مقدمة سفر التكوين
سفر التكوين هو أول الأسفار الخمسة التي كتبها موسى بوحي من الروح القدس. والتكوين معناه "في البدء" وهو القصة الوحيدة الدقيقة للخليقة والتاريخ القديم للبشرية.
وتعلن لنا أول عبارة أن الله شخص حي، وأنه الخالق الاسمى، كلي القدرة والسلطان على الكون (يوحنا 1:1-3؛ كولوسي 16:1-17). لقد خلق كل الأشياء بقوة كلمته - بمجرد أن تكلم أتت إلى الوجود. ولا زالت كلمته اليوم لها نفس القوة (عبرانيين 12:4). إن هذا الحق يكشف كذب الملحدين الذين ينكرون وجود الله ويفضح جهلهم. وهو أيضاً يكشف خدعة "العصر الجديد" تلك النظرية التي تنادي بأن الأرض الأم هي الله (مزمور 1:53).
ويرفض العلماء البارزون في الوقت الحالي نظرية بأن الأرض عمرها بلايين السنين، ولديهم البراهين على أن كل ما على الأرض نشأ في ستة أيام حرفية، مدتها 24 ساعة، تماماً كما هو مدون في الكتاب المقدس.
عندما تعرّض الرب يسوع للسؤال من أعدائه بشأن الطلاق، أكد مصداقية سفر التكوين، وليس ذلك فقط بل كشف أيضاً عن كذب نظرية التطور. فلقد اقتبس من سفر التكوين قائلاً: أما قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكرا وأنثى، وقال من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدا واحدا؟ (متى 4:19-6؛ تكوين 27:1، 24:2). فالإيمان بنظرية التطور معناه تكذيب المسيح، الخالق. وقد أعلن يسوع أيضاً أن سفر التكوين ضروري من أجل إيمان الناس به، فيقول: لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني (يوحنا 5:46).
تظهر بوضوح أهمية ومصداقية سفر التكوين في إنجيل متى عندما أشار يسوع إلى نوح (متى 37:24-38؛ تكوين 5:6؛ 6:7-23)، وسدوم وعمورة (متى 15:10؛ تكوين 24:19-25).
يظهر الثالوث الإلهي في إصحاح 1 حيث نقرأ: خلق الله... روح الله يرف على وجه المياه... قال الله، نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا (1، 2، 26). وفي يوحنا 3:1 نقرأ: كل شيء به كان [أي المسيح] (لمزيد من التفاصيل انظر التعليق على سفر إشعياء). واليوم، كما في ذلك الوقت، ينبغي أن يتمجد الله في كل ما نقوله ونعمله أثناء إتمام الإرسالية العظمى بنشر الأخبار السارة؛ عمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (متى 19:28).
الإصحاحات 1-11، تسجل الـ 2000 سنة * الأولى من تاريخ البشرية. حدثت خلال هذه المدة ستة أحداث رئيسية: (1) خلق كل الأشياء؛ (2) خطية آدم وحواء؛ (3) بناء الفلك بواسطة نوح بعد 1500 سنة؛ (4) الطوفان العظيم؛ (5) بناء برج بابل، بعد 300 سنة؛ (6) بلبلة الألسنة.
الإصحاحات 12-50 من سفر التكوين تغطي حوالي 500 سنة* وتركز على أربعة رجال - هم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف. فمن خلال هؤلاء الرجال، نرى محبة الله لشعبه الذي يطيع كلمته، وقدرته على حمايتهم وإعالتهم.
يصف سفر التكوين بداية كل الأشياء، بينما يشرح سفر الرؤيا - آخر الأسفار المقدسة - كيف ستنتهي كل الأشياء.
* ملحوظة: جميع التواريخ هي فترات زمنية تقريبية والهدف منها هو إعطاء القارئ فكرة عامة عن الأحداث بالارتباط بالفترات الزمنية.
- عدد الزيارات: 12926