[ي]
يابيش جلعاد
مدينة في شرق الأردن. عندما قُتلت زوجات بني بنيامين في حربٍ أهلية في أيام القضاة، وفرت يابيش جلعاد بدائل منهن. ولما حاصر العمونيون يابيش، لبى شاول استغاثة أهلها. وفي ما بعد خاطر رجلٌ من يابيش بحياتهم لنقل جثته من بيت شان.
قضاة 21؛ 1 صموئيل 11؛ 31: 11- 13
يابين
1- ملك حاصور، هزمه يشوع وقتله.
يشوع 11: 1- 11
2- ملكٌ كنعاني، من حاصور أيضاً، بغى على بني إسرائيل عشرين سنة. هُزم جيشه على أيدي باراق ودبورة.
قضاة 4
ياسون
1- مسيحيٌّ أقام عنده بولس وسيلا لما كانا في تسالونيكي.
أعمال 17: 5- 9
2- مسيحيٌّ من أصلٍ يهودي، ذكره بولس.
رومية 16: 21
ياعيل
امرأة من عشيرة القينيين البدوية. بعد انهزام سيسرا قائد الجيش الكنعاني في معركته مع بني إسرائيل، فرَّ وتوارى في خيمة ياعيل. وبينما هو نائم، قتله ياعيل. امتدحها دبورة في نشيد النصر الذي نظمته.
قضاة4؛ 5: 24- 27
يافا
الميناء الطبيعية الوحيدة على شاطئ فلسطين، جنوبي خليج حيفا. وهي ما زالت اليوم تُعرف بالاسم عينه، وتقع على مقربة من تل أبيب. كانت ميناءً لأورشليم التي تبعد عنها 56 كلمً. ولمدينة يافا تاريخ قديم، إذ ذُكرت في رسائل تل العمارنة المصرية (نحو 1400 ق م). ومن مينائها أبحر يونان إلى ترشيش (في أسبانيا). وهي بلدة طابيثا (غزالة) التي أقامها بطرس من الموت. وفيها رأى بطرس رؤياه المتعلقة بالطاهر والنجس من الحيوانات. ومنها انطلق إلى بيت الضابط الروماني كرنيليوس، وشهد عمل الله بين قومٍ من غير اليهود.
2 أخبار الأيام 2: 16؛ يونان 1: 3؛ أعمال 9: 36- 43؛ 10
يافث
واحد من أبناء نوح الثلاثة. نجا أيضاً من الطوفان فصار أباً لأممٍ عديدة.
تكوين 5: 32؛ 9: 18 وما بعدها؛ 10: 1 وما بعدها
ياهو
من قواد جيش يهورام ملك إسرائيل. ملك من 841 إلى 814 ق م. مسحه ملكاً أليشع النبي وأوصاه بإبادة نسل أخآب وإيزابل عقاباً على شرِّهم، ففعل. وفي زمن لاحق من ملكه غزا البلد حزائيل الأرامي. واسم ياهو متضمن في قائمة بأسماء الملوك التابعين لشلمنأسر الثالث ملك أشور. فربما كان ياهو قد طلب إلى أشور أن تساعده للتغلب على أرام.
2 ملوك 9 و10
ياوان
واحد من أبناء يافث. يُسمى أباً لمجموعة شعوب، ربما كان ضمنهم أهلُ اليونان وآسيا الصغرى في أزمنة باكرة. قد يكون الاسم على علاقة بأيونية اليونانية في غرب تركيا، وهو يُستعمل في الأجزاء المتأخرة من العهد القديم للدلالة على بلاد اليونان والشعب اليوناني.
تكوين 10:2؛ 1 أخبار الأيام 1: 5؛ أشعياء 66: 19؛ حزقيال 27: 13
يايرس
واحدٌ من رؤساء المجمع في كفرناحوم، طلب إلى المسيح أن يشفي له ابنته التي كان عمرها اثنتي عشرة سنة. ولما وصل المسيح بيت يايرس كانت البنت قد ماتت. ولكن الرب أعاد إليها الحياة، فبُهِت الجميع.
مرقس 5: 22 وما يليه
يبلعام
مدينة كنعانية في شمال فلسطين، تبعد نحو 14 كلمً إلى الجنوب الشرقي من مجدو. فيها قتل ياهو أخزيا ملك يهوذا.
يشوع 17: 11 و12؛ 2 ملوك 9: 27
يبوس
اسمٌ قديم لأورشليم.
يبُّوق
نهرٌ يصب في الأردن من الشرق، بين البحر الميت وبحيرة الجليل، يُسمى اليوم "الزرقا". عنده تصارع يعقوب مع ملاك. حيث يتلاقى هذا النهرُ مع الأردن تتشكل مخاضة سهلت على بني إسرائيل العبور إلى الأرض. ويُذكر النهرُ أيضاً في الكتاب المقدس باعتباره حداً من الحدود.
تكوين 32: 22- 30؛ عدد 21: 24؛ تثنية 3: 16؛ قضاة 11: 13
يثرون/ رعوئيل
كاهنٌ في أرض مديان صار حما موسى. ولما أخرج موسى بني إسرائيل إلى سيناء، لاقاه يثرون وأتى إليه بزوجته وابنيه. وقد نصح يثرون موسى أن يختار رجالاً ذوي قُدرة لمشاركته في حمل مسؤولية القضاة.
خروج 2: 16 وما بعدها؛ 3: 1؛ 4: 18 و19؛ 18
يربعام الأوّل
رجلٌ من سبط أفرايم صار أول ملكٍ على إسرائيل، المملكة الشمالية المنشقة (931- 910 ق م). في أثناء مُلك سليمان، تنبأ النبي أخيا بأن يربعام سيملك على عشرة أسباط. وبعد موت سليمان، خلفه رحبعام ابنه، ولكن جميع الأسباط- ما عدا بنيامين ويهوذا- تمردوا عليه وجعلوا يربعام ملكاً عليهم. أتى يربعام بالعبادة الوثنية وأمر بصنُع عجلي ذهب. وقد وضعهما في دان وبيت إيل لكفّ رعاياه عن التوجه إلى أورشليم للسجود. كان قدوة سيئة حذا حذوها ملوكٌ آخرون لإسرائيل، ممّا أدى أخيراً إلى هزيمة المملكة النهائية وتبديدها على أيد أشور في 721 ق م.
1 ملوك 11: 26- 14: 20
يربعام الثاني
صار ملكاً على إسرائيل بعد موت أبيه يوآش، وملك إحدى وأربعين سنة من 793 إلى 753. استعاد أراضي كانت المملكة قد خسرتها، وخلال حُكمه اغتنى البلد. وهكذا صارت إسرائيل واثقة بذاتها ولا مبالية. فلم تلقَ تحذيرات النبيين هوشع وعاموس آذاناً صاغية لا من الملك ولا من الشعب فظلوا يعبدون الأصنام ويتجاهلون عهد الله.
2 ملوك 14: 23- 29؛ عاموس 7
يربَّعل
اسمٌ آخر لجدعون.
يرزعيل
اسم مدينة في شمال فلسطين والسهل الذي قامت فيه، على مقربة من جبل جلبوع. عسكر شاول عند النبع في وادي يرزعيل قبل معركة جلبوع. وكان لأخآب ملك إسرائيل قصرٌ في يرزعيل. وههُنا جرت قصة كرم نابوت المُحزِنة. وإلى يرزعيل لجأ يربعام ملك إسرائيل ليشفى من جروحه. وهنالك طُرحت الملكة إيزابل من نافذة القصر فماتت.
1 صموئيل 29: 1؛ 1 ملوك 18: 45 و46؛ 21؛ 2 ملوك 8: 29؛ 9: 30- 37
يسَّى
حفيدُ راعوث وبوعز، والدُ الملك داود.
1 صموئيل 16 و17
يسَّاكر
1- ابن يعقوب من ليئة، تسمَّى على اسمه أحد الأسباط الاثني عشر.
تكوين 35: 23
2- الأرض التي أُعطيت نصيباً لسبط يسَّاكر، جنوبي بحيرة الجليل وغربي نهر الأُردن.
يشوع 19: 17- 23
يسوع المسيح
الصيغة العربية للاسم العبرانيّ "يشوع" ومعناه: "الرب المخلص". وهو الاسم الشخصيّ لربّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح.
لما كان هيرودس ملكاً على اليهودية، والبلد كلُّه تحت الاحتلال الروماني، أرسل الله الملاك جبرائيل إلى مريم العذراء في الناصرة. فإياها اختار الله لتكون أماً للمسيّا الموعود. وأُبلغ يوسف خطيبها في حلم أن عليهما أنَّ عليهما يدعوا المولود يسوع "لأنه يخلِّص شعبه من خطاياهم".
صعد يوسف ومريم إلى بيت لحم ليتسجّلا في إحصاءٍ كان جارياً. هناك وُلِد يسوع، في مدينة جدِّه داود الملك. وخشي هيرودس أن يُصبح يسوع ملكاً منافساً له، فدبر أن يقتله. ولكن الله أوحى إلى أبويه بأن يهربا به إلى مصر. وبعد موت هيرودس رجعت الأُسرة وسكنت في الناصرة. وهنالك نشأ يسوع، ولعله عمل نجَّاراً.
ولما بلغ الثلاثين، تعمَّد على يد يوحنّا المعمدان في نهر الأردنّ. واختار اثني عشر تابعاً خاصاً ليكونوا مرافقيه وشركاءه في الحياة والخدمة. وعلى مدى ثلاث سنوات بشَّر يسوع الناس وعلَّمهم وصنع معجزاتِ شفاء لمرضى من كلِّ نوع. ولكنَّ زعماء اليهود خافوا من قوة يسوع ومن تصريحه بأنه ابن الله، فعزموا على قتله. وقَبِل يهوذا- أحدُ الاثني عشر- رشوة، وعاون أعداء يسوع على القبض عليه بغير علم الشعب. فألقى العسكر ليلاً القبض على يسوع في بستان جثسيماني قُربَ أورشليم. وحُوكم وحُكِم عليه أمام محكمة يهودية قبل الفجر. وكان واجباً أن يصدِّق على كلِّ حكمٍ بالإعدام الوالي الروماني بنطيُّوس بيلاطس. فهذا لم يجد أن يسوع يستحق الموت لأيِّ ذنب كان، لكنه خشي أن يحدث شغب إذا أطلقه. وهكذا صُلِب يسوع. ثم دُفِن في قبر يوسف الرامي، أحد أتباعه في السرِّ.
وفي فجر اليوم الثالث بعد موت يسوع جاءت بعض النساء إلى القبر فوجدنه فارغاً. وأخبرهنَّ ملائكةٌ بأنَ يسوع عاد حياً. وخلال الأربعين يوماً التي أعقبت قيامته، رآه تلاميذه وكثيرون آخرون من أتباعه. عندئذٍ تأكد لهم أنه حقاً ابن الله. ثم رجع إلى السماء صاعداً من على جبل الزيتون. وبينما تلاميذه يحدِّقون إلى الفضاء أخبرهم ملاكٌ بأنَّ يسوع سيعود ذات يوم.
متى، مرقس، لوقا، يوحنا، أعمال الرسل 1: 1- 11
يُلخَّص تعليم الكتاب المقدَّس عن المسيح ببضعة ألقابٍ يستعملها في وصفه.
يسوع، "فتى الله" أو عبده:
يُطلق متى على يسوع هذا اللقب المأخوذ من نبوءات أشعياء. فإن شخصية العبد المتواضع الذي يأتي لإجراء الحق كانت واضحةً كلياً في شخص المسيح. ولما قال يسوع إنه قد جاء "ليَخدِم ويبذل نفسه فديةً عن كثيرين"، فقد كان يظهر بذلك أنَّه هو عبد الربّ المتألم الذي سيموت حاملاً خطايا البشر، تماماً كما يتحدَّث أشعياء عنه.
متى 12: 15- 12؛ أشعياء 42: 1- 4؛ 52: 13؛ 53؛ مرقس 10: 45
يسوع، "ابن داود":
إن الملاك الذي بشر مريم العذراء بولادة يسوع قال لها إن الله سيُعطيه كُرسي داود أبيه. فبالولادة البشرية، كان يسوع سليلاً للملك داود. إذاً، يُبين هذا اللقب أن رجاء الشعب القديم لا بُدَّ أن يتحقق في يسوع. وهو اللقب الذي يُستعمل لوصف المسيح في إنجيل متى الموجه- أكثر من سواه- إلى اليهود. كما أنه اللقب الذي استخدمه الشعب عندما اعترفوا بأن يسوع هو المسيح، إذ قالوا: "أُوصنَّا لابن داود. مبارك الآتي باسم الرب. أوصنّا في الأعالي"! (معنى "أوصنَّا": خلص الآن، وهي الهُتاف الذي به حيَّت الجموع المسيح لما دخل أورشليم راكباً على حمار).
