Skip to main content

[ط]

طابيثا/ غزالة

مسيحيةٌ من يافا ساعدت الفقراء بصنع الثياب لهم. لما ماتت، أرسل أصدقاؤها إلى بطرس، فجاء وأعاد إليها الحياة.

أعمال 9: 36- 41

الطبخ

كان الطعام يُطبخ بالغلي عادةً في وعاء فوق النار. ومن الأطعمة ما كان يُقلى بالزيت. أما الخبز فكان بالبطبع يُنضج بتعريضه للنار. وتُعتمد لذلك طرقٌ شتى، أبسطها إحداث حفرة مستديرة في الأرض توقد النار في أسفلها وتُلصق رقائق العجين على جوانبها (التنور). وأحياناً كانت بعض الحجارة المسطحة تُحمى في النار ثم تُخرج فيوضع عليها العجين لينضج. أو يوضع إناء فخاري على النار مقلوباً وتُلصق به الأرغفة لتنضج (كالصاج).

أما بيوت الأغنياء فكان فيها أفرانٌ طينية تشبه قفير نحل كبيراً، حيث توقد النار في أسفل الفرن وتُلصق رقائق العجين في أعلاه. ولم يتم اختراع الفرن المقسوم إلا في أزمنة الرومان يوم صُنعت أفرانٌ مواقدها مفصولة عن مواضع الخبز فيها.

ومن الخُضَر ما كان يؤكل نيئاً (كالقثاء والخيار) وهو كثير. أما العدس والفول وبعض الحبوب الأخرى فكانت تُسلق بالماء أو تُقلى بالزيت. كذلك كانت عجينة الحنطة تُصَنع من الحبوب المنقوعة بالماء يُضاف إليها الملح والسمن.

الطبّ والمداواة

لا نستطيع التحقق دائماً من بعض الأمراض التي يذكرها الكتاب المقدس، ولو ذُكِرت أعراضها أحياناً. فقد شاع نوعٌ من البرص أو الجُذام. وغالباً ما نتج من قلة توفر الطعام في مواسم القحط، بالإضافة إلى الحر وعدم سلامة الماء، أمراضُ الزُّحار (الديزنطاريا) والكوليرا والتيفوئيد والاستسقاء. وقد شاع العمى من جراء الهواء المشحون غباراً. وانتشر أيضاً الصمم والشلل (الفالج). وواضح أن نسبة الوفيات بين الأطفال كانت مرتفعة جداً.

كذلك شاعت الأمراض العقلية، وغالباً ما ينسبها الكتاب المقدس إلى سكن الأرواح الشريرة في الإنسان. واعتقدت العامة أن نوبات الصرع لها علاقة بهلّة القمر. (وفي متى 4: 24، كلمة "المصروعين" هي ترجمة لفظةٍ يونانية معناها الحرفي "مضروبو القمر").

2 صموئيل 12: 15؛ 2 ملوك 4: 20؛ 1 ملوك 17: 17؛ 2 ملوك 5: 1- 14؛ 1 صموئيل 19: 9؛ دانيال 4: 33

مواقف من المرض:

كان الموقف من المرض عند بني إسرائيل في كل حينٍ عما هو عليه عند الشعوب المجاورة. فأهل ما بين النهرين والمصريون في الأزمنة القديمة عدوا الأمراض ناشئة دائماً من شر الأرواح الرديئة. ولذا كان العلاج في أيدي كهنة متمرسين واشتمل على الرُقى والسحر، وإلى جانب وسائل أخرى. وبنو إسرائيل أيضاً اعتبروا الصحة مسألة دينية، ولكن دافعهم إلى ذلك كان إيمانهم الراسخ بأن الله كليُّ القدرة. فمن عنده يأتي الخير والشر على السواء. والصحة بركةٌ من بركات الله، فيما المرض علامةٌ على انتقاض العلاقة الروحية بين المرء والله. لذلك مُنِع السحر رسمياً ، وإن كان العامة قد مارسوه إلى حدٍ ما، الأمر الذي برهنه اكتشاف تماثيل صغيرة كثيرة ربما استعملت كتعاويذ على ما يبدو.

