Skip to main content

[ز]

زبدي

صياد سمك، والد يعقوب ويوحنا الرسولين.

متى 4: 21 و 22

زبولون

ابنٌ ليعقوب من ليئة. أبو واحدٍ من الأسباط الاثني عشر. وقد أُطلق الاسم أيضاً على الأرض التي كانت تخصُّ سبط زبولون، في منطقة الجليل.

تكوين 30: 19 و 20؛ 49: 13؛ يشوع 19: 10- 16

الزراعة

طالما كان أهل فلسطين فلاحين على العموم، مع أن طبيعة التربة والمناخ وعوامل أُخرى جعلت الزراعة عملاً صعباً وشاقاً. فقد كان قسمٌ كبير من الأرض صحراوياًّ وصخرياًّ يتعذر زرعه. ولما استوطن بنو إسرائيل فلسطين في بادئ الأمر أُعطي كل بيت حصةً من الأرض، وكانت حقوق الرعي عامة على الأرجح. ولكن الأغنياء، مع مرور الزمن، حاولوا أن يشتروا أراضي الفقراء لتوسيع أراضيهم (راجع أشعياء 5: 8) حتى جاهد الفلاحون كثيراً للحفاظ على أراضيهم.

وكان الفلاح عادةً يسكن في قرية أو مدينة قريبة من حقله ومحصَّنة بالأسوار غالباً. فقد كان مهماً أن يكون المرء على مقربة من مورد الماء وفي مأمن داخل الأسوار، خوفاً من الغزو. وكانت مساحة الأرض المملوكة عادةً ليست أكبر من أن تتعهدها الأسرة بنفسها، أو أحياناً بمساعدة بعض الخدم أو العمال المأجورين. وكان كل فردٍ في عائلة الفلاح يشارك في العمل. أما المزروعات فالخُضر والحبوب والأشجار المثمرة كالعنب والزيتون. وقد يقتني الفلاح أيضاً بعض الغنم أو المعزى يرعاها أحد أبنائه أو راعٍ أجير، وإلا فهو يكتفي بالزراعة وحدها.

ولكن الفلاح يعاني أربع مشكلات رئيسية: القحط؛ الريح الشرقية العاصفة والجارفة؛ الجراد؛ الجيوش الغازية.

أما النتاج الرئيسي فهو العنب (للخمر) والزيتون (للزيت) فضلاً عن القمح. هذه الثلاثة تُذكر مراراً وتكراراً في الكتاب المقدس (مثلاً، تثنية 7: 13؛ نحميا 5: 11؛ هوشع 2: 8). إنما كان يُمكن أن تتنوع المزروعات على نطاقٍ أوسع.

الحنطة:

كان محصول وافر من القمح ينتج  من الأودية الخصيبة، كالسهل الفلسطي ووادي الأردن وسهل يرزعيل. وكان الشعير يُزرع على نطاقٍ أوسع، لكونه يحتاج إلى فترةٍ زمنية أقصر ويطلع في تربةٍ فقيرة. كذلك زُرع الدُّخن والكرسنَّة وسواهما. كان الخبز هو العنصر الأساسي في الغذاء عند الجميع، فاستُخدم كلُّ وادٍ أو منخفض لزراعة هذه المحاصيل. وقد بُنيت من الصخور والحجارة الكثيرة حيطانٌ للجِلال على المنحدرات منعاً لانجراف التربة الثمينة.

الخُضَر والنبات:

كانت تُزرع هذه بكميات قليلة، قُرب البيت أو في الكُروم، وأكثرها العدس والباسلاء والفول والحمص، والبصل والثوم والخيار والأعشاب.

الفاكهة:

كان الزبيب والنبيذ يُصنَعان من العنب. ومن الفاكهة أيضاً البطيخ والتين والبلح والرُمّان والجوز واللوز. وكثيرٌ منها وفر مصدراً نافعاً للماء خلال أشهُر انقطاع المطر من أيار (مايو) إلى تشرين الأول (اكتوبر). وقد استُعمِل الزيت للطبخ والإنارة والمداولة والغَسْل. وكان الزيتون والكرمة يُغرَسان في الجِلال على المنحدرات.