لوقا 1: 32؛ يوحنا 7: 42؛ متى 1: 1؛ 21: 9
يسوع، "ابن الإنسان":
هذا هو اللقب الذي استخدمه المسيح، أكثر من أي لقب آخر، في وصف نفسه، وهو يكشف الكثير عنه. واللقب مستعملٌ في سفر دانيال، حيث رأى النبي في الرؤيا شخصاً "مثلَ ابن إنسانٍ" ولكنَّ له سلطاناً أبدياً من لدن الله. إذ يقول النبي عنه: "سلطانه أبدي ما لن يزول، وملكوته ما لن ينقرض." ويعلَّم الكتاب المقدّس بوضوح أن يسوع كان إنساناً حقيقياً، اتَّحد مع البشر كلياً. وبصفته "ابن الإنسان"، جاء ليخدم الناس ويبذل حياته لتخليصهم. "ينبغي أنَّ ابن الإنسان يتألم كثيراً... ويُقتل، وفي اليوم الثالث يقوم". وبصفته "ابن الإنسان"، سيأتي ثانيةً "بقوّة ومجد كثير".
دانيال 7: 13 و14؛ مرقس 10: 45؛ لوقا 9: 21 و22؛ 21: 25- 28
يسوع، "ابن الله":
عندما تعمَّد يسوع في نهر الأُردنّ، أعلن صوتٌ من السماء أن "أنت ابني الحبيب الذي به سُررت". ثم على الجبل، لما ظهر المسيح في مجده، صار صوتٌ يقول: "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا". ويفسر لنا إنجيل يوحنا ما تعنيه هذه العبارة. فالمسيح هو "ابن الله الوحيد". وقصده في حياته كلها أن يقوم بعمل الآب إلى التمام. وهو قال: "أنا والآب واحدٌ". وقد كان عند الآب قبل تكوين العالم. والآب والابن واحدٌ من الأزل إلى الأبد. ولأن المسيح شريكُ الطبيعة الإلهية وخالٍ من الخطيَّة، يقدر أن يفي إلى التمام دين خطايا العالم كلِّه على الدوام. ولنا نحن الآن "شفيعٌ عند الآب، يسوع المسيح البار".
مرقس 1: 11؛ لوقا 9: 35؛ يوحنا 1: 14؛ 10: 30؛ 17؛ رومية 1: 3 و4؛ عبرانيين 1؛ 1 يوحنا 1: 1- 2: 2
يسوع، "الربّ":
غالباً ما يُدعى المسيح في الأناجيل رباً بمعنى "سيد ومعلم". ولكن بعد القيامة أُضفي على الكلمة معنًى جديد. فقد هتف توما لما رأى بعينيه المسيحَ المُقام من الموت: "ربي وإلهي". وهذه هي الطريقة التي بها كان اليهود يشيرون إلى الله غالباً، وقد عبَّر المسيحيون الأوّلون عن إيمانهم، بالقول: "يسوع ربّ". ويتطلّع بولس في رسالته إلى أهل فيلبي، إلى الوقت الذي فيه سوف يعود المسيح ويُعلِن كونَه رباً، فإذ ذاك "تجثو باسم يسوع كلُّ رُكبة مِمَّن في السماء، ومَن على الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كلُّ لسان أن يسوع المسيح هو ربُّ لمجد الله الآب".
لوقا 5: 8؛ يوحنا 20: 28؛ 1 كورنثوس 12: 3؛ فيلبي 2: 6- 11
راجع أيضاً الثالوث، الدينونة، التبرير، ملكوت الله، المسيح، الفداء، الخلاص، القيامة، مجيء المسيح ثانيةً، التجلي.
تعاليم يسوع:
كثيرون اليوم يفكّرون في تعليم المسيح باعتباره مركَّزاً في الموعظة على الجبل، وملخَّصاً في "القاعدة الذهبيَّة": "كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم" (متى 7: 12). ولكن لُبَّ رسالة المسيح كان إعلانه أنَّ "ملكوت الله" قد اقترب.
"ملكوت الله":
يعني "ملكوت الله" تدخُّل الله المباشر في التاريخ البشري بالخليقة الجديدة التي ستخلف القديمة بعدما أفسدتها الخطية والموت.
وقد مضى زمان طويل واليهود يتطلَّعون إلى الوقت الذي فيه يأتي الربُّ في قوتَّه ليكون مَلِكهم. فهو سوف يحرِّر شعبه ويدين الأُمم. حتى إن شعار الغيارى المتطرِّفين كان " لا ملك إلا الله"، وقد أمل هؤلاء أن يطردوا الرومان من بلدهم بالقوّة. ولكنَّ المملكة التي أعلنها المسيح وأتى بها معه "ليست من هذا العالم". وما كانت لتتحقَّق بالقوَّة الغاشمة. فإن ملكوت الله قد أقبل فعلاً بمجيء المسيح، لأنه كان الوحيدَ الذي أطاع مشيئة الله إلى التمام. وهكذا استطاع أن يقول للفريسيين: ها هو ملكوت الله في ما بينكم. فقد كان الملكوت حاضراً في كلام يسوع وأعماله.
إلا أن ملكوت الله لم يأتِ بعد. "ليأتِ ملكوتك": هكذا علَّم المسيح تلاميذه أن يصلوا في ما يُعرَف بالصلاة الربانية. فحتّى الآن ما زال ملكوت الله يعمل على نحوٍ جزئيٍّ فقط. وفي المستقبل سوف يأتي "بقوة". على أن مجيء الملكوت في المستقبل لن يكون حدثاً سعيداً للجميع. فجميع الذين آمنوا ببشارة الخلاص لهم حياةٌ أبدَّية. أما كثيرون غيرهم فسيكون في مجيء ملكوت الله دينونةٌ لهم. وغالباً ما استخدم المسيح الأمثال لإيضاح حقيقة الملكوت. فهذا الملكوت يقلب قيم العالم رأساً على عقب. فالوضعاء والفقراء والباكون هم حقاً السعداء، لأن ملكوت الله دينونةٌ لهم. وغالباً ما استخدم المسيح الأمثال لإيضاح حقيقة الملكوت يقلب قِيَم العالم رأساً على عقب فالوضعاء والفقراء والباكون هم حقاً السعداء لأن ملكوت الله لهم. أما الأغنياء فلا يستطيعون أن يشتروا الدخول إليه. وربَّما يجدون هنا، أوّل مرّة في حياتهم، أنَّ غناهم عائقٌ لهم. فالمساكين يُدعَون إلى الدخول، ويقبلون دعوة الله، أمّا ذوو الشأن فيرفضونها ويجدون أنفسهم في الخارج.
تُبين أمثالُ المسيح أن الله يعمل في العالم، بهدوءٍ وفي السرِّ غالباً. ومع ذلك يستمرُّ الملكوت في النموِّ والانتشار انطلاقاً من بداءات يسيرة. فهو يُشبه بزرة الخردل الدقيقة التي تصير شجرة، أو الخميرة التي تخمِّر عجينة كبيرة.
"فالزارع" يخرج ويُذيع رسالة الله على الناس في كل مكان. ويَضيع كثير من البذار، إذ يُقفل الناس عقولهم أمام ما يسمعونه، أو تتراكم أشياء أخرى عليهم فينسَون. لكن بعضاً يُصغون، فتتغير حياتُهم، وتنمو البذرة وتثمر.
يوحنا 18: 36؛ لوقا 17: 21؛ متى 3: 2؛ مرقس 1: 15؛ متى 6: 10؛ مرقس 9: 1؛ 14: 25؛ لوقا 13: 23- 30؛ 14: 15- 24؛ متى 20: 1- 16؛ 19: 23 و24؛ 13: 31- 33؛ مرقس 4: 3- 8
"توبوا وآمنوا":
قال يسوع: "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (أي البشارة)". فعلى الناس أن يتوبوا، أي يغيروا فكرهم كلياً، إذا شاؤوا قبول مُلك الله على حياتهم. وعليهم أيضاً أن يصدقوا البشارة التي جاء المسيح يُعلنها.
والله يمنح جميع الذين يؤمنون به وبكلامه حياةً جديدة، فيُقلعون عن طرق حباتهم القديمة ويتبعونه. هذه اللقية يفوق ثمنها كل شيءٍ عداها. والعثور عليها أشبه بالعثور على كنزٍ مُخفى في حقل، فينبغي التخلي عن كل شيء لاقتنانه. فالحصول على هذه الهبة يقتضي الإقلاع عن كل معتمد آخر والاتكال على الله وحده. كما لا بد أيضاً من الرجوع عن كل خطايا مقروناً بالندم. وهذا شيءٌ لا نستطيع تدبره بمجرد المحاولة والجهد الذاتي. فالله هو الذي يأتي باحثاً عن الخاطي حتى يجده. وفي مثلي الخروف الضائع والابن الضال، يشدد المسيح على الفرح الذي يحصل عندما يجد الله الإنسان.
مرقس 1: 15؛ متى 13: 44- 46؛ لوقا 15: 1- 7، 11- 32
تعليم المسيح فيما يتعلق بنفسه:
كان المسيح، كإنسان، قريباً جداً من الآب. وقد شجع تلاميذه أن يدعوا الله أباهم، غير أنه هو ابن الله بمعنى فريد. هذه الناحية من تعليم يسوع يعرضها لنا إنجيل يوحنا على الخصوص. فهو قال: "أنا والآب واحد". فالإيمان بالله يوجب الإيمان بالمسيح أيضاً. وإذ يتكل الناس عليه، فإنما يتكلون على الله. فهو "الطريق" إلى الله. وهو لم يفعل شيئاً من ذاته، إلا ما قال له الله أن يفعله. وهو الخبز الذي يقدمه الآب على البشر نازلاً من السماء.
والسبيل إلى "الحياة الأبدية"- الحياة الجيدة الخالدة التي يهبها الله للبشر- هو أن نؤمن بابن الله (نضع ثقتنا فيه). وذلك مكمل للإيمان الحقيقي بالآب الذي أرسل المسيح. وبهذا ينتقل الإنسان من "الموت" إلى "الحياة".
يوحنا 10: 30؛ 14: 1؛ 14: 6؛ 5: 19 و20، 30؛ 6: 32 و33؛ 3: 16، 18، 36؛ 5: 24
الفرح:
تتخلل تعاليم المسيح كلها نغمةُ فرحٍ لافتة. فإن ملكوت الله يحرر الناس ويطلقهم كي يحيوا حياةً فُضلى. حتى عندما يصوم تلاميذ المسيح، يطلب إليهم أن يجعلوا ذلك عيداً إذ يغسلون وجوههم ويدهنون رؤوسهم ولا يكونون عابسين. وبين اليهود المعاصرين للمسيح، غالباً ما كانت طاعة شريعة الله وإصلاح السيرة شأناً كئيباً. وقد تذمر القادة الدينيون لأن يسوع لم يكن متقشفاً، وغضبوا لما حيّته الجموع في أورشليم بهتافات الفرح. فكانوا أشبه بالأخ الأكبر المشتكي في مثل الابن الضال. ولكنّ أبا الشاب يقول: "كان ينبغي أن نفرح ونُسر لأن أخاك هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجِد"! فإن الله نفسه يفرح بكل إنسان يرجع إليه، رجلاً كان أو امرأة، أي بكل "خاطئ يتوب".
يوحنا 10: 10؛ متى 6: 16- 18؛ 11: 19: 21: 15؛ لوقا 15: 11- 32
التطويبات:
نطق المسيح بتطويباتٍ (أو بركاتٍ) للمساكين بالروح، أو أولئك الذين يُدركون فقرهم الروحي. وفي الواقع أن كل المذكورين في التطويبات هم مساكين وودعاء، بطريقة أو بأخرى. (ومعنى "طوبى": "هنيئاً" لِـ..." أو "ما أسعد"). فأولئك هم الذين يعدهم الله سعداء. وسوف ينالون ما وعد به الله. وملكوته لهم. ومع أنهم لا يملكون شيئاً في هذا العالم، فلهم أن يتوقعوا كل شيءٍ من عند الله.