على أن هذا الموقف من المرض كانت له عوائقه أيضاً. فالله هو الشافي الحقيقي الوحيد. وهو أعطى الشعب مجموعة قوانين، إن أطاعوها يتمتعون بصحة جيدة، وإن خالفوها فلا. ومن حينٍ إلى آخر كان الرب يستخدم أنبياءه للشفاء. ولكن هذا الأمر كان استثنائياً، ولم يكن للأطباء مكانتهم المرموقة، ولا داعي لأن يتقصوا أسباب المرض الطبيعية ما دام المجال لا يتسع كثيراً للمهارات الطبية.

لما وضع حمورابي ملك بابل شرائعه نحو 1750 ق م، حدد أجوراً للأطباء وعقوباتٍ للجراحين المتهاونين. والمصؤيون أيضاً عُنُوا بالطب وإجراء العمليات الجراحية، ودرسوا تركيب الجسم البشري بتشريح الجثث، ودونوا ملاحظاتهم الطبية والجراحية على ورق البردي. وأول إشارة إلى الأطباء وردت في الكتاب المقدس تنطوي على انتقاد: "مرض آسا... في رجليه حتى اشتد مرضه، وفي مرضه لم يطلب الرب بل الأطباء". على أن سفر أيوب يرد الرأي القائل بأن المرض هو دائماً النتيجة المباشرة لخطية الإنسان.

وفي حدود القرن الثاني ق م كان اعتبار الأطباء قد زاد. وقد جاء في سفر حكمة يشوع بن سيراخ أنه وإن كان الله هو الشافي فقد أعطى البشر مواهب شفاء ودبر أدوية لشفاء المرض. وناقض المسيح الفكرة القائلة بأن الخطية هي علة المرض دائماً. وقد رأى في المرض علاقةً على سيطرة الشر على العالم إجمالاً. وبشفائه من الأمراض كان يهاجم مملكة الشيطان، لكنه بذلك لم ينتقد ضمناً عمل الأطباء. غير أن المواقف العامة كان يصعب تغييرها، كما تبين بعض الأقوال السائرة عند اليهود: "أيها الطبيب، اشفِ نفسك ". "لا تُقِم في مدينة رئيسُها طبيب، لأنه يهتم بالشأن العام ويُهمِل مرضاه". "حتى أفضل الأطباء يستحق جهنم".

لاويين 26: 14- 16؛ تثنية 7: 12- 15؛ 2 أخبار الأيام 16: 12؛ يوحنا 9: 3؛ لوقا 13: 16 مرقس 2: 17؛ لوقا 4: 23

معالجة المرض:

من المفيد أن نلاحظ كيف عوضت شرائع بني إسرائيل عن جهلهم بالصحة عموماً. وقد كانت إطاعة هذه الشرائع جزءًا من واجبهم الديني، إلا أن ذلك ساهم طبعاً في إبقائهم أصحاءً أيضاً.

فأولاً كان واجباً أن يخصص يومٌ واحد كل أسبوع للراحة التامة لأجل تجديد قوى الجسد والروح.

ثم كانت هنالك بعض الأطعمة المحرم أكلها. ومن ذلك لحم الخنزير، وأكله في مناخ شبه استوائي ينطوي على مخاطرة التسمُّم. وكان واجباً أن يكون الماء خلواً من التلوُّث.

وجميع الذكور يجب أن يُختنوا- وهي عملية يُعتقد أنها تقي المختون الأمراض التناسلية.

ولا يحلُّ للرجل أن يتزوج بواحدة من أفراد أسرته.

ومن الواجب الاعتناء جيداً بالنظافة سواءٌ في العادات الشخصية اليومية أو في العلاقات الزوجية.