الكتّان:

نشطت زراعة الكتّان لصُنع الثياب منه.

سَنة الفَّلاح:

اكتُشف منذ سنتين ليست بكثيرة لوحٌ كلسيّ يعود تاريخه إلى زمن الملك سليمان، وقد كتب فيه ما يشبه القصائد المدرسية. وهو يُعرف بتقويم جازِر، وفيه:

شهرانِ لقطاف الزيتون

شهران لزرع الحنطة

شهران للزرع المتأخِّر

شهرٌ لتكديس الكتان

شهرٌ لحصد الشعير

شهرٌ للحصاد والتعييد

شهران لجَنْي الكروم

شهرٌ لفاكهة الصيف

هذه، بلمحةٍ، سنةُ الفلاح!

قطاف الزيتون:

من أواخر أيلول (سبتمبر) إلى تشرين الثاني (نوفمبر) كان الزيتون يُجنى ويُعصر منه الزيت. وتستطيع شجرة الزيتون أن تصمد في فترات القحط الطويلة، ويمكن أن تنمو في تربة ضحلة. وهي تثمر بعد سنتين من غرسها. وفي وسع الفلاح أن يقطف ثمرها ساعة يتوفر له الوقت، لأن الزيتون ينضج ببطء. كان الزيتون يُجمع في سلال ثم ينقل إلى المعاصر. وكان الناس في الأزمنة القديمة يعصرونه بالرَّضِّ، أو يدوسونه بالأقدام أو يدقونه بمدق. ثم صاروا يستعملون الرحى لعصره. فكانوا يضعون الزيتون فوق أسطوانة حجرية  مخددة ثم يديرون فوقها أُسطوانة أخرى غُرزت فيها عارضة خشبية. وبعد ذلك يكسبون اللباب المسحوق تحت أحجار ثقيلة.

وقد تم العثور على مكابس زيتون ضخمة تعود إلى زمن داود، لها عارضة تضغط لباب الزيتون الموضوع في سلال، وقد ثبّت طرف العارضة الأسفل في ثقبٍ بالحائط فيما عُلقت بطرفها الأعلى بعض الأثقال. وكان الزيت يترسب إلى أجرانٍ حجرية يترسب العَكَر في قعرها ويصفو الزيت.

الحرث والزرع:

ما بين أكتوبر ونوفمبر (تشرين الأول، والثاني) كان يهطل المطر المبكر الثمين بعد جفاف الصيف الطويل. فمنذ ذلك الحين حتى كانون الثاني (يناير) كان أوان الحرث والزرع. وكان المحراث في العدة عارضة خشبية بسيطة في أحد طرفيها مقبض تحته سكة من حديد (كانت من نحاس قبل أيام داود). وطرف العارضة الآخر يُشيد إلى نيرٍ. ويجرُّ المحراث عادةً ثوران وأحياناً ثورٌ واحد. وفي وسع الفلاح أن يُمسك مقبض المحراث بإحدى يديه، وبالأخرى مَساساً (عصا طويلة برأسها مِنخَس). ولما كان المحراث خفيفاً، كان سهل رفعه فوق أي حجر كبير يعترضه. والتّلم الذي يشقه المحراث ليس عميقاً جداً. وكان يتم نثر البذار (من قمح وشعير وكتان ونحوها) باليد، ثم يُستعمل المحراث ثانيةً أحياناً لتغطية البذار بالتراب. وكان الفلاحون أحياناً يجرون أغصاناً فوق التربة لتمهيدها، ويستعملون ما يشبه المجرفة لإزالة الأعشاب الضارة.

الزرع المتأخر:

يسقط مطر الشتاء ما بين كانون الثاني وآذار (يناير ومارس)، ويستمرُّ الزرع- من دُخن وفول وعدس وبطيخ وقثاء.

حصاد الكتان والحنطة:

يأتي المطر المتأخر خلال آذار ونيسان (مارس وأبريل)، فتنمو الحنطة وتنضج بحيث يصلح أن يبتدئ حصادها.

