[ت]
تابور
جبلٌ ذو سفح شديد الانحدار، ارتفاعه 550 مً، يقوم في سهل يرزعيل. في ذلك المكان حشد باراق جيشه في أيام القضاة.
قضاة 4؛ مزمور 89: 12؛ هوشع 5: 1
تارح
أبو إبراهيم. انطلق من أور مع إبراهيم للذهاب إلى كنعان، إلا أنه بدلاً من ذلك استقر في حاران، وفيها توفي.
تكوين 11: 27- 32
تاريخ شعب العهد القديم
كان في الشرق الأدنى قبل السنة 3000 ق م مركزان حضاريان مستقلان، وكان لكل منهما حضارته وفنونه ونظام كتابته. أحدهما كان في بلاد ما بين النهرين، أي الأراضي المحيطة بنهري دجلة والفرات، وهي جزءٌ من "الهلال الخصيب". أما الثاني فكان في مصر. وقد بدأت قصة البشرية في عدن، وموقعها في مكانٍ ما مِما بين النهرين. وكان مسقط رأس إبراهيم هو مدينة أور في جنوب ما بين النهرين. وقد استقر بعض قومه في حاران شمالاً فيما واصل الفر مع الباقين نحو كنعان.
إذاً كان عالم أجداد بني إسرائيل الأولين يشهد مملكتين غنيتين وقويتين في سهول مصر وما بين النهرين. وكان في الأراضي الواقعة بين تينك المملكتين عدة مدنٍ مسورة وممالك صغيرة. في حمى تلك المعاقل عاش المستوطنون الذين عملوا في زراعة الأراضي المحيطة بهم. ولكن تواجدت أيضاً عشائر بدوية تنتقل من مكانٍ إلى آخر طلباً للمرعى الجيد. وما كان إبراهيم وأسرته إلا واحدة من عدة مجموعات تترحل في المنطقة.
كيف كانت حالة كنعان لما وصل إبراهيم إلى شكيم ليضرب خيامه؟ كان السهل الساحلي ووادي الأردن، حيث المراعي الخصبة والأرض الصالحة للزراعة، قد صارا مأهولين. وقد بدا ذلك جذاباً في نظر لوطٍ ابن أخي إبراهيم، فارتحل من على التلال وحل قرب سدوم. ولكن الحياة هناك كان لها أخطارها. فكان لوط واحداً من الكثيرين الذين شملتهم المعاناة لما حاول بعض الملوك المتمردين أن يتخلصوا من نير سادتهم البعيدين (تكوين 14).
غالباً ما حل الجوع والقحط بأرض كنعان. فكان طبيعياً أن ينزل البدو إلى مصر الخصيبة. ومرةً كان إبراهيم بينهم (تكوين 12). وفي ما بعد اضطرت مجاعةٌ أخرى إخوة يوسف بن يعقوب حفيد إبراهيم، أن يذهبوا إلى مصر لشراء حنطة. وسرعان ما انتقلت أسرة يعقوب كلها (بنوه الاثنا عشر وعيالهم) إلى مصر حيث استقروا في جاسان الواقعة في دلتا النيل الشرقية.
الخروج: أقام بنو إسرائيل، أي شعبُ يعقوب، في مصر طيلة 400 سنة. وكانوا في تلك المدة الطويلة قد أصبحوا شعباً كثير العدد. ورأى المصريون، الذين حكمتهم آنذاك سلالةٌ من الملوك أقلُ مودةً، أن بني إسرائيل خطرٌ عليهم. فشددوا عليهم الخناق وأرغموهم أن يعملوا كعبيدٍ في مصانع اللبن. وتقليلاً لعدد العبرانيين، كان أطفالهم المولودون حديثاً يُلقون في النيل. فصرخ الشعب إلى الله، فأرسل إليهم موسى قائداً.
ولم يكن بدٌّ من حصول ضربات رهيبة قبل إذعان ملك مصر وسماحه للعبرانيين بمغادرة بلاده. لكنه في آخر دقيقة غير رأيه وأرسل جيشه يطاردهم. ولكن بني إسرائيل نجو منه عبر "بحر القصب" وصاروا في سيناء. وهكذا ابتدأ "الخروج".
راجع الخروج.
خروج 1- 14
فتح كنعان:
وُلي يشوع قيادة الشعب عند دخولهم الأرض عبر الأردن. وكانت أمامهم مدينة أريحا الحصينة، ولم يمتلكوا بعد شيئاً من الأرض الموعودة. وكنعان آنذاك مقسمةٌ إلى عدد كبير من الدويلات المستقلة التي تتركز كل منها في مدينة محصنة لها حاكمها.