هذه أقدم بينات بين أيدينا في ما يتعلق بالطب الوقائي. وكان مطلوباً من الكهنة أن يقوموا بإجراءات معينة في حال أُصيب أحدٌ "بالبرص" (مع أنه ربما كان يختلف عن الجذام الذي نعرفه اليوم).

وقد اهتم الأنبياء أحياناً بشؤون صحية. فأليشع أبطل مفعول نبات سام،  ونقى مياه أريحا، وشفى نعمان وابن الشونمية. وفي 2 ملوك 20: 1- 7 ينصح أشعياء حزقيا بوضع لزقة تين على دُملة- وهذه هي فعلاً "الوصفة الطبية" الوحيدة في العهد القديم.

واستُعمِلت أدهان وعطور شتى في مجال الصحة الشخصية، كالآس والزعفران والمر والناردين. وكان زيت الزيتون و "بلسان جلعاد" (راتينج عطر) يُبلعان أو يوضعان على الجروح والقروح. وفي وصف أشعياء لحالة يهوذا ما يُلقي ضوءاً على مداواة الجروح: "من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جُرح وأحباط وضربة طرية لم تُعصَر ولم تُعصَب ولم تُلين بالزيت". وربما استعملت بعض المستحضرات النباتية كمسكنات، مثلاً "الخمر الممزوجة بمر" والتي قُدِّمت للمسيح قبل الصلب فرفضها. وربما عُرفت أعشاب فعالة عديدة، ولكن لا بد أن خرافاتٍ غير قليلة كانت شائعة أيضاً. فمثلاً، كان يُعتقد على نطاقٍ واسع أن جذور اليبروح أو اللُّفاح تجعل المرأة تحبل بسهولة.

وكانت الكسور في الأيدي والأرجل تُجبر بتميضدها جيداً، وربما استُعمِلت العكازات أيضاً. ولكننا لا نملك أية بينات على إجراء عمليات جراحية كبيرة في فلسطين في أزمنة العهد القديم، أللهم إلا اكتشاف ثلاث جماجم أُحدِثت فيها ثقوب، وجِدت في لخيش وترجع إلى القرن الثامن ق م. وقد شاعت مثل هذه العملية يومذاك لتنفيس الضغط (أو طرد الشياطين).

وقد كان العبرانيين بالطبع قوابلُ لمساعدة الحوامل عند الوضع وذلك من قديم الزمان. ورُبما كُن قبل الخروج قد شكّلن ما يُشبه النقابة ولهن عرفٌ أخلاقي ورئيسات معترفٌ بهن (في خروج 1: 15 اسما اثنتين منهنّ). وكانت الوالدة تموت أحياناً وهي تلد، ولكن القابلة كانت ماهرة جداً في الغالب. وقد أفلحت ثامار في ولادة توأمين يبدو أنهما كانا في وضعٍ صعب (تكوين 38: 27- 30). وإذ يتكلم حزقيال عن أورشليم، يُلقي ضوءاً على ما كان يجري عادةً بعد الولادة: "أما ميلادك، يوم ولدت، فلم تقطع سُرَّتك، ولم تُغسلي بالماء للتنظف، ولم تُملحي تمليحاً، ولم تُقطمي تقميطاً". وربما كانت القِبالة أشرف وظيفة تقوم بها المرأة.

خروج 20: 8؛ لاويين 11: 13- 23؛ 2 ملوك 4: 41؛ 2: 19- 22؛ 5؛ 4: 18- 37؛ إرميا 8: 22؛ لوقا 10: 34؛ أشعياء 1: 6؛ مرقس 15: 23؛ تكوين 30: 14؛ حزقيال 30: 21؛ 16: 4

في أزمنة العهد الجديد:

شهد الطب والجراحة عند اليونان تقدُّماً ملحوظاً وصارا من المهارات المتطورة جداً، لكن كمية معينة من السحر ظلت تخالطهما. وأبقراط اليوناني هو الذي وضع جملة مبادئ منها أن حياة المريض وصحته يجب أن تنالا اهتمام الطبيب بالدرجة الأولى؛ وأن الأطباء الرجال ينبغي ألا يغرروا بالنساء المريضات وألا يقوموا بإجهاضهن؛ وأن على الأطباء ألا يبوحوا بمعلوماتٍ سرية. وقد كان زمنٌ وُظِّف فيه أطباء رسميون كانوا يقبضون أجورهم من الدولة ويعالجون المرضى مجاناً.