وكان الكتان يُحصد أولاً، في آذار ونيسان، بأن يُقطع النبت بمجرفة فُوَيقَ التربة، ثم تجفف العيدان لصنع منها الحبال والقماش.

بعد ذلك يحين حصاد الشعير ثم القمح في نيسان وأيار وحزيران (ابريل ومايو ويونيو)، فيُقطع النبت من سُوقه بواسطة المنجل (قبضة خشبية صغيرة وشفرة هلالية من حديد أو نحاس)، ثم تحزم السنابل حُزماً وتُكدس. وبعد ذلك تنقل الحُزم  على الحمير أو العربات إلى البيدر. ويبدو أن البيدر كان أرضاً مشاعاً يزخر بالنشاط في هذه الفترة من السنة. وعادةً ما يكون البيدر أرضاً صخرية بارزة أو رقعة صلصالية في موقع معرضة للريح خارج القرية. وكان الفلاحون يفرشون السنابل بعلوِّ 30 سمً تقريباً ويضعون صفاً من الحجارة حواليها.

أما الدارس فيتمُّ بالخبط أو الدق، أو بإجراء الحيوانات فوق الأكداس مستديراً، أو بالنّورج غالباً. والنورج لوح خشبٍ عريض غُرزت فيه قِطَعٌ من حَجر أو حديد، يجرُّه حيوان أو اثنان، يقف عليه الدارس ويسوق الحيوان الذي يجرُّه. وهكذا كانت سُوق السنبل تُفرَم والحبوب تخرج من ظروفها.

من ثم كان الفلاح يُذري الحنطة المدروسة في الهواء، مستعملاً مذراة من خشب أو رفشاً، فتتكوم الحبوب جانباً ويُذري التبن فوق البيدر. وكان التبن يُخزن علفاً للبهائم، أما الحنطة فتُغربل وتُخزن في خوابٍ من فخار، أو في أجبابٍ جافة تُحفر في الأرض، أو في أهراء. ويبدو أنه كانت هنالك مخازن عامة كبيرة، وكان الفلاح يدفع "ضريبة دخله" (وديونه) قمحاً في ذلك الزمان.

الكرمة:

كانت الكرمة تُشذب وترتب خلال حزيران وتموز وآب (يونيو ويوليو وأُغسطس). ولنا في أشعياء 5 ومرقس 12 صورة لكيفية إقامة كرمٍ جديد: يُحفر في خندق عند التخم وتُغرز أعمدة تحمل السياج. ثم تُغرس أشجار الكرمة الفتية في صفوف وتُرفع أغصانها على مساميك. بعد ذلك يجري التشذيب. وما إن يبدأ العنب ينعقد حتى تُبنى في الكرم خيمةٌ من أغصان الشجر أو برجٌ من حجر، ويتولى أهلُ البيت الحراسة لردِّ اللصوص والثعالب أو بنات آوى.

جني الفاكهة:

خلال آب وأيلول (أُغسطس وسبتمبر) تُجنى فاكهة الصيف- من تين وجمّيز ورمّان وعنب. وتُنقل سلال العنب إلى مسطحات مائلة تصبُّ في جرار، وهناك يُداس العنب فيُعصر. وقد وُجدت معاصر كثيرة من هذا النوع في "الشفلية" (سفوح جبال اليهودية).

وكان قطاف العنب ودوسه يتمّان في جَوِّ ابتهاج كالعيد. ومن الجائز أكل العنب في الوقت نفسه. فقد جاء في تثنية 23: 24 "إذا دخلت في كرم صاحبك فكّل عنباً حسب شهوة نفسك، شبعتَك، ولكن في وعائك لا تجعل". وكان ترسُّب العُكارة أو الثفل يستغرق أربعين يوماً، بعدها توضع الخمر المختمرة في قِرَبٍ جديدة من جلد المعزى أو في أوعية من فخّار.