فأولئك "الجياع والعطاش إلى البر"، الذين همهم الأول هو أن يفعلوا ما يطلبه الله، الله مركز حياتهم. إنهم يعلمون أن لا حياة لهم بغيره. أما "الرحماء" فيُعاملون الناس كما عاملهم الله. وصانعو السلام لا سلطان دنيوياً لهم، بل يعتمدون على محبة الله التي تقدر أن تحول عدوين إلى صديقين. والمضطهدون مطرودون من دنيا البشر.
لأمثال هؤلاء ملكوت الله. فهم الذين سوف يكافئهم الله. هؤلاء يطوبهم المسيح. وهكذا تقلب التطويبات مفهوم الناس للسعادة رأساً على عقب. كذلك تضع التطويبات أمامنا مقياساً مثالياً، إذ تقدم لنا تحدياً أساسه المطلب الذي يتوخاه الملكوت من شعب الله.
متى 5: 1- 12؛ لوقا 6: 20- 26
أتباع المسيح:
كان امتيازاً عظيماً أن يكون المرء تلميذاً من تلاميذ المسيح. فعلى خلاف سائر المعلمين، لم يضع المسيح على تلاميذه أحمالاً عسرة. وقد قال: "نيري هيّن وحملي خفيف". لكنه أيضاً علّم قائلاً: "ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة"! فعلى أتباعه أن يكونوا، مثله هو سيدهم، على استعدادٍ لأن يضعوا أنفسهم ومصالحهم أخيراً. حتى العلاقات العائلية ينبغي ألا تكون عائقاً في طريق إطاعته من كل القلب.
وقد قال المسيح لتلاميذه أن يتوقعوا الاضطهاد. ولكن ينبغي ألا يقلقوا. فالله يعطيهم الكلام المناسب عندما يُحاكمون. ودعا المسيح أتباعه إلى حياة خدمة للآخرين، لكنه عاملهم كأصدقاء. فأطلعهم على أسراره، وأخبرهم بآلامه. وسوف يشتركون أيضاً في حياته وفرحه ومجده الآتي.
متى 13: 16 و17؛ 11: 30؛ 7: 13 و14؛ مرقس 8: 34؛ لوقا 9: 57- 62؛ متى 10: 16- 25؛ يوحنا 13: 4- 17؛ 14-17
الله والعبادة:
تكلم المسيح عن الله باعتباره أنه "الآب" بطريقة جديدة وشخصية. فقد علم بأن الله هو أبوه على نحوٍ فريد. لكنه أيضاً علم تلاميذه أن يصلوا هكذا: "أبانا الذي في السموات..." علمهم أن يتقدموا إلى الله تقدم الأولاد إلى أبٍ محبٍّ وغفور وحكيم. وقد أعطى أتباعه الحقيقيين امتيازاً بأن "يصيروا أولاد الله".
هذا التعليم كان جديداً وثورياً في نظر الكثيرين. فقد كان "الدين"، عند كثيرين، مجموعة ثقيلة الحمل من القواعد والطقوس. ولكن المسيح بيّن أن أساس الدين هو علاقة محبة بالله نفسه. فالله، بوصفه "الآب"، بهتم بكل تفاصيل الحياة. إنه يعتني بأولاده. ومن شأن هذا أن يغير مفهوم الناس للصلاة.
فنتيجةً لما قاله المسيح وفعله، كان لا بد أن تحصل تغييرات عظيمة. ولما سألته السامرية عند البئر عن المكان الذي ينبغي السجود فيه، قال: "تأتي ساعة- وهي الآن- حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق... الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا... لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين". وفي سفر الأعمال نرى هذا وقد بدأ يحدث، إذ كُرز بالبشارة لجميع الناس، يهوداً وغير يهود على السواء.
كان يسوع يذهب بانتظام إلى المجمع المحلي ويحضر الأعياد في أورشليم (لأنه عاش كيهودي بارٍّ يلتزم الشريعة). وهو لم يُنشىء نظام ديانة طقسية جديداً. ويتوقع من أتباع المسيح أن يقتدوا به إذ يجتمعون لدرس الكتاب ويصلون ويصومون. وقد أوصى أتباعه أن يعمدوا المؤمنين الجدد، ويذكروا موته لأجلهم بالاشتراك في الخبز والخمر، على غرار ما فعل مع تلاميذه في نهاية العشاء الأخير.
متى 6: 6- 18؛ 31 و32؛ 7: 7- 11؛ يوحنا 1: 12 و13؛ متى 9: 14- 17؛ يوحنا 4: 19- 24؛ متى 28: 19؛ 1 كورنثوس 11: 23- 25
يشوع
قائد بني إسرائيل بعد موت موسى. معنى اسمه "الله خلاص". وقد اختبر يشوع قائداً للجيش فيما كان الشعب في البرية. وبين الكشافة الاثني عشر الذين أرسلهم موسى لاستطلاع أحوال الأرض، لم يؤمن إلا يشوع وكالب بأن الشعب قادر على فتح البلد بمعونة الله. وقد كافأهما الله على ذلك، قد كانا الرجلين الوحيدين بين جميع المولودين في مصر- اللذين عاشا حتى دخلا أرض كنعان. وبعد موت موسى قاد يشوع الشعب في دخول الأرض. وبعد فتح تلك الأرض، قسّمها يشوع بين الأسباط الاثني عشر. وقُبيل موته، حثّ الشعب على محبة الله وطاعته. قال: "أما أنا وبيتي فنعبد الرب". فأجابوا: "نحن أيضاًَ نعبد الرب لأنه هو إلهنا".
خروج 17: 9 وما بعدها؛ عدد 13 و14؛ سفر يشوع
سفر يشوع
يروي سفر يشوع أخبار دخول بني إسرائيل إلى أرض كنعان بقيادة يشوع خليفة موسى. وهو أول سفر من "الأسفار التاريخية" الاثني عشر في العهد القديم.
تتحدث الأصحاحات 1- 12 عن فتح كنعان، بعد السنة 1240 ق مخ على الأرجح. وربما دونت أحداث هذا السفر أولاً في زمن صموئيل، وإن كان السفر ككل يشكل جُزءًا من التاريخ الكبير المضاف إلى التثنية والذي تشمله الأسفار الممتدة من يشوع إلى 2 ملوك. وتشتمل الأخبار هنا على عبور نهر الأردن، وسقوط مدينة أريحا، ومعركة عاي.
وتبين الأصحاحات 13- 22 كيف اقتسم بنو إسرائيل الأراضي التي فتحوها وحلوا فيها.
ويُختتم السفر بخطاب يشوع الأخير، وتجديد عهد الله ووعده للشعب، وذلك في شكيم (الأصحاحان 23 و 24).
يعقوب بن إسحاق
ابن إسحاق ورفقة، وتوأم عيسو الأصغر. لما كان عيسو جائعاً بعد الصيد، أقنعه يعقوب بأن يتنازل له عن حقوق الابن البكر لقاء صحن طبيخ. وفيما بعد كسب يعقوب بركة أبيه الخاصة من طريق التظاهر بأنه عيسو. بعد ذلك أبغض عيسو يعقوب ونوى أن يقتله. ففرّ يعقوب شمالاً إلى خاله لابان في حاران. وفي الطريق حلم حلماً. رأى سلَّماً منصوبة بين الأرض والسماء والملائكة صاعدين عليها ونازلين. وقد وعده الله بأن يعطيه ونسله الأرض التي كان نائماً عليها. وقال له: "لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به".
خدم يعقوب لابان راعياً للغنم عشرين سنة. وأحب راحيل بنت لابان، لكنه خُدِع بتزويجه أولاً بأختها ليئة. وبينما كان في حاران صار أباً لأحد عشر ابناً وبنتٍ واحدة. وانتظر سنين طويلة حتى رزق ابنه الأول من راحيل، أي يوسف. وفيما بعد ماتت راحيل وهي تلد ابنها الثاني، بنيامين.
خدع لابان يعقوب في بادئ الأمر، ولكن يعقوب فاقه خداعاً في الأخير. فقد كون قطيعه الخاص الكبير من الغنم والمعزى، ثم غادر حاران عائداً إلى موطنه. وفي طريق العودة كانت له حفلة مصارعة غريبةٌ طوال ليلة واحدة مع "إنسان" مجهول، ولم يقبل أن يتركه قبل أن نال بركته. إذ ذاك أعطاه اسماً جديداً، هو "إسرائيل" ومعناه "مُصارع الله".
رحّب عيسو بيعقوب ترحيباً حاراً، فهدأ روعه. لكنها فيما بعد افترقا، فأقام يعقوب في أرض كنعان حتى دعاه يوسف إلى مصر. وقبل أن مات يعقوب، بارك أبناءه- آباء أسباط الشعب الاثني عشر.
تكوين 25: 21- 34؛ 27- 35؛ 37: 1؛ 42- 49
يعقوب
1- ابن زبدي، من تلاميذ المسيح. كان، كأخيه يوحنا، صياد سمك. لقّب المسيح هذين الأخوين العاصفين "ابني الرعد!" لما دعاه المسيح ليكون أحد تلاميذه، تبعه حالاً. كان يعقوب حاضراً لما ردّ المسيح الحياة لابنة يايرس، وعند التجلّي على الجبل. قتل لأجل إيمانه على يد هيرودس أغريباس الأول.
متى 4: 21 وما بعدها؛ 17: 1 وما بعدها
2- رسولٌ آخر، ابن حلفى. لعله هو المدعو "يعقوب الصغير".
متى 10: 3؛ مرقس 15: 40؛ أعمال 1: 13؛ مرقس 5: 37؛ 10: 35 وما بعدها؛ أعمال 12: 2
3- واحدٌ من "إخوة يسوع". لم يؤمن يعقوب بأن يسوع هو المسيح حتى رآه بعد القيامة. أصبح من قادة الكنيسة في أورشليم، ويُرجح أنه كاتب الرسالة المعروفة باسمه. كتب المؤرخ اليهودي يوسيفوس أنه رُجم حتى الموت سنة 62 ق م.
متى 13: 55؛ أعمال 12: 17؛ 1 كورنثوس 15: 7؛ رسالة يعقوب
رسالة يعقوب
إحدى رسائل العهد الجديد، زاخرة بالإرشادات العملية المفيدة لجميع شعب الله. يُرجّح أن كاتبها هو يعقوب أخو الرب، ولا يمكن التأكيد فيما يتعلق بزمن كتابتها، وبمقصدها- أي الذين وُجّهت إليهم أصلاً.
يستخدم الكاتب صوراً كلامية حيّة ومعبرة ليبيّن السلوك والمواقف التي ينبغي أن يتميز بها المسيحيون المؤمنون. وتتطرق الرسالة إلى الإيمان والحكمة، والامتلاك والغنى، والامتحان والتجربة، والسماع والعمل. ومنها نتعلم أن نعامل الجميع بتقديرٍ متساوٍ، وأن على المؤمن أن يصون لسانه وينتبه إلى موقفه تجاه العالم حوله. ويشدد الكاتب على أن الإيمان لا يكون إيماناً البتة إلا إذا رافقه أعمال تناسبه. ذلك أن الإيمان الأصيل لابدّ أن يؤثر في طريقة الحياة.
يفتاح
واحدٌ من "قضاة" بني إسرائيل قديماً. قبل توجهه إلى محاربة العمونيين نذر بأنه إذا نجح يُصعِد محرقةً أي من خرج من بيته للقائه عند رجوعه بالسلامة. ولما عاد منصراً خرجت ابنته الوحيدة ترحب به. ورُغم حزنه وفى نذره. (كان تقديم الأضاحي البشرية ممارسةً وثنية مكروهة عند الرب، وقد أخطأ يفتاح في نذره وكان أفضل لو تراجع عنه). حكم يفتاح قاضياً طيلة ست سنوات.
قضاة 11 و 12
يهوآحاز
1- ملك إسرائيل من 814- 798 ق م، خلف أباه ياهو. أضلّ رعاياه من عبادة الله، وهزمه حزائيل وبنهدد ملك أرام.
2 ملوك 13: 1 وما بعدها
2- ابن يوشيا، ملك يهوذا مدة ثلاثة أشهر في 609 ق م. أسره فرعون نخّو وسباه إلى مصر.
2 ملوك 23: 30- 34
اليهوديَّة
الاسم الذي أطلقه اليونان والرومان على يهوذا. وهو يُشير عادةً إلى الجزء الجنوبي من البلد، وعاصمته أورشليم. لكنه يُستخدم أحياناً اسماً للبلد كله بما فيه الجليل والسامرة. أما "برية اليهودية" فهي الصحراء الواقعة غربي البحر الميت.