وتبنى الرومان في ما بعد هذه الممارسات. وقد وُجِدت في خرائب مدنٍ يونانية أدواتٌ جراحية ووصفات طبية. وكان في الاسكندرية بمصر مدرسةُ طبٍ. ولوقا، مرافق بولس، كان طبيباً؛ واللغة التي يستخدمها في انجيل لوقا وسفر الأعمال تتضمن أحياناً تعابير يونانية طبية تقنية.

وفي فلسطين بالذات طالب الرابيون (معلمو الدين) بأن يكون في كل مدينة طبيبٌ، وأيضاً جراح كما هو مفضل (فالمرأة نازفة الدم التي جاءت إلى المسيح كانت قد ذهبت إلى أطباء كثيرين). وكان بين موظفي الهيكل دائماً أحد الأطباء، وعمله الأساسي أن يُعنى بالكهنة الذين كانوا يسيرون حُفاةً، وبالتالي يتعرضون لالتقاط بعض الأمراض.

وقد مارس طب الأسنان حتى المصريون القدماء (فبعض المومياءات وُجِدت فيها أضراسٌ محشوة ذهباً). ويفيدنا المؤرخ اليوناني هيرودوت أن الفينيقيين كانوا في السنة 500 ق م يعملون أسناناً مصنوعة. وليس ما يدلنا على وجود ذلك عند العبرانيين.

كولوسي 4: 14؛ لوقا 5: 12؛ 13: 11؛ 14: 2؛ أعمال 12: 23؛ مرقس 5: 26

طبريّة

مدينة ومُنتجع على الشاطئ الغربي من بحيرة الجليل. أسسها الملك هيرودس أنتيباس وسماها على اسم الامبراطور الروماني طيباريوس. كانت مدينة غير يهودية، وليس من دليلٍ على أن المسيح زارها. وما تزال طبرية حتى اليوم مدينة كبرى، على خلاف سائر المدن الواقعة على ضفاف البحيرة والمذكورة في الأناجيل.

يوحنا 6: 23

طرسوس

مدينة في سهل كيليكيا تبعد عن ساحل تركيا الحديثة 16 كلمً إلى الداخل. وكانت في القرن الأول للميلاد مدينةً جامعة عظيمة الشأن يسكنها نصف مليون نسمة. كانت ملتقى للشرق والغرب، لليونانيين والمشارقة. وُلِد فيها بولس الرسول، وافتخر بذلك. عاد إليها بُعيد صيرورته مسيحياً. ولكن برنابا أتى به إلى أنطاكية للمساعدة في تعليم المسيحيين الجدد.

أعمال 9: 11؛ 21: 39؛ 22: 3؛ 9: 30؛ 11: 25 و 26

الطُّرقات

كانت الطرقات المعبدة قليلة جداً قبل الرومان. ثم أنشأ الرومان شبكة طرقات تصل ولايات الامبراطورية بروما، ولكن ليس بعضها ببعض. من هنا المثل القائل: "كل الطرق تؤدي إلى روما".

كان الدافع إلى إنشاء الطرق قبل الرومان، في العادة، حربياً أكثر منه تجارياً. ولكن الرزمان أنشأوا الطرق لإقامة اللحمة في إمبراطوريتهم ولتسهيل نقل الجنود والبضائع والرسائل. حتى إن البريد كان ممكناً أن يُنقل بسرعة 120 كلمً باليوم على الطرق الرومانية.