وقد صار صنع الخمر في بعض الأماكن أقرب إلى الصناعة المُتقنة. ففي جِبعون اكتُشفت خمس وستّون قبضةَ جرةٍ منقوش على كلٍّ منها اسم البلدة واسم أحد مالكي الكروم. فضلاً عن ذلك وُجِد أيضاً ثلاثة وستون راقوداً جرَسيَّ الشكل استُعملت لتخزين الخمر في زمن الملوك، ومعها أحواض تخمير وأجران عَصْر.

الماشية: اشتملت القطعان عند العبرانيين على الغنم والمعزى والبقر والحمير، دون الخنازير. أما اقتناء الحمير فلنقل الأحمال والركوب؛ وأما الثيران فللفلاحة. وما كانت الثيران تُذبح لأجل لحمها إلا في مناسباتٍ خاصة. وغالباً ما يُربى الغنم والمعزى معاً. والخراف أساساً مصدرٌ للصوف تُتّخذ منه الألبسة. ولكن الخراف كانت تؤكل أحياناً، وتُعتبَر أُلية الخروف من الطيّبات عندهم. وكان لبن الغنم يُروَّب ويُحفظ طعاماً ولا سيما للفقراء. أما المعزى فكانت تُقدر للحمها وحليبها. ومن شعرها يُصنع القماش الصفيق، ومن جلدها القِرَب.

ويبدو أن حياة الرُّعيان فقد تغيرت قليلاً من زمن إبراهيم إلى زمن المسيح. فالراعي يقود خرافه ويعرف كُلاً منها ويحرسها ليل نهار (راجع يوحنا 10: 1- 6). فعلى الرغم من الحظائر الحجرية الخشنة، كان هنالك خطر دائم من اللصوص، والوحوش كالأسود والنمور والدببة (قبل انقراضها) والذئاب والضباع والثعالب والأفاعي والعقارب. وكان الراعي يحمل عُكّازاً يُمسك به أي خروف يقع فيجذبه ويقيمه، كما كان يتسلَّح بهراوة خشبية. وإذا افتُرست شاةٌ أو معزاة، فعلى الراعي أن يأتي بدليلٍ يُثبت الافتراس فيعُفى (راجع خروج 22: 12 و 13).

في زمن العهد الجديد:

تطورت الزراعة قليلاً عند العبرانيين على مدى الأزمنة التي تتحدث عنها التوراة، مع أن تقدُّماً ملحوظاً حصل في هذا المجال لدى شعوب أُخرى من سكان حوض المتوسط. وغالباً ما كان الفريسيون يتحدثون عن عديمي العلم دينياً باعتبارهم "أهل الأرض"، الأمر الذي ربما يوحي أن الفلاح لم يكن يلقى اعتباراً كثيراً. إلا أن المساحات المخصصة للزراعة تزايدت واستُثمِرت. فإن كاتباً عاش في ذلك الزمان يصف الفاكهة في فلسطين بأنها كانت أفضل منها في غيرها. وكان الجليل الخصيب يُنتج مزيداً من الكتان، وربما جرت بضع محاولات للري. وكان اقتناء الدجاج ونحوه من الدواجن قد صار آنذاك أمراً شائعاً.

زربابل

حفيد الملك يهوياكين وقائد للمسبيين الذين عادوا من بابل إلى يهوذا سنة 537 ق م. أصبح حاكماً ليهوذا وعمل جنباً إلى جنب مع يهوشع الكاهن العظيم. بقيادتهما وُضِعت أُسس الهيكل، ثم توقف عمل البناء إلى أن شجعهما النبيان حجي وزكريا على إنهاض همة الشعب لإكمال العمل.

غزرا 2: 2؛ 3- 5؛ حجي؛ زكريا 4

زكّا

جابي ضرائب عاش في أريحا. كان قصير القامة فتسلَّق شجرة كي يرى يسوع وهو مجتاز. تطلع إليه الربُّ يسوع وطلب منه أن ينزل كي يزوره في بيته. نتيجة لقائه للمسيح أصبح شخصاً جديداً.

لوقا 19: 1- 10

زكريّا

1-  أحد ملوك المملكة الشمالية، ملك ستة أشهر فقط ثم اغتاله شلُّوم (752 ق م).