لوقا 3: 1؛ 4: 44؛ إلخ...
اليهوديَّة كديانة
إبراهيم:
كانت نقطة الانطلاق في الديانة اليهودية يوم كلم الله إلى إبراهيم طالباً إليه أن يترك أرضه وموطن عشيرته ويذهب إلى بلدٍ جديد. يومذاك وعد الله إبراهيم بأن يجعله مؤسساً لأمةٍ عظيمة. فصدق إبراهيم كلام الرب، ولذلك رضي الله عليه وقَبِله.
وعليه، فالمعتقد الأساسي والرئيسي في الديانة اليهودية، كما في المسيحية، هو اليقين بأن الله شخصية حقيقية وأن البشر يمكن أن يتعرفوا به. ونقرأ في الكتاب أن إبراهيم فعل كما قال له الرب، فارتحل إلى كنعان، وحيثما حلّ بنى مذبحاً وسجد لله.
تزعزع إيمان إبراهيم أحياناً. لكنه علم أن الله ارتبط به وبعائلته التي ستصير فيما بعد أمةً عظيمة.
تكوين 15: 6
يعقوب:
يبدأ تاريخ الأمة بحفيد إبراهيم، يعقوب (وقد دُعي "إسرائيل")، وأبنائه الاثني عشر الذين منهم تحدّرت الأسباط الاثنا عشر. وقد قال الله ليعقوب: "أنا الرب، إله إبراهيم وإسحاق... ويكون نسلك كتُراب الأرض، ويتبارك فيك وفي نسلك جميع قبائل الأرض. لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلّمتك به". ولما حصلت المجاعة، لحق يعقوب وبنوه بيوسف في مصر. وهناك ظلّ نسلهم قروناً. لكن الله ما كان ليُغيّر وعده. فلما استعبد المصريون بني إسرائيل فتضايقوا وصرخوا إلى الرب طلباً للنجدة، استجاب الله.
تكوين 28: 13- 15
موسى:
ذات يومٍ كلّم الله موسى في الصحراء. قال له: أنا مرسلك إلى ملك مصر لتُخرج شعبي من بلده. واستفسر موسى كيف يصف الله لشعبه، فأوضح له الله أي إلهٍ هو، إذ أعلن لموسى اسمه "يهوه" (الكائن أي الرب) قائلاً: "أنا أهيه الذي أهيه" (أي أكون الذي أكون). وهكذا أظهر الله أنه غير متغير وأنه جديرٌ بالاتكال عليه كلّياً، وأنه أيضاً الحي السرمدي، الفعّال الخلّاق. بهذا الإله عرَّف موسى شعبه.
لكن الله لم يكتفِ بإعلان ذاته، بل برهن بأعماله أي إلهٍ هو. وقد أنقذ الشعب من مصر وفاءً بوعوده التي وعد بها آباءهم، فأثبت كونه جديراً بالثقة كلياً. وعندما اقتادهم أيضاً في مجاهل الصحراء، لبّى احتياجهم إلى الطعام والماء واعتنى بهم رغم تمردهم، فظهر في ذلك بوصفه الله الحي الفعال.
الخروج وجبل سيناء:
في أيام موسى، أعلن الله نفسه إلهاً يفعل ويتكلم. وعند الخروج من مصر، برهن تعالى أنه حامي المظلومين وعدو الظالمين. وهذا بحد ذاته إعلانٌ لطبيعته. ولكن على جبل سيناء أعلن ذاته أيضاً. إذ أطلع موسى على كونه إلها رحيماً غفوراً لا يُثار غضبه بسهولة ويُبدي محبة وأمانة عظيمتين. كذلك أعلن مشيئته لشعبه في الوصايا. وفي هذه الوصايا يرى الشعب انعكاساً لطبيعة الله ويعرفون ما هو مطلوبٌ منهم. وكان واجباً أن تكون الشريعة (أو الناموس) قاعدة سلوكهم من النواحي الأخلاقية والاجتماعية والدينية. كما كان من شأن الأعياد والمحافل المقدسة والقرابين والذبائح أن تذكرهم دائماً بعلاقتهم بالله (راجع كل مادة في مكانها).
أيام داود وسليمان:
في ذلك العصر أصبحت للعبرانيين دولتهم المستقلة أول مرة. وقد تأثر الشعب بعظمة ملوكهم وأُبهتهم، لكنهم علموا أن جلال ملوكهم الأرضيين ليس إلا صورة باهتة لجلال الرب، ملك الملوك. ويمكن أن نلحظ شعوراً جديداً بجلال الله في الهيكل والعبادة فيه، وفي المزامير التي تُنشد في أرجائه مشيدة بعظمة الله وجبروته وسموه على جميع الآلهة. وإلى جانب وقار العبادة في الهيكل تتردد أصداء الفرح الغامر: "الربُّ قد ملك، فلتبتهج الأرض، ولتفرح الجزائر الكثيرة!" فالبهجة سارتا يداً بيد، كما تُرينا مزامير عديدة.
وفي أيام داود وسليمان وعد الله وعداً جديداً: أنه سيجعل مملكة داود مملكة أبدية، وأن سلالة داود لن تنقطع. وهذا الأمر أبقى العبرانيين موالين للملوك الطالعين من سلالة داود، ولو كانوا غير أهلٍ لذلك. وتبلور في الأخيرِ الرجاء بأن الله سيُرسل داوداً جديداً يملك بالبر والعدل. ففي الوعد لداود بذور الرجاء المسيحانيّ.
مزمور 95: 3؛ 97: 1؛ 2 صموئيل 7
الأنبياء:
لم يأتِ الأنبياء بإعلانٍ جديد فيما يتعلق بالديانة، بل دعوا الشعب للتوبة والرجوع إلى الإله الذي سبق فأعلن ذاته، وللأمانة نحوه. هذه مساهمة الأنبياء العظمى. وما انفك الأنبياء يشددون على أن الديانة الصحيحة ليست مجرد طقوس دينية، ولا هي العقيدة السليمة وحدها، بل إنها تقتضي السلوك الصحيح. وقد هاجموا بلا هوادةٍ ديانة زمنهم، لا لأنها لم تلتزم القوانين المرسومة في أسفار الشريعة كاللاويين مثلاً، بل لأن تلك الديانة كانت خلواً من السلوك القويم. فالأنبياء خاطبوا ضمير الشعب، وأنذروا بكارثة السبي الوشيكة. ولما وقعت دينونة الله على إسرائيل، قدموا الرجاء بمستقبلٍ جديد مشفوعاً بوعد الله.
عاموس 5: 21- 24.
السبي:
لم يكن السبي هُوةً في تاريخ الأمة وكأنه اختبار غير سعيد يسهل نسيانه بأسرع ما يمكن. ومع أنه كان فترة شقاء ومذلّة للآلاف من بني إسرائيل، فقد كان واحدةً من أكثر الفترات خلّاقيةً في تاريخ الأمة. إذ في تلك الفترة عاد الشعب فوجدوا أنفسهم وإلههم من جديد. ففي السبي أدركوا على نحوٍ لم يكونوا قط بحاجةٍ إلى مثله من قبل، كم كان هذان الأمران مرتبطين أحدهما بالآخر. فلا داعي لوجود الأمة بمعزلٍ عن كنز معرفة الله. وما لم يعتبروا أنفسهم شعباً مُفرزاً لله، لا يختلفون في شيءٍ عن سائر الأمم. وما كان أسهل أن يُمحى هذا الشعب من على الخريطة كما مُحيت أُممٌ عديدة على مرّ التاريخ. وفيما اعتبر كثيرون منهم السبي مجرد بلية كُبرى. استطاع غيرهم أن يروا فيه زمن تطهير وتنقية، وهؤلاء هم الذين اعتبروه تأديباً من الله للشعب.
وقد رجع إلى البلد "كل من نبّه الله روحه... ليبنوا بيت الرب الذي في أورشليم". لقد أدركوا أن لا حياة لهم إلا بالانفصال عن سائر الشعوب والمواظبة على إطاعة شريعة الله بحذافيرها. كان هذا وحده هو الموقف الواقعي المطلوب. ومع أنه أدى ببعضهم في النهاية إلى روحٍ ناموسية متزمتة، فقد نتجت منه تقوى محمودة.
عزرا 1: 5
ما بعد السبي:
لم يكن للعائدين من السبي مَلِك، ولكن الكاهن الأعلى صار هو قائدهم الطبيعي، تعاونه فئة جديدة من "الكتبة" القادرين على تفسير شرائع التوراة. وقد تعلّم الشعب درسهم جيداً حتى إن الأنبياء بعد السبي لم يضطروا قد إلى توبيخهم لعبادة آلهة غريبة، وإن اعترضوا على توانيهم في ترميم الهيكل وتقاعسهم عن دفع عشورهم.
كانت جماعة العائدين من السبي صغيرة، إذ ربما كانت أقل من 75000 نسمة. وقد كانت راعية جداً لكونها تختلف عن الشعوب التي حولها. وتم التشديد خلال هذه الفترة خصوصاً على ثلاثة أمور تؤكد هذا "الاختلاف": حفظ السبت بدقّة، والعمل بطقس الختان، ومراعاة الحلال والحرام في أمور الطعام.
ولم يعد الهيكل هو مركز الحياة الدينية الأول، بل صار للمجامع دورها الأساسي. والمجمع هو الموضع المحلي للاجتماع والتعليم، على ما دعت إليه الحاجة خلال السبي.
حجي 1؛ ملاخي 3: 7- 11؛ نحميا 13: 15- 27؛ أشعياء 56: 6 و7؛ تكوين 17؛ لاويين 11 (راجع أيضاً دانيال 1).
ما بين العهدين:
قوي الرجاء بالمستقبل وانتعش حتى كان في أوجه عند مجيء المسيح. وكان الأنبياء، قبل عدة قرون، تنبأوا بنهاية إسرائيل من حيث هي دولةُ أمةٍ. وفي السبي تمت هذه النبوات. ولكن بدا أن بعض النبوات تُجاوز المستقبل القريب إلى مستقبلٍ بعيد فيه بزلزال الله السماوات والأرض، كما يقول حجي، فيبزغ إذ ذاك فجرُ عصرٍ جديد كلياً.
ومنذ القرن الثاني ق م فصاعداً، أنشئ نوعٌ جديدٌ من الكتابات النبوية عُني بوصف رؤى الآخِرة. وكان نظر هؤلاء أن الله يوشك أن يتدخل في المشهد فيُبيد الحكام الأجانب، من رومان ويونان، ويبدأ حقبة جديدة من التاريخ. ومن هذه الجماعات التي استفاضت في أحاديث رؤى الآخرة جماعة قُمران ومخطوطاتِ البحر الميت (راجع الأسينيُّون).
المسيّا:
تركَّز القسم الأكبر من الآمال المستقبلية على المسيّا. وكان معنى المسيح أو المسيّا في العهد القديم "الشخص الممسوح"، وكانت تُطلق هذه التسمية على واحدٍ من الكهنة أو الملوك أو الأنبياء. وقد تكلم بعض الأنبياء، كأشعياء، عن ملك يأتي في المستقبل من نسل داود "يملك بالبرّ" ويستقر عليه روح الرب. وفي القرن والنصف الذي سبق ظهور المسيح، أخذ كثيرون يتطلعون بشوقٍ إلى ملكٍ كهذا. وقد توقعت جماعة قمران ظهور "مسيحَيْن"، يكون أحدهما كاهناً، والآخر ملكاً. ومجموعة التسابيح المعروفة باسم "مزامير سليمان" والعائدة إلى القرن الأول ق م، كانت واحدة من أُولى الكتابات التي استخدمت تعابير مثل "الربُّ المسيح" و"مسيح الربّ" للدلالة على الرئيس الآتي (قارن لوقا 2: 11).
وغالباً جداً ما توقع اليهود أن يكون المسيح محارباً يُنقذهم من الحكام الأجنبيين المكروهين. ولذا لا يُدهشنا أن الرب يسوع الذي كانت مملكته "ليست من هذا العالم" كان مُبطئاً في إعلان ذاته بوصفه المسيح المنتظرَ. فمن شأن هذا اللقب أن يوجد انطباعاً عنه مغلوطاً فيه؛ غير أن التلاميذ، وقد فهموا أخيراً أي ملكٍ هو، غالباً ما استخدموا هذا اللقب بالإشارة إليه "يسوع، المسيح".