بُنيت الطرقات الرومانية بمهارة فائقة، وما زالت أجزاء عديدة منها متماسكة حتى اليوم. وكانوا يرصفونها بحجارة مسطحة أو بقطع قُدَّت خصيصاً لذلك فوق طبقتين أو ثلاثٍ من مواد الأساس الخاصة وقد قهر بُناة الطرق كل عقبة. فبنوا الجسور فوق الأنهار، والممرات المرتفعة في المستنقعات، وشقوا في الصخور خنادق. والطول الإجمالي للطرقات التي أنشأها الرومان هو 80000 كلم.

غير أن الطرقات لم تصل إلا حيث أراد لها الرومان. فكان ينبغي أن تُسلك "الطرقات" القديمة للقيام بعدة سفرات. وكانت تلك غير معبدة وقد طرقها المسافرون كثيراً على مدى قرون.

ولم تكن طرقات المدن نظيفة كثيراً، لذلك أعد الرومان للمشاة أرصفة وحجارة عبور ترفع أقدامهم عن التراب والوحل.

طريق الملك

الطريق التي طلب موسى المرور عليها بسلام عبر أرض أدوم وأرض سيحون ملك حشبون. وكلاهما رفضا طلبه، فاضطُر بنو إسرائيل إلى تجنُّب أدوم ومحاربة سيحون وهَزمه. وربما كانت طريق الملك هذه هي الطريق الرئيس من الشمال إلى الجنوب على طول المرتفعات شرقي الأردن، بين دمشق وخليج العقبة.

عدد 20: 17؛ 21: 22؛ تثنية 2: 27

الطعام

طالما كان الطعام واللباس اثنين من هموم الناس العاديين. وقد قال المسيح: "لا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟" إذ إنه يعلم كم يسهل أن يهتم الإنسان ويقلق حين يكون لديه القليل أو الكفاف. وفي الأزمنة التي يتحدث عنها الكتاب المقدس، كان أغلب الناس يعيشون على القليل. ولذا كان الأعداء يشنون هجماتهم أثناء مواسم الزرع. فإذا بارت الغِلال، حدثت مجاعات. وفي أيام جدعون "إذا زرع إسرائيل كان يصعد المديانيون... وينزلون عليهم ويُتلفون غلة الأرض" (قضاة 6: 3 و 4). ولم تكن الغلة مضمونة بسبب ما يُحتمل من قِلة مطر وقحط وأوبئة كالجراد. وكانت المجاعات متوقعة كأمرٍ من أمور الحياة المعتادة. فلا عجب إن صوِّر العصرُ الذهبي الآتي بأنه عصر خيراتٍ وفيض للجميع.

كان للطعام عدة مصادر:

محاصيل الحبوب أساساً، والثمار، والخُضَر. أما الخبز فهو قِوام الطعام لكل إنسان. حتى إن الكلمة "خبز" في الصلاة الربانية تعني الطعام عموماً. وقد دعا الرب يسوع نفسه "خبز الحياة" بمعنى "طعام الحياة".

الخبز:

كان خبز الشعير على الأرجح هو الأكثر استعمالاً. وفي يوحنا 6: 9 نقرأ أن غُلاماً كان معه خمسة أرغفة شعير. أما أجود الدقيق فمن القمح، وكان شائعاً أيضاً. وكذلك استُعمِل الدُّخن أحياناً لصنع الدقيق.

كان القمح يوضع أولاً في سلٍّ منخفض الجوانب ليُنقى من الحبوب الهزيلة أو السامة كالزوان الذي كان ينمو مع القمح ويُشبهه. ثم يُطحن. وكان الطحن يتم في أول  الأمر باستعمال حجرٍ صغير يُدلك فوق حجر كبير وبينهما الحَبّ. ثم صار يُطحَن باستعمال حجري رحى صغيرين، السفلي منهما ثابت والعلوي يدور فوقه حول محور.

