سبط. أما سبط لاوي فبدلاً من أن يمتلك مساحة مستقلة، فلقد أعطي 48 مدينة موزعة بين جميع الأسباط،بما فيهم سبطي رأوبين وجاد ونصف سبط منسى الذين بقوا على الجانب الشرقي من نهر الأردن. إن دخول إسرائيل واستيلائهم واستقرارهم في الأرض هو دليل على أمانة الرب في حفظ عهده مع إبراهيم إذ لم تسقط كلمة من جميع الكلام الصالح الذي كلم به الرب بيت إسرائيل بل الكل صار (43:21-45؛ 1:1-6).

4-خطاب يشوع الوداعي (1:23 - 33:24): جمع يشوع كل بني إسرائيل لكي يلقي عليهم خطابه الوداعي الذي فيه كرّر على مسامعهم كل ما عمل الرب (3:23). وقد عبر عن أقصى اهتمامه في هذا القول: فتشددوا جدا لتحفظوا وتعملوا كل المكتوب في سفر شريعة موسى حتى لا تحيدوا عنها يمينا أو شمالا (6:23).

  • عدد الزيارات: 7830