[ق]
قادش
مدينة كنعانية في الجليل فتحها يشوع وأعطاها لسبط نفتالي. كانت موطن باراق. كانت قادش واحدة من المدن الأولى التي سقطت بأيدي الأشوريين لما غزا تغلث فلاسر الثالث فلسطين من الشمال (734- 732 ق م).
يشوع 12: 22؛ 19: 37؛ قضاة 4؛ 2 ملوك 15: 29
قادش برنيع
واحةٌ ومحلَّة في الصحراء جنوبي بئر سبع. ورد ذكرها في معرض الكلام عن حملة كدرلعومر وحلفائه في زمن إبراهيم. قُربَها رأت هاجر الملاك. وبعد الخروج من مصر، أمضى بنو إسرائيل معظم سني تيهانهم في الصحراء في المنطقة المحيطة بقادش. وهنالك ماتت مريم، وأخرج موسى ماءً من الصخرة. ومنها أرسل كشافة لاستطلاع حال كنعان. وهي تُذكَر في ما بعد كنقطة على حدود بني إسرائيل الجنوبية.
تكوين 14: 7؛ 16: 14؛ عدد 20؛ 13؛ 33: 34؛ تثنية 1: 19- 25؛ 46؛ يشوع 10: 41؛ 15: 23
قانا
قرية في الجليل، فيها حوّل المسيح الماء إلى خمر في أثناء عُرس. وفي زيارة أخرى إلى قانا شفى المسيح ابن خادمٍ للملك من كفرناحوم. وقد كان نثنائيل، أحد تلاميذ المسيح الاثني عشر، من قانا.
يوحنا 2: 1- 12؛ 4: 46- 53
قايين
ابن آدم وحوّاء الأول. كان فلاحاً. وكان هابيل أخوه راعياً. وقد ثار غضب قايين لأن الله سر بتقديم هابيل حملاً ولم يسر بتقديمه هو قرباناً من أثمار الأرض. وفي فورة غضبٍ وحسد قتل قايين هابيل، وعقاباً لذلك قضى ما بقي من حياته هائماً على وجهه.
تكوين 4؛ 1 يوحنا 3: 12
قبرص/ قبرص
كان للقبارصة روابط وثيقة بأهل سوريا وفلسطين من طريق التجارة ("الأُرجوان من جزائر أليشة"، حزقيال 27: 7). ومن قديم الزمان كانت الجزيرة تُعرف باسم أليشة أو آلاشيا، وكانت مصدراً رئيسياً للنحاس. كان فيها مدن زاهرة ومستوطنات للمسينيين من اليونان دمرها شعوب البحر نحو 1200 ق م (راجع الفلسطيون). ومن مدنها التي انتعشت في ما بعد كيتيون (لارنكا الحديثة) ("كتّيم في العهد القديم) وقد أُطلق اسمُها أحياناً على الجزيرة بكاملها، بل على السواحل المقابلة أيضاً. وبوصفها مكاناً بعيداً، استُعمِل اسمُها هذا للإشارة إلى روما في دانيال 11: 30.
وقعت قبرص تحت الحكم الروماني في 58 ق م، وعُين عليها والٍ روماني منذ 27 ق م. وكانت بالطبع مكاناً مناسباً تتوقف فيه السفن المبحرة من ساحل المتوسط الشرقي إلى تركيا أو روما.
وفي العهد الجديد تبرز قبرص باعتبارها موطن برنابا. وكانت هي أول بلد زارها بولس وبرنابا عندما انطلقا حاملَين البشارة المسيحية إلى العالم غير اليهودي. وفيها قابلا الحاكم سرجيوس بولس وصديقه الساحر. وقد عاد برنابا إلى قبرص مع مرقس في ما بعد.
أعمال 4: 36؛ 13: 4- 12؛ 15: 39؛ 27: 4
القداسة
الفكرة الأساسية في القداسة هي "الفرز (أو التخصيص) لله". ففي العهد القديم كانت الأماكن والأشياء والأشخاص والمواسم تُدعى مقدسة عندما كانت تُخصص لله. لذلك كان اليوم السابع، أي السبت، مقدساً أيضاً.