ولكل خبزة، كان يُعجَن حوالي أربعين ليتراً من الطحين (متى 13: 33) بأن تُمزج بالماء (يُضاف زيت الزيتون أحياناً). وكانت العاجنة تدسُّ في العجنة خميرةً، هي عبارة عن قطعة عجين مرفوعة من الخَبزة السابقة، وتترك العجنة حتى تختمر. وقبل الخبز، تُرفع قطعةٌ من العجين لتُستعمل للعجنة التالية. وكان الخبز يخبز أرغفةً كبيرة أو صغيرة، تُثير الشهية طازجةً لكنها لا تلبث أن تيبس. كما كان يُستعاض عن الخبز أحياناً بالسنابل المشوية فوق لوحٍ معدني يُوضع على النار. وفي المناسبات الخاصة، كان الخبزُ يشمل بعض الكعك والفطائر.

الثمار والخُضَر:

كانت الفاكهة مصدراً آخر مهماً للغذاء. ومن الكرمة ينتج أكثر من العصير. فعدا ما يؤكل من العنب طازجاً عند قطفه، يُصنع الزبيب. كذلك التين، يؤكل بعضُه عندما ينضج، ويُجفف بعضه ويُكبَّس أقراصاً. لما قدمت أبيجايل مؤونة لداود ورجاله، تضمن ما قدمته "مئة عنقود من الزبيب ومئتي قرص من التين" (1 صموئيل 25: 18). وكان ذلك سهل الحَمْل أثناء السفر. وقد وصف النبي أشعياء تضميد قرصٍ من التين على قرحة الملك حزقيا ليشفى (أشعياء 38: 21).

ولا شك أن البلح كان معروفاً عندهم، وإن كان الكتاب المقدس لا يذكر ذراعته صراحةً. ففي الأسبوع السابق لآلام المسيح، رحبت به الجموع ملوحين بسعف النخل. كذلك كان التمر يُستعمل في المرق الخاص (شاروسِث) الذي يُغمَس فيه الخبز في عشاء الفصح. وكانوا يصنعون هذا المرق من التمر والتين والزبيب والخل.

كذلك كان الزيتون يؤكل بعضه عند نضجه في تشرين الأول (أكتوبر) ويُحفظ بعضه في الماء والملح. أما أهم ما ينتجه الزيتون فهو الزيت، ويُستعمل في الطبخ. ومن الثمار المعروفة آنذاك الرمان واللوز والفستق، أما الحمضيات فكانت حديثة العهد في أزمنة العهد الجديد.

وفي المواسم تؤكل الخُضَر طازجةً. أما الفول والعدس والحمص فتُجفف وتُحفظ في جرار. وقد عُرف أيضاً البصل والثوم والكراث والبطيخ والقثاء. ومن الخُضَر يُصنع الحساء أيضاً. ويُذكر أن عيسو باع بكوريته بأكلة عدس أحمر (تكوين 25: 29- 34). كما عُرفت أيضاً بعض المنتجات الحيوانية. أما الزُّبدة فقلما استُعمِلت لأنها لا تُحفظ جيداً في الطقس الحار. وأما الجبن واللبن المروَّب والمكثَّف فكان شائعاً. وفي أزمنة العهد الجديد كان الناس يقتنون الدجاج ويقلون البيض بزيت الزيتون.

اللحم والسمك:

لم يكن يؤكل لحمٌ كثير. وأكثر ما كان يؤكل لحم الضأن والمعزى، كما كان بعضهم يصطادون الطيور ليأكلوها. غير أن الأغنياء- حتى في أزمنة العهد القديم- كانوا يأكلون لحم الحملان والعجول والبقر. وكان اللحم يُطبَخ مسلوقاً في الغالب. أما حمل الفصح فكان يُشوى استثنائياً. ولم يكن العامة يأكلون اللحم إلا في مناسباتٍ خاصة، كاحتفالات التعييد وإضافة الضيوف في الأعياد الدينية أو تقديم ذبيحة خاصة في المعبد المحلي. وفي هذه المناسبة الأخيرة يجتمع أفراد الأسرة معاً ليأكلوا قسماً من الحيوان الذي ذُبح في المعبد، علامةً على علاقتهم المتجدِّدة بالله.