2 ملوك 14: 29؛ 15: 8- 12

2- نبيٌّ وكاهن وُلِد خلال السبي في بابل. قدم رسالته الأولى في 520 ق م، وجاء ذكره في سفر زكريّا. وآنذاك كان العبرانيون العائدون من السبي في بابل قد تراخَوا وتخلَّوا عن ترميم الهيكل. شجعهم زكريا على موصلة هذا العمل واعداً بمستقبل زاهر.

عزرا 5: 1 نحميا 12: 16؛ زكريّا

3- كاهن؛ زوج أليصابات وأبو يوحنا المعمدان. كان يقوم بعمله في الهيكل بأورشليم لما بشره ملاك بأنه سيُرزق ابنًا يُعِدُّ الشعب لمجيء المسيح. كان زكريا وأليصابات كلاهما متقدِّمين في العمر. ولأنه لم يصدق الملاك، ظل أخرس حتى وُلِد يوحنا.

لوقا 1

سفر زكريّا

ينتمي النبي زكريا إلى أُسرة كهنة. وشأنه شأن حجي، عُني بإعادة بناء الهيكل الخَرِب. وقد أُنجز بناء الهيكل أخيراً في 516 ق م.

الأصحاحات 1- 8 من سفر زكريا تضمُّ نبوءات نُطق بها ما بين السنتين 520 و 518 ق م. وقد جاءت على صورة رؤى تتناول استعادة أورشليم، وإعادة يناء الهيكل، وتطهير شعب الله، والوعد بمسيحٍ آتٍ.

وفي الأصحاحات 9- 14 مجموعةً مميزة من الرسالات المنطوقة، تتحدث عن المسيح الموعود به وعن الدينونة الأخيرة.

زلفة

جارية ليئة وإحدى زوجات يعقوب. أُمُّ أشير وجاد، وهما اثنان من أولاده الاثني عشر.

تكوين 29: 24؛ 30: 9- 13

زمري

قائد جيش لبني إسرائيل. قتل الملك إيلة وملك على المملكة الشمالية سبعة أيام (885 ق م). أطاحه عُمري.

1 ملوك 16

الزواج

في خبر الخلق الذي يورده الإصحاحان الأولان من سفر التكوين ما يبين أن النموذج الأصلي للزواج بحسب قصد الله هو أن يتزوج الرجل امرأةً واحدة مدى الحياة. ولكن لم يمضِ وقت طويل حتى صار واجباً وجود قانون تشريعي ينظم الزواج لأن المقاييس قد هبطت.

شرائع وعوائد:

تتضمن شريعة حمورابي ملك بابل (نحو 1700 ق م) أنه:

لا يحق للرجل أن يتخذ زوجةً ثانية ما لم تكن الأُولى عاقراً.

يُسمح للرجل أن يتخذ زوجةً ثانوية (سُريّة)، أو تُعطيه زوجته جاريةً ليُنجب منها.

لا يجوز طرد أبناء الجارية.

ويتضح من قصة إبراهيم أنه هو أيضاً عمل بهذه العوائد. ولذا اعتراه القلق الشديد لما أصرت سارة على وجوب طرد الجارية وابنها (تكوين 16: 1- 6؛ 21: 10- 12

وفي أيام يعقوب وعيسو كانت العوائد أقل تشدداً، فلم يرَ الناس حرَجاً في التزوج بأكثر من امرأة. وقد تطورت هذه الممارسة حتى صار الرجل، في أيام القُضاة والملوك، يتزوج بعدد النساء الذي تناله يده. غير أن تعدُد الزوجات قد يُفضي إلى صنوفٍ شتى من المشاكل. كذلك كان سهلاً جداً، كما يبدو، أن يتخذ الرجل محظيات أو سراريَّ.

ويحذِّر سفر التثنية (21: 15- 17) من أن يحرم الرجل بِكرَ الزوجة المكروهة حقه ويعطيه لابن الزوجة المحبوبة. وربما دعت الضرورة الاقتصادية في بادئ الأمر إلى عدم الاقتصار على زوجة واحدة: فذلك يؤدي إلى مزيدٍ من الأبناء ويعني مزيداً من العمال. ولكن جاء وقت فيه أصبح تعدُّد الزوجات عبئاً ثقيلاً يكلف أكثر مما توفره للعيلة كثرة الأبناء.