استولى يشوع على أريحا وألقى الرعب في قلوب الكنعانيين. ثم سقطت عاي في المحاولة الثانية. وسارع أهل جبعون إلى المسالمة، فحصلوا بخدعة على معاهدة أمانٍ، الأمر الذي أفضى إلى المرحلة الثانية من الحرب. فأحرز يشوع سلسلة انتصارات في الجنوب، ثم توجه شمالاً لهزم ملك تحالف حاصور. وقد بقي الفلسطيون في مدنهم على السهل الساحلي. وظلت مدنٌ داخلية عديدة تحت سيطرة الكنعانيين. ولكن بني إسرائيل استطاعوا أن يسكنوا في الأماكن الأخرى.
قُسِمت الأرض بين الأسباط بالقرعة. فاستقر سبطان ونصف شرقي الأردن. وتقاسم الباقون أرض كنعان. أما اللاويون فلم يكن لهم نصيبٌ في الأرض، إلا أنهم وهبوا مدناً معينة يقيمون فيها. وأفرزت ست مدنٍ مدن ملجإ يفر إليها من يقتل سهواً وينجو من الانتقام.
سفر يشوع
القضاة:
استقرت الأسباط في الأراضي التي كانت من نصيبها. وإذا الشعب الآن منتشرٌ في بقاع متباعدة، تحيط به الأعداء. وبعد موت يشوع، بدا يبدو مستحيلاً فتح البلد كله. وشيئاً فشياً زاغت أبصار الشعب عن حماية الله لهم. فأخذوا يتوددون إلى الشعوب المحيطة بهم وإلى آلهتها، طلباً للسلام. إذ ذاك استغل أعداؤهم ضعفهم الظاهر، فحدث ما يروي سفر القضاة أخباره المحزنة.
فقد عادت الأمم المحيطة بهم إلى شن الهجمات عليهم: ملك ما بين النهرين من الشمال؛ الموآبيون والعمونيون من عبر الأردن؛ المديانيون من الشرق. كذلك استعاد الكنعانيون في حاصور القوة الكافية لشن هجمة ثانية على المستوطنين. ومن الأراضي الساحلية ضغط الفلسطيون عليهم وأجبروهم على الانكفاء إلى المعاقل الجبلية.
وكما فعل الشعب مراتٍ عديدةً خلال تاريخهم، صرخوا الله طلباً للعون عند الحاجة. فحقق لهم كل قاضٍ فترة سلامٍ موقتة على الأقل. واشهر هؤلاء القضاة المحاربين: دبورة وباراق وجدعون ويفتاح وشمشون.
ملوك الشعب الأولون:
كان آخر القضاة وأعظمهم هو صموئيل- النبي ومنصب الملوك. فلما شاخ صموئيل طلب الشعب أن يكون لهم ملك يحاكمهم كسائر الشعوب. فأنذرهم صموئيل بأن وجود ملك يعني تجنيداً إجبارياً وعمل سخرة وظلماً. لكنهم أصروا. وأخيرا فعل صموئيل كطلبهم.
كان أول ملكٍ شابٌ طويل القامة ووسيمٌ هو شاول، من سبط بنيامين. وسار كل شيء حسناً في بادئ الأمر. لكن السلطة لعبت برأس شاول فبدأ يتجاهل وصايا الله الصريحة. ومن جراء عصيان شاول، لم يورث ابنه يوناثان العرش. ولكن بدلاً من ذلك، أرسل الله صموئيل- وشاول حيٌ بعد- ليمسح داود ملكاً ثانياً على الشعب.
وإذ داود كان ما يزال راعياً صغير في السن، قتل جُليات البطل الفلسطي. فثارت غيرة شاول عليه بسبب محبة الشعب له، ولذا اضطر أن يعيش طريداً عدة سنين والخطر يحدق بحياته. ثم قتل شاول ويوناثان في معركةٍ ضد الفلسطيين، فتولى داود المُلك.
وحد داود المملكة، واستولى على أورشليم، معقل اليبوسيين، وجعلها عاصمة مملكته. وكان ملكاً محارباً، اقضى عمره في توسيع رقعة المملكة وطرد الأعداء. فكانت الترِكة التي خلفها لسليمان ابنه هي السلام والأمان.
أراد داود أن يبني هيكلاً لله في أورشليم، ولكن كان عليه أن يقنع فقط بجمع المواد اللازمة للبناء. فكان لسليمان أن يبني الهيكل، وعدة مبانٍ أخرى جميلة. ولما كان مُلك سليمان موطداً وآمناً، ازدهرت تجارته. وكانت حكمته اسطورية، واتسع بلاطه للحضارة والفن. وقد كان مُلك سليمان عهد بني إسرائيل الذهبي.