[م]
الماء
تطوِّق الصحراء فلسطين، والمطر لا يهطل عليها إلا في فصل الشتاء .وطالما كان توفير الماء وخزنه أمراً بالغ الأهمية هناك. والأردن هو أكبر أنهارها، لكنه يُفرغ هدراً في البحر الميت (نظراًً لعدم تخزين مياهه). ومن على سطح البحر الميت يتبخر الماء سنويا بمعدل500,1 ملم. ويجري الأردن طوال السنة، تغذية ثلوج جبل حرمون. إلا أن هذا يشكل وضعاً استثنائياً. فمعظم روافده تفور ثم تغور وتصبح مجاريها أودية جافة. ولذلك اعتمدت المدن والقرى في فلسطين منذ أقدم الأزمنة الآبار والينابيع موارد للماء. فإذا سُدت الآبار في منطقة ما، مات أهلها عطشاً. وإذ توسعت المدن تفاقمت مشكلة إمدادها بالماء. وقد احتاجت أورشليم القائمة على التلال الكلسية التي لا تضبط ماءً إلى شبكة كاملة من المجاري المائية. فلذلك عمل الملك حزقيا بركةً وقناةً وجر الماء إلى المدينة لتأمين حاجتها من الماء في حال الحصار (2 ملوك 20: 20 ).
وقد بنى الرومان قنواتٍ مقنطرة ومجاري للري سعياً إلى حل المشكلة. ولكن بعد ذهابهم، لم يتوفر لمُنشآتهم من يتعهدها ويصلحها. حتى إنها لم تُصلح أو يُعَد بناؤها إلا في القرن العشرين، لتكون شاهدةً على عظمة الرومان. واليوم، تسعى الدولة العبرية إلى تنظيم الري وتخفيف مشكلة المياه.
ماجوج
راجع جوج.
المادِيُّون
حالف الملوك الأشوريون، في الشمال الغربي من بلاد فارس، قبائل مادي وذلك ابتداء من القرن التاسع ق م. وظلوا على علاقة طيبة بهم طيلة مئتي سنة. ثم تضافر الماديون والسكيثيون، متحالفين مع بابل، فأسقطوا مملكة أشور (612 ق م). وكان الماديون قد تعرضوا للضغط من قبل السكيثيين على مدى بضعة عقود قبل ذلك. ولكن الملك المادي سيكسار كان هذه المرة قد ابتنى قوة ذاتية فتمكن من بسط نفوذه حتى حدود الليديين في تركيا وعلى الفُرس إلى الجنوب منه.
وقد أُطيح أسطُواج ثاني ملك للماديين، على يد صهره كورش الفارسي في 549 ق م. ومن ثم صارت مادي ولاية تابعة للإمبراطورية الفارسية الجديدة. وقد أدى الماديون دورهم في سقوط بابل. فصارت عاصمة مادي، إكبتاناً (همدان الحديثة) هي العاصمة الفارسية. وتولى قادةٌ ماديون مناصب رفيعة في البلاط الفارسي، ودخلت الفارسية كلماتٌ مادية. وقد بلغ النفوذ المادي مبلغاً قوياً في الإمبراطورية الفارسية، بحيث يطالعنا دائماً التعبير "مادي وفارس". حتى إن اليونان سموا حربهم الفارسية العظيمة "الحرب مع الماديين".
وكان لإحدى عشائر مادي، وهي المجوس، مكانةٌ دينية خاصة (شأنهم شأن سبط لاوي عند بني إسرائيل).
إرميا 25: 25؛ 51: 11، 28؛ دانيال 5: 28
ُ
قبل زمن طويل من مجيء إبراهيم إلى كنعان، كان البقر يُربى لأجل الحليب (اللبن) واللحم والجلد. وقد استُخدمت الثيران لجر محاريث الفلاحين ونوارجهم، كما كانت تشد إلى العربات أحياناً. وكانت الثيران والعجول والأبقار تُذبح في خيمة الاجتماع وفي الهيكل لتُقرب إلى الله. وكانوا يحسبون غِنى الإنسان بما يملكه من بقر وغنم ومعزى (وجِمال وحمير). وقد اشتهرت باشان، شرقي الأردن، ببقرها.
كذلك كان البدو من أقدم العصور، وقبل الاستقرار في القرى والمزارع، يعتمدون على قطعان الغنم والمعزى لأجل الحليب (اللبن) والجبن واللحم والكساء. وكانت القرب المصنوعة من جلد تستعمل لحفظ الماء والخمر. ومن شعر المعزى الأسود كان يُحاك قماش الخيام. كما كان صوف الغنم يُغزل وتحاك منه العباءات والأردية المدفئة. وتناسب المعزى خصوصاً المراعي الجبلية الوعرة. وغالباً ما كان الرعاة يعتنون بقطعانٍ تجمع الغنم والمعزى معاً، ويحمونها من الوحوش، ويقودونها إلى المراعي الخصبة والمياه الصافية.
تكوين 1: 24؛ 13: 2؛ لاويين 1: 2؛ تكوين 27: 9؛ 4: 2؛ خروج 26: 7؛ لاويين 1: 10؛متى 25: 32؛ يوحنا 10: 1- 12
متّى
واحدٌ من الرسل الاثني عشر، كاتبُ الإنجيل الأول. يُدعى أيضاً يا لاوي. كان عشاراً (جابي ضرائب) قبلما دعاه المسيح كي يتبعه.
متى 9: 9؛ 10: 3؛ لوقا 5: 27- 32
إنجيل متّى
بين أيدينا أربعة "أناجيل" تروي سيرة المسيح وتعليمه. ولكلٍّ منها غرضُه الخاص. فإنجيل متى كُتب لليهود خصوصاً بالدرجة الأولى. وهو يحمل البشارة بأن يسوع هو المخلص الموعود، المسيا- أو المسيح- الذي طالما انتظره شعبُ العهد القديم. فبيسوع تمت جميع الوعود التي كان الله قد وعد بها في العهد القديم.
كان متى، كاتب الإنجيل، هو ذلك العشار (جابي الضرائب) الذي صار واحداً من أصحاب المسيح الأقربين. وقد كُتب الإنجيل ما بين السنتين 50 و 70 م. وفيه شبه كبير بمادة إنجيل مرقس. ولكن متى ينفرد بذكر عشرة أمثال وعدد من الوقائع.
يُستهلُّ إنجيل متى بنسب يسوع وولادته (الفصلان 1 و 2). وبعد وصف خدمة يوحنا المعمدان، يذكر معمودية المسيح وتجربته في البرية (الفصلان 2 و 3).
وجزءٌ كبير من إنجيل متى يشغله تعليم المسيح وكرازته وشفاؤه في الجليل. ويُظهر متى المسيح معلماً عظيماً عنده كثيرٌ يقوله بخصوص "ملكوت الله" أي مُلكه في العالم (الأصحاحات 4 و 12- 18). هذا التعليم مقدم في خمسة مقاطع رئيسية:
الأصحاحات 5- 7: الموعظة على الجبل ههُنا أجوبةٌ لأسئلةٍ عديدة عن الملكوت، وأساسُ تعليم المسيح في المسائل الأخلاقية.
الأصحاح 10: تعليمات المسيح لتلاميذه الاثني عشر قبل إرسالهم للخدمة.
الأصحاح 13: أمثالٌ تتعلق بالملكوت.
الأصحاح 18: شرح المسيح لمعنى اتباعه.
الأصحاحان 24 و 25: كلام المسيح عن سقوط أورشليم ونهاية هذا الدهر وحلول عصر جديد.
ثم يصف متى ارتحال المسيح من الجليل إلى أورشليم (الأصحاحان 19 و20) ووقائع أسبوعه الأخير في تلك المدينة (الأصحاحات 21- 27). ويلي أخبار موت المسيح على الصليب خبرُ قيامته حياً من الموت (الأصحاح 28).
متوشالح
يُذكر بكونه أكبر معمر عاش على الإطلاق. مات في سنة الطوفان وله 969 سنة.
تكوين 5: 21- 27
متَّياس
اختاره التلاميذ بعد موت يهوذا الإسخريوطي الخائن ليحل محله باعتباره واحداً من الاثني عشر رسولاً.
أعمال 1: 21- 26
مثل
طريقة لتعليم الحقائق الروحية باستعمال الصور المجازية أو الحكايات. قدم المسيح كثيراً من تعاليمه الأمثال. راجع تعاليم المسيح.
المجد
عندما تستعمل كلمة "المجد" في الكتاب المقدس بالإشارة إلى البشر، تدل عادةً على غناهم أو مقامهم. ولكن "مجد الله" إشارة إلى قدرته وعظمته الفريدتين- "ملك الملوك وربّ الأرباب، الذي وحده له عدم الموت، ساكناً في نورٍ لا يُدنى منه، الذي لم يره أحدٌ من الناس ولا يقدر أن يراه". ومع أن الناس لا يقدرون أن يروا الله، يُسمح لهم أحياناً أن يشاهدوا لمحةً من "مجده".
يُرى مجد الله في العهد القديم عاملاً في التاريخ، ولا سيما على الأرجح في حادثتي الخروج والسبي الرئيستين. فإن مجد الله الظاهر في عمودي السحاب والنار اقتاد بني إسرائيل في ترحالهم عبرالصحراء. ولما صعد موسى إلى الجبل ليتسلم شريعة الله، غطتِ الجبل سحابةُ مجد الله. وفي أثناء مدة السبي أيضاً رأى النبي حزقيال بعض الرؤى العجيبة التي أظهرت "مجد" الله.
ويفيدنا كتاب العهد الجديد أن المسيح كان مجد الله ظاهراً على الأرض بصورة مرئية. فقد لاح مجد الله للرعاة لما سمعوا أن المخلص قد وُلِد. وأولئك الذين شاهدوا المسيح رأوا مجد الله فيه. فالرسول يوحنا يكتب: "ورأينا مجده" (راجع أيضاً التجلي). وقد أظهر الرب يسوع مجده بسيرته وعجائبه. على أن مجد الله ظهر فوق كل شيء في موت المسيح على الصليب. فهو مضى إلى الصليب لا كإنسانٍ مهزوم بل بوصفه قاهر الخطية ومخلص العالم. وكانت قيامته هي البرهان الحي. وبسبب هذا يوعدُ جميع شعب الله بالمجدِ في المستقبل، وهم سيشتركون في المجد الذي به سيعود المسيح إلى الأرض.
1 تيموثاوس 6: 15 و 16؛ خروج 16: 7، 10؛ 24: 15- 18؛ 40: 34- 38؛ 2 أخبار الأيام 7: 1- 3؛ حزقيال 1: 26- 28، ومواضع أخرى؛ لوقا 2: 8- 14؛ 9: 28- 36؛ يوحنا 1: 14؛ 2: 11؛ 17؛ رومية 8: 18- 30؛ مرقس 8: 38؛ 13: 26
مجدّو
مدينة مهمة في العهد القديم على طرف سهل يرزعيل، تشرف على الممر الرئيسي عبر تلال الكرمل. تبعد عن حيفا الحديثة نحو 32 كلمً. وقد وقعت هناك معارك عديدة جداً حتى إن العهد الجديد (رؤيا 16: 16) يستخدم هذا الاسم رمزياً ليشير إلى المعركة الأخيرة الكبرى- و "هرمجدون" تعني "جبل مجدو".
هزم يشوع ملك مجدو الكنعاني عند فتح كنعان. وأُعطيت مجدو لسبط منسى. وهؤلاء استخدموا الكنعانيين ولم يطردوهم. واختار الملك سليمان مجدو، مع حاصور وجازر، لتكون إحدى مدنه الرئيسية المحصنة وبنى فيها إسطبلات لخيوله الكثيرة ومركباته. ومات أخزيا ملك يهوذا في مجدو بعدما أصابه رجال ياهو بجروح. ومثلَه أيضاً الملك يوشيا قضى إذ حاول وقف زحفِ الفرعون المصري نَخو.
اكتشف المنقبون عشرين طبقة سكن رئيسية تلٍّ علواه الآن 21 متراً ومساحته في الأعلى تزيد عن عشرة فدادين. وتعود الطبقة الأقدم إلى ما قبل 3000 ق م. ومِما كشفه المنقبون: "مرتفعةٌ" كنعانية، وشبكةُ مياه المدينة، ومدخلٌ محصن للمدينة بُني على طراز ما يماثله في جازر وحاصور، ومجموعةٌ مدخرة من المنحوتات العجية، وعدة اسطبلات (ربما تعود إلى زمن الملك أخآب).
يشوع 12: 21؛ قضاة 1: 27 و 28؛ 5: 19؛ 1 ملوك 9: 15؛ 2 ملوك 9: 27؛ 23: 29
المجمع
ربما بدأتالمجامع أولاً في أثناء السبي، حين لم يكن هيكلٌ وكان الشعب في أرضٍ بعيدة عن أورشليم. ولما جاء المسيح، كان معظم اليهود خارج أورشليم يجتمعون عادةً يوم السبت في المجمع المحلي. وكانت الخدمة في المجمع تتألف عموماً من تلاوة أجزاء من التوراة (مقطع من الشريعة وآخر من الأنبياء في العادة) ورفع الصلوات.
وقد درج اليهود على استهلال الخدمة بتلاوة "الشِماع": "اسمع يا إسرائيل، الربُّ إلهنا ربٌّ واحد؛ فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك". وكانت مقاطع التوراة تُتلى بالعبرية، ولكن معظم اليهود في أيام المسيح كانوا يتكلمون بالآرامية فقد كان مُترجم يتولى القيام بترجمة حرفية لآيةٍ فآية ويُعقب بشرحٍ أو تفسير (ترجوم). وكانت الخطب أو المواعظ تُلقى أحياناً.
كان في كل مجمع صندوق ("تابوت") تُحفظ فيه دروج الشريعة. وكان الشيوخ يجلسون أمام الصندوق في مواجهة الجمهور، فيما يجلس الرجال إلى جهة والنساء إلى أخرى.
أمَّ المسيح المجمع بانتظام حيث قرأ وعلم. وكان بولس في سفراته التبشيرية يتوجه أولاً إلى مجمع اليهود في كل مدينة لكي يبشر هناك.
وقد استُخدِم المجمع كمدرسة محلية ومركز لإدارة الشؤون الحكومية في المحلة، فضلاً عن كونه بيتاً للعبادة.
تثنية 6: 4 و 5؛ لوقا 4: 16- 30؛ 6: 6؛ أعمال 13: 14- 19؛ 14: 1، ومراجع أخرى في سفر الأعمال
مجيء المسيح ثانيةً
في مجيء المسيح أول مرة إلى العالم جاء بهدوء، وعاش حياة عبد الله المتواضع ثم مات على الصليب، لكنه في أثناء حياته وعد بأنه سيعود في آخر الزمان. وستكون عودتُه هذه المرة بقوة ومجد، عودةً ظافرةً وظاهرة للعيان. كثيرون تجاهلوه عندما جاء أول مرة، ولكن عندما يعود لن يقدر أحدٌ أن يتجاهله. ولسوف يكون رجوعه إيذاناً بالدينونة للكثيرين ومبتدأ للأوجاع. أما المؤمنون، موتى وأحياءً معاً، فسيكون مجيء المسيح ثانيةً بدءَ أفراحهم، لأن ذلك سيكون لحظة خلاصهم النهائي، إذ يخطفهم المسيح ليكونوا معه في كل حين، في كونٍ مخلوقٍ جديداً بكل ما فيه.
لا يمكننا التنبؤ بيوم رجوع المسيح بالتحديد. فقد قال المسيح إنه سينزل إلى الأرض بعد الكرازة ببشارة الملكوت لجميع الأُمم. وقبل ظهوره سوف يستفحل الشر وتُقدم العبادة لإنسانٍ أثيم يزعم أنه الله. إنما لا يستطيع أحد أن يحسب بالضبط متى ينزل المسيح، لأن ذلك سيكون "في ساعة لا تظنون". فجديرٌ بالمسيحي المؤمن أن يكون مستعداً في كل حين، لئلا يُفاجئه ذلك اليوم بغتةً فيخجل من الرب يسوع عند مجيئه.
متى 24؛ 26: 64؛ مرقس 13: 26؛ يوحنا 14؛ أعمال 1: 11؛ 3: 19- 21؛ فيلبي 3: 20؛ كولوسي 3: 4؛ 1 تسالونيكي 1: 10؛ 4: 13- 5: 11؛ 2 تسالونيكي 1: 5- 2: 12؛ 2 بطرس 3: 8- 13؛ رؤيا 19- 22
المحبَّة
"الله محبة" : تلك هي طبيعة الله دائماً. فمن الخطإ أن نظن أن العهد القديم يصور لنا إلهاً قليل المحبة. ويقدم النبي هوشع واحدةً من أبلغ الشهادات عن محبة الله في الكتاب المقدس كله. فمحبة الله هي علة اختياره لشعب العهد القديم واعتنائه به. وفي المقابل، كان يُتوقع من الشعب أن يحبوه بكامل كيانهم ويُبدوا محبة ممائلة نحو إخوانهم البشر.
إن اللفظة اليونانية المستعملة في العهد الجديد للإشارة إلى المحبة العادية هي "فيليا"، ومعناها "المودة" أو "العاطفة الحميمية". ولكن تُستعمل أيضاً لفظةٌ أخرى تفوق هذه أهميةً، وهي "أغابه". هذه الكلمة لا تتضمن أي مدلولٍ يخص العلاقة الجسدية، وإن كان الكتاب المقدس يُكرم هذه العلاقة في الزواج. بل تُستعمل "أغابه" لوصف المحبة المعطاة من تلقاء الذات كما هي ظاهرة في الرب يسوع أساساً. وفي موته نلمح أغوار هذه المحبة.
هذه المحبة أعظم جداً من الحب البشري. فهي من نوع المحبة التي توحد الآب والابن. وهي المحبة التي عند الله نحو العالم، وتصبح جزءًا من حياة المسيحي المؤمن عبَر عطية الله. وهي في الواقع علامة حضور الله في حياة المسيحي- "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حبٌ بعضاً لبعض".
1 يوحنا 4: 8؛ هوشع 11: 1- 4؛ 7- 9؛ تثنية 7: 7 و 8؛ 6: 5؛ لاويين 19: 18؛ رومية 5: 5، 8؛ يوحنا 3: 16، 35؛ 1 كورنثوس 13؛ غلاطية 5: 22؛ يوحنا 13: 34 و 35؛ راجع أيضاً يوحنا 14: 15، 21- 24؛ 15: 9- 14؛ 1 يوحنا 4: 7- 5: 3
محنايم
موضع في جلعاد شرقي نهر الأردن وقرب نهر يبوق. هناك رأى يعقوب ملائكة الله قبل لقائه أخاه عيسو. كانت المدينة لزمنٍ قصير عاصمة إيشبوشث بن شاول (إشبعل). فيها أقام داود مقر قيادته خلال تمرد أبشالوم. وكانت مركزاً لأحد رؤساء سليمان.
تكوين 32: 2؛ 2 صموئيل 2: 8- 10؛ 17: 24- 29؛ 1 ملوك 4: 14
مخطوطات البحر الميت
إن اكتشاف دروج البحر الميت المخطوطة هو أعظم اكتشاف من أزمنة العهد الجديد في ما يتعلق بالكتاب المقدس. ولم يكن أحدٌ يتوقع أن تدوم طويلاً مخطوطاتٌ قديمة في فلسطين. ومع ذلك ففي 1947 وفي كهفٍ قرب الشاطئ الشمالي الغربي من البحر الميت، صدف أن ولداً راعياً وجد جِراراً تحتوي لفائف قديمة من جلد. ولما لم يعرف حقيقة هذه اللفائف، باعها بثمن زهيد جداً. أخيراًَ عرف بهذه اللُّقية ومكانها بعضُ علماء الآثار، فاستعانوا ببعض الرعيان المحليين وجمعوا أكثر من 400 لفيفة من الرقوق.
كانت هذه الكتب تخص مكتبة جماعة دينية في قمران عند طرف البحر الميت. وقد خبأها أصحابها في كهوفٍ لما زحف الجيش الروماني على اليهود المتمردين سنة 68 م. وبفضل المناخ الدافئ والخالي من الرطوبة في تلك المنطقة، ظلت هذه الرقوق محفوظة. هذه المخطوطات أقل قيمة من البرديات من حيث فهم نص العهد الجديد. إلا أنها، وهي في غالبيتها مكتوبة بالعبرية أو الأرامية، تُلقي أضواءً عارمة على الحياة الدينية عند اليهود في أزمنة العهد الجديد.
أنفَسُ ما وُجد في تلك المكتبة هو أسفار العهد القديم، وقد وُجدت نُسخٌ لجميعها (ما عدا أستير). وتبين النسخ العديدة أن النص العبري المتداول كان منتشراً في القرن الأول للميلاد، بل قبله (ولم يكن قبل هذا الاكتشاف متوفراً إلا في نُسخ تعود إلى أوائل القرن العاشر للميلاد). وفي هذه الرقوق أيضاً قراءاتٌ عبرية أخرى، لكنها قليلة، تظهر فيها بعض الاختلافات اليسيرة المنعكسة في الترجمة اليونانية (السبعينية) وفي نص العهد الجديد.
جماعة قمران:
تحتوي المخطوطات أيضاً على تفاسير لأجزاء من أسفار العهد القديم. وقد شرح المفسرون أسماء الأعلام القديمة، من أشخاصٍ وأماكن، في ضوء الشؤون المعاصرة لهم. من هذه الملاحظات، ومن كتابات باكرة أخرى، نعرف عن قائد الجماعة الأول المدعو "معلم البر". وقد اختلف مع أغلب اليهود حول مواقيت الأعياد الرئيسية، وانسحب من أورشليم فأنشأ في قمران جماعة منظمة بدقة.
تدعو هذه الجماعة أعداءها "ابناء الظلمة" فيما تعتبر أفرادها هي "أبناء النور". وكانوا يتطلعون إلى اليوم الذي فيه يقتادهم المسيا المرسل من عند الله إلى نصرٍ عظيم على أعدائهم. عندئذٍ يعبدون الله في الهيكل على النحو الذي يعتبرونه حقاً.
إلا أن آمالهم خابت. فمسيّاهم لم يأتِ، والرومان اضطروا جماعتهم إلى الانفراط. ويختلف أهل قمران عن الكنيسة الأولى اختلافاً بيِّناً. فأصحاب الرقوق كانوا يهوداً بكل معنى الكلمة. ولم تكن لهم علاقات مباشرة بالمسيحيين الأولين، وإن كانت بعض الأفكار المشتركة توجد عند هؤلاء وأولئك، كالمفارقة مثلاً بين الظلمة والنور، والخير والشر. غير أن مثل هذه المفاهيم كانت شائعة بين اليهود في ذلك الزمان. وفي بعض الحالات تبدو المماثلات مثيرةً بالنظر إلى عدم توافر مواد أخرى تتكلم عن الفِرق اليهودية في تلك الفترة. ودراسة الموقف الذي يظهر في هذه الرقوق من العهد القديم تُعطينا نظرةً أوضح في الطريقة التي بها عامل المسيح وأتباعه أسفار العهد القديم.
لقد وبخ المسيح قادة اليهود على تقيُّدهم بحرفية الشريعة دون فهم أبعادها الحقيقية. أما رقوق قمران قتلقي الضوء على طائفة يهودية متزمتة مثل أولئك القادة إن لم يكن أكثر منهم. و "العصائب" التي وُجدت بين الرقوق تدلنا على هذا الواقع. فقد كان من عادتهم أن يربطوا فعلاً وصايا الله على جباههم وسواعدهم كي يتذكروها (اطلب خروج 13: 9، 16). وكانوا يكتبون آياتٍ من الكتاب المقدس على رقوق صغيرة جداً يجعلونها ضمن أحجية من الجلد، ثم يربطونها على جباههم وأيديهم اليُسرى وقت الصلاة. ومن النماذج التي وُجِدت في قمران حجابٌ بقياس 20× 13 ملم. أما الرقوق، بعد نشرها، فقياس واحدها 40× 27 ملم. وعلى أحدها وجد تثنية 5: 22- 6: 9 مكتوباً في ستة وعشرين سطراً. وقد شهر المسيح بالفريسيين ومعلمي الشريعة لأنهم يلبسون العصائب ليراها الآخرون وحسب (متى 23: 5).
مِخماس أو مخماش
موضع يبعد من أورشليم نحو 11 كلمً نحو الشمال الشرقي، فيه اليوم قريةُ مخماس. كان يفصله عن جبعة وادٍ عميق. ولكن طريقاً مهماً، هو "معبر مخماس" كان يقطع ذلك الوادي في مكان سهلِ العبور. غزا الفلسطيون البلد وعسكروا بالقوة في مخماس، مهددين بالخطر عاصمة الملك شاول في جبعة. ثم فاجأ يوناثان وحامل سلاحه الحامية الفلسطية بأن عبرا الوادي من جبعة وتسلقا منحدراً شديداً، فدب الذُعر في المعسكر وأفاد شاول منه فهزم الفلسطيين. كانت مخماس على الطريق الذي منه تقدم الأشوريون نحو أورشليم من الشمال. وقد صارت آهِلةً من جديد بعد السبي.
1 صموئيل 13 و 14؛ أشعياء 10: 28؛ عزرا 2: 27؛ نحميا 7: 31؛ 11: 31
المدن
لم تكن المدينة تختلف عن البلدة أو القرية في أزمنة الكتاب المقدس بالحجم بل بالحماية. فالقرى كانت مواطن غير مسورة. أما المدن فكانت تحيط بها الأسوار. وكانت تُبنى على رأس تلة (أو تلٍّ متكون من خرائب مدن سابقة) كي تكون حصينة. وكانت المدينة تحتاج أيضاً إلى مورد قريب من الماء العذب. وفي مجدو حُفرت قناة من المدينة إلى النبع، للاستقاء في حال الحصار. وكانت المدن تُبنى عادةً في الأماكن الخصبة بين الأرياف، حيث تكون الغلال وفيرة والناس في حاجة إلى الالتفاف بعضهم حول بعض لحماية أنفسهم من الغزاة. وغالباً ما بُنيت المدن عند تقاطع الطرقات التجارية أو مُلتَقيها.
مدنُ التوراة القديمةُ:
كانت المدن صغيرة جداً، لا تُجاوز في الغالب عشرة فدادين، أي مساحة قَلْبِ مدينةٍ حديثة (كل 640 فداناً تعادل ميلاً مربعاًُ). ويكون داخل الأسوار نحو 150 إلى 250 بيتاً، يقيم فيها قرابة ألف نسمة. وكانت مدن كنعان تبدو من البعيد أشبه بالحصون. ولما كان العبرانيون ساكنو الخيام على عتبات البلد، أفاد كشافتُهم أن مدنه "مدنٌ عظيمة محصنة إلى السماء" (تثنية 1: 28). وقد بدأ إنشاء مثل هذه المدن الحصينة أولاً لما قررت القبائل البدوية أن تستقر. وصار شيخ القبيلة "ملكاً" على منطقته. فلم تكن هنالك حكومات مركزية، وغالباً ما تشاجر ملوك المدن وتحاربوا.
في أول الأمر اكتفى بنو إسرائيل بترميم المساكن والمباني في المدن التي أخذوها من الكنعانيين. وكان عليهم أن يتعلموا مهارات البناء من جيرانهم. وفي أوقات السلم كان أهل المدن "يتوسعون" خارجها، فيضربون خيامهم خارج أسوارها حيث يرعون مواشيهم ويستصلحون الأرض.
كانت الحياة داخل المدن خانقة. فالمساكن فقيرة البناء وموصولةٌ بيتَ بيت. وحيث تنحدر الأرض، بُنيت البيوت واحداً فوق الآخر. ولم يكن في المدن شوارع حقيقية، بل مجرد فُسحات بين البيوت لا تُفضي إلى مكان مخصوص. ولم يكن من أرصفة. وكانت مصارف المياه قنوات مكشوفة. وتكومت خارج البيوت الأوحالُ والقمامة، من نفايات وأوانٍ مكسرة ولبنٍ أو طوبٍ عتيق، بحيث صار مستوى الممرات في الغالب أعلى من أرضية البيوت. فإذا أمطرت تحولت أزقة المدينة مستنقعات. وفي الشتاء يُحتبس الناس في الوحول والوسخ. وكانت شمس الصيف تُخفف الحال، إلا أن الروائح تبقى ولكن معظم الناس حينذاك يكونون قد انتقلوا ليعيشوا في الحقول ويعلموا فيها. ففي أزمنة السلم هم أهلُ مدينةٍ ثُلث السنة وأهل ريفٍ ثُلثَيها.
وكان مدخل المدينة المحصن هو الساحة الرئيسية في كل مدينة (باب المدينة). هذه المداخل تزدحم وتكثر حركتها نهاراً، فتزخر فيها الحياة: تُجارٌ يفِدون، أناسٌ يبيعون ويشترون، شيوخٌ يتشاورون، آخرون يفضون النزاعات ويسمعون الدعاوي. وكم احتشد في ساحة المدينة متسولون وبياعون وعمال وكتبة وزوار ومقايضون ومتسوقون، مع حميرهم وجِمالهم ومواشيهم أحياناً.
وقد اتسعت المدن الكُبرى للحوانيت. وكان لكل مهنة منطقتها أحياناً، ولكن لم توجد حوانيت مخصصة لها. فكان كل تاجر يعرض بضاعته فوق منصة إلى جانب الزقاق، وفي الليل يحزمها ويرفعها. فأبواب المدينة تغلق ليلاً وتُقفل بالمزاليج أو العوارض.
مبانٍ مهمة:
كان في كل مدينة مبنًى كبير أو مبنيان مهمان، فضلاً عن سائر البيوت. ومنذ زمن سليمان، لما أصبح الحكم أكثر مركزية، زادت أهمية المدينة باعتبارها مركزاً إدارياً للمنطقة. وقد كان لسليمان، في عاصمته أورشليم، "مجلس وزارئه"، ويضمُّ رئيس حكومة ووزير خارجية وقيِّماً على البلاط ومستشار مالية ووزير تسخير. وقد قسم البلد إلى اثنتي عشرة منطقة ضريبية جبى منها المؤن. وتضمن ذلك إنشاء مبانٍ لخزن الغلال، وتأمين أمكنة لإقامة خدم الملك وموظفيه في المدن الرئيسية من كل منطقة.
وبعض المباني الأكثر أهمية كانت ذات صلة بالدين. فقد أُنشئت مراكز دينية مهمة لا في أورشليم وحدها بل أيضاً في دان وبيت إيل. وكان لمعظم المدن معبدها الصغير الخاص، وفيه مذبح، على نحوٍ يُشبه كثيراً المزارات الكنعانية ("المرتفعات") التي كان مفترضاً أن تُهدم.
وطلع سليمان باستخدام العبيد والمسخرين لتنفيذ مشروع بناءٍ ضخم. فهو بنى الهيكل في أورشليم، وقصوراً له وللملكة، وقاعاتٍ أخرى فسيحة (ربما كانت إحداها لخزن السلاح وإحداها بمثابة محكمة). وكانت هذه المباني عِمارات رائعة من حجرٍ مكسوٍّ من الداخل بألواح الأرز، ولها عوارض من الأرز أيضاً. وكان الهيكل جميلاً جداً، له أبوابٌ من خشب الزيتون مزينة بالنقوش المنحوتة، وقد غُشي بالذهب. وإذ تعلم العبرانيون من الصُناع الصوريين المَهَرة جاوزوا بأشواطٍ حياة البداوة التي عاشوها في الصحراء (وإن كانوا- حتى في ذلك الحين- قد تمكنوا من إنتاج عملٍ جميل على ما يظهر في صُنع خيمة الاجتماع).
كذلك أيضاً بنى سليمان وحصن عدة مدن لتقوية دفاعات بلده. وأشهر ثلاثٍ بين هذه المدن جازر ومجدو وحاصور. وقد بنيت الأسوار المزدوجة والمداخل الضخمة في هذه المدن الثلاث على نسق واحد. وأُقيمت أيضاً مستودعات واسطبلات للخيل والمركبات.
ولما سُبي اليهود إلى بابل، لم يعودوا يستطيعون الذهاب إلى الهيكل في أورشليم. فاستعاضوا عن ذلك بالاحتماع معاً كل سبتٍ للاستماع إلى التوراة وشرحها. ولما رجعوا من السبي، بنوا بيوت اجتماعٍ محلية لهذا الغرض. هذه البيوت كانت هي "المجامع" الأولى.
في أزمنة العهد الجديد:
بمجيء اليونان والرومان، صارت المدن تُصمم بدقة أكثر. فاختلفت المدن الكبرى في القرن الأول للميلاد اختلافاً كبيراً عن المدن المحصنة القديمة. وكان في أنطاكية بسورية (المدينة التي اتخذها بولس قاعدةً له) شوارعُ عريضة بعضها مرصوف بالرخام، وحمامات، ومسارح، ومعابد، وأسواق. بل كان فيها أيضاً إضاءة ليلية. وكان في مدن كثيرة آنذاك عِماراتٌ مرتفعة ذات بضع طبقات، مبنية إلى جوانب شوارع ضيقة.
وقد أعاد الملك هيرودس الكبير بناء السامرة (سماها سبيسطة) وقيصرية على النمط الروماني، حيث يخترق وسط المدينة شارعٌ رئيسٌ تقوم على كِلا جانبيه الحوانيت والمسارح والحمامات، تقاطعه شوارع أصغر على زوايا قائمة. وقد بُنيت البيوت أربعة أربعة. وأنشأ الرومان قنوات لِجر المياه إلى المدن. وبنوا حمامات عامة وابتكروا شبكات فعالة لتصريف المياه المستعملة والمبتذلة. وأصبحت الحياة في المدن، للأغنياء على الأقل، أيسر كثيراً من ذي قبل. أما الفقراء، والمقيمون في الأماكن النائية، فقلما أثرت فيهم هذه التغييرات. وفي أيام المسيح، كان أروع منظر في أورشليم هو الهيكل العظيم الذي بنته سلالة هيرودس من الرخام الأبيض، وغُشيت بعض جدرانه بالذهب. وقد استقطب الهيكل الحُجاج من جميع أنحاء البلدان الواقعة على المتوسط، ولا سيما في الأعياد الدينية الكُبرى. وربما حوت المدينة رُبع مليون نسمة يعيشون فيها. فازدحمت شوارعها بالباعة والمشترين، وكان يُباع في الحوانيت وعلى المنصات كل شيء: من الضروريات كالأحذية والثياب واللحم والخُضر، إلى الكماليات التي يعرضها الصاغة والجواهريون وسواهم من باعة الحرير والكتان والعطور. وكان في أورشليم سبع أسواق مختلفة ويوما سوقٍ كل أسبوع. وقد ضمت المدينة مطاعمها وخماراتها لعامة الناس إلى جنب مبانيها الفخمة من القصور والدور والمسرح الروماني وقلعة أنطونيا.
المدن العشر (ديكابوليس)
مجموعة مدن يونانية متصلة. كانت ديكابوليس منطقة إلى الجنوب من بحيرة الجليل، أغلبُها شرقي الأردن. كان كثير من أهلها غير يهود، لكنهم التحقوا بالجموع التي تبعت المسيح. وقد هرب اليهود الذين صاروا مسيحيين إلى بيلا، إحدى المدن العشر، قبل الحرب مع الرومان في السنة 70 م.
متى 4: 25؛ مرقس 5: 1- 20؛ 7: 31- 37
مديان
كان المديانيون يسكنون إلى الجنوب من أدوم، بمحاذاة ساحل البحر الأحمر. وكانوا يمتهنون التجارة، ويركبون جِمالهم فيُغيرون على البلاد الآمنة وينهبونها. قابلهم موسى في صحراء سيناء وتزوج بإمرأةٍ منهم. والمديلنيون نسل إبراهيم من زوجته الثانية قطورة.
تكوين 37: 28؛ قضاة 6- 8؛ خروج 2: 16 وما بعدها؛ 3: 1؛ تكوين 25: 1- 6
المرّ
صمغ أصفر باهت من شُجيرةٍ تنمو في الصومال والحبشة وبلاد العرب. كان يُستعمل منكهاً ودواءً ويدخل في تركيب دهن المسحة (الزيت المقدس) المستخدم في طقوس الديانة اليهودية. كان من الهدايا التي قدمها المجوس ليسوع صبيًّا. وقد كان الشراب الذي قُدم للمسيح كمسكن قُبيل الصلب مصنوعاً من الخل والمر. وفي ما بعد كفن يوسف الرامي ونيقوديمس جسد المسيح مع أطيابٍ فيها مُرّ.
خروج 30: 23؛ متى 2: 11؛ مرقس 15: 23؛ يوحنا 19: 39 و 40
مراثي إرميا
سفر المراثي مجموعة تضم خمس قصائد رثاء تبكي سقوط أورشليم في 587 ق م والسبي الذي أعقب ذلك. فقد دُمِّر هيكل الله، ورأت الأمة في ذلك علامةً على أن الله اسلمها لأعدائها. وها هو النبي يبكي بسبب خطية الشعب.
ومع أن السفر رثائيٌّ على الجملة، فإن فيه وعداً بالرجاء. وما تزال هذه المراثي تُقرأ في شهر تموز (يوليو) كل سنة في مجامع اليهود أيام يتذكرون كيف دُمر الهيكل في 587 ق م ثم في 70 م.
مراري
أحد أبناء لاوي. كونت سلالتُه، المراريون، إحدى مجموعات اللاويين الثلاث.
خروج 6: 16 وما بعدها؛ عدد 3
مرثا
أخت مريم ولعازر. كانت تقيم في قرية بيت عنيا قرب أورشليم. غالباً ما زار المسيح هذه الأسرة. ولما مرض لعازر أرسلت الأُختان في طلب المسيح. ولكن أخاهما مات قبل وصول المسيح. ثم ذهبت مرثا لملاقاة المسيح، وقالت له: "يا سيد، لو كُنت ههُنا لم يمت أخي". فأجابها: "أنا هو القيامة والحياة... أتؤمنين بهذا"؟ قالت: "نعم، يا سيِّد". ثم أعاد الرب الحياة إلى لعازر، فكانت فرحةُ مرثا عظيمة.
لوقا 10: 38- 42؛ يوحنا 11: 20 وما بعدها
مُردخاي
ابن عم أستير ومربيها. كان يهودياً عاش في شوشن (سوسة) عاصمة بلاد فارس. لما علم بمكيدةٍ لقتل جميع اليهود، أقنع أستير- وكانت إذ ذاك ملكة الفُرس- بأن تتوسط لدى الملك أحشويرش لإنقاذ بني شعبها. وفي أعقاب ذلك صار مردخاي هو الوزير الأول عند الملك. (راجع أستير).
أستير
مرقس (يوحنّا)
هو كاتب الإنجيل الثاني عاش في أورشليم. كان المسيحيون الأولون يجتمعون في بيت أُمِّه مريم. رافق في ما بعد بولس وبرنابا، نسيبه، إلى قبرص في سفرة بولس التبشيرية الأولى. لكنه تركهما في منتصف الطريق، فرفض بولس اصطحابه لما انطلقا من جديد. وكان أن رجع مرقس إلى قبرص مع برنابا. ثم يظهر مرقس إلى جانب بولس في روما لاحقاً، وقد كتب بولس عنه أنه صديقٌ وفيّ ومعاون أمين. يقول بطرس عنه "مرقس ابني" ويذهب التقليد إلى أن بطرس هو الذي زود مرقس بأخبارٍ كثيرة تتعلق بسيرة يسوع كما رواها مرقس في إنجيله.
أعمال 12: 12، 25؛ 13: 13؛ 15: 36 وما بعدها؛ كولوسي 4: 10؛ 2 تيموثاوس 4: 11؛ فليمون 24؛ 1 بطرس 5: 13
إنجيل مرقس
ينطوي إنجيل مرقس على كثيرٍ من الحركة، وهو ثاني الأناجيل الأربعة التي تطلعنا على حياة المسيح. إنه زاخرٌ بالحياة. فالكاتب يشدد على ما فعله المسيح وأين توجه، أكثر منه على ما قاله وعلم به.
ومرقس هو أقصر إنجيل. ففيه ستة عشر أصحاحاً. وربما كان أقدم إنجيل أيضاً. فيرجح أنه كُتب ما بين السنتين 65 و70 م. وقد اعتقد كُتاب القرون الأولى بعد المسيح أن كاتب هذا الإنجيل هو يوحنا مرقس ناقلاً مادته عما أخبره به بطرس الرسول. ويرد اسم يوحنا مرقس مراراً في أعمال الرسل ورسائل العهد الجديد. وقد شارك بولس في جزءٍ من سفرته التبشيرية الأولى، ثم رافق بطرس فيما بعد. وفي الإنجيل يسعى مرقس دائماً إلى تفسير العوائد اليهودية، مما يوضح أنه كان يتوجه إلى قراء غير يهود.
يُبقي مرقس أحداث الإنجيل في حركة دائمة. فبعد مقدمة قصيرة يذكر فيها يوحنا المعمدان ومعمودية المسيح وتجربته، تتناول الأصحاحات التسعة الأولى أخبار الشفاء والتعليم في الجليل. ويُبين مرقس كيف أخذ أتباع المسيح يتعرفون به تدريجياًَ فيفهمونه على نحوٍ أفضل. أما أعداؤه فأخذوا يزدادون عداءً وحقداً. وتصف الأصحاحات 11- 15 أسبوع المسيح الأخير في أورشليم، تعقبها أخبارٌ تتعلق بقيامته من الموت حياً (الأصحاح 16). ولما كانت الخاتمة، مرقس 16، 9- 20، غير موجودة في بعض النُسخ القديمة، فقد اعتقد بعضهم أنها أُضيفت قديماً لجعل نهاية الإنجيل غير فجائية.
يصف مرقس المسيح بأنه رجل أفعال وصاحب سلطة. فهو يعلِّم بسلطان، وله سلطة على الأرواح الشريرة ويغفر للناس خطاياهم. فالواضح أنه ليس إنساناً عادياً. إلا أنه جعل نفسه كواحدٍ منا. وقد جاء كي يبذل حياته ليحرر الناس من الخطية.
مردوخ بلادان
واحدٌ من ملوك بابل (يُدعى في البابلية مردوك أبلا إدينا الثاني)، أرسل مبعوثين إلى الملك حزقيا في أورشليم. كان مردوخ بلادان يأمل في ضم حزقيا إلى بابل ضد أشور.
أشعياء 39، إرميا 50: 2
المُريّا
الجبال التي على أحدها أُمِر إبراهيم بأن يقدم ابنه اسحاق ذبيحةً. وهو الجبل عينه الذي ظهر فيه ملاك الرب لداود بشأن اهلاك أورشليم. وهناك أيضاً قدم داود الذبيحة للرب، حيث بيدر أُرنان (أرونة) البيوسي. وقد جاء في سفر الأخبار الثاني أن موقع هيكل سليمان كان "في أورشليم، في جبل المريا". (يزعم السامريون أن المكان الذي فيه قدم إبراهيم ذبيحته لم يكن أورشليم بل جبل جرزيم).
تكوين 22: 2؛ 2 أخبار الأيام 3: 1
مريشة
مدينة في التلال المنخفضة تبعد نحو 32 كلمً عن أورشليم إلى جهة الجنوب الغربي. حصنها رحبعام. فيها كسر الملك آسا بعد ذلك جيشاً عظيماً من السودان. أنبأ النبي ميخا بالكارثة التي سوف تحل بمريشة.
يشوع 15: 44؛ 2 أخبار الأيام 11: 8؛ 14: 9- 12؛ 20: 37؛ ميخا 1: 15
مريم
أخت موسى وهارون. راقبت أخاها موسى طفلاً في السفط حتى وجدته ابنة فرعون. وبعد عبور بني إسرائيل البحر الأحمر، تقدمت مريم النساء في الغناء والرقص فرحاً. خاصمت موسى فيما بعد إذ حسدته على كونه قائداً. وعقاباً لها عانت إلى حين مرضاً جلدياً رهيباً. لكن موسى طلب إلى الله أن يشفيها. ماتت مريم في قادش قبل دخول الشعب إلى الأرض.
خروج 2: 4، 7 و 8؛ 15: 20 و 21؛ عدد 12؛ 20: 1
2- أم يسوع. لما كانت مخطوبة ليوسف النجار، بشرها ملاكٌ بأنها ستكون أماً ليسوع المسيح ابن الله. وقبل ولادة يسوع، زارت مريم نسيبتها أليصابات. وهناك نطقت مريم بتسبحة الحمد الرائعة المهروفة بنشيد العذراء. بعد ذلك ذهبت مريم العذراء ويوسف خطيبها من الناصرة إلى بيت لحم ليتسجلا في إحصاءٍ جرى آنذاك. وهناك وُلِد يسوع. ولما جاء الرعاة يُخبرون عن مشاهدتهم لجمهور الملائكة المسبِّحين، كانت مريم "تحفظ جميع هذا الكلام متفكرةً به في قلبها". وعندما جيء بيسوع إلى الهيكل بعد بضعة أيام، كلم سمعان الشيخ مريم بشأن المستقبل، قال: "وأنتِ أيضاً يجوز في نفسك سيف". ولما كان يسوع دون السنتين، هرب به يوسف ومريم إلى مصر لأن الملك هيرودس نوى أن يقتل الصبي الذي سيُنافسه على العرش. وبعد موت هيرودس، عادوا إلى الناصرة.
وحين كان ليسوع اثنتا عشرة سنة، اصطحبه أبواه إلى الهيكل في عيد الفصح. وبلغ منهما القلَقُ كل مبلغ إذ بقي هناك وحده كي يُحادث معلمي الدين. وكانت مريم مع المسيح لما صنع أول عجيبة في العرس بقانا الجليل. وعند صلبه كانت واقفة عند الصليب، وطلب المسيح إلى أحد تلاميذه (راجع يوحنا) أن يعتني بها. وتظهر مريم مع التلاميذ عندما يجتمعون معاً للصلاة بعد صعود يسوع إلى السماء.
متى 1: 18- 25؛ 2: 11؛ 13: 55؛ لوقا 1 و 2؛ يوحنا وما بعدها؛ 19: 25- 27؛ أعمال 1: 14
3- أخت مرثا. كانت تقيم في بيت عنيا مع أختها ولعازر أخيهما. وقبيل موت يسوع دهنته بعطرٍ ثمين ومسحت رجليه بشعرها. (راجع أيضاً مرثا، لعازر).
لوقا 10: 38- 42؛ يوحنا 11؛ 12: 3 وما بعدها
4- مريم المجدلية. صارت تلميذة للمسيح بعدما شفاها. كانت أول من رأى المسيح بعد قيامته وركضت لتبشر الرسل بذلك.
مرقس 16: 9؛ لوقا 8: 2؛ 24: 10؛ يوحنا 20: 1 وما بعدها
5- أم يعقوب ويوسي. كانت حاضرة عند الصلب، وهي واحدة من مجموعة النسوة اللواتي وجدن قبر الرب يسوع فارغاً في فجر القيامة. ولعل مريم هذه هي "مريم الأخرى" و "مريم زوجة كلوبا".
متى 27: 56، 61؛ 28: 1؛ يوحنا 19: 25
6- أم يوحنا مرقس. اجتمع المسيحيون الأولون في بيتها بأورشليم.
أعمال 12: 12
المزامير
سفر المزامير هو مجموعة تسابيح وصلوات وقصائد، نظمها كتاب مختلفون خلال فترة طويلة. وكان بنو إسرائيل يتلونها أو يرتلونها أو ينشدونها في عبادتهم. ويصعب تحديد التاريخ الدقيق لكل مزمور، إلا أنها جُمعت من وقت داود، أو قبله، حتى ما بعد السبي.
في المزامير قصائد من أنواع شتى. ففيها صلوات استغاثة تدعو الله إلى الإنقاذ والإعانة، وتسابيح حمدٍ وسجود لله، ودعاءات استغفار؛ وتشكرات لأجل صلاح الله. وفيها أيضاً مطالباتٌ بمعاقبة الله للأعداء. وبعض المزامير معنيةٌ بمشاعر أفرادٍ معينين؛ وبعضُها تتناول حاجات الأمة. ومن الموضوعات الغالب ورودها عظمة الله في الخليقة واعتناؤه بشعبه بمحبة.
وتعبر المزامير عن سائر المشاعر والاختبارات البشرية، الذي جعل الكثيرين يؤثِرون قراءتها على مرِّ العصور. وفوق كل شيء، تعبر المزامير عن إيمانٍ عميق بالله الحي.
وغالباً ما تستخدم المزامير لغةً تصويرية كشعر كثير من الأمم الأخرى. ومن الخصائص المميزة للشعر في الكتاب المقدس تلك الطريقة التي تعبر عن فكرةٍ ما ثم تردد صداها في الشطر أو السطر التالي (الموازاة). وفي المزامير أمثلة عديدة على هذه الطريقة.
يتألف سفر المزامير من خمسة أقسام مستقلة:
المزامير 1- 41؛ ثم 42- 72؛ ثم 73- 89؛ ثم 90- 106؛ ثم 107- 150
المسيح
كلمة تعني "الممسوح"، وهي ترجمة "مسيّا" العبرية.
تنامى الرجاء المسيحاني في العهد القديم على مرّ تاريخ العبرانيين، وفحوى هذا الرجاء أن الله سوف يُرسل ذات يومٍ مسيّا، ملكاً عظيماً، يُثبت مُلكه الأبدي على الكون كلِّه. ولما جاء يسوع كان كثيرون من اليهود ينتظرون قدوم ذلك اليوم. فإذا سمعوا تعليمه ورأوا معجزاته، تساءلوا: "ألعل هذا هو المسيح"؟
ويبين العهد الجديد بوضوح أن المسيحيين الأولين اعتبروا أن يسوع هو المسيح. فعند معموديته سكب الله الروح القدس (مسحه به). وبعد قليلٍ طبق هو على نفسه نبوءة أشعياء عن مسحه للتبشير والكرازة بسنة الرب المقبولة. ولكن الرب يسوع تفادى من إطلاق لقب "المسيح" على نفسه صراحةً لأن الشعب فهموا ذلك بمعنى ً سياسي. فلم تذكر الأناجيل أن يسوع صرح بأنه المسيح إلا مرةً واحدة فقط- وذلك لامرأةٍ مسكينة خاطئة قرب بئر. ولما قال بطرس له: "أنت المسيح"، طلب إلى تلاميذه ألا يُعلِنوا ذلك. فقد كان يسوع يطلب تلاميذ حقيقيين، ولم يكن يسعى لإثارة الجماهير في سبيل كسب الشهرة.
ولكن لما أخذت السلطات اليهودية تشدد الضغط على يسوع، كان السؤال الرئيسي الذي طرحه عليه رئيس الكهنة في أثناء المحاكمة: "أأنت المسيح ابن المبارك"؟ وإذ أجابه يسوع: "أنا هو"، ثارت ثائرته إذ اعتبر الكلام تجديفاً (إهانة الله) وحصل على حُكمٍ بالإجماع يجرِّم يسوع ويقضي بموته.
ويحكم العهد الجديد بأن المجلس اليهودي ارتكب غلطةً كُبرى. فإن يسوع كان هو المسيح فعلاً، وقد برهن الله ذلك بإقامته من الموت حياً. وكما قال بطرس يوم الخمسين: "فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع، هذا الذي صلبتموه أنتم، رباً ومسيحاً".
تثنية 18: 15- 22؛ مزمور 2؛ 45: 6 و 7؛ 72؛ 110؛ أشعياء 9: 2- 7؛ 11؛ 42: 1- 9؛ 49: 1- 6؛ 52: 13- 53: 12؛ 61: 1- 3؛ إرميا 23: 5 و 6؛ 33: 14- 16؛ حزقيال 34: 22- 25؛ دانيال 7؛ زكريا 9: 9 و 10؛ متى 1: 18، 22 و 23؛ 16: 16، 20: 26: 68؛ مرقس 8: 27- 30؛ 14: 61- 64؛ لوقا 2: 11، 26؛ يوحنا 4: 25 و 26؛ يوحنا 4: 25 و 26؛ 7: 26 و 27، 31، 41 و 42؛ 9: 22؛ أعمال 2: 36؛ 3: 20 و 21؛ 4: 26- 28؛ 10: 38؛ 18: 28؛ 26: 22 و 23
المصالحة
أن نصالح شخصين يعني أن تعيد علاقة الودّ إلى ما بينهما بعدما كانا عدوين. ويبدأ تاريخ الإنسان في الكتاب المقدس بنقض الإنسان لعلاقته بالله. وقد أعقب ذلك مباشرةً عداء الإنسان لأخيه (قَتْل هابيل على يد قايين). فلا تستقيم العلاقات بين البشر إلا عندما تُستعاد العلاقة بين الإنسان والله فقط. وهذه هي نتيجة "المصالحة" التي يعرضها الله على الجميع.
إذاً، من غير المُدهش أن يوصف الناس غالباً في الكتاب المقدس بأنهم أعداءٌ لله. فالبشر مقاومون لله ولكل ما يمثله تعالى. وهم مفصولون عن الله بسبب الخطية. فمن المستحيل أن نُصالح نحن الله. ولكن، كما بين بولس، "الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه".
هذه المصالحة أُنجزت بموت المسيح وقيامته. فصار ممكناً الآن أن يصير الناس أصدقاءً لله، بل بالأحرى أولاداً له، بدل أن يظلوا أعداء. إذ إن الخطية، علة الانفصال الأصلي، قد عولجت على يد المسيح. إلا أننا لا نُصالح مع الله تلقائياً. فتالمصالحة هبةٌ يعرضها الله وعلينا أن نقبلها. على أنها هبةٌ مقدمة للجميع- ولذا يُتوقع من المسيحيين بالحق أن يشرحوا لغيرهم "طريق المصالحة".
والمصالحة تأتينا لا بالسلام مع الله فقط، بل بالسلام بين الإنسان والآخر. فإن أولئك الذين كانوا قبلاً أعداءً يجدون أنفسهم أفراداً في العائلة الواحدة عندما يتصالحون مع الله. والأمور التي كانت تفرق بينهم ليست بذات أهمية بالمقارنة مع العلاقة بالله التي توحدهم الآن. هذا هو الحل الذي يقدمه العهد الجديد لأفدح صراعٍ عرقيٍّ في أزمنة الكتاب المقدس، أعني العداء والجفاء بين اليهود والأمم.
راجع أيضاً الكفارة، الصليب، السلام.
تكوين 3؛ رومية 5: 10 و11؛ 11: 15؛ 2 كورنثوس 5: 18- 20؛ أفسس 2: 11- 18؛ كولوسي 1: 19- 22
مصر
تنتشر المنطقة الصحراوية المترامية الأطراف عبر شمال أفريقيا من المغرب في الغرب إلى البحر الأحمر في الشرق. ومن البحيرات والمرتفعات الاستوائية في شرق أفريقيا، ينبع نهر النيل ويخترق الصحاري الجافة باتجاه الغرب إلى أن يصب في البحر المتوسط. وقبل مصب النهر، على طول 960 كلمً يجري في وادٍ تحيط به المرتفعات الصخرية على كلا الجانبين. ثم قبل البحر بمسافة 160كلمً يتفرع النيل إلى نهرين، بينهما مثلثٌ شاسع من الأرض تشبه حرف الدال اليوناني "د".
فيضان النيل:
إن الأمطار الاستوائية التي تهطل كل سنة في شرق أفريقيا تجعل النيل يفيض خارج ضفافه، حاملاً معه كميات من الأوحال. وحتى الأزمنة الحديثة كان هذا الطمي المخصِب يترسب سنةً بعد سنة في الوادي وفي مثلث الدلتا الواسع الذي تكوَّن بكامله من هذا الطمي. تلك هي مصر: محاصيل خضراء وافرة في تربة سوداء، على ضفاف الوادي والنهر الضيقة وفي حوض الدلتا العريض. ومن وراء الصخور تمتد على كلا الجانبين صحارٍ يتفاوت لونها بين الأصفر والبني. واليوم تسيطر سدودٌ عالية على فيضان النيل فترد الوحول عن الأراضي. أما في القديم، فلم يكن شيءٌ يحول دون جرف التربة. حتى إن فيضاناً يسيراً كان يعني عدم توفر ماء للري وبوار الزرع. وإذا كان الفيضان كبيراً جرف القرى والمواشي. وفي سبيل إيصال الماء إلى أبعد ما يُمكن، حفر المصريون القدماء قنواتٍ ومجاري للري بين الحقول.
النهر والنقل:
تعلم المصريون سريعاً صناعة القوارب. فكانوا في الأول يصنعون مراكب من قصب البردي، ثم صاروا يصنعون قوارب خشبية أكبر. وهكذا تسنى لهم السفر في النهر على طول الوادي وعبر منطقة الدلتا. فإذا شاءوا السفر شمالاً، جذفوا مع التيار؛ وإن جنوباً، كانت ريح الشمال تدفع أشرعتهم للإبحار بعكس التيار. وبذلك كان النيل وما يزال "الطريق الرئيسي" في مصر.
كذلك كانت الجزاء الأخرى من البلاد مهمة أيضاً. فالصحاري وشبه جزيرة سيناء كان فيها معادن ثمينة (نحاس وذهب) وحجارة استُعملت في بناء الأهرام والمعابد الضخمة في وادي النيل.
أرضٌ ذات تاريخ:
كان في مصر أولاً مملكتان، واحدة في وادي النيل (مصر العليا) وأخرى في الدلتا (مصر السفلى). ولكن قبل السنة 3000 ق م، استطاع أحد ملوك الوادي أن يهزم ملك الدلتا فيصير ملكاً على مصر كلها. ولكي يحكم كلتا المنطقتين، بنى عاصمته ممفيس بين آخر الوادي ورأس الدلتا. هذا الملك الأول. على مصر كلها، واسمه مينِس، كان الأول في سلالة ملوكٍ عُرفوا بالفراعنة. وعلى مدى الثلاثة آلاف سنة التي أعقبت ذلك، حكمت مصر ثلاثون سلالةً من الملوك خلفت إحداها الأخرى على وجه الإجمال. خلال هذه المدة المتطاولة، تمتعت مصر بثلاث فترات ازدهار عظيمة:
عصر الأهرام:
كان أول عصر عظيم في مصر هو "المملكة القديمة" (نحو 2600- 2200 ق م) أو "عصر الأهرام" نسبةً إلى القبور الهرمية الضخمة ذات الرؤوس الحادة والتي بناها الملوك. وبعد عصر الأهرام الذي شهد ملوكاً أقوياء، صارت مصر أفقر تحت سيادة حكام أقل قدرة. فتولى السلطة من جديد ملوكٌ متنافسون في الجنوب والشمال، إلى أن عاد أميرٌ من طيبة فوحد مصر.
المملكة الوسطى:
من أسرة هذا الأمير والأسرة التي بعدها (السلالة الثانية عشرة) تكونت "المملكة الوسطى" في مصر (نحو 2060- 1786 ق م). وقد استولى فراعنتها الجدد الأقوياء على وادي النيل وصحاري بلاد النوبة، إلى الجنوب من مصر، للحصول لى الذهب وسواه من المنتجات الأفريقية. كذلك استطاع هؤلاء الملوك أيضاً أن يزيدوا المحاصيل ويُغنوا الشعب من طريق تحسين استعمال النيل للري. والأرجح أنه في ذلك الزمان زار إبراهيم مصر بسبب المجاعة في كنعان. وقد أم مصر حينذاك كثيرون آخرون مثله. فبقي فيها بعضهم وارتقوا حتى تولوا مناصب عالية في حكومة مصر، ولقي آخرون مصيراً مشؤوماً إذ صاروا عبيداً.
ثم توالى على المُلك بعد السلالة الثانية عشرة، نحو 1780 إلى 1550 ق م، ملوكٌ أضعف. وربما في ذلك الزمان بيع يوسف في مصر عبداً، ثم لحقت به أسرته بعد عدة سنين. ومن بين الغرباء النازلين في شرق الدلتا قام أمراء نصبوا أنفسهم ملوكاً على مصر كلها. وقد عُرف هؤلاء بالهكوس، أو السلالة الخامسة عشرة. ولكن لم يمضِ زمان طويل حتى اتجه صوب الشمال أمراء مصريون من طيبة في الجنوب، فطردوا حكام الهكوس وأعادوا توحيد مصر مرة أخرى.
الامبراطورية:
أحرز هؤلاء الفراعنة أيضاً السيطرة على أرض كنعان إلى الشمال من مصر، وعلى بلاد النوبة إلى الجنوب. هذه الفترة، أي "المملكة الجديدة"، غالباً ما تُدعى "الامبراطورية". وهي تشتمل على السلالات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين، وتمتد من نحو 1500 إلى 1070 ق م. وقد خاض هؤلاء الملوك عدة معارك في كنعان وسوريا. وفي مصر بنوا عدة أهرام ضخمة جداً، أهمها في ممفيس (عاصمتهم) وطيبة (مدينتهم المقدسة).
في تلك الأثناء استولى الحثيون في أقصى الشمال على جزء من الامبراطورية المصرية في سوريا. وحاولت سلسلة جديدة من الفراعنة استعادة الأقاليم المغتصبة، خصوصاً الملك سيتو الأول والملك رمسيس الثاني (السلالة التاسعة عشرة، القرن الثالث عشر ق م). وقد كان هؤلاء الملوك بُناةً عظماء. فلكونهم أُسرةً من الدلتا، بنوا في شرقها مدينة ملوكية جديدة هي بي- راميس، ويذكرها سفر الخروج باسم "رعمسيس". وقد صحب ذلك أوجُ الطغيان على العبرانيين الذين استُخدِموا عبيداً يعملون بالسخرة عند الفراعنة. وفي ذلك الزمان بُعِث موسى ليُخرج العبرانيين من مصر (سفر الخروج). وقُبيل السنة 1200 ق م أرسل فرعونٌ آخر، هو مرنفتاح، جيشاً على كنعان وأخضع هناك عدة أقوامٍ، بينهم بنو إسرائيل الذين كانوا قد عادوا إلى الأرض آنذاك كما هو واضح.
وبُعيد 1200 ق م واجه العالم القديم اضطراباً كثيراً. فإن "شعوب البحر" وسواهم أطاحوا الامبراطورية الحثية ومعظم الممالك في سوريا وكنعان. وردّ رمسيس الثالث الغزاة عن حدود مصر في معركتين ضاريتين على البر والبحر. وقد كان الفلسطيون أحد هؤلاء الشعوب. ومن بعد رمسيس الثالث، أفلتت السلطة من قبضة السلالة العشرين وتقلصت رقعة الامبراطورية تحت حكم ملوك ضعفاء. وفضلاً عن سوء حُكم هؤلاء حدثت مجاعات من جراء انخفاض النيل.
الفترة المتأخِّرة:
شهدت مصر "فترتها المتأخرة" بين 1070 و 330 ق م. ولم تعُد مصر قطُ إلى سابق عزِّها الذي كان لها في القديم. وفي 925 ق م أخضع شوشنق الأول (شيشق) رحبعام ملك يهوذا ويربعام ملك إسرائيل. وقد دون المصريون خبر هذا الانتصار في معبد الكرنك عندهم. غير أن نفوذهم لم يدم طويلاً، إذ بعد مئتي عام لم يستطع سُوا ولا ترهاقة مساعدة ملوك العبرانيين على أشور. كذلك لم يقدر خفرع في 588 ق م أن يُنجد بفاعليةٍ الملك صدقيا في مواجهة البابليين.
ومنذ 525 ق م صارت مصر، كجاراتها، جزءًا من الإمبراطورية الفارسية، وإن كانت قد تمردت أحياناً وتحررت (حكم السلالات الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين والثلاثين)، إلى أن تمت السيطرة أخيراً للاسكندر الكبير (332- 323 ق م). ومن بعده حكم مصر البطالسة اليونانيون حتى قيام الإمبراطورية الرومانية.
تكوين 12: 10- 20؛ 37- 50؛ خروج 1: 11؛ والأصحاحات 1- 14؛ 1 ملوك 24: 25- 27؛ 2 ملوك 17: 4؛ 19: 9 وما بعدها؛ إرميا 37: 5- 7؛ 44: 30
الحياة في مصر القديمة:
كان الفرعون هو حاكم مصر الأعلى، يعاونه عظماؤه، بينهم حكماء كالذين طلبهم الملك لتفسير أحلامه. وكانت الأراضي مقسمة إلى أقاليم، في كل منها مدينة رئيسية للحكم المحلي وخزن المؤن. وقد كان معظم المصريين فلاحين يزرعون الحبوب ويرعون الماشية معتمدين على النيل. هذه الملامح تظهر كلها في أحلام الفرعون الذي استدعى يوسف. وكان للأحلام أهميتها عند جميع الطبقات (من الملك إلى السُجناء)، حتى إن المصريين صنفوا كتباً في تفسير الأحلام.
أما الكتابة المصرية فابتدأت بشكل صُوَر ("رموز هيروغليفية") استعملها القوم للدلالة على الأصوات في لغتهم. فالبوم مثلاً رمز لحرف الميم، والفم للراء، وهكذا دواليك. وقد اعتُمِدت للكتابة على ورق البردي أشكالٌ من الكتابة أبسط (الخط "الهيري" والخط اليموطي"). ومِما كتبه المصريون القدماء قصص وشعر ومجموعات أمثال (كما في سفر الأمثال من الكتاب المقدس) فضلاً عما يتعلق بالحياة اليومية من لوائح ورسائل وحسابات.
وكان واجباً على المصريين والغرباء معاً أن يعملوا في البناء وخصوصاً في صنع اللبن. وقد دعت الحاجة إلى استعمال القش لخلطه بالطين لصنع لِبنٍ أمتن. فالبرديات تذكر القش أيضاً وأموراً أخرى متعلقة بالعمل. وكان أحداثٌ كثيرون من الغرباء يُنشأون في البلاط فيُعلمون أحسن تعليم ويولون وظائف شتى، شأنهم شأن موسى. ومثله ومثل العبرانيين أيضاً، حاول آخرون الهروب من مصر. وفي البرديات أيضاً ذكرٌ لعبيدٍ هربوا طلباً للحرية.
تكوين 40 و41؛ خروج 1- 14
الديانة المصرية:
كان عند المصريين آلهة متعددة. وقد جاء بعضها من الطبيعة، ومنها: رع إله الشمس، توت وخونْ إلها القمر، نوت إلاهة القُبة الزرقاء، جِبْ إله الأرض، حابي إله فيضان النيل، أمون إله قوى الحياة المخبوءة في الطبيعة. كما كانت بعض آلهتهم رموزاً إلى فكرٍ مجردة: فقد كانت مآت إلاهة الحق والعدل والنظام، وتوت أيضاً، وتوت أيضاً إله التعلم والحكمة، ويتاح إله المِهن والفن. وقد اتجه معظم المصريين إلى أوزيريس رجاءً بحياةٍ بعد الموت. وكانوا يعتقدون أن أوزيريس ذبحه أخوه ثم جُعل إلهاً للعالم السفلي.
كذلك اعتبروا الحيوانات المعروفة بصفاتٍ خاصة رموزاً مقدسة لبعض آلهتهم وكانوا يرون أن هذه الحيوانات قد تكون "صوراً حية" للآلهة التي إليها ترمز. وهكذا عُد الثور أبيس رامزاً إلى بتاح، والطير أبو منجل إلى توت، والصقر إلى هُورس، والقطة إلى الإلاهة بَسْتَة. وكان الإله يُصور أحياناً لابساً رأس الحيوان المقدس الرامز إليه، تسهيلاً لتمييزه.
ولما كانت آلهة عديدةٌ هكذا تسيطر على عالم المصريين، فقد حاولوا أن يربطوا أحدها بالآخر. فلفقوا خُرافاتٍ وأساطير حول آلهتهم غالباً ما جمعوها فيها ضمن "أُسر"، حيث يكون إلهٌ رئيس وإلاهةٌ أمَ بمثابة زوجٍ وزوجة ومعهما إلهٌ أو إلاهةٌ أدنى شأناً كابن وابنةٍ لهما.
وفي القرن الرابع عشر ق م حاول الفرعون أخناتون أن يفرض على جميع رعاياه عبادة إله الشمس وحده (كما يظهر في قرص الشمس "أتون"). لكنه لم يُفلح، وبعد نحو عشر سنين عاد النصريون إلى آلهتهم التي عبدوها سابقاً.
العبادة في المعابد الكبيرة:
صاغ المصريون الحياة التي تخيلوها لآلهتهم على مثال حياتهم اليومية. فالهيكل الحجري الضخم الذي تستره أسوار عالية من الآجر، هو بيت الإله. والكهان هم خدامه، في كل صباح يوقظونه بتسيحة صباحية، ويفتحون باب محرابه، ويبدلون ثياب تمثاله، ويقدمون له طعاماً وشراباً "للفطور". ثم كانوا يضعون تلك التقدمات أما تماثيل أجداد الفراعنة (ملوك مصر الأقدمين) وعظماء مصر، قبل أن يأكلها الكهان أخيراً. وعند الظهر، كانت تؤدى خدمة أقصر وتوضع تقدمة أخرى أمام الإله "للغذاء". وفي المساء كانت تُنشد له تسبحة للنوم بعد أن تقدم له تقدمة ثالثة "للعشاء". وفي أيام الاحتفالات الخاصة، كانوا يحملون تمائيل للآلهة أصغر حجماً ويطوفون بها في موكبٍ من معبد إلى آخر. وكانت مثل تلك الأيام تخصص أحياناً كي "يزور" الآلهة فيها بعض الأماكن إحياءً لذكرى بعض الأحداث المذكورة في الخرافات المنسوجة حولها. وقد اعتقد الناس أن "روح" الإله كانت حالة في تمثاله بالمعبد.
ونظرياً، كان فرعون نفسه هو الكاهن الأعلى لكل الآلهة. ولكن ممثليه كانوا في الواقع رؤساء كهنة في مختلف المعابد يعاونهم كهان آخرون. ولم يكن لأحدٍ غير الملك والكهان وكبار الرسميين أن يتعدى فناء المعبد المكشوف لضوء الشمس إلى القاعات القاتمة ذات العواميد وإلى ظلمة الحجرة الاخلية المقدسة من المعبد. والعبادة التي دعا إليها أختانون، عبادة إله الشمس، كانت على الطريقة عينها، إنما في معابد مكشوفة. وعندهم تسبحة مشهورة في حمد "أتون" بوصفه الخالق الذي يعتني بالعالم، شبهها بعضهم بالمزمور 104. ولكن لا صلة لتلك التسبحة المصرية بالمزمور، ولا بعبادة العبرانيين للإله الواحد القدوس.
ديانة الشعب:
كان فرعون وسيطاً بين الآلهة والشعب. فكان من خلال الكهان ممثليه يقدم القرابين للآلهة نيابةً عن الشعب لكي ترضى الآلهة، بدورها، وتُمطر مصر بهباتها ( فيفيض النيل، وتكثر المحاصيل). كذلك كان يظهر باعتباره ممثلاً للآلهة عند الشعب. وبتوجيهه كانت المعابد تُبنى وتُدار، وكان اسمه يُطلق دائماً عليها.
لم يكن مباحاً لعامة الشعب أن يدخلوا المعابد الرسمية الكبرى. بل كانوا فقط يرون الآلهة العظيمة في الأعياد، حين كان الكهنة يحملون تماثيلها المقنعة في قوارب صغيرة مقدسة ويطوفون بها في مواكب. وكان العامة، عوضاً عن ذلك، يسجدون في معابد محلية صغيرة، أو مزارات، تُقام عند مداخل الهياكل الكبرى. والغرض الأعمُّ في سجود العامة كان تقديم القرابين في أعقاب طقوسٍ مرسومة. وكان مسموحاً للشعب بأن يطربوا ويمرحوا في الأعياد الكبرى. كما أنهم أحياناً يُمنحون عطلة لعبادة آلهتهم الخاصة (وهذا هو ما طلب موسى إلى فرعون أن يأذن به لشعبه- خروج 5: 1، 3). وعندما كانت تنزل بالمصريين مصائب كالمرض، كانوا أحياناً يعتبرونها عقاباً من الآلهة على أخطاء ارتكبوها، وعندئذٍ يعترفون بخطاياهم ويصلون طالبين الشفاء والمعونة. فإذا حصل الشفاء، غالباً ما كانوا ينصبون نقوشاً صغيرة فيها تسبحةٌ قصيرة للإله أو الإلاهة عرفاناً بالجميل.
وكسائر الشعوب، كان عند المصريين القدماء حسٌّ خُلقي بالخطإ والصواب. فقد عُد القتل أو الرقة حراماً. ولكن السحر استُعمل للسيطرة على القوى الفائقة للطبيعة. فالسحر الخيَّر، أو "الأبيض" كان يهدف إلى إبعاد المصائب. أما الشرير، أو "الأسود"، فكان يُعتبر جريمةً لها عقابها. وكان السحر، عادةً، يتضمن تلاوة بعض الرُقى التي غالباً ما تُتلى فوق صورٍ أو رسوم صغيرة لها علاقة بموضوع السحر. وقد شاع حمل التعاويذ أو جوالب السعد، كما انتشر تعليق الخنافس المصنوعة رموزاً إلى الحياة أو التجدد.
الحياة بعد الموت:
دفن المصريون الأولون موتاهم على أطراف الصحاري المتاخمة لوادي النيل. فعملت الرمال الحارة والشمس المحرقة على تجفيف أجساد هؤلاء القوم في قبورهم الضحلة، وبالتالي على حِفظها زماناً طويلاً. وقد اعتقد المصريون في ما بعد أن الجسد هو مسكن النفس، وأن النفس تحتاج إلى الممتلكات الشخصية في حياةٍ بعد الموت تشبه الحياة على الأرض. وعليه، فلما صارت القبور أكبر وأعمق من أن يُتاح للشمس أن تجفف الجسد، لجأ المصريون إلى إنجاز ذلك اصطناعياً. فكانوا يضعون الجسد في الملح حتى يجف، ثم يحشونه بالحنوط ويلفونه باللفائف (على نحو ما يُرى في المومياءات). ثم كانوا يدفنون المومياء في تابوتٍ داخل المقبرة، ويضعون معه الممتلكات الشخصية. بهذه الطريقة حُنّط يوسف ووضع في تابوتٍ في مصر. (تكوين 50: 26).
كان معظم المصريين يطمعون في التمتع بحياة سعيدة بعد الموت في مملكة أوزيريس. وكانت لديهم أدراج من ورق البردي فيها رُقى سحرية تعينهم على النجاح في امتحان محاكمة الموتى. وذلك في سبيل تجنب هول الامتحان الخُلُقي في تلك المحاكمة. وأشهر مجموعة من هذه الرُقى يتضمنها "كتاب الأموات".
وفي اعتقادهم أن نفوس الملوك الموتى تقضي حياتها بعد الموت مع إله الشمس، عابرةً الفضاء في مركبه السماوي نهاراً. ثم في الليل يعبرون عالم أوزيريس حيث يُعنون بشؤون رعاياهم. والواقع أن التشديد على التحنيط والسحر والقبور المجهزة جيداً قد أفضى إلى شيوع آراء مادية جداً في ما خص الحياة بعد الموت.
الديانة المصرية والكتاب المقدس:
كانت الديانة المصرية مختلفة جداً عن الدين اليهودي. فالله الحي تعامل مع بني إسرائيل في واقع التاريخ. وكان مطلبه الطاعة الصادقة لشرائعه العادلة، أكثر من تأدية الطقوس والشعائر (1 صموئيل 15: 22). ولم يكن من نفع في الطقوس بنعزل عن السلوك في حياةٍ صحيحة. (هذا الأمر قال به المصريون أحياناً). وعلى خلاف آلهة مصر (الذين احتاجوا كل يوم إلى ثلاث وجبات)، ليس الله بحاجةٍ إلى الطعام الذي تعده أيدي البشر مهما كان نوعه (راجع المزمور 50: 11- 13). وبينما كانت طقوس المصريين رموزاً وأعمالاً سحرية، كان القصد من الشعائر التي جرت عند العبرانيين في خيمة الاجتماع، وفي الهيكل، هو تعليم الشعب وإرشادهم في ما يتعلق بطبيعة الله وقداسته. كذلك كانت الطقوس المصرية معقدة ومحصورة بالقلة الخاصة. أما الطقوس العبرانية فكانت أبسط جداً ومصممة خصيصاً لتنوير الشعب والكهنة على السواء.
المصفاة
اسمٌ لعدة أماكن (معناه "برج الحراسة"). لما عقد يعقوب ولابان اتفاق سلام، سميا الموضع "المصفاة". وتبرز مصفاةٌ أخرى في جلعاد (لعلها راموت جلعاد أيضاً) وذلك في قصة يفتاح في زمان القضاة.
أما المصفاة الشُهرى فمدينة تبعد بضعة كيلومترات عن أورشليم. كانت موضع التقاء العبرانيين في أيام صموئيل والقضاة. وكانت داخلةً في نطاق المدن التي يؤمها صموئيل قاضياً، وفيها قدم إلى الشعب شاول ملكاً. وفي ما بعد حصن هذه المدينة آسا ملك يهوذا. وبعد سقوط أورشليم بأيدي البابليين، أقام جدليا الوالي في المصفاة.
تكوين 31: 44- 49؛ قضاة 10: 17؛ 11؛ 20: 1؛ 1 صموئيل 7: 5- 16؛ 10: 17؛ 1 ملوك 15: 22؛ 2 ملوك 25: 23
مصير المؤمنين السعيد
قليلٌ ما يقوله الكتاب المقدس عما يحدث بعد الموت، غيرحتمية الدينونة بعد مجيء المسيح ثانيةً.
وقد توقع كتبة العهد القديم على العموم استمراراً للوجود في "شيؤل"، (الهاوية). واعتبروا هذا المكان مجرد موضع راحةٍ وسكون بعد استرداد عطية الحياة. ولكن بعد مُضي أجيالٍ بدأ الناس يفهمون بوضوحٍ أكثر أن الله مُعِدٌّ لهم مستقبلاً مجيداً في ما بعد "شيؤل". فالله لا يترك شعبه في "شيؤل" بل سيقودهم إلى الحياة والفرح. ويعبر أيوب ودانيال كلاهما عن ثقةٍ بالمستقبل المجيد. فأيوب متيقن أنه سيرى الله. ودانيال يتحدث عن قيامة الراقدين في تراب الأرض.
ونظير "شيؤل"، "الهادس" في العهد الجديد. فإذ يتحدث بطرس عن قيامة المسيح، يقول إن داود "تكلم عن قيامة المسيح أنه لم تُترك نفسه في الهاوية (هادس)، ولا رأى جسده فساداً", وقد بُني على ما يقوله بطرس في سياق آخر اعتقاد يذهب إلى أن المسيح كرز للأرواح المسجونة بين صلبه وقيامته (وإن كان المقصود على الأرجح أن المسيح كرز بروحه في أيام نوح للذين كانت ألرواحهم قد أصبحت في الهاوية زمن كتابة بطرس ذلك).
وغالباً ما يتحدث العهد الجديد عن موت المسيحي المؤمن باعتباره رقاداً أو نوما. وقد استخدم المسيح كلمة "الفردوس" ليصف الوجود السعيد للذين يموتون وهو في سلامٍ مع الله. وكان بولس على ثقة بأن المسيحي الحقيقي يدخل حضرة المسيح عندما يموت. وفيما يستحيل علينا تصور وجودٍ خارج الزمن، نرى أن كتابة الوحي في العهد الجديد كانوا متيقنين من أن المسيحيين المؤمنين، سواءٌ كانوا موتى أو أحياءً، سيُلاقون الرب يسوع ثم يُدخلون أمجاد السماء وقد أعطيت لهم أجسادُ قيامةٍ جديدةٌ لا يسيطر عليها الموت في ما بعد.
راجع أيضاً الموت، السماء، جهنم، الدينونة، مجيء المسيح ثانيةً.
مزمور 94: 17؛ 16: 9- 11؛ أيوب 19: 25- 27؛ دانيال 12: 2 و 3؛ أعمال 2: 31؛ 1 بطرس 3: 19 و 20؛ متى 9: 24؛ 1 كورنثوس 15: 20؛ 35- 58؛ لوقا 23: 43؛ 1 تسالونيكي 4: 13- 17؛ رؤيا 20: 11- 22: 5
المظالّ
راجع الأعياد والمحافل المقدسة.
معكة
دويلة أرامية إلى الجنوب الشرقي من جبل حرمون. يرد ذكرها في حروب داود، وكان منها أحدُ أبطاله.
يشوع 12: 5؛ 2 صموئيل 10؛ 23: 34
المعموديَّة
أوصى المسيح أتباعه بأن يعتمدوا ليبينوا أنهم صاروا مهتدين مسيحيين. وكان لهذه الممارسة خلفية يهودية. ففي الفترة الواقعة بين العهدين القديم والجديد، كان المتهودون يُعمدون، أو يُغطسون بالماء في نهر قريبٍ عادةً، علامةً على التطهير. كذلك عمد يوحنا المعمدان كثيرين علامة على توبتهم وتطهير الله لقلوبهم.
غير أن المعمودية المسيحية لم تكن تُعتبر في العادة "اغتسالاً" من الخطية. فالرسول بولس يوضح أنه عندما يختفي المتعمد تحت الماء ثم يظهر من جديد يكون قد اجتاز، بصورة رمزية، موتاً ودفناً وقيامة. وبالمعمودية يشترك المسيحيون في موت المسيح وقيامته: "فدُفِنا معه بالمعمودية، للموت، حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضاً في جِدة الحياة".
إن أكمل رواية للمعمودية في العهد الجديد هي قصة فيلبس والحبشي. والآية 37 من أعمال 8 تبين صورة من صور الكلام يُرجح أن المسيحيين الأولين استعملوها. فكان المبشر يقول: "إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز أن تتعمد". فيُجيب المتعمد: "أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله". وكان الناس يُعمدون أحياناً "باسم يسوع المسيح"، وأحياناً "باسم الآب والابن والروح القدس".
متى 28: 19؛ مرقس 1: 4- 11؛ رومية 6: 3و 4؛ أعمال 8: 26- 39؛ 2: 38؛ 19: 5
مفيبوشث
ابنُ يوناثان صديقِ داود المخلص، وحفيدُ الملك شاول. لما تولى داود المُلك خص مفيبوشث بمكانةٍ في البلاط وخدمٍ يعتنون به. وكان مفيبوشث أعرج.
2 صموئيل 4: 4؛ 9؛ 16: 1 وما بعدها؛ 19: 24- 30؛ 21: 7
المكاييل
راجع الأوزان والمكاييل.
مكدونية
منطقة في اليونان إلى الشمال والغرب من تسالونيكي. وقد اشتملت مقاطعة مكدونية الرومانية فيلبي وبيرية، وتسالونيكي أيضاً.
عبر بولس بحر إيجه من ترواس بعدما رأى رؤيا رجل مكدوني يطلب إليه أن يعبر إليهم ويعينهم. فكانت تلك هي المرحلة الأولى لدخول البشارة إلى أوروبا. وثلاثٌ من رسائل بولس موجهةٌ إلى مسيحيين مكدونيين- فيلبي وتسالونيكي الأولى والثانية. وقد تبرع المسيحيون المكدونيون بسخاء لإغاثة المسيحيين الذين في فلسطين بيد بولس، وصار عددٌ منهم معاونين له دائماً.
أعمال 16: 8- 17: 15؛ 20: 1- 6؛ 2 كورنثوس 8: 1- 5؛ 9: 1- 5، إلخ...
المكفيلة
لما ماتت سارة في حبرون، لم يكن إبراهيم يمتلك أي أرضٍ بعد. فاشترى من عفرون قطعة الأرض التي فيها مغارة المكفيلة. وفيها دفن زوجته، ثم دُفن هو فيها لاحقاً، وبعده أيضاً إسحاق ورفقة ثم يعقوب.
وفي زمنٍ متأخرٍ جداً (أواخر القرن الأول ق م) بنى هيرودس الكبير حرماً حول المكان الذي كان يُعتقد أنه يحتوي على المغارة والمدفن. وما زال ممكناً حتى اليوم لزائر فلسطين أن يرى الحرم الإبراهيمي المذكور.
تكوين 23: 9، 17؛ 25: 9
ملاخي
آخِر أنبياء العهد القديم (نحو منتصف القرن الخامس ق م). كان الهيكل قد بُني بعد الرجوع من السبي، ولكن الشعب لم يكونا يخدمون الله من كل القلب. فدعاهم ملاخي إلى التوبة الصادقة والكف عن سلب حقوق الله، لأن صبره لن يطول. أما معنى اسم ملاخي فهو "رسولي". وبوصفه رسول الله، تكلم عن مجيء المسيح ويوم القضاء والدينونة العظيم.
ملاك
معنى الكلمة "رسول" أو "مرسل". يستخدمها الكتاب المقدس للإشارة إلى الكائنات الفائقة للطبيعة والتي تحيط بعرش الله. وقد قال المسيح إن الملائكة تشارك في فرح الله "بخاطئ واحد يتوب".
يُشار إلى الملائكة أيضاً بوصفهم "أبناء الله". و "خدام الله" و "المقتدرين قوة " و "الجند السماوي" إلخ... أما عملهم فخدمة الله. إنهم في السماء يسجدون له، وفي الأرض يقومون بما يكلفهم، مبلغين الناس رسالته. وهم أيضاً يساعدون البشر. فقد اعتنوا بالمسيح بعد تجربته، ويعتنون بأتباعه أيضاً.
اعتقد اليهود وجودَ مراتب مُحكمة للملائكة، لكلٍّ منها اسمها. ولكن الكتاب المقدس لا يتضمن إشارات صريحة إلى مثل هذا النظام، بل إنما يسمي فقط ملاكين هما جبرائيل وميخائيل وجبرائيل هو مبلغ البشارة بولادة يسوع.
والعبارة "ملاك الرب" تُستعمل غالباً في العهد القديم لتصف كيف ظهر الله أحياناً بهيئة بشرية ليبلغ بعض الناس رسالةً خاصة. و "ملاك الرب" هو أيضاً منفذ دينونة الله.
راجع أيضاً السماء.
لوقا: 15: 10؛ أيوب 1: 6؛ 1 ملوك 22: 19؛ مزمور 103: 20 و 21؛ دانيال 12: 1؛ لوقا 1: 26- 38؛ متى 1: 20؛ 4: 11؛ عبرانيين 1: 14؛ تكوين 16: 17- 14؛ 22: 11 و 12؛ 31: 11؛ قضاة 6: 11- 21؛ 13: 3- 21؛ ومواضع أخرى كثيرة.
ملكوت الله
"الله هو الملك" واحدٌ من الموضوعات الدائمة في العهد القديم. ومع أن هذا صحيح، فقد كان واضحاً أنه لا بد أن يتدخل الله بعملٍ حاسم لرد الشرور التي جلبتها خطية الإنسان، كي يصير مُلك الله واقعاً ملموساً. وقد وعد الله بأن ذلك حادثٌ لا محالة.
حتى إذا جاء المسيح يبشر في الجليل، أعلن قائلاً: "قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل". فقد أرسل الله المسيح ليؤسس حُكمه الجديد، ويضع حداً للفوضى الرديئة التي يتخبط فيها العالم، ويبدأ بداءةً جديدة أو عصراً جديداً. وملكوت الله يعني حُكم الله، لا المكان الذي يحكم الله فيه. وقد شوهد حضور حكم الله في عجائب المسيح وفي حقيقة طرده للشياطين. فالمسيح قوم المرض الروحي والجسدي على السواء إظهاراً لقوة المملكة الجديدة التي سيُدحرُ فيها الشر نهائياً.
وتبين حياة المسيح وتعاليمه أن ملكوت الله قد حل بمجيئه. وهو قد مات عن خطايا الخليقة القديمة الأثيمة وقام بقوة الحياة الأبدية الموهوبة للخليقة الجديدة، أي حياة الملكوت. ولكن هذا الملكوت لم يؤسس على الأرض بصورة حاسمة. فهذا الأمر ينتظر رجوع المسيح في آخر الدهر، وإذ ذاك يُصنع كل شيءٍ جديداً.
استخدم يسوع أمثالاً رمزية لتعليم ما يختص "بملكوت الله". فقد اعتقد اليهود أن الملكوت يعني إنقاذهم من الرومان حالاً. ولكن المسيح أوضح أن الملكوت هو شيءٌ ينمو ببطء حتى يؤثر في العالم كله أخيراً. والدخول إليه يستحق بذل كل شيء في سبيله. وهو ليس للمتكبرين أو الأنانيين، بل للذين يتواضعون أمام الله-للخطاة الذين يتوبون.
فالذين يؤمنون بالمسيح لهم الآن حياتُه الجديدة. وفي المستقبل سيعرفون "السماوات الجديدة والأرض الجديدة"، وستُجدد أجسادهم وتُمجد، عند ابتداء الدهر الجديد وتحقيق الملكوت.
ميخا 4: 6 و 7؛ مرقس 1: 15؛ لوقا 7: 18- 23؛ متى 5: 1- 20، 6: 10؛ 13 مرقس 4؛ 9: 45- 47؛ لوقا 8؛ 14: 16- 24
ملكي صادق
ملكٌ وكاهنٌ لله العلي في ساليم (أورشليم) لاقى إبراهيم وباركه بعد معركة. وفي الرسالة إلى العبرانيين يُدعى المسيح "كاهناً إلى الأبد على رتبة ملكي صادق". فمِثل ملكي صادق، المسيح هو ملكٌ وكاهن: ملكٌ على ملكوت الله، وكاهن لأنه قدم حياته قرباناً لله.
تكوين 14: 18- 20؛ مزمور 110: 4؛ عبرانيين 5: 6- 10
سفرا الملوك
يشمل سفرا الملوك 400 سنة من تاريخ بني إسرائيل: منذ وفاة داود حتى سقوط أورشليم سنة 587 ق م.
لا نعرف يقيناً من كتب هذين السفرين. ولكن من المؤكد أنهما، مثل 2 صموئيل، يحتويان على معلومات مستقاة من سجلاتٍ رسمية معاصرة للأحداث التي تصفها. وربما نالت تلك الأخبار عدة تنقيحات ومراجعات حتى اتنهت إلى شكلها الحالي في أثناء فترة السبي في بابل (587- 539 ق م).
ويمكن أن نقسم 1 ملوك إلى
الأصحاحات 1- 11: خلافة سليمان لداود أبيه ملكاً على إسرائيل ويهوذا. وفترة حكمه الذهبية تضمنت بناء الهيكل في أورشليم.
الأصحاحات 12- 22: انقسام المملكة إلى مملكتين، شمالية وجنوبية. ونقرأ هنا أخبار الملوك الذين حكموا كلتا المملكتين، بمن فيهم يربعام (الشمالية)، رحبعام (الجنوبية)، آخأب (الشمالية)، يهوشافاط (الجنوبية)، أخزيا (الشمالية).
يبرز أنبياء الله كناطقين شجعان في زمن تحول فيه الشعب نحو آلهة أخرى. وأعظم هؤلاء إيليا. ومواجهته لأنبياء بعل على جبل الكرمل موصوفة في 1 ملوك 18.
ثم يُكمل 2 ملوك تاريخ المملكتين من حيث انتهى 1 ملوك. وفي السفر الثاني أيضاً جزآن:
الأصحاحات 1- 17: تاريخ كلتا المملكتين من منتصف القرن التاسع حتى هزيمة المملكة الشمالية على يد أشور وسقوط السامرة سنة 722 ق م. خلال هذه الفترة يبرز النبي أليشع، خليفةُ إيليا، كناطق برسالة الله.
الأصحاحات 18- 25: تاريخ المملكة الجنوبية، منذ سقوط المملكة الشمالية حتى خراب مدينة أورشليم على يد نبوخذنصر البابلي في 587 ق م. ويشتمل ذلك عهدي ملكين عظيمين، هما حزقيا ويوشيا.
يحكم سفرا الملوك على حكام الأمة بالنظر لأمانتهم نحو الله. فالأمة تزدهر عندما يمون الملك خاضعاً لله، وتفشل حينما يتوجه إلى آلهةٍ أخرى. بهذا المعيار، يظهر فشل جميع ملوك المملكة الشمالية. ولكن ملوك يهوذا لم يكونوا أحسن منهم كثيراً في بعض الأحيان. وقد كان سقوط أورشليم وسبي العبرانيين من الحوادث الجسام في تاريخ الشعب.
مليطة
جزيرة في البحر المتوسط، بين صقلية وساحل أفريقيا الشمالي، اسمها اليوم مالطة. هناك تحطمت السفينة التي كان بولس مسافراً فيها إلى روما أسيراً. وقد نجا جميع الركاب إذ وصلوا إلى البرّ سالمين، واستقبلهم أهل الجزيرة بمودة. ثم أمضوا الشتاء في مالطة قبل الإقلاع إلى إيطاليا من جديد.
أعمال 28: 1- 10
مَمْرا
موضع قرب حبرون. غالباً ما نصب إبراهيم، وإسحاق في ما بعد، خيامه عند بلوطات ممرا. هناك سمع إبراهيم خبر أسْر لوط. وفي ممرا وعد الله إبراهيم بابن وتضرع إبراهيم إلى الله لأجل عدم تدمير سدوم.
تكوين 13: 18؛ 14: 13؛ 18؛ 23: 17؛ 35: 27
منحيم
واحدٌ من آخر ملوك المملكة الشمالية (752- 742 ق م). كان قد مضى على تولي شلوم للملك شهرٌ واحدٌ فقط لما قتله منحيم ملكاً قاسياً وشريراً عبد الأصنام. خلال ملكه غزا البلاد تغلث فلاسر الثالث (فول) ملك أشور. فدفع منحيم إلى الأشوريين مبلغاً ضخماً من المال ليبقوه ملكاً.
2 ملوك 15: 14- 22
منسّى
1- ابنُ يوسف البكر الذي تبناه يعقوب وباركه. تكون سبط منسى من المتحدرين منه.
تكوين 41: 51؛ 48: 1 وما بعدها
2- ملك يهوذا على مدى 55 سنة (696- 642 ق م) بعد أبيه الملك حزقيا. أضل منسى الشعب، مدخلاً صنوفاً شتى من عبادة الأصنام. ساقه الأشوريون أسيراً إلى بابل. ولما عاد إلى أورشليم، رجع إلى الله، وغير طرقه.
2 ملوك 21: 1 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 33
3- الأرض التي كانت من نصيب سبط منسى. كان غرب منسى أرض السامرة الجبلية وصولاً إلى البحر المتوسط. وكان شرق منسى الأرض الواقعة شرقي الأردن في الداخل.
يشوع 13: 29- 31؛ 17: 7- 13
موآب
كان الموآبيون يسكنون جنوبي نهر أرنون، وهو يجري إلى الشرق من البحر الميت. هذا الشعب الذي يرتبط ببني إسرائيل بصلة القربى من خلال لوط (تكوين 19: 37)، لم يسمح لهم باجتياز أرضه للوصول إلى كنعان، وظل يضايقهم فتراتٍ طويلةً على مدى أزمنة العهد القديم. يرد اسم موآب ضمن البلدان التي هاجمها رعمسيس الثاني فرعون مصر (نحو 1283 ق م). إذ ذاك أُخذت مدينة ديبون. وفيها، بعد زمن طويل، خلد الملك ميشع انتصاره على المملكة الشمالية على حجر شهير (حجر موآب). ويظهر من النقش أن لغته شبيهة بالعبرية، وأنه يعتقد أن إلهه (كموش) يتدخل في التاريخ- مما يشابه اعتقاد العبرانيين.
عدد 21؛ قضاة 11: 17؛ 3: 12- 30؛ 1 صموئيل 14: 47؛ 2 صموئيل 8: 2، 12؛ 2 ملوك 13: 20، 24: 2؛ 1: 1؛ 3: 4- 27
المواني الحسنة
مرفأ صغير على الساحل الجنوبي من جزيرة كريت، عرجت عليه السفينة التي كان بولس مسافراً فيها إلى روما. هنا أنذر بولس الضابط يوليوس مع صاحب السفينة وربانها اللذين أرادا الوصول إلى ميناء أصلح لقضاء الشتاء. على الرغم من نصيحة بولس، أقلعوا من هناك فجرفتهم الريح الشديدة التي أدت أخيراً إلى تحطم السفينة قرب جزيرة مالطة.
أعمال 27: 8- 12
المواهب الروحيَّة
لما ترك المسيح هذه الأرض ورجع إلى أبيه، أعطى أتباعه "مواهب". هذه المواهب يوزعها الروح القدس على الأفراد ضمن كل كنيسة محلية لتتمكن من مواصلة القيام بعمل المسيح. وفي المواهب ما يبين طبيعة الكنيسة الفائقة للعادة. فبوصف الكنيسة جماعةً من أولاد الله، لا يقتصر عملها على قدرات أفرادها الطبيعية. وروح الله يمد الكنيسة بالمواهب اللازمة لبنيانها، معطياً أفرادها ما يراه مناسباً.
في أفسس 4 يسرد بولس بعض المواهب التي أُعطيت لأفرادٍ في الكنيسة فأسندت إليهم دوراً قيادياً. أولئك هم الرسل والأنبياء، وبعدهم المبشرون والرعاة والمعلمون. وفي 1 كورنثوس 12 يذكر مواهب أخرى، مشدداً هذه المرة على المواهب العامة- من حكمةٍ وعلمٍ، وإيمان وشفاء ومعجزات، إلى التكلم برسالة الله وشرحها، إلى التكلم بلغاتٍ غريبة وترجمة ما يُقال. وفي نهاية ذلك الأصحاح يُضيف إلى هذه اللائحة موهبتي الإعانة والتدبير. وفي رومية 12 سردٌ لمواهب أخرى إضافية: الخدمة والوعظ (التشجيع) والعطاء والرحمة.
يُعلم الرسول بولس أنه في كل كنيسة محلية ينبغي أن يُعطى كل فردٍ الحرية لممارسة موهبة الخدمة المعطاة له من الله. فمواهب الروح لا تُعطى للتمتع بها شخصياً بل للاستخدام العامَ لخير الجميع- ولهذا السبب يتناول ببعض الإسهاب مسألة التكلم بألسنة. وهو نفسه كانت له موهبةٌ كهذه ولم يمنع الحاصلين عليها من ممارستها، لكنه أصر على ضرورة وجود من يترجم، وإلا فلا أحد يفهم ما يقال، ولا أحد يُبنى ويُفاد.
رومية 12 و 1 كورنثوس 12 و 14؛ أفسس 4
الموت
لما كان بولس يواجه موتاً محتملاً، استطاع أن يكتب إلى مؤمني فيلبي المسيحيين: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح... لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً". فقد كان واثقاً من أن للمسيحي حياةً رائعة بعد الموت، وذلك بفضل موت المسيح وقيامته. غير أن إيمان اليهود بالحياة بعد الموت كان يكتنفه الغموض.
المعتقدات اليهودية:
آمن اليهود، في أوائل أزمنة الكتاب المقدس، بأن الإنسان عندما يموت ينزل إلى مكانٍ ذي ظلال تحت الأرض سموه "شيؤل" (الهاوية). ومضت أزمنة كثيرة قبل أن جعل الناس يتساءلون كيف يُعقل أن يسمح الله العادل بموت الأبرار. وعليه احتجوا بأن "شيؤل" ليس نهاية كل شيء. فيقيناً، لا بد من القيامة، ومصير الإنسان الأبدي متوقفٌ على كيفية حياته هنا على الأرض. وهوذا دانيال يكتب قائلاً: "وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون، هؤلاء إلى الحياة الأبدية وهؤلاء إلى العار للازدراء الأبدي" (دانيال 12: 2). وفي أزمنة العهد الجديد، آمن الفريسيون بالقيامة، أما الصدوقيون فلم يؤمنوا بها.
عوائد الدفن:
لم تكن ترتيبات الجنازة تختلف كثيراً عما هي عليه اليوم. فإذا مات أحدهم، أطبقوا عينيه. ثم يغسلون الجسد ويلفونه بأكفانٍ من قماش، ويدفنونه سريعاً بسبب حرارة الطقس. ولم يكن الميت يوضع في تابوت، بل يُحمل على نعش (حمالة خشبية) إلى المدفن. وكانت الأسرة والأصدقاء يقيمون مناحة عظيمة، فيكثرون من البكاء والنحيب، ويلبسون ثياب الحداد، ويسيرون حُفاة، ويذرون الرماد على رؤوسهم، ويمزقون ثيابم، ويحلقون لحاهم. وأحياناً كانوا يستأجرون ندابين لمضاعفة الانتحاب. وكانت المناحة تدوم عادةً سبعة أيام، لكنها تطول أكثر بالنسبة إلى ذوي الشأن (سبعين يوماً على يوسف، وثلاثين على موسى). وكان الصوم يُرافق النوح غالباً. ولكنهم كانوا يقيمون وليمة جنازة في ساحة المدفن أكثر الأحيان. وفي البلدان الواقعة خارج فلسطين- ولا سيما مصر- كانوا يُحنطون الجسد، فيُزيلون الأحشاء والدماغ ويحشون مكانهما بمزيجٍ لزج.
الدفن:
غالباً ما كان اليهود يدفنون موتاهم في مغاور. وكانت بعضها تتسع لأفراد الأسرة كلها (تكوين 50: 13)، ولكن إذا دعت الحاجة كان يمكن توسيعها لإحداث رفوفٍ وأدراج منحوتة في الصخر توضع الأجساد عليها. أما الأغنياء فكانوا يصنعون لهم قبوراً خاصة ذات درج يُحفر في الصخر نزولاً إلى حجرة الدفن. وكان لوحٌ من حجر يوضع على المدخل ويُسند بصخرة. وفي أزمنة العهد الجديد كان يوضع على باب القبر حجرٌ دائريٌّ كبير وسط أخدود يُدحرج فيه. ولكن المغاور- حتى المصنوعة منها- لم تكن كثيرة بالطبع. لذلك كانت العظام تُرفع من المقابر غالباً وتوضع في صناديق من خشبٍ أو تسمى نواويس.
أما الفقراء فكانوا يُدفنون في قبورٍ غير عميقة في العراء. وكان صفٌّ من الحجارة يوضع حول الجثة ويُهال فوقها التراب والحصى ثم يوضع لوحٌ من حجر فوق الجميع. وكانت جميع القبور تُطلى بالكلس للفت انتباه الناس إليها. فينبغي ألا تُلمس القبور لأن كل احتكاك بهاٍ يجعل الإنسان "نجساً: بحسب الشريعة.
المعتقدات المسيحية:
يربط الكتاب المقدس كله بين الموت والخطية. فالموت جزءٌ من الدينونة التي وقعت على آدم بعد عصيانه. ويعتبر بولس الموت عاقبةً حتمية لوجود الخطية في العالم. ذلك لأن الله "قدوس" ولا يتساهل مع الشر. وإذا متنا وخطايانا غير مغفورة لا يكون موتنا جسدياً فقط بل روحياً أيضاً، إذ يعني الانفصال عن الله. وكثيراً ما يتحدث العهد الجديد عن غير المؤمنين باعتبارهم أحياءً جسدياً، ولكنهم روحياً "أموات بالذنوب والخطايا".
ولما مات المسيح على الصليب، أخذ على نفسه جميع عواقب الخطية. وقيامته أثبتت أنه قهر الموت. إذاً، وإن كان مصير البشر هو الموت، فبالإيمان بالمسيح تصير لنا حياة أبدية. والمسيحي الحقيقي مرفوع الآن من دائرة الموت الروحي إلى حياة جديدة، وهو يتطلع إلى نهاية الدهر الحاضر حين سيُهزم أيضاً الموت الجسدي باعتباره "آخر عدو يُبطل".
راجع أيضاً السماء، جهنم ، الدينونة، الحياة، القيامة، مجيء المسيح ثانيةً.
مزمور 144: 4؛ تثنية 30: 15، 19؛ مزمور 55: 4؛ تكوين 3: 19؛ رومية 6: 23؛ متى 7: 23؛ أفسس 2: 1؛ عبرانيين 2: 14 و 15؛ 1 كورنثوس 15: 21، 26؛ 2 كورنثوس 5: 1- 10.
مورشة/ مورشة جتّ
موطن النبي ميخا، يُرجح أنها كانت قرب مريشة في الريف المنخفض إلى الجنوب الغربي من أورشليم.
إرميا 26: 18؛ ميخا 1: 1، 14
موسى
النبيُّ والقائد العظيم الذي حرر العبرانيين من العبودية في مصر واقتادهم عبر الصحراء حتى حدود كنعان. وُلِد في مصر، وربته ابنة الملك، وتعلم علوم المصريين. لما كبر، ساءته جداً معاملة المصريين لشعبه حتى قتل أحد المسخرين المصريين. وسمع الفرعون بذلك، فاضطُر موسى إلى الهرب من مصر. وعاش في الصحراء راعياً، ثم تزوج بابنة يثرون، الرجل الذي آواه. بعد أربعين سنةً ظهر له الله، إذ رأى عُليقة مشتعلة لكنها لا تحترق، وتلم الرب إليه. أمره الله بأن يرجع إلى مصر ويطلب من فرعون أن يُطلق العبرانيين. لكن فرعون رفض، فكابد المصريون عشر بلايا. أخيراً أذعن فرعون وأطلق الشعب. لكنه ما لبث أن غير رأيه، فطارد بجيشه العبرانيين حتى ساحل البحر الأحمر. ثم اجتاز بنو إسرائيل البحر إلى الصحراء، أما فرعون وجيشه فغرقوا.
وصل الشعب بعد ثلاثة أشهر إلى جبل سيناء. وهنا صار موسى القائد هو موسى المشترع. فقد أعطاه الله الوصايا العشر وتعليماتٍ تتعلق ببناء خيمة الاجتماع (العبادة). ثم قاد موسى الشعب إلى الواحة الواقعة في قادش. ومن هناك أرسل كشافةً لاستطلاع أحوال كنعان، فعاد عشرةٌ منهم بأخبار مروعة. ثارت ثائرة الشعب على موسى، ناسين قدرة الله. ولأنهم رفضوا الله، حكم عليهم بأن يتوهوا في الصحراء إلى أن يموت جميع المتمردين. ثم أعطى موسى الجيل الجديد شريعة الله، قبل أن يعهد بالقيادة إلى يشوع بن نون. وبعدما بارك موسى الشعب، صعد إلى جبل نبو ليتمكن من رؤية كنعان، وقد حُرم هو أيضاً دخول هذه الأرض من جراء معصية أتاها في ما مضى. وكان عمر موسى 120 سنة عند وفاته في أرض موآب. وعند التجلي، لما رآى التلاميذ مجد الرب يسوع، رأوا معه أيضاً موسى وإيليا، النبيين العظيمين في العهد القديم، وقد تحدثا معه عن موته العتيد.
خروج 2- تثنية 34؛ لوقا 9: 28 وما بعدها
الموسيقى
طالما كان الغناء والرقص، منذ أقدم العصور، جزءًا من الحياة في جميع الحضارات. وكان عند العبرانيين ثلاثة أنواعٍ من الآلات الموسيقية: ذوات الأوتار، ذوات النفخ، ذوات النقر. وكان عزف هذه الأنواع معاً يولد انسجاماً لا تآلفاً لحنياً دقيقاً. ويبدو أن النمط الإيقاعي، بدلاً من النغم، طغى على الموسيقى، وإن كان لبعض المزامير أنغامٌ مقررة. ولما كان وصف الآلات يشوبه بعض الغموض، فإننا لا نستطيع دائماً أن نحدد الآلة المقصودة. غير أننا نعرف بغض الآلات يقيناً.
من ذوات الأوتار: "الكِنُّور"، هي القيثارة أو العود في الترجمة العربية للكتاب المقدس. آلة صغيرة ذات ثمانية أوتار أو عشرة مشدودة على هيكل خشبي ، ويسهل حملها ونقلها. لا ندري هل كانت تُضرب بالأصابع أو بالريشة. ولعلها هي الآلة الظاهرة في رسوم المدافن القديمة في بني حسن بمصر.
"النَّبِل"، الرباب أو السنطير، آلة وترية أخرى،جسمها من الخشب غالباً، تُضرب نقراً بالأصابع. ومعنى "نَبِل" قريةٌ من جلد أو جرة، مما يذكرنا بتجويف مصوِت كالذي نعرفه في العود. وكان داود بارعاً في ضرب "الكِنُّور" و"النَّبِل" كلتيهما.
من ذوات النفخ:
"الهليل" (المزمار) ألة شاع استعمالها بين العامة وكانت تُصنع من القصب أو الخشب أو العظم. واسم الآلة "هليل" مأخوذ من طريقة صنعها، فمعناها الحرفي "مثقوب" أو "مجوف".كان العازف يستعمل قصبة رئيسية في هذه الآلة، ويحمل في جرابٍ قصباتٍ إضافية.
"القَرِن" (القَرْن) كان يُصنع من قرن حيوان ويستعمل كبوق. فإذا كانت الآلة من قرن كبش سُميت "شوفر". كان يُنفخ فيها في الأعياد الدينية والمناسبات العامة.
"الهَزوزْرا"، بوقٌ معدني كان يصنع من فضة في أزمنة الكتاب المقدس. وكان النفخ المستمر في بوقي فضة هو إشارة الاجتماع في خيمة العبادة. أما إذا نُفخ في بوقٍ واحد، فمعنى ذلك دعوة الرؤساء إلى الاجتماع.
من ذوات النقر:
"المِنْعَنيم" آلة نقرٍ، يُرجح أنها كانت تصنع من أقراصٍ معدنية تصلصل حول قضبات من المعدن وقد علقت ضمن إطارٍ من خشب.
"المِزِلْتيم"، صنوجٌ نحاسية. وكان اللاويون في الهيكل يستعملونها للإشارة إلى البدء والختام والوقف عند إنشاد بعض الفصول.
"التُّف" (الدفّ) آلة نقرٍ لها طارة فيها صنوج صِغار. كانت تُستعمل في مواكبة الغناء والرقص. وفي زمن الخروج نقرأ عن مريم أخت هارون أنها أخت الدف بيدها، وتبعتها جميع النساء بدفوفٍ ورقص. (خروج 15: 20).
ومِما يؤسف له أننا لا نعرف كيف كانت هذه الآلات تُعزف، لأنه كان محظوراً على العبرانيين تصوير البشر. ولكننا نحصل على فكرة لا بأس بها من رسومٍ تظهر فيها آلاتٌ ممائلة عند المصريين والأشوريين والبابليين. وكانت الآلات تُصنع من مواد متنوعة- خشب الأرز أو خشب الصندل، الجلد، الأمعاء، العاج، الصدف، الذهب والفضة.
وكان للموسيقى مكانتها المهمة في العبادة بالهيكل. وفي أخبار الأيام الأول 15: 16- 24 وصفٌ لكيفية تنظيم داود لأوركسترا الهيكل والمرنمين فيه "مسمِّعين برفع الصوت بفرح". وغالباً ما كان الإنشاد في الهيكل يتم بالتبادل، فترنم مجموعة بيتاً وترد أخرى فترنم آخر. كذلك كان الرقص في أغلب الأحيان جزءًا من التعبير عن الابتهاج في العبادة. فلما جيء بالتابوت (صندوق العهد) إلى أورشليم، جعل العبرانيون يرقصون "أمام الله بكلِّ عزّ" (1 أخبار الأيام 13: 8).
ميتليني
أهم مدينة ومرفإ على جزيرة ليسبوس اليونانية، مقابل الساحل الغربي لآسيا الصغرى (تركيا). بات فيها بولس ليلةً في أثناء سفرته الأخيرة إلى أورشليم.
أعمال 20: 14
ميخا
عاش النبي ميخا في القرن الثامن ق م، وكان معاصراً لعاموس وهوشع تقريباً. وقد بلغ كلتا المملكتين رسالةً من الله. ومثل عاموس، ندد ميخا بالحكام والكهنة والأنبياء. هاجمهم لأنهم استغلوا الفقراء والمقطوعين، وكانوا جشعين ومتظاهرين بالتقوى. وقد أعلن ميخا أن دينونة الله ستقع على السامرة وأورشليم معاً.
لكنه أتى أيضاً برسالة رجاء. فقد وعد بأن الله سوف يجعل السلام. يعم العالم، إذ يأتي ملك عظيم من سلالة داود ويُحل السلام. وفي أية واحدة يلخص ميخا لب الرسالة التي بلغها أنبياء كثيرون: "ماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك". (6: 8).
سفر ميخا.
ميخائيل
رئيس ملائكة يوصف في سفر دانيال بأنه حارس شعب النبي.
دانيال 10: 21؛ 12: 1؛ يهوذا 9؛ رؤيا 12: 7.
ميرا
مرفأ في ليكية/ في الجنوب الغربي من تركيا الجنوبية، فيه انتقل بولس وصحبه من سفينة إلى أخرى في سفرهم إلى روما. وكانت ميرا مرفأ تقصده بانتظام السفن المحملة قمحاً من مصر إلى روما.
أعمال 27: 5.
ميرب
ابنة الملك شاول. وعد شاول داود بأن يزوجه بها ولكنه أعطاها لرجل آخر عوضاً عنه.
1 صموئيل 14: 49؛ 18: 17 وما بعدها.
ميسيّا
بلد في الشمال الغربي من آسيا الصغرى (تركيا)، تابع لولاية أسيا الرومانية. جاء بولس إلى هذه الناحية خلال سفرته التبشيرية الثانية، ولكن الله منعه من عبور الحدود من آسيا إلى بيثينية. فاجتاز ميسيا متجهاً نحو الغرب وقصد إلى ترواس قبل أن يتحقق كيف ينبغي أنه أن يتوجه.
أعمال 16: 7 و8.
ميشخ
راجع شدرخ.
ميكال
ابنة شاول الصغرى، زوجة داود ساعدت داود على الإفلات من يد شاول فأنقذت حياته، ولكن شاول زوجها من رجل آخر.
1 صموئيل 14: 49؛ 18: 20 وما بعدها؛ 25: 44؛ 2 صموئيل 3: 13- 16؛ 6: 16 وما بعدها.
ميليتس
مرفأ على الساحل الغربي من تركيا اليوم. أقام بولس في ميليتس في طريقه إلى أورشليم عند نهاية سفرته التبشيرية الثالثة. وتوفيراً للوقت، وافاه شيوخ الكنيسة في أفسس إلى هناك، حيث بلغهم رسالته الوداعية. وفي مناسبة أخرى، يكتب بولس إلى تيموثاوس قائلاً أنه ترك معاونه تروفيمس مريضاً في ميليتس.
أعمال 20: 15- 38؛ 2 تيموثاوس 4: 20.
- عدد الزيارات: 5096