أشعياء 9: 1- 7؛ 11: 1- 9؛ يوحنا 18: 36؛ مرقس 8: 29 و30؛ لوقا 22: 67
القيامة:
شاع أيضاً رجاءٌ آخر هو الرجاء بالقيامة الشخصية. ففي أزمنة العهد القديم آمن العبرانيون عموماً بأن الصالحين والأشرار بعد الموت يدخلون على السواء أرض "شيؤل" (الهاوية). وكانوا يعتقدون أن ذلك كان نوعاً من الوجود في العالم السفلي لا يعدو كونه ظِلًّلا للحياة الحقيقية، ولا أحد يعود مِنه. وأحياناً، عبر الأنبياء عن الرجاء بقيامة الأمة، كما في رؤيا حزقيال للعظام التي دخلتها الحياة فصارت جيشاً عظيماً. ولكن أقرب شيءٍ في العهد القديم للرجاء بقيامة الأفراد هو في دانيال 12: 2، حيث يقول: "كثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون".
إنما في زمن المسيح كان معظم العبرانيين (ما عدا الصدوقيين) يؤمنون على الأرجح بقيامة كلِّ إنسان. أما الأبرار "فيقومون إلى الحياة الأبدية"؛ وأما الأشرار فيُطرحون في جهنم، وهي في العالم الآخر نظير وادي هِنّوم حيث كانت تُطرح نفايات أورشليم في نارٍ لا تطفأ.
أيوب 7: 9 و10؛ حزقيال 37؛ دانيال 12: 2؛ لوقا 16: 22
الإيمان بوجود الملائكة والشياطين:
تصوَّر العبرانيون الله، دائماً، ملكاً تحفُّ به جماهير الملائكة. وقرارات الله تؤخذ في مجمع مشورته، حيث يُتاح للأنبياء أن يطلعوا عليها. ولا يلقى الملائكة الأشرار اهتماماً كثيراً، ولكنهم حيث يُذكرون يتضح أنهم تحت سيطرة الله.
وقد شهدت فترة ما بين العهدين القديم والجديد جدلاً كثيراً حول أسماء الملائكة والشياطين وأعمالهم.
واعتُبر الملائكة الأشرار، أحياناً، أنهم هم "بنو الله" أو "الكائنات الفائقة للطبيعة" على ما جاء في تكوين 6: 1- 4. وهؤلاء مع معاونيهم من الشياطين أو الأرواح النجسة اعتبروا مسؤولين عن الشر في العالم. ويظهر الشيطان في العهد القديم بصورة "المجرب" الذي يحاول اختلاق الأسباب الاشتكاء على الإنسان أمام الله. لكنه آنذاك اعتُبر رئيسَ شياطين مقاوماً لله. وقد دُعي أيضاً بليعال وبعلزبوب أو (بعلزبول).
أيوب 1 و2؛ إرميا 23: 18، 21 و22؛ 1 صموئيل 16: 14؛ دانيال 10 13؛ 8: 16؛ متى 12: 24؛ 1 بطرس 5: 8
تطوُّران آخران:
فضلاً عن هذه التغييرات في المعتقد، شهدت القرون الأخيرة قبل المسيح تطورين آخرين مهمين. فقد عكف كثيرون آنذاك على دراسة الشريعة وشرحها وتأويلها، بصورة لم يسبق لها مثيل (راجع الفريسيون). كما طلعت في ذلك الحين عدة فِرق دينية وسياسية. ونقابل بعض هؤلاء على صفحات العهد الجديد- كالفرّيسيين والصدّوقيين والكتبة. ولكن حتى الفِرق التي لا يرد ذكرها في العهد الجديد كان لها تأثير في "الجو الديني العام" الذي شاع في القرن الأول للميلاد.
راجع أيضاً الأعياد والمحافل المقدسة، الناموس، الكهنة واللاويون، القرابين والذبائح، المجامع، خيمة الاجتماع، الهيكل، العبادة أو السجود.
يهوذا
1- الابن الرابع ليعقوب من ليئة. أقنع إخوته ببيع يوسف إلى تجّار عابرين في طريقهم إلى مصر، بدلاً من قتله. وعد يعقوب في كلامه الوداعيّ يهوذا بمملكة مستقبلية ثابتة.
تكوين 29: 35؛ 37: 26 و27؛ 38؛ 49: 9 و10
2- أحد الأسباط الاثني عشر، والأرض التي كانت من نصيبه- وهي تلال اليهودية إلى الجنوب من أورشليم، والبرية المحيطة بالبحر الميت. وفيما بعد أُطلق الاسم على المملكة الجنوبية التي كانت أورشليم عاصمتها.
يشوع 15؛ 1 ملوك 12: 21، 23 الخ...
3- اسم عدة أشخاص في العهد الجديد، أشهرهم:
أ) يهوذا بن يعقوب. أحد الرسل الاثني عشر، وكان مع سائر التلاميذ بعد صعود المسيح.
لوقا 6: 16؛ أعمال 1: 13
ب) يهوذا أخو الربّ. لم يكن يهوذا يؤمن أن يسوع هو المسيح قبل موته وقيامته. لعله هو كاتب رسالة يهوذا.
متى 13: 55؛ يوحنا 7: 5؛ أعمال 1: 14
ج) يهوذا الاسخريوطي. التلميذ الذي خان المسيح وسلمه إلى زعماء اليهود. كان أمين الصندوق في جماعة التلاميذ. وربما أمل أن يشنَّ المسيح ثورة على الرومان. ولما تبين أن يسوع لم يلبّ مأموله، باعه إلى أعدائه بثلاثين قطعةً من الفضة. وقد اقتاد يهوذا العسكر للقبض على يسوع ليلاً في بستان جثسيماني وإذ أدرك هول فعلته، ردَّ الفضة للكهنة وانتحر.
متى 10: 4؛ 26: 14 وما بعدها؛ 27: 3 وما بعدها؛ يوحنا 12: 4- 6؛ 13: 21- 30؛ أعمال 1: 18 و19
رسالة يهوذا
يُقال إن كاتبها هو أخو يسوع الأصغرُ. ولكننا لا نعرف عنه شيئاً يقيناً. أما سبب الكتابة فنشاط بعض المعلمين الكذبة، مما استدعى وضع حدٍّ لهم. يصف يهوذا أفعالهم ويبين دينونة الله عليهم. وهو يشير مراراً وتكراراً إلى بعض ما جاء في العهد القديم وسواه . ويحثُ قراءه المسيحيين على الثبوت في الإيمان الصحيح.
وبين رسالة يهوذا و 2 بطرس 2: 1- 3: 2 تشابهٌ شديد.
يهورام/ يورام
1- ابن الملك أخآب. ملك على إسرائيل من 852- 841 ق م، بعد موت أخيه الملك أخزيا. وضع حدًّا لعبادة بعل، إلا أن إصلاحه لم يكن كلياً. قتله ياهو الذي أباد بني أخآب على بكرة أبيهم.
2 ملوك 3؛ 8 و9
2- ملك يهوذا من 848 إلى 841 ق م (شارك في الملك منذ 854)، خلَف أباه يهوشافاط. أنذره إيليا بالموت من جراء مرض وبيل لأنه قتل إخوته الستة وحرض رعاياه على عبادة الأوثان.
2 ملوك 8: 16 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 21
يهوشافاط
أشهرُ يهوشافاطٍ هو ابن الملك آسا، وقد كان ملكاً على يهوذا من 870 إلى 848 ق م (كان شريكاً في المُلك منذ 873). كان ملكاً صالحاً أباد الأصنام واهتم بأن يعلِّم رعاياه شريعة الله. حسَّن القضاء وعين قضاة في المدن الكبرى. لكنه أخطأ بالتحالف مع أخآب الملك الذي ورطه في حروب إسرائيل.
1 ملوك 22؛ 2 ملوك 3؛ 2 أخبار الأيام 17: 1- 21: 1
يهوشبع/ يهوشبعة
أُخت آحاز ملك يهوذا. كانت زوجةً ليهوياداع الكاهن. (راجع يهوياداع).
2 ملوك 11: 1- 3؛ 2 أخبار الأيام 22: 11 و12
يهوشع
رئيسٌ للكهنة تولى وظيفته بُعيد رجوع العبرانيين من السبي في بابل. باشر ترميم الهيكل، ولكن العمل توقف. ولما حث النبيّان حجي وزكريا الشعب على استئناف العمل، اضطلع يهوشع بمهمته من جديد.
حجي؛ زكريا 3
يهوياداع
أشهر واحدٍ بهذا الاسم هو الرجل الذي كان رئيس كهنة في أورشليم خلال عهود كلٍّ من أخزيا والملكة عثليا ويوآش. تزوج بيهوشبع أخت أخزيا. استولت عثليا- الملكة الأم- على العرش لما مات ابنها وأمرت بقتل السلالة الملكية كلها. غير أن يهوياداع خبأ نسيبه الصغير يوآش، أحد أبناء أخزيا. وبعد ست سنوات نصب يوآش ملكاً، وقُتِلت عثليا. تصرف يهوياداع كوصيٍّ على العرش حتى بلغ يوآش سناً تمكنه من الملك على البلد بنفسه.
2 ملوك 11 و12؛ 2 أخبار الأيام 23 و24
يهوياقيم
بنُ يوشيا، ملك يهوذا من 609- 597 ق م. جعله الفرعون نخو ملكاً، وكان عليه أن يؤدي الجزية لمصر. أبطل إنجازات أبيه الصالحة، وكان طماعاً وقاسياً. أحرق درج نبوءات إرميا. لما ثار على بابل، استجلب غزو يهوذا.
2 ملوك 24: 1- 7؛ 2 أخبار الأيام 36: 4- 8؛ إرميا 22: 18 وما بعدها؛ 26؛ 36
يهوياكين (يكُنيا/ كنياهو)
ملك يهوذا ثلاثة أشهر في 597 ق م. سباه نبوخذنصر إلى بابل. وبعد عدة سنين فك أحدُ ملوك بابل أسر يهوياكين وولاه وظيفةً في القصر.
2 ملوك 24: 8- 16؛ 25: 27 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 36: 9 و10؛ إرميا 52: 31 وما بعدها
يوآب
ابن أخت الملك داود وقائد جيشه. كان شجاعاً لكن عنيفاً. ساعد داود ليصير ملكاً على جميع الأسباط. ظل على ولائه لداود إبَّان عصيان أبشالوم، لكنه في أواخر عهد داود ساند ثورة أدونيا. وبعد موت داود أمر الملك سليمان بقتل يوآب لاشتراكه في ثورة أدونيا وقتله ابنير وعماسا، وكانا اثنين من قواد الجيش الآخرين.
2 صموئيل 2 و3؛ 10 و11؛ 14؛ 18- 20؛ 24؛ 1 ملوك 1 و2؛ 1 ملوك 11 وما بعده
يوآش/ يهوآش
1- ابن الملك أخزيا، نُصِّب ملكاً على يهوذا وهو ابن سبع سنين. لما كان طفلاً أنقذ حياته يهوياداع الكاهن. وفي الجزء الباكر من عهده الذي دام أربعين سنة (835- 796 ق م) كان يهوياداع مُرشداً له. أطاع شرائع الله ورمم الهيكل. وبعد موت يهوياداع، أدخل عبادة الأوثان وقتل زكريا بن يهوياداع. وأخذ جميع ما في الهيكل من الذهب وقدَّمه إلى الآراميين الغُزاة ليسترضيهم. قتله موظفوه (راجع يهوياداع).
2 ملوك 11 و12؛ 2 أخبار الأيام 24
2- ملك إسرائيل على مدى ست عشرة سنة (798- 782 ق م) بعد الملك يهوآحاز أبيه.
2 ملوك 13 و14
يوئيل
واحدٌ من الأنبياء، ابن فثوئيل. يصف يوئيل في سفره كارثة جراد وقحطاً رهيباً، يجعلهما صورةً لدينونة الله المقبلة على الذين لا يطيعونه، وذلك في "يوم الربّ". وقد دعا يوئيل إلى التوبة وتكلَّم عن عصرٍ جديد فيه يُرسل الله روحه على كلِّ إنسان.
يوئيل 1: 1؛ أعمال 2: 16
اليوبيل
راجع الأعياد والمحافل المقدسة.
يوثام
ملك يهوذا (750- 732 ق م) بعد أبيه الملك عُزّيا. بدأ يملك إذ كان أبوه ما يزال حياً لكن يُعاني البرص. عبد يوثام الله، وحصّن يهوذا وهزم العمّونيّين.
2 ملوك 15: 32- 38؛ 2 أخبار الأيام 27: 1- 6
يوحانان
قائد عبرانيّ بقي في يهوذا بعد سقوط أورشليم بِيَدِ نبوخذنصرَّ ملك بابل. حذَّر يوحانان جدليا واليَ يهوذا من مكيدة لاغتياله. وفي ما بعد خالف نصيحة إرميا واقتاد الشعب إلى مصر.
إرميا 40- 43
يوحنّا الرسول
كان يوحنّا صيّاد سمك كأبيه زبدي وأخيه يعقوب. والأرجح أنه كان تلميذاً ليوحنا المعمدان قبل أن يدعوه الربُّ يسوع ليصير تلميذاً له. وقد لقّب المسيحُ يوحنّا ويعقوب "بابنَي الرعد" لأنهما كانا سريعي الانفعال. وكان بطرس ويعقوب ويوحنا مقرَّبين من المسيح على نحوٍ خاصّ. فقد كان يوحنا مع المسيح لما أعاد الحياة لابنة يايرس. ورأى مجد يسوع عند التجلَّي، وكان معه في البستان قُبيلَ موته. وبينما لا يُذكر اسم يوحنا في إنجيل يوحنا، يكاد يكون من المؤكد أنه هو "التلميذ الذي كان يسوع يحبه" والذي كان إلى جنب المسيح في العشاء الأخير والذي كلمه المسيح من على الصليب وعهد بأُمِّه إليه. وبعد صعود المسيح إلى السماء، صار يوحنا وبطرس من قادة الكنيسة في أورشليم. وبعد أربع عشرة سنة من تجديد بولس، كان يوحنا ما يزال في أورشليم. ويذهب التاريخ إلى أنّ يوحنا عاش في أفسس حتى شاخ. وبما أنه هو كاتب سفر الرؤيا، فلا بُدَّ أن يكون قد نُفي أيضاً إلى جزيرة بطمس. وقد كُتِب إنجيل يوحنا للإتيان بالناس إلى الإيمان. وفي العهد الجديد أيضاً ثلاث رسائل كتبها يوحنّا.
متى 4: 21 وما بعدها؛ 10: 2؛ 17: 1 وما بعدها؛ مرقس 3: 17؛ 5: 37؛ 10: 35 وما بعدها؛ 14: 33؛ لوقا 9: 49 وما بعدها؛ يوحنا 19: 26 و27؛ أعمال 3 و4؛ غلاطية 2: 9
إنجيل يوحنّا
إن إنجيل يوحنا، وهو الرواية الرابعة في العهد الجديد عن حياة المسيح، يمتاز عن الأناجيل الثلاثة الأخرى. فالأرجح أنه كُتب أخيراً، ربَّما نحو العام 90 م. وهو معنيٌ بمغزى الأحداث أكثر منه بالأحداث ذاتها، ويُفترض أنها كانت آنذاك قد صارت معروفة جيداً.
يُفيدنا مطلع إنجيل يوحنا أنَّ المسيح هو كلمة الله الكائن أزلاً قبل الزمن وإن كان وُلِد إنساناً في الزمن.
وفي المسيح (الكلمة) يتكلم الله إلى الإنسان. وقد كُتبت وقائع هذا الإنجيل "لتؤمنوا (أيُّها القُرّاء) أن يسوع هو المسيح ابنُ الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمِه" (20 31).
يُرجَّح أن الإنجيل يحتوي على ذكريات يوحنّا أخي يعقوب وأحدِ أصحاب المسيح الاثني عشر الأقربين. وهو لا يُذكر في الإنجيل باسمه، بل يظهر فقط بوصفه "التلميذ الذي كان يسوع يحبه". فرُبَّما تمت كتابة هذا الإنجيل بيد كاتبٍ أملاه عليه يوحنّا.
بعد المقدمة التي تعرِّف بالمسيح "كلمة الله" (1: 1- 18)، يمضي الإنجيل فيصف بضع عجائب تُبرهن أنه فعلاً المخلص الموعود به (الأصحاحات 2- 12). ويُروي خبر تبشيره وتعليمة مرتَباً بحيث يعقب كل عجيبة تفسيرٌ ونقاش ويُبين يوحنا أيضاً كيف آمن بعض الناس بالمسيح فيما رفضه الآخرون، وهو لا يسرد أي مَثلٍ من أمثال المسيح.
ثم تُطلعنا الأصحاحات 13- 19 على أيام المسيح الأخيرة مع تلاميذه في أورشليم. وهي تسرد كلامه وتعليمه المعزي لأتباعه قبل موته على الصليب. والأصحاحان 20 و21 يتحدثان عن بعض ظهوراته للتلاميذ بعد قيامته من الموت.
يعتبر يوحنا العجائب آياتٍ (علاماتٍ) تبين هوية يسوع. ويستعمل أيضاً جملة أشياء مألوفة للإشارة إلى حقائق مخفية تتعلق بالمسيح: الماء والخبز والنور والراعي والكرمة. والتصريحات الشهيرة المستهلة بقوله: "أنا هو..." واردة في إنجيل يوحنا، حيث يقدم المسيح أيضاً بوصفه "الطريق والحق والحياة".
رسائل يوحنّا
رسالة يوحنا الأولى:
كُتبت في أواخر القرن الأول للميلاد. وربما كتبها الرسول يوحنا الذي كان آنذاك في أفسس (وهي في تركيا اليوم). وكان غرضه أن يشجّع المسيحيين كي يحيوا في شركة مع الله وأن يحذرهم من المعلمين المُضلين.
وقد عُني يوحنا خصوصاً برد أفكار جماعةٍ كانوا يعتقدون أن لديهم "معرفةً" خاصة عن الله (الأدريون أو الغنوصيون). وقد ذهب هؤلاء أيضاً إلى أن العالم المادي شرير، ولذلك لم يقبلوا أن يسوع ابن الله قد صار إنساناً حقيقياً. ويكتب يوحنا باعتباره شخصاً تعرف بالمسيح، مبيِّناً أنه ابن الله وإنسانٌ حقيقيٌّ أيضاً. ويُفيدنا أن كل من يدعي أنه يعرف الله عليه أن يسلك كما سلك المسيح (الأصحاحان 1 و2). والمسيحيون الحقيقيون هم أولاد الله، فلهم طبيعته ولا يُعقل أن يمارسوا الخطية والمؤمنون بالمسيح لا بد أن يُحبوا بعضهم بعضاً أيضاً الأصحاح الرابع يفارق يوحنا ما بين الحق والباطل. فهو يقول إن "الله محبة" وإننا "نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً". ثم يتكلم الأصحاح الخامس عن النصرة على العالم وعن عطية الحياة الأبدية من عند الله.
رسالة يوحنا الثانية:
يعتقد بعضهم أن "كيرية" (السيدة) التي يكتب يوحنا إليها رسالته الثانية هي كنيسة محلية. ويناشد الرسول المسيحيين أن يحب أحدهم الآخر ويسلكوا بحسب الحق ويحذروا المعلمين الكذبة وتعاليمهم.
رسالة يوحنا الثالثة:
الرسالة الثالثة من "الشيخ" (يوحنا) هي رسالة خاصة موجهة إلى غايُس، وكان متقدماً في إحدى الكنائس. يمتدح الكاتب غايُس على معاملته الحسنة للإخوة المسيحيين. وهو يُحذر من رجلٍ اسمه ديوتريفس كان يتصرف كأنه متسلط في الكنيسة.
يوحنّا المعمدان
النبيُّ الذي أرسله الله كي يُعِدَّ الناس لمجيء المسيح. كان أبواه زكريا وأليصابات شيخين لمّا بشر ملاكٌ أباه زكريا بأنه سيُرزق هذا الابن المميز. كان يوحنا من أقرباء يسوع وأكبر منه ببضعة أشهر فقط. وقد عاش في برية اليهودية حتى دعاه الرب ليكون نبياً. وتقاطرت جموع الناس إليه ليسمعوا كرازته النارية. فقد كان يُنادي قائلاً: توبوا عن خطاياكم وتعمدوا فيغفر لكم الله. ومع أن الرب يسوع كان بلا خطية فقد طلب أيضاً إلى يوحنا أن يعمده في نهر الأردن، إعلاناً منه لطاعته لله وتمثيله للخطاة.
وفيما بعد حبس الملك هيرودس يوحنا لجرأته في انتقاده. ومن السجن أرسل يوحنا بعض تلاميذه سائلاً يسوع هل هو المسيح المنتظر. فقال الرب يسوع: أخبروا يوحنا أني أشفي المرضى وأحمل البشارة إلى المساكين. ثم قال للجموع: إن يوحنا هو أكثر من نبيّ، وهو أعظم من ولدتهم النساء. وبعد ذلك بزمن غير طويل أوقعت هيرودس زوجته في أُحبولة، فأمر بقطع رأس يوحنّا.
لوقا 1؛ 3؛ 7: 18 وما بعدها؛ متى 3؛ 11؛ 14: 1- 12؛ مرقس 1؛ 6
يوسف
1- بِكر يعقوب من زوجته راحيل بعد سنين من زواجهما. امتاز يوسف بأنه ابن أبيه المفضل بعدما أهداه أبوه قميصاً ملوناً. حسده إخوته ولا سيما بعدما قص عليهم حُلمَيه اللذين رآهم فيهما جاثين أمامه. فنووا أن يقتلوه، ولكن رأوبين أقنعهم بالتريث، واقترح يهوذا أن يبيعوه عبداً بدلاً من ذلك. أُخذ يوسف إلى مصر، ولفق إخوته على أبيهم خبر افتراسِ وحشٍ له.
وفي مصر اشتراه فوطيفار، أحد كبار الموظفين الرسميين، ووكله على بيته. طمحت زوجة فوطيفار إليه وحاولت إغراءه وإغواءه، ثم زعمت أنه حاول اغتصابها، فأُلقي في السجن. وهناك استطاع أن يفسر لساقي فرعون (الملك وخبازه حلميهما. وبعد سنتين حلم فرعون حلمين لم يفهمهما. إذ ذاك تذكر الساقي يوسف، فأرسل فرعون واستدعاه. فأخبره يوسف بأن عليه أن يستعد لمواجهة مجاعة طويلة. وجعل فرعون يوسفَ كبير وزرائه وكلفه مهمة الاستعداد للمجاعة.
قابل يوسف إخوته من جديد لما أمُّوا مصر ليشتروا حنطةً إبان المجاعة. وتظاهر بأنه يعتبرهم جواسيس، وطلب منهم الرجوع ومعهم أخوه الأصغر بنيامين دفعاً للشبهة. ثم امتحنهم ليرى هل يعاملون بنيامين بنفس القسوة التي عاملوه هو بها. ولما تبين له أنهم يهتمون بأمر بنيامين تعرف إليهم.
ثم دعا يوسف أباه وإخوته كي ينتقلوا مع أُسرهم ليعيشوا في أرض مصر. وكانت فرحة يعقوب كبيرة بلقاء يوسف. وأقام بنو إسرائيل في مصر طوال أربعة قرون.
تكوين 30: 24؛ 37- 50
2- زوج مريم ومُربي يسوع. مع أنه لم يكن والد المسيح بالطبيعة، فقد عُد أباه شرعاً. قبل ولادة يسوع، أخبره ملاكٌ بأن وليد مريم هو ابن الله. أخذ مريم والطفل إلى مصر بعد تنبيهه في حلم بأن الملك هيرودس عازمٌ على قتل يسوع. وبعد موت هيرودس، عاد يوسف بأسرته إلى فلسطين وأقاموا في الناصرة، حيث عمل نجاراً. ولما كان يسوع ابن اثنتي عشرة سنة اصطحبه أبواه إلى الهيكل للاحتفال بعيد الفصح. وغير ذلك، لا يُعرف عن يوسف شيء. وربما مات قبل بلوغ يسوع أشُدَّه.
متى 1 و2؛ لوقا 1: 27؛ 2
3- يوسف الرامي. أحد أعضاء المجلس اليهودي الأعلى (السنهدرين)، وتلميذٌ للمسيح في السرّ. بعد الصلب، طلب جسد يسوع من بيلاطس ودفنه في قبره الخاص غير المُستعمل.
لوقا 23: 50- 53؛ يوحنا 19: 38- 42
يوشيّا
تُوج يوشيا ملكاً على يهوذا وهو ابن ثمانٍ بعد اغتيال أبيه أمون، في 640 ق م. وقد شب يوشيا فكان ملكاً قوياً تقياً أرجع الأمة إلى الله. أمر بإصلاح الهيكل، وفي أثناء ذلك اكتُشِف درجٌ مكتوبةٌ فيه الشرائع التي أعطاها الله لموسى. فتدبر يوشيا هذه الشرائع وأمر بتلاوتها على الشعب. وتمت إصلاحات كثيرة منها الاحتفال بعيد الفصح. لما كان يوشيا في التاسعة والثلاثين قُتل في معركةٍ ضد المصريين. وقد تأسف إرميا على موت يوشيا.
1 ملوك 13: 2؛ 2 ملوك 21: 24- 23: 30؛ 2 أخبار الأيام 33: 25- 35: 27؛ إرميا 1: 1 و2
يوليوس
قائد المئة (الضابط) الروماني المكلف حراسة بولس في سفرته إلى روما للمحاكمة أمام قيصر.
أعمال 27: 1، 3، 42- 44
يُوَنّا
زوجة موظف عند هيرودس أنتيباس. شفاها المسيح. تبرعت بالمال لخدمة المسيح وتلاميذه. وفي فجر القيامة كانت بين النساء اللواتي وجدن القبر فارغاً.
لوقا 8: 1- 3؛ 24: 10
يوناثان
الابن البكر للملك شاول، وصديقٌ وفي لداود. كان محارباً شجاعاً برز في عدة معارك ضد الفلسطيين. ومع أنه علم داود سيصير ملكاً بدلاً منه. فقد كان صديقاً مخلصاً له وأنقذه من القتل على يد شاول. مات يوناثان وشاول معاً في المعركة التي هُزم فيها بنو إسرائيل على جبل جلبوع. وقد حزن داود جداً وكتب مرثاةً امتدح فيها يوناثان.
1 صموئيل 13 و14؛ 18- 20؛ 23: 16- 18؛ 31: 2؛ 2 صموئيل 1
يونان
إن سفر يونان، على خلاف باقي الأسفار النبوية، مكتوبٌ بشكل قصة.
يصف سفر يونان مغامرات نبيٍّ حاول أن يعصي أوامر الله. فقد أمره الله بأن يذهب إلى نينوى ويندد بتصرفات أهلها. وكانت نينوى هذه عاصمة آشور، الأمة الكبيرة العدوة. أخيراً بلَّغ يونان أهل نينوى رسالة الله، ثم اكتأب لأن الله لم يُنفِّذ وعيده بإهلاكهم.
يُبين هذا السفر محبة الله وعنايته. فهو يُفضل أن يصفح ويخلِّص على أن يُعاقب ويُهلك.
اليونان
اليونانيون (أو الإغريق):
كان أصل اليونانيين حتى عهد قريب لغزاً محيراً. فإن "الإلياذة" و"الأوذيسية"، وهما ملحمتان شعريتان يُقال إن مؤلفهما هو الشاعر الإغريقي الأعمى هوميروس، وقد كُتبتا نحو 800 ق م، تتضمنان وصفاً لأُسلوب حياة قديم جداً. وقد توصلت الاكتشافات الحديثة إلى تكوين صورة مدهشة عن تلك الحضارة العريقة. وفي زمن قديمٍ جداً كان المينوانيون قد بنوا قصوراً عظيمة في كريت وتاجروا مع مصر. غير أن إمبراطوريتهم انهارت فجأةً، من جراء زلزال أو غزو. وكان حكامها الآخِرون يتكلمون اليونانية، إذ وُجدت في قصرهم ألواحٌ باللغة اليونانية في أقدم صُوَرِها المعروفة.
تروي الإلياذة جانباً من قصة حرب السنوات العشر التي وقعت لما هاجم الإغريق مدينة طروادة. ونعلم الآن أنه قد وُجدت حقاً مدينة اسمها طروادة، وحضارةٌ يونانية قديمة مركزها ميسينية على البر الرئيسي من جنوب اليونان. فإن هوميروس يردد صدى ذكريات وقائع حدثت قبل زمنٍ بعيدٍ.
التاريخ الباكر:
دخل القوم الناطقون باليونانية اليونان من الشمال. وبلاد اليونان صخرية وفقيرة. فأقاموا في مدنٍ صغيرة تفصل بينها الجبال. وبعد أيام ميسينية العظيمة، لم تتحد البلاد قط. فحاربت المدن بعضها بعضاً. وكان السفر بحراً أسهل في الغالب منه براًّ. ولما كانت الأراضي الخصبة قليلة جداً، صار اليونانيون تجارة مغامرين. ومِما يسر لهم السفر عبر بحر إيجه إلى آسيا الصغرى (تركيا اليوم) رياحُ الصيف المنتظمة والموانئُ الأمينة التي وفرتها كثرةُ الجزر. فكانوا يستوردون المؤن، وأسسوا مدناً جديدة على الأجزاء العديدة من ساحل المتوسط ولا سيما في آسيا الصغرى. وفي أزمنة الكتاب المقدس سكن اليونانيون أراضي أكبر كثيراً من البلاد التي ندعوها اليونان اليوم.
"العصر الذهبيّ":
كانت أثينا أشهر مدن اليونان في القرن الخامس ق م. وقد تزعم الأثيويون دحر هجومين كبيرين على اليونان قام بهما الفرس عام 490 و480 ق م. فصار أهل أثينا أغنياء و؟؟أقوياء وبنوا عدة هياكل جميلة، منها الباراثيون الذي ما تزال مشاهدته ممكنة حتى اليوم. وغدت أثينا أيضاً موطناً لبعض المشاهير من القواد والمفكرين والكتاب والشعراء. فما تزال تشتهر حتى اليوم أسماء مثل بيركليس وسقراط وأفلاطون وسوكليس ويوريبيديس وسواهم. وقد كان لهؤلاء الرجال تأثير كبير في العالم.
وكانت أثينا خير مثالٍ على أسلوب الحياة اليونانية. فهي كانت "ديمقراطية". وهذه كلمة يونانية لفكرة يونانية إلى أبعد حد. فقد كان ابن أثينا يفهمها بمعنى أن كل مواطن ينبغي أن يؤدي دوره في شؤون المدينة. إذ إن السياسة (البوليتيكا) كانت تُعنى في شؤون المدينة (بوليس باليونانية). وقد كان اليونانيون قوماً كثيري المواهب يتمتعون بالذكاء والنشاط، ويولعون بالجدل والنقاش، ويحبون الحرية كثيراً، ولهم ذوق جمالي في الفن والكتابة. ومع أنهم كانوا منقسمين بعضهم على بعض، فقد كانوا جميعاً يفاخرون بأنهم يونانيون. وكانوا يعتبرون أنفسهم خيراً من سائر الأجناس الأخرى التي دعوها "برابرة". وكان أهل جميع المدن اليونانية يتلاقون في أولمبيا الواقعة في جنوب البلاد للاحتفال بالألعاب الأولمبية، والحروب بينهم تتوقف خلال تلك المباريات.
الإسكندر:
انقسمت بلاد اليونان ووهنت قواها من جراء هذه الحروب المحلية المريرة. ولكن بعد سنة 336 ق م أخضع الإسكندر الكبير (ملك مكدونية في الشمال) بلاد اليونان كلها. وكان قوم الإسكندر يونانيين، لكنهم لم يكونوا ذوي شأن قبل ذاك. ثم أثبت الإسكندر أنه عسكريٌّ فذّ. فقد أطاح إمبراطورية الفرس العظيمة وبلغ بفتوحاته حتى شرقي الهند بعيداً. غير أنه لم يكن مجرد فاتح عسكري، إذ هدف إلى نشر حضارة اليونان ولغتهم في كامل المنطقة التي فتحها.
لم تتحقق آمال الإسكندر قط، إذ مات شاباً، وتنازل قواده من إمبراطوريته، فانقسمت حالاً. إذ كسب بطليموس مصر وأسس فيها سلالة ملوك يونانيين. وحاول سلوقس أن يستولي على الشرق، وجعلت سلالتُه (السلوقيون) عاصمتها في أنطاكية سورية. وتنازعت مع البطالمة على فلسطين. وواحدٌ من ملوكهم، انطيوخس ابيفانس (175- 163 ق م) صار العدو اللدود لليهود. وقد اضطرب الوضع في آسيا الصغرى ومكدونية واليونان إذ تحارب الملوك المتنافسون الاستيلاء على السلطة.
التأثير اليونانيّ:
بلغت الحضارة اليونانية ذروتها في الفترة السابقة للإسكندر وقد عُرفت الفترة الأخيرة بأنها "العصر الهيليني" (نسبة إلى "هيلين" ومعناها اليونان). خلال ذلك الزمان صارت اليونانية هي اللغة الدولية في شرق المتوسط وما وراءه. إذ كانت لغة التجارة والثقافة والكتابة، حتى عند الشعوب التي ظلت تتكلم بلغتها القومية. حتى اليهود تأثروا بها. وفي القرن الثاني ق م، تُرجم العهد القديم إلى اليونانية في الإسكندرية بمصر لمنفعة اليهود الناطقين باليونانية هناك.
هذه الترجمة، المعروفة بالسبعينية، كانت هي نُسخة العهد القديم المألوفة جداً عند المسيحيين الأولين.
ولما تعاظم نفوذ الرومان، انهمكوا في الشؤون اليونانية. ففي 146 ق م دمروا كورنثوس بعد مقاومتها لهم. وكانت تلك نهاية الحرية السياسية لليونان. ولكن الفاتحين الرومانيين أخذوا عن اليونانيين حياتهم الفكرية. فترسخت اليونانية لغةً رسمية للنصف الشرقي من الإمبراطورية الرومانية. وكان طبيعياً أن يُكتب العهد الجديد باليونانية.
العهد الجديد:
غالباً ما يذكر العهد الجديد اليونانيين. وهو في بعض الأحيان يعني بهم غير اليهود (الأُمم) أي أهل العالم الروماني الناطقين باليونانية. ويجري قسمٌ ضئيل من الأحداث المدونة في العهد الجديد على أراضي اليونان. ومع أن بولس كان يهودياً متعصباً في الأصل، فقد كتب باليونانية وفهم طرق التفكير اليونانية. فهو كان على علم، مثلاً، باهتمام اليونانيين بالرياضة، وصوّر الحياة المسيحية كما لو كانت سباقاً أو مباراة ملاكمة (1 كورنثوس 9: 24- 27). والقسم الأكبر من خدمته كان في مدنٍ من النوع الإغريقي، ولا سيما في آسيا الصغرى (تركيا)، وكانت تضم آنذاك بعض أكبر المدن اليونانية وأغناها، كأفسس مثلاً. وكانت تلك المدن ما تزال تتمتع بحقوقها وتشهد حياة عامة كثيرة الحركة: اجتماعات وأسواق، ومجالس وانتخابات، ومحاورات ومحاضرات، وألعاب رياضية ومسارح. وكان عند أهلها نقابات عمال، بل أيضاً إضرابات وتظاهُرات. غير أن السلطة الحقيقية كانت بِيَد الحاكم الروماني.
لقاء المسيحيّ لليونانيّ:
إن اللقاء الكلاسيكي بين المسيحي واليوناني حدث في أثينا بالذات. وكانت أثينا ما تزال مدينة جامعةٍ، مع أنها تعيش آنذاك على أمجاد ماضيها. ووجد فيها بولس تماثيل دينية عديدة. فبدأ يحاور الموجودين في ساحة المدينة، ودُعي إلى مجلس آريوس باغوس لعرض أفكاره الجديدة. هناك تكلم بولس إليهم بكلامٍ يفهمونه. فاقتبس من أقوال شعرائهم. وتطرق إلى آراء الرواقيين والأبيقوريين، وهما أتباع مذهبين رئيسيين من مفكريهم. لكنه لم يكن مجرد هاوي كلام، بل كانت لديه رسالة يتوق لأن يبلغهم إياها. فعلى الرغم من براعة علمائهم، لم يعرفوا الله. وقد قال بولس لهم بجرأة إن الله "لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي" (أعمال 17: 24) كتلك المعابد الجميلة القائمة حواليهم. بل إن الله يدعو جميع البشر إلى تغيير مسرى حياتهم، ولسوف يدين الجميع على يد المسيح الذي أقامه من بين الأموات.
وكان معظم الأثينويّين غير راغبين في قبول هذا التعليم. وقد قال بولس إن اليونانيين يطلبون "حكمة"، ولكن رسالته كانت "جهالة" في نظرهم (1 كورنثوس 1: 22 و23). فقد كانت لمفكريهم وجهة نظر مختلفة حول الحياة بعد الموت. وكانوا هم متكبرين فلم يفتحوا أذهانهم للرسالة المؤيدة بالبراهين والتي من شأنها أن تضطرهم إلى تغيير طُرقهم.
ديانة اليونان والرومان :
كانت رقعة الإمبراطورية الرومانية واسعة جداً، وقد شملت شعوباً ذوي معتقداتٍ عديدة ومتنوعة. والقاطنون في شرق الإمبراطورية هم الذين قابلهم أولاً المسيحيون الأولون. وغالباً ما كان هؤلاء متأثرين بأفكارٍ شرقية وصلت إلى أجدادهم قبل زمن طويل من قدوم الحضارة اليونانية إليهم.
كان مينوانيُّو كريث وأقدمُ شعوب اليونان يعبدون إلاهة خصب. وكبعلٍ في الأساطير الكنعانية، أعتُقِد أن الإله زوجها يموت ويقوم، مثل فصول السنة. ففيما اختلفت تفاصيل هذا النوع من الدين بين مكانٍ وآخر، كان عدد كبير من هذه الأفكار مشتركاً في جميع أنحاء الأراضي الواقعة شرقي المتوسط. وظلت هذه الأفكار قويةً على الخصوص في المناطق الريفية، حيث اعتمد الناس في معيشتهم على مواشيهم وغلالهم.
آلهة اليونان وروما:
جلب اليونانيون الأوائل معهم مجموعة جديدة من الآلهة. وكان كبير آلهتهم زيوس. وقد ترأس على سائر الآلهة الذين أقاموا على الأولمب، وهو أعلى جبلٍ في اليونان. ولما كان اليونانيين مولعين بالمنطق، فقد حاولوا أن ينشئوا تواريخ عائلية كاملة لآلهتهم، ووضعوا جميع المعتقدات القديمة والقصص المحلية ضمن إطار نظامٍ متكامل. وهكذا توسعوا في وصف حياة أولئك الآلهة. وقد كانوا يتصرفون كالبشر، إذ غالباً ما يغارون أو ينتقمون أو يعربدون، لكنهم كانوا بالطبع أقوى من البشر كثيراً.
أما الديانة الرومانية فكانت في الواقع مختلفة تماماً. ولكن لما هزم الرومان اليونانيين اتخذوا آلهتهم وغيروا أسماءها. وهكذا صار زيوس هو الإله الروماني جوبيتر. وزوجته هيرا صارت جونو الرومانية، وأخوه بوسيدون- إله البحر- سُمي نبتون. ومن الآلهة الأخرى: آريس (مارس) إله الحرب؛ وهرمس (مركور) رسول الآلهة؛ وهادِس أو بلوتو (ديس) إله الأموات؛ هيفايستوس (فولكان) الحِرَفي الأعرج؛ أبولو إله الحكمة. وأشهر الإلاهات الأُخر: أرطاميس (ديانا) الصيّادة وتوأم أبّولو؛ وأثينا (مينرفا) شفيعة الفن والحرب؛ وأفروديت (فينوس) إلاهة الحبّ؛ ديميتر (سيريز) إلاهة الحصاد. وقد بقيت هذه الأسماء تُذكر بعد توقف الناس عن الاعتقاد بالآلهة التي تمثلها. وما زال بعضها مستعملاً كأسماء كواكب.
الأعياد والاحتفالات:
تركزت الديانة اليونانية على المدينة . فكانت تُقام أعيادٌ كبيرة يشترك فيها كثيرون معاً، والأحداث الاجتماعية تأسست أيضاً على الدين. فالألعاب الأولمبية كانت تُقام أولاً كحدث ديني إكراماً لزيوس. والمسرحيات المؤداة على مسرح أثينا، من مآسٍ وملاهٍ، كانت تؤدي أولاً في عيد الإله ديونيسوس. وأعظم آثار اليونان الفنية كان لها أيضاً معنىً ديني.
غير أن هذه الديانة لم تشفِ غليل الناس. فهي لم تقدِّم أجوبة حقيقية عن قضايا الخير والشر والحياة والموت. ولم يكن هؤلاء الآلهة قادرين على إنقاذ مدنهم من الكوارث المفاجئة. فكان الناس يبحثون عن معنى الحياة وهدفها: لماذا ينبغي أن يعيشوا حياة صالحة إذا كان الآلهة عاجزين عن إنصافهم؟
الفلاسفة:
تحولّ كثيرون من ذوي التفكير العميق إلى الفلسفة. ودون أفلاطون مباحثات معلمه سقراط في موضوعاتٍ كالعدالة والحياة بعد الموت، وشاد عمارة فكرية راقية. ثم نصح الرواقيون الناس في ما بعد أن يعيشوا على وفاقٍ مع العقل. أما الأبيقوريون فذهبوا إلى أن العالم تكون من جراء تلاقي الذرّات صدفةً وقالوا بأن على الناس أن يعيشوا بسلامٍ ودون خوف واستمد آخرون عِبَرًا خُلُقية جديدة من أساطير الآلهة غير أن عديدين جاوروا اليأس، فعبدوا تايش (الصدفة) وتمنوا إذ ذاك أن تؤتيهم صُدفُ الحياة خيراً. وكثيرون تحولوا إلى التنجيم أو السحر.
ديانات جديدة:
لاحت الآخرين آمالٌ في ديانات جديدة غالباً ما جاءت من الشرق، واعدةً المتعبد "بخلاص" شخصيّ. كانت هذه الفكرة مهمة جداً، لكنها عنت للناس أشياء مختلفة جداً: الخلاص من الشر أو الموت، أو من القلق أو الخطر، أو إصابة النجاح في الحياة. وكان الخلاص كلمةً دارجة، كما يتكلم الناس اليوم عن "الأمن" مثلاً. وغالباً ما كان المنتصر يُكرم بوصفه "مخلصاً لشعبه. إذ كان هو من يستطيع إعطاء الناس ما يحتاجون إليه. ولا يمضي إلا قليل حتى يبدأ بعض رعاياه السُذّج يعبدونه كإله.
الرومان:
قلَّ ما نعرفه حقاً عن الديانة الرومانية الباكرة. غير أنها كانت آنذاك مختلفة جداً عن ديانة اليونان. فقد رأى الرومان الأولون أن قوة إلهية (نِيومِن) موجودة في الطبيعة، وأرادوا أن يمسكوا بزمام لسدِّ حاجاتهم. وهكذا وُجِدت آلهة للبيت وللمدخل وللحقول، وهكذا. وقلةٌ فقط من آلهة الدولة الرسمية، كجوبيتر، صُوِّرت بوضوحٍ كأشخاص. فإن معظم الآلهة تبدو لنا ذات وجود غاض. ولكن لما حصل التأثير اليوناني لاحقاً، وُضعت الآلهة الرومانية في إطار نظام الآلهة اليوناني. وقد امتزجت المعتقدات الرومانية بالأفكار اليونانية بحيث يصعب تمييز ما هو رومانيٌ صرف.
الدين والإنسان العاديّ:
كان بين اليونان والرومان دائماً عدة أشياء مشتركة. فالجميع عبدوا آلهة عديدة، ولكن دينهم كان قليل التأثير في أُسلوب حياة العابد. ولم تكن العقيدة ولا طريقة السلوك مهمتين فعلاً. فكان للمرء أن يعتقد ما شاء، ما دام يقوم بما هو مطلوب من المواطن الصالح ويظلُّ على ولائه للدولة. فلم يكن من تشديد كثير على البحث عن الحق، ولا وُجدت هيئةٌ من الكهان ذاتُ نفوذ. وكان الآلهة بعيدين، وينبغي تأدية الإكرام الواجب لهم. غير أنهم لم يكونوا معنيين بشؤون البشر في العُمق.
وقلَّما كان لدى الرومان المثقفين في أيام يوليوس قيصر (القرن الأول ق م) اعتبارٌ لآلهتهم. كانوا يميلون إلى استخدام شكليّات الدين لأغراضهم الخاصة عندما تدعو المصلحة الشخصية أو الضرورة السياسية. ولكنهم لو فكروا جدياً في الحياة، على غرار اليونانيين، لتحولوا إلى الفلسفة أو إلى أديانٍ جديدة.
الإمبراطور:
حاول أوغسطس (27 ق م- 14 م) أن يُحيي الديانة الرومانية في شكلٍ أكثر مخافة. واللقب الذي اختاره، "أوغسطس" أي "المبجل" ينطوي على معنى المهابة الدينية. وقد سعى إلى استخدام الدين ليُلزم الشعب موالاة حكومته. وفي الشرق أدّى الناس العبادة إليه كإلهٍ في أثناء حياته لأنه أحل السلام وأجرى العدل في عالمٍ أنهكته الحروب. وقد بُني هيكل ضخم لروما وأوغسطس في بِرغاموم (قرب الساحل الغربي من تركيا الحديثة).
الأسرار:
توجه الذين أرادوا عقيدة أكثر شخصية إلى ديانات "الأسرار"، حيث كان العابد يُدخل خطوةً فخطوة إلى معرفة العقيدة الروحية بصورتها الداخلية السرية. وقد عُرفت منذ قديم الزمان ديانة الأسرار في إبلوسيس باليونان. ولكن شاعت عدة مذاهب أجنبية في العالمين اليوناني والروماني خلال القرن الأول للميلاد. وقد حظيت الإلاهة المصرية إيزيس بعّدة كهّان وبممارسات طقسية جذابة، وكانوا يعتقدون أنها تستجيب الصلوات. وكان ميثراس الفارسي إلهاً محارباً، ارتقى الناس من رتبة إلى رتبة تحت إمرته في محاربة الشرّ. حتى إن الميثراسية كانت في وقتٍ من الأوقات واحدةً من أخطر منافِسات المسيحية.
روما والمسيحيُّون:
سمحت روما عادةً بازدهار هذه المعتقدات المختلفة. لكنها حظرت دائماً الجماعات التي يُشك في أمر ولائها للدولة. فكان مسموحاً باليهودية على الخصوص، وكذلك بالمسيحية أيضاً في بادئ الأمر إذ بدت نوعاً من اليهودية. ولكن على مر الزمن أخذ الرومان يستعملون عبادة الإمبراطور كاختبار ولاء. فقد طلب الإمبراطور دوميتان من الشعب أن يعبدوه كربٍّ وإله. وهكذا تبدل وضع المسيحيين وكان عليهم أن يستعدوا لمكابدة الآلام في سبيل الإيمان. وكانت هذه الحال سائدةً لما كُتب سِفر الرؤيا.
ويُشار في العهد الجديد إلى دياناتٍ أخرى تركز معظمها في الشرق (خصوصاً في المنطقة التي توجد فيها تركيا اليوم). ففي لسترة توهَّم الناس أن بولس وبرنابا هما هرمس وزفس (أعمال 14: 12 و13). وفي أفسس كان هيكل أرطاميس الشهير واحدة من "عجائب العالم السبع" (أعمال 19). سُميت باسم يوناني. وفي لسترة وأثينا تطرق بولس إلى الأفكار التالية: أن الله خالق جميع البشر، وهو يهبهم الرزق ويحبهم وسوف يحاسبهم.
الغنوصية- الغنوسطيّة (الأدرية):
أصبحت أكثرية هذه الديانات مختلطة بسهولة. ونحو زمن العهد الجديد نشأ نوعٌ من التفكير عُرف بالغنوصية أو الأدرية. وقد ذهب الأدريون إلى أن "الروح" خير والمادة شر. وفي ما بعد اختلطت الأدرية بالمسيحية وسواها من المذاهب الفكرية. ولكن الأدرية أساءت إلى مكانة المسيح الفريدة، وذلك بوضعها كائناتٍ أُخرى بين الله والإنسان. وقد راقت الغنوصية، شأنها شأن ديانات الأسرار، أولئك الذين فاخروا بحصولهم على معرفة باطنية خاصة (اغْنُوسِس) عُدت أفضل من ذلك "الإيمان" البسيط الذي تحدث المسيحيون عنه. وعارض بولس بوادر هذا النوع من التفكير في كولوسي. ولكن هذا المذهب ما لبث أن استفحل في القرن الثاني فشكل مسألةً خطرة بالنسبة إلى الكنيسة.
- عدد الزيارات: 4651