وفي زمن العهد الجديد كانت الممارسة المعتادة قد باتت من جديد هي اتخاذ زوجةٍ واحدة فقط (مع أن الملك هيرودس الكبير كان له في وقتٍ واحد تسع زوجات). وهكذا عاد الناس إلى النموذج الأصلي الذي قدمه موسى والأنبياء.

ولم يكن مألوفاً كثيراً ألا يتزوج الرجل. وكان العبرانيون يتزوجون وهم صغار. (ليس في العبرية كلمة تعني "أعزب"). فقد كانت سن الزواج المعتادة ثلاث عشرة فما فوق للذكور واثنتي عشرة فما فوق للإناث. وربما لأنهم كانوا يُزوجون باكراً كان آباؤهم يرتبون زيجاتهم التي كانت تُعقد في أزمنة العهد القديم ضمن العشيرة الواحدة، والمفضل بين أبناء العمومة والخؤولة. وكان ممنوعاً الزواج من أمةٍ أخرى تعبد آلهة غريبة. كذلك حظرت الشريعة الزواج بين الأقرباء الأدنَين (لاويين 18: 6 وما بعدها). والزيجات المرتبة لم تعنِ دائماً أن الشباب والصبايا لا يُسألون في الأمر. فإن شكيم (تكوين 34: 4) وشمشون (قضاة 14: 2) كليهما طلبا إلى والديهم أن يزوجوهما بفتاةٍ معينة. وكان ممكناً أيضاً التزوج بأمة (عبدة) أو سبيَّة (أسيرة حرب).

وقد كان الزواج شأناً مدنياً أكثر منه دينياً. فعند الخطبة كان يُكتب عقدٌ بحضور شاهدين. وكان العروسان أحياناً يُعطي أحدهما الأخر خاتماً أو سواراً. وقد كانت الخطبة مُلزِمة كالزواج. وفي الفترة الفاصلة بين الخطبة والعرس، فيما الفتاة تبقى في بيت أبيها، يُعفى الخطيب من الذهاب إلى الحرب (تثنية 20: 7).

وكان واجباً أن يُدفع إلى أبي العروس مبلغٌ من المال كتعويضٍ عن العروس. هذا المَهْر كان يُمكن وفاءُ جزءٍ منه بالعمل أو الخدمة من قِبَل العريس. ويبدو أنه كان يحق للأب أن يتصرف بأية فائدة قد يجنيها من المَهْر، ولكن كان محظوراً عليه أن يمس المَهْر عينه . فقد كان المَهر يُعاد إلى الابنة عند موت والديها أو زوجها. ويبدو أن لابان، حما يعقوب، خالف العادة وصرف مَهْر ابنتيه (تكوين 31: 15).

ثم إن أبا الفتاة كان، في المقابل، يقدم لابنته أو لعريسها هدية عُرس. ويمكن أن تكون الهدية خادمةً (كما في حالتي رفقة وليئة) أو أرضاً أو مِلكاً.

العرس:

كان العرس يُجري عندما يُعِدُّ العريس المنزل الجديد. فيذهب مع أصدقائه إلى بيت عروسه مساءً. وتكون هي بانتظاره، ملثمةً ولابسةٍ ثوب العُرس، ومتزينة بالحليّ التي قدمها لها العريس. وكان العريس أحياناً يقدم للعروس عصابةً للرأس تتدلى منها الدراهم. (وربما كان "الدرهم المفقود" الذي ضربه المسيح مثلاً في لوقا 15 واحداً من هذه الدراهم). وباحتفالٍ بسيط، كان اللثام يُرفع عن وجه العروس ويوضع على كتف العريس. ثم يتقدم العريس وشاهدُه (يدعى "صديق العريس") وأصدقائه (يُدعون "بني العُرس") فيصحبون العروس إلى بيت العريس أو بيت أهله، حيث تُقام وليمة عُرس يُدعى إليها الأقرباء والأصدقاء. وكان المشاركون ينتظرون إلى جانب الطريق لابسين أفضل حُلَلِهم، ثم ينطلقون في موكبٍ إلى البيت الجديد حاملين المشاعل وسط الأهازيج، والرقص أحياناً.

وقد سمح ناموس موسى للرجل بتطليق زوجته، على أن يكتب لها وثيقة طلاق تُعتبر حرة بموجبها. وفي زمان العهد الجديد، غالباً ما تجادل معلمو الدين اليهود في دواعي الطلاق. وقد أجازه بعضُهم لأي سبب لا يُرضي الزوج- ولو كان عدم إتقان الطهو. ورأى آخرون أنه لابُدَّ من سببٍ خُلقيٍّ وجيه، كالزنى مثلاً. ولكن النساء لم يَكُنَّ مطلقات الحرية عموماً. فلم يكُن يُسمَح للمرأة قط بأن تُطلِّق زوجها، وإن كان لها في بعض الحالات أن تُرغمه على تطليقها.

ولما سُئل المسيح عن الطلاق، رسَّخ من جديد قصد الله الأصلي من الزواج. كذلك شدد الرسول بولس أيضاً على أن الرجل والمرأة إذ يتزوجان يصيران "جسداً واحداً".

تكوين 1: 26- 31؛ 2: 7، 18- 25؛ تثنية 24: 1- 4 ومتى 19: 3- 12؛ أمثال 5: 15- 20؛ 12: 4؛ 18: 22؛ 19: 13 و 14؛ 21: 9؛ 25: 24؛ 31: 10- 31؛ 1 كورنثوس 7؛ أفسس 5: 22- 33؛ 1 بطرس 3: 1- 7.

مقاطع تظهر فيها بعض عادات الزواج: تكوين 24؛ 29؛ قضاة 14؛ متى 22: 2- 14؛ 25: 1- 12؛ لوقا 14: 7- 11؛ يوحنا 2: 1- 10؛ رؤيا 21: 2.

زوفا

قُدِّم إلى المسيح على الصليب خلٌّ في إسفنجة رُفِعت على باقة زوفا. وكان الزوفا يُستعمل في العهد القديم لرشِّ دم الذبيحة، وكذلك في عشية عيد الفصح.

خروج 12: 21 و22؛ يوحنا 19: 2.

الزيتون

كانت الزيتونة واحدة من أهم أنواع الشجر المثمر في فلسطين قديماً. يُجنى ثمر الزيتون في القسم الثاني من الخريف، بهز الأغصان أو خبطها بعصيٍّ طويلة. كان بعض الزيتون يُحفظ في الماء المالح ليؤكل فيما بعد، ويُنقل بعضُه إلى المعصرة حيث يُستخرج منه زيتُه الثمين. وكان هذا الزيت يُستخدم في الطبخ أو الإنارة أو دهن البشرة لتليينها. كذلك استُخدِم قديماً لمسح الملوك والأنبياء عند العبرانيين. بهذه الطريقة كان الشخص يُفرَز لتأدية عمله الخاص.

قد تُعمِّر شجرة الزيتون عدة قرون. وخشبها يُمكن نحته وصقله لصنع الأثاث، كما في هيكل سليمان.

تثنية 24: 20؛ قضاة 9: 8 و 9؛ 1 ملوك 17: 12- 16؛ 1 صموئيل 10: 1؛ 1 ملوك 6: 23

زيف

مدينة لسبط يهوذا في الجبال الواقعة إلى الجنوب الشرقي من حبرون. اختبأ داود من شاول في البرية قرب زيف، ووافاه يوناثان إلى هنالك مشجعاً. لكن أهل زيف وشوا به إلى شاول، فانتقل إلى معون وعين جدي. وفي ما بعد كانت زيف المواقع التي حصنها الملك رحبعام. ما زال موقعها يُعرف باسم تل زيف.

يشوع 15: 55؛ 1 صموئيل 23: 14- 29؛ 2 أخبار الأيام 11: 8

  • عدد الزيارات: 3815