ومن المؤكد أن السمك كان طعاماً مهماً في أزمنة العهد الجديد. (وقد كان سبعة على الأقل من تلاميذ المسيح الاثني عشر من صيادي السمك). وكان السمك الصغير يُجفف ويُملح ويؤكل مع الخبز، كما حصل عند إشباع خمسة الآلاف. أو كان يُشوى على نار مكشوفة ويؤكل طازجاً، كما جرى في الفطور الذي أعدّه المسيح لتلاميذه (يوحنا 21).

التحلية والتمليح:

لم يكن عند العبرانيين سُكر. وكان عسل النحل البري هو المُحلي الرئيسي (راجع قصتي يوناثان في 1 صموئيل 14: 25- 27، وشمشون في قضاة 14: 8). ولكنهم ربما كانوا يستعملون نوعاً من "العسل" المصنوع من مغلي التمر وبعض النباتات الأُخرى، كالدبس في أيامنا.

وكان التمليح مهماً أيضاً. وقد وُجدت صخور ملح كثيرة على الضفاف الجنوبية الغربية من البحر الميت . كما كان الملح أيضاً يُصنع بتبخير الماء المالح. وغالباً ما كانت الطبقة الخارجية من صخر الملح وسخة وصلبة. فقد كانت عديمة النكهة، واستُعملت لفرش ساحة الهيكل في أيام الشتاء لجعلها أقل زلقاً.

كان الملح يُستعمل لإضفاء نكهة على الطعام، لكنه كان أهم من ذلك بكثير لحفظ الأطعمة. ففي أزمنة العهد الجديد كانت الصناعة الرئيسية في مجدلة، على بحيرة الجليل، هي تمليح السمك وتقديده. كذلك استُعمل النعناع والكمون والشبث لإضفاء نكهة محببة على بعض الأطعمة، مَّما أدخل بعض التنويع على الوجبات الُممِلة لولا ذلك. أما التوابل الأندر، والتي كانت تُجلب من أفريقيا وآسيا، فلم يكن يحظى باستعمالها إلا الأغنياء وحدهم.

راجع أيضاً وجبات الطعام.

الطلاق

راجع الزواج.

طوب

منطقة جنوبي دمشق. عاش فيها يفتاح طريداً في زمن القضاة. ساعد أهلها العمونيين على داود.

قضاة 11: 3؛ 2 صموئيل 10: 6

طوبيّا

عمونيٌّ حاول إرغام نحميا على وقف بناء الأسوار في أورشليم.

نحميا 2: 10 وما يلي؛ 4؛ 6؛ 13

الطُّوفان

كان الطوفان كارثة هائلة لم ينجُ منها إلا نوحٌ وأسرته، والطيور والحيوانات والزواحف التي أدخلها الفُلكَ معه (والفُلك سفينة مقفلة علم الله نوحاًُ أن يصنعها). وقد أرسل الله الطوفان لأن الجنس البشري صار شريراً جداً حتى تأسَّف الله على كونه قد خلق البشر. وغطت مياه الطوفان كل شيء طيلة سنة كاملة.

هطل المطر أربعين يوماً. وتعاظم الطوفان بفيضان المياه المخزونة في جوف الأرض. وظلت المياه ترتفع طوال خمسة أشهر (150 يوماً). ثم مضت ثمانية أشهر تقريباً قبل رؤية أي جزءٍ من اليابسة. وقد أباد الطوفان سكان المعمورة والحضارة الموصوفة في الأصحاحات الأولى من التكوين.

ونجا في الفلك نوحٌ وزوجته وأبناؤه الثلاثة وزوجاتهم. وقد أعطى الله نوحاً تصميم هذا القارب الضخم المقفل الُمعدّ للعوم فوق المياه المتعاظمة. وقياسات الفُلك هائلة، إذ كان نحو 137× 23× 14 متراً.

كان للفلك هيكلٌ خشبيٌ مغشى بالألواح ومطليٌّ بطبقة صفيقة من القار لمنع تسرُّب الماء. وكان له سقفٌ دونَه فتحة لإدخال الضوء من كل جهة، تحت السقف بقليل. وقد دخل نوحٌ وأهل بيته، والحيوانات، إلى الفُلك من باب في جانبه. وكان الفُلك ثلاثة طوابق، والأرجح أنه تم الفصل بين مختلف الحيوانات بطريقة ما. وقد أدخل نوحٌ إلى الفلك زوجين من جميع المخلوقات الحية، وسبعة أزواج من البهائم الصالحة لتقديم الذبائح وللأكل، وخزن في الفُلك طعاماً للجميع.

ولما بدأ الطوفان ينحسر، استقر الفلك على أحد الجبال في بلاد أراراط (أورارطو) في شرق تركيا. ولكن الأرض نشفت ببطء، حتى انقضى أكثر من شهرين قبل أن يتمكن نوح من رؤية رؤوس الجبال. وبعد أربعين يوماً أيضاً، أطلق من الفُلك غُراباًَ، وبعد أُسبوع آخر حمامةً، لعله يعرف شيئاً ما عن حالة الأرض بعيداً عنه. أما الغراب فلم يَعُدْ إلى الفلك قط. وثاني مرة أُطلقت الحمامة، عادت وفي فمها ورقة زيتون خضراء، فتبين النبات أن النبات عاد ينمو من جديد. وبعد أُسبوع طارت الحمامة أيضاً ولم تعُد. ومع ذلك لبث نوحٌ ينتظر بعد. وفي غضون شهر آخر كانت المياه قد نشفت، ولكن مضى شهران آخران تقريباً قبل أن يُعلمهم الله أنهم يستطيعون النزول على الأرض الجافة مجدداً.

وما إن غادروا الفُلك، حتى بنى نوحٌ مذبحاً وعبر عن شكره لله بتقديم ذبائح. ووعد الله بأن لا يهلك الأرض وسكانها بمثل هذا الطوفان مرة أخرى. وجعل قوس السحاب علامة على وعده ليُطمئن البشر، قائلاً: "فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض وتظهر القوس في السحاب، أني أذكر ميثاقي..."

تكوين 6- 9

روايات أُخرى:

فضلاً عن خبرَ الطوفان في الكتاب المقدس، توجد في أماكن شتى من العالم قصصٌ أخرى خلابة عن طوفانٍ قديم. حتى إن القصص الشعبية عن طوفانٍ عظيم منتشرة في أنحاء العالم.

وفي إحدى الروايات البابلية أن الآلهة أرسلت الطوفان لتستريح قليلاً من ضجة البشرية. والإله الذي صنع الإنسان أنذر البطل فبنى قارباً فيه نجا هو وأهل بيته والحيوانات. وبعد سبعة أيام افتقدت الآلهة الطعام الذي كان البشر يقربونه لها، فأمرت بوقف الطوفان.

وخبر الطوفان في التكوين معروضٌ على خلفية تذكرنا ببلاد ما بين النهرين، وربما كانت تلك الروايات تُشير إلى حادثة الطوفان الواحدة عينها.

وقد وجد المنقبون آثاراً تدل على طوفانات في جنوب بلاد ما بين النهرين، ولكنها كانت فقط كوارث محلية. ويعود تاريخها إلى فترة متأخِّرة كثيراً (نحو 3000 ق م) أي بعد الطوفان الموصوف في التكوين.

طيباريوس

إمبراطور روما في زمن المسيح. دام حكمه من 14- 37 م. تُشير إليه الأناجيل بالكلمة "قيصر" وحسب.

لوقا 3: 1

  • عدد الزيارات: 3894