ثم إن طبيعة الله نفسه تبين لنا ما هي القداسة. فهو فريدٌ وممتاز. إنه المنزه كلياً عن كل شر والمتعالي جداً عن الخليقة. ولا شيء يُمكن أن يُقارن به تعالى. فطبيعته بالذات تختلف عن طبيعتنا: إنه "قدّوس". لهذا ينبغي أن نهابه. وعندما يدرك أحدُنا كم الله قدّوس، كما حصل لأشعياء، فإنه يُدرك تماماً حالة خطيّته الشخصية التي تفصله عن الله.
كذلك يُتوقع من شعب الله دائماً أن يعكسوا القداسة التي يرونها في الله. والله يريد لشعبه أن يشتركوا في قداسته. وعليه، يُطلق العهد الجديد على المسيحيين المؤمنين عموماً اسم "القدّيسين". فلا يعني هذا الاسم إذاً مسيحيين أتقياء على نحوٍ مميز، بل يعني المفروزين لله والمكرَّسين لخدمته. ثم إن القديسين مطلوبٌ منهم أن ينموا في القداسة والتمثُّل بالله- وهذه العملية المستمرة تُدعى أحياناً "التقديس".
تكوين 2: 3؛ خروج 20: 8؛ 30: 22- 33؛ لاويين 19: 1؛ أشعياء 6: 1- 5؛ 40: 18- 28؛ 10: 20؛ مزمور 33: 21؛ أشعياء 8: 13؛ 6؛ عبرانيين 12: 10؛ أفسس 5: 25- 27
قدرون
وادٍ يفصل أورشليم والهيكل عن جبل الزيتون، من الجهة الشرقية. يظلُّ الوادي جافاً مُعظم السنة. أما نبع جيحون الذي جرَّ الملك حزقيا مياهه إلى داخل المدينة عبر قناة سلوام، فإلى الجانب الشرقي من وادي قدرون.
عبر داود وادي قدرون عند تركه أورشليم في أثناء تمرُّد أبشالوم. والملوك الذين أصلحوا عبادة الأُمة، آسا وحزقيا ويوشيا، حطموا الأصنام في وادي قدرون. وقد عبره يسوع وتلاميذه عدة مرات في طريقهم إلى بستان جثسيماني.
2 صموئيل 15: 23؛ 1 ملوك 15: 13؛ 2 أخبار الأيام 29: 16؛ 2 ملوك 23: 4؛ يوحنا 18: 1
قدِّيس
راجع القداسة.
القرى
كانت "القرية" في العهد القديم مجرد مستوطنة زراعية غير مسوَّرة. وقد نشأت القرى قرب الجداول أو الينابيع التي توفر الماء على مدار السنة. فحالما دُجِنت بعض الحيوانات وبدأ الناس يزرعون ويحصدون ما يقتاتون به، أخذوا يميلون إلى الاستقرار في موضعٍ واحد بدلاً من الترحال. ومنذ آلاف السنين قبل المسيح كان الناس في أريحا يفلحون ويستعملون المعاول والفؤوس والمجارف. في ذلك الزمان لم تكن بعدُ مدنٌ بل قُرى وحسب.
ومن الممكن أن تكون المدن (المستوطنات الكبيرة) قد واكبت اختراع شفرة المحراث البرونزية (خلال الألف الرابع ق م) لما زاد إنتاج الغلال. وقد دعت الحاجة إلى قيام المدن (القرى المحصنة) من جرّاء الصراع بين المستوطِنين والبدو الذين نازعوهم على موارد الماء. وهكذا أُنشئت المدن كمراكز حضارية كبرى وحصينة (راجع المدن). وكان الناس في زمان السِّلم يعيشون في القرى، ولكنْ حين يتهددهم خطر الغزو يلجأون إلى حِمى المدينة. خلال أشهر الصيف كان الأهالي أيضاً يغادرون المدن إلى القرى ليشتغلوا في الحقول.
مِلكيَّة الأرض:
عاش إبراهيم وأُسرته حياةً بدوية جزئياً وحضرية جزئياً. فقد تنقلوا مع مواشيهم، إلا أنهم اشتغلوا بالفلاحة والزراعة. وفي بلاد ما بين النهرين التي هي مسقط رأس إبراهيم، وُجِد نظامٌ "إقطاعيٌ" لتحصيص الأرض. إذ كان الملك يمنح المواطنين "إقطاعاتٍ" من الأرض لقاء تعهُدٍ بالخدمة الشخصية، وكانت الأراضي تؤول إلى الأبناء من الآباء. وعندما دخل العبرانيون أرض كنعان، استمرت هذه الفكرة ولكن في شكلٍ جديد. فإن الله هو مَلِكُهم، وهو معطيهم الأرض. وقد نالت كل أُسرة حصتها من الأرض بالقرعة (يشوع 15)، مثلما كانت الإقطاعات توزع بالقرعة في بلاد ما بين النهرين.
ولما كانت الأرض لله، فقد أوصى الشعب بأن يستعملوها أحسن استعمال ويتشاركوا في خيراتها. وقد أُعطيت كل أسرة حصةً من الأرض، والظاهر أنها صارت تضمُ مدفن الأسرة فضلاً عن كونها حقلاً للزرع. وأرضُ كلِّ إنسانٍ هي ميراثٌ له من عند الرب (أشعياء 34: 17)، فينبغي ألا تُشترى وتُباع كيفما اتفق. (لهذا لم يشأ نابوت أن يبيع كرمه للملك أخآب- 1 ملوك 21: 1- 16). وإذا تعسرت أحوال أسرةٍ ما، يكون من واجب أدنى قريبٍ لها أن يشتري أرضها فتبقى مِلْك العشيرة. وعلى حدِّ علمنا أن أملاك العائلة كانت تؤول إلى الابن البكر، ولذلك كان مهماً جداً أن يرزق الأب ابناً يحمل اسم الأُسرة وتؤول إليه أملاكها. وكل خمسين سنة كانت الأخيرةُ فيها سنة يوبيلٍ يجب فيها أن تُرد إلى الأسرة أية قطعة أرضٍ رُهِنت للوفاء بدين. وكان من شأن هذا أن يُبقي الجميع على مستوىً واحد ويستبعد التمييز الكلي بين مالكي الأرض الأغنياء والفلاحين الفقراء، كما أنه شدد على أهمية المحافظة على أملاك الأسرة.
فالأراضي المحيطة بالقرى مباشرةً كانت بالتالي أملاكاً خاصة. أما تلك البعيدة عن محيط القرية فكانت تُعتبر مشاعاً. وكانت تُقسم إلى حصصٍ تُوزع بالقُرعة على الأسرة كل سنة. وقد بدأت المساواة القديمة تنهار في ظل حكم الملوك ولا سيما داود وسليمان. فنشأت طبقة جديدة ثرية من الرؤساء وموظفي الدولة الكبار. هؤلاء جاروا على الفقراء واشتروا الأراضي. فحلت المزارع الكبيرة محل حقول الأسرة الصغيرة. والذين فقدوا أراضيهم اضطُرُّوا إلى العمل كفلاحين. فإذا الفقراء مُدِقعو الفقر ويعانون صعوبات جمة. وقد رفع الأنبياء الصوت مندِّدين بهذا الواقع (أشعياء 5: 8؛ ميخا 2: 2).
وأدى التغيير في ملكية الأراضي إلى تغيير في المساكن. ففي القرن العاشر ق م، كانت البيوت في المدينة أو القرية كلُّها متساوية الحجم، ولكن في أوائل القرن الثامن أصبحت بعض البيوت أكبر وأفضل وتجمعت في ناحية خاصة من البلدة.
العمل اليومي:
في أوائل أزمنة العهد القديم كان كلُّ واحدٍ في القرية، على وجه التقريب، فلاحاً يزرع ما هو ضروريٌّ للقوت (راجع الزراعة). وكان الناس يقتنون الغنم والمعزى والماشية التي توفِّر طعاماً للأسرة- وسماداً للحقول.
وقد حددت الفصول نمط العمل في السنة. ففصل المطر (من تشرين الأول/ أُكتوبر إلى نيسان/ أبريل) كان للحراثة والبذار باليد من سلة مفتوحة، وتعشيب الحقول وتمهيدها. ثم يبدأ موسم الحصاد، الكتان أولاً ثم الشعير (نيسان وأيار/ أبريل ومايو) ثم الحنطة. وكان العمل في الكروم بيدأ في الربيع بتشذيب الكرمة. وعندما ترسل الكرمة أغصانها، يجب أن تُرفع على مساميك. وما بين تموز وتشرين الأول (يوليو واكتوبر) يصير العنب جاهزاً للقطاف. وكان معظم الناس يملكون أيضاً تيناً وزيتوناً. وينضج التين فيُقطف بصورة رئيسية بين آب وأيلول (أوغسطس وسبتمبر). أما قطاف الزيتون فهو الأخير، أي في تشرين الأول وتشرين الثاني (أكتوبر ونوفمبر) بعد الانتهاء من موسم العنب.
وكانت النساء يخبزن كل يوم. وقبل ذلك طحنُ الحنطة المُضني. ثم يُمزج الطحين الخشن بالملح والماء ويُعجن. وعادةً، كانت المرأة تدسُّ في العجين قبل الخَبْز.
وكان استقاء الماء من نبعٍ أو بئر على مقربة من القرية عملاً يومياً آخر لا بد منه. فإن بيوتاً قليلة فقط كان لها بئرٌ خاصة أو صهريج تخزن فيه الماء تحت الأرض. وكانت النساء يحملنَ جرار الماء الثقيلة على رؤوسهن أو أكتافهن. ودائماً، كان العمل اليومي كثيراً من الفجر إلى الغسق. فربما كان واجباً ترويب الحليب أو تجبينه، أو غزل الصوف أو حوكه. ولم يكن العمل في الحقول من نصيب الرجل وحده. فجميع أفراد الأسرة لهم دورٌ في الحصاد والقطاف وعصر العنب والزيتون. وكان نهار العمل ينتهي عند الغروب، وعندئذٍ تجتمع الأسرة كلُّها لتناول وجبة الطعام الرئيسية.
التقدُّم والمشكلات:
قلما تغيرت حياة القرية على مر العصور. تحسنت المحاريث وبعض الأدوات الأخرى. ولكن حتى في عصر العهد الجديد ظلت الأدوات الزراعية بدائية، فلم يكن مستطاعاً شقُّ أكثر من تلمٍ واحدٍ بسكة المحراث كل مرة. ومع مرور الزمن حصل مزيدٌ من التخصص في المزارع الكُبرى. فوُجِد عمال مختصون بتشذيب الكرمة أو سوق الفدادين أو الفلاحة. أما الفعلة "غير المَهَرة" فكانوا يعشِّبون الحقول ويوزِّعون السماد ويقومون بكثيرٍ من المُهِمات الأخرى.
وقد ظلت المشكلات الرئيسية هي إياها. وكان الماء هو الهم الأول في بلدٍ جافٍّ لا تمطر فيه ثلاثة أشهر أو أربعةً خلال الصيف. فبئر البلدة تمدّ الأهالي وحيواناتهم بماء الشرب والحقول بماء الري. وكانت النواعير ذات الأوعية الخلدية المتصلة تُستعمل أحياناً لرفع الماء إلى سطح الأرض وإجرائها في سواقٍ للري عبر الحقول.
وشكل الجراد مشكلة أخرى. فكان ممكناً أن تأتي جحافله دون سابق إنذار فتأكل كل ورقة خضراء. وكان ممكناً أن تهاجم الحيوانات المفترسة المواشي وتقتلها، إذ كثرت الذئاب وبنات آوى والضباع والأُسود.
تُضاف مشكلة إنسانية أُخرى أقضت مضاجع أهل القُرى. فكم مرةٍ هاجمتِ الجيوش الغازية أو عبرتِ القُرى فساقت الأسرى وطوعت الشبان. وإذا كان زحف الغزاة في أواخر الشتاء، أُتلِفت المزروعات الطرية. أما إذا كان كان ذلك في موسم الحصاد، فكانت الغلال تُنهَب أو تُستعمل لإطعام العسكر. وفي كلتا الحالتين كانت القرى تتعرض للمجاعة.
القرابين والذبائح
إن تقديم القرابين من الذبائح الحيوانية يرجع إلى أقدم أزمنة البشر. ففي تكوين 4 ذكر ٌ لتقديم هابيل قرباناً من خيرة غنمه. ونوحٌ بعد نجاته من الطوفان قدم محرقاتٍ من الحيوانات والطيور الطاهرة. والعهد بين الله وإبراهيم خُتِم بذبيحة.
جاء في سفر اللاويين وصفٌ تفصيليّ للقرابين والذبائح. ومن الحقائق الأساسية التي نتعلمها من هذا السفر عن معاني هذه الذبائح والقرابين:
1- تُقدم الذبيحة دائماً إلى الله نفسه. لذلك يُختار الأفضل. وفي القربان أيضاً يُخصص لله بعضُ ما هو للإنسان.
2- الذبيحة هي سبيل التقدم إلى الله كما رسمه هو. فهو حدد قوانين التقدمات. وليس ذلك مجرد محاولة من الإنسان للظفر برضوان الله. إنها الطريقة التي أعدها الله لمصالحة الناس. ومع ذلك كان ينبغي أن يتقدم الإنسان برغبة صادقة لإتمام ما رسمه الله.
3- الذبائح هي للجميع. في أغلب الأديان، تكون مثل هذه الطقوس من أسرار الكهنة. وادعاؤهم معرفة كيفية التقدم إلى الله، وحدهم دون سواهم، معوانٌ لهم على الاحتفاظ بمقامهم المميز على رأس جماعتهم. ولكن قوانين القرابين والذبائح عند العبرانيين مدونة في سفر اللاويين، وهو جزءٌ من التوراة التي تخصُّ الجميع. والواقع أن معظم القرابين عند بني إسرائيل كان يتقدم بها العابدُ لا الكاهن.
4- لمفعول الذبيحة حدود. ففي أغلب الحالات، لا تعوِّض الذبائح إلا عن الخطايا " العرضية" أو خطايا "السهو". أما الخطايا المتعمدة، فتقديم الذبائح عنها ما هو إلا تعبيرٌ عن التوبة. فإذا رغب الخاطئ في الحصول على الصفح، عليه أن يلتمس المغفرة من الله. ويوضح العهد الجديد أن دم الثيران والتيوس لا يمكن أن يرفع الخطايا.
5- القربان هو تعويض. حتى إن موت الحيوان المقرب اعتُبر أحياناً أنه قد أخذ مكان مقدِّم الذبيحة. فالخطية التي تستحقُّ الموت لا يمكن التكفير عنها بذبيحة. ولكن الشخص الذي تاب عن الخطية وغفر له الله، غالباً ما كان يأتي بذبيحةٍ علامةً على أسفه وندمه. وموت المسيح، بحسب العهد الجديد، مفهوم أن الذبيحة الحقيقية التي تنوب فعلاً عن الخاطئ التائب.
تكوين 4؛ 8: 20؛ 15؛ لاويين 1- 7؛ 16 و 17؛ 4: 2، 13، 22، 27؛ مزمور 51: 16 و 17؛ عبرانيين 10: 4؛ 9: 11 و 12؛ 10: 12
وقد كانت القرابين أو الذبائح على أنواعها:
المُحرَقة:
كان الحيوان بكامله، ما عدا الجلد الذي يُعطى للكاهن، يُحرق على المذبح أمام الله. وكان مقدِّم المحرقة يضع يده على رأس الحيوان، اعترافاً منه بأنها للتكفير عنه. ومن الواجب أن يؤتى بحيوانٍ كاملٍ لا عيب فيه (إذ لا يليق بالله إلا الأفضل). ويُرَشُّ دم الذبيحة على المذبح علامةً إضافية على أن الحيوان المذبوح مُخصصٌ لله.
لاويين 1
قُربان الدقيق:
كان هذا القربان تقدمةً من الدقيق أو الخبز المصنوع أقراصاً أو الطاجن (دقيق مطبوخ بالزيت)، يُضاف إليها زيتٌ ولُبان (بخور). وهذا قربانٌ يُعبِّر عن الرغبة الصادقة في الاقتراب إلى الله. وكان جُزء من هذه التقدمة ("تذكارها") يوقد على المذبح، كأن في ذلك التماساً من الله أن "يذكر" العابد بالخير. ومثل هذه التقدمات هي أيضاً مساهمة في إعالة الكهنة. وفي هذه التقدمة أيضاً تقريبٌ لأفضل ما يقدر العابد أن يُعطيه.
لاويين 2
ذبيحة السلامة (الشركة):
تُشبه إجراءات هذه الذبيحة تلك المختصة بالمحرقة، غير أنه هُنا كان يوقد على المذبح الشحمُ والدهن فقط (أفضل نصيب من الذبيحة في نظر العبرانيين)، وكان العابد وأُسرته يشتركون في الأكل من اللحم. ولأن الله أيضاً كان له نصيبُه من هذه التقدمة، فقد اعتُبرَت وليمة شركةٍ مع الله أيضاً.
لاويين 3
ذبيحتا الخطية والإثم:
كانت بعض الذبائح تُقدَّم بعد أن يُخطئ الإنسان إلى الله أو إلى إنسانٍ آخر. هذه الخطية "تدنِّس" (تلوِّث) قُدْسَ خيمةِ الاجتماع أو الهيكل، ولذا ينبغي تطهيره. ولذا يُرَشُّ دم الذبيحة علامةً على أن النجاسة قد رُفِعت بموت الضحية. وكان يُؤخذ جزءٌ مُحدد من الذبيحة طعاماً للكهنة. وحين يرى العابدُ الكاهن يأكل اللحم دون أن يُصيبه أذى، يتأكد له أن الله قبِل توبته.
لاويين 4؛ 5؛ 7
أما طقس الذبيحة في يوم الكفّارة (لاويين 16) فأمرٌ يختلف. فَهُنا، فضلاً عن قرابين أخرى، كان يُستخدَمُ ذكراً معزى (تيسان)، يُقدَّم أحدهما كذبيحة خطية على ما جرت عليه العدة، أما الآخر فيُطلَق إلى البرية رمزاًَ إلى أن الخطايا قد أُزيلت (راجع الكفارة).
قرفة
زيتٌ يُستقطر من جذع شجرة القرفة ويُستعمل منكهاً للطعام والخمر.
نشيد الأنشاد 4: 14؛ خروج 30: 23
قرية أربع
اسم قديم لحبرون.
يشوع 14: 15
قرية يعاريم
مدينة جبلية تبعد عن أورشليم بضعة كيلومترات نحو الشرق. كانت واحدة من مدن الجبعونيين الذين غشُّوا يسوع وحصلوا على معاهدة سلام. حُفظ صندوق العهد (التابوت) في قرية يعاريم عشرين سنة قبل إصعاد الملك داود له إلى أورشليم.
يشوع 9؛ 1 صموئيل 6: 20- 7: 2؛ إرميا 26: 20؛ نحميا 7: 29
القضاة
يضمُّ سفر القضاة مجموعة أخبار متعلقة بأول قرنين بلا قانون عاشهما بنو إسرائيل منذ فتح كنعان إلى ما قُبيل تتويج الملك شاول، من 1200 إلى 1050 ق م تقريباُ.
كان "القضاة" أبطالاً محليين من أسباط بني إسرائيل، قادةً عسكريين في الغالب، ومآثرهم مدونة في هذا السفر. وبينهم شخصيات كدبورة وجدعون وشمشون. وخلال هذه الفترة لم يبقَ بنو إسرائيل متماسكين إلا بسبب إيمانهم المشترك بالله. فإذا تحولوا إلى الآلهة المحليين انقسموا وضعفوا ووقعوا فريسة بأيدي الكنعانيين. ولكن رغم ارتداد الشعب عن الله، كان هو مستعداً لأن يتدخل وينقذهم إذا تابوا إليه.
قهات
أحد أبناء لاوي، وجدُّ موسى. كان المتحدرون منه يُعرفون بالقهاتيين، وقد شكلوا إحدى مجموعات اللاويين الثلاث.
خروج 6: 16 وما بعدها؛ عدد 3: 17 وما بعدها
قوانين الإيمان والترنيمات المسيحية
كانت الكنيسة كما يصورها العهد الجديد جماعة آمنت بعقيدةٍ تشمل حقائق أساسية معينة- "تعليم الرسل" أو "التعليم الصحيح" أو "كلمة الحق". وقد تم التعبير عن هذه المعتقدات لا في كتاب العهد الجديد فقط بل في العبادة أيضاً، وغالباً ما كان يُعبر عنها بترنيماتٍ تُرتَّل ترتيلاً.
وقد كانت بعض خلاصات العقيدة عند المسيحيين الأوّلين بسيطة جداً ومختصرة. والخلاصة الأساسية هي "يسوع ربّ". وربما كان كل مهتدٍ جديد إلى المسيحية يتلو هاتين الكلمتين. وبعض خلاصات العقيدة تشتمل على تصريحين يتعلقان بالإيمان، أو ثلاثة تصريحات، كالقول: "يوجد إلهٌ ووسيطٌ واحد بين الله والناس- الإنسان يسوع المسيح" أو "ربٌّ واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة".
وأحياناً يقتبس كتبةالعهد الجديد صراحةً خلاصاتِ عقيدة شاعت بين المسيحيين في القرن الأول م. فلما جاء في 1 تيمنوثاوس 3: 16 هو قانونُ إيمان في شكل ترنيمة (وقد نسج المسيحيون في عبادتهم على منوالها في ما بعد):
"عظيمٌ هو سرّ التقوى:
الله ظهر في الجسد،
تبرر في الروح،
تراءى لملائكة،
كُرز به بين الأمم،
أومِن به في العالم،
رُفع في المجد".
وقد استخدم بولس في فيلبي 2: 6- 11 اعترافاً أكثر تفصيلاً يتعلق بشخص المسيح وعمله. هذه الترنيمة تنتهي باعتراف المهتدي الحديث أنه سوف "يعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب". وربما كانت هذه الترنيمة تُنشد عند المعمودية.
أعمال 2: 42؛ 1 تيموثاوس 4: 6؛ 2 تيموثاوس 1: 13؛ 1 كورنثوس 12: 3؛ 1 تيموثاوس 2: 5؛ أفسس 4: 5
قورح
1- لاويٌّ تزعم تمرداً على موسى وهارون. لم يرَ أي حقٍّ لهما في أن يكونا قائدين، وغضب لأن الشعب لم يصلوا كنعان سريعاً. وقد مات قورح وقومه لأنهم رفضوا القائد الذي اختاره الله وثاروا عليه.
عدد 16
2- واحدٌ من بني لاوي، أصبح بنوه مغنين في الهيكل.
1 أخبار الأيام 6: 37؛ مزامير 44- 49
قياس المسافة
القامة (بحسب العهد الجديد) تساوي 6 أقدام، أي 85,1 م.
الغلوة (بحسب العهد الجديد) تساوي 185 مً. (القياس الحديث، غلوة= 200 م).
وكانت مسيرة السبت، أي المسافة القصوى التي تسمح بها الشريعة اليهودية يوم السبت، محددة بألفي ذراع، أي 914 مً.
الميل (بحسب العهد الجديد) يساوي 1000 خطوة، أي 1478 مً. (القياس الحديث، ميل= 1609 م.
راجع أيضاً الأوزان المكاييل.
قيافا
رئيس الكهنة في أورشليم بين 18 و 36 م. عند محاكمة الربّ يسوع اشترك قيافا وحموه حنّان في اتّهام الربّ بالتجديف وأرسلاه إلى بيلاطس ليحكم عليه. وقيافا هو رئيس الكهنة المذكور في الأعمال والذي اضطهد المسيحيين الأوّلين.
متى 26: 3، 57 وما بعدها؛ لوقا 3: 2؛ يوحنا 18: 13 وما بعدها؛ أعمال 5: 17 وما بعدها
القيامة
إن حقيقة قيامة المسيح من بين الموات هي مفتاح الإيمان المسيحيّ: "إن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم- أنتم بعد في خطاياكم، هكذا قال بولس. على أنه لم يكن في ذهن الرّسُل أدنى شك في حقيقة كون المسيح قد قام كما سبق فقال. فقد رأوه في غير مناسبة، وكان في ذلك البرهانُ الكافي عندهم. ويُورِد بولس لائحة بالذين رأوا يسوع حياً بعد قيامته. وبين عشية وضُحاها تحول التلاميذ من كونهم حفنةً من الرجال الخائفين الواجفين إلى جماعةِ رجالٍ شُجعان يبشرون ويُجرون العجائب بقوة ربِّهم المُقام. فالقبر وُجد فارغاً، ولم يكن في وسع السلطات اليهودية أن تأتي بجثةٍ لإبطال دعوى التلاميذ بقيامة المسيح حياً.
يُعلِّم بولس أن أتباع المسيح يشتركون في قيامته. فعندما يصير المرء مسيحياً حقاً، يختبر عندئذٍ حياة المسيح المقام عاملةً في حياته هو. وفي المستقبل، يستطيع المسيحيُّ المؤمن أن يتطلع بثقة إلى قيامته شخصياً في آخر الدهر. فإن المؤمنين بالمسيح، ولو واجهوا الموت الجسدي كغيرهم من الناس، متيقِّنون بأنه سيكون لهم في المستقبل وجودٌ شخصيٌ مع المسيح في حالةٍ روحية جديدة ومجيدة. ولا تتوقع المسيحية خلود النفس فقط (حسب الفكرة اليونانية)، بل قيامة الإنسان بكامله في جسدٍ جديد وعجيب كلياً.
راجع أيضاً السماء.
متى 28؛ مرقس 16؛ لوقا 24؛ يوحنا 20؛ 1 كورنثوس 15؛ أعمال 1: 3؛ 4: 10؛ رومية 1: 4؛ 6: 4- 13
القيروان
مدينة يونانية على الساحل الشمالي من أفريقيا، في ليبيا الحديثة. كان منها شخصٌ اسمه سمعان سُخِّر بحمل صليب المسيح. وكان بعض اليهود منها ضمن الحاضرين في أورشليم يوم الخمسين. وساهم قيروانيون آخرون في أول عمل تبشيري لغير اليهود، وذلك في أنطاكية.
متى 27: 32؛ مرقس 15: 21؛ أعمال 2: 10؛ 6: 9؛ 11: 20؛ 13: 1
قيشون
نهرٌ صغير يجري عبر سهل يرزعيل (مجدّو) ويصبُّ في البحر المتوسط إلى الشمال من جبل الكرمل رأساً. وفي خبَر باراق، رفع مطرٌ غزير منسوب الماء حتى فاض النهر على ما حواليه، فغاصت مركبات سيسرا وتحقق النصر للشعب. وعند نهر قيشون قتل النبي إيليا أنبياء بعل بعد مواجهتهم على جبل الكرمل.
قضاة 4؛ 5: 21؛ 1 ملوك 18: 40
قيصر
لقب أباطرة الرومان في أزمنة العهد الجديد. كان أوغسطس على العرش لما وُلِد يسوع المسيح. وبعده جاء طيباريوس. والأرجح أن بولس وبطرس استشهدا لما كان نيرون هو القيصر. وقد استخدم المسيح هذه الكلمة أحياناً بمعنى "السلطة الحاكمة".
مرقس 12: 14- 17؛ لوقا 2: 1؛ 3: 1؛ أعمال 25
قيصرية
مرفأ على المتوسط بناه هيرودس الكبير. وقد سمَى المدينة على اسم الامبراطور الروماني أوغسطس قيصر. كما أُقيمت تماثيل للإمبراطور في هيكل ضخم مكرَّس له ولروما. وكان التجار المسافرون بين صور ومصر يمرّون عبر قيصرية، ولذا كانت مركزاً تجارياً براً وبحراً.
وقيصرية هي مسقط رأس فيلبُّس المبشِّر، كما أنها موطن كرنيليوس، قائد المئة الروماني الذي استدعى بطرس وطلب إليه أن يشرح له رسالة الله. وفي هذا المكان علم بطرس أن بشارة " السلام بيسوع المسيح" هي لغير اليهود كما هي لليهود على السواء.
وقد استعمل بولس مرفأ قيصرية عدة مرات في سفراته. ويُذكر أن الولاة الرومان كانوا يقيمون في قيصرية، لا في اورشليم، ولذا أُخذ بولس بعد إلقاء الفبض عليه إلى قيصرية ليُحاكم أمام فيلكس. وهناك قضى سنتين في السجن. ومن قيصرية أبحر إلى روما بعد استئناف دعواه إلى القيصر.
أعمال 8: 40؛ 21: 8؛ 10؛ 11؛ 9: 30؛ 18: 22؛ 23: 33- 26: 32
قيصريّة فيلبُّس
مدينة عند سفح جبل حرمون وعلى مقربة من المنبع الرئيس لنهر الأردن. فيها بنى هيرودس الكبير هيكلاً من رخام لأوغسطس قيصر. وقد غير فيلبُّس، أحد أبنائه، اسم المدينة من بانياس إلى قيصرية. وعُرفت باسم قيصرية فيلبس تمييزاً لها عن مرفأ قيصرية.
وكان المسيح قد اصطحب تلاميذه إلى هذه الناحية عندما سألهم: "من تقولون إني أنا"؟ فجاءه جواب بطرس: "أنت المسيح ابن الله الحي".
متى 16: 13- 16
- عدد الزيارات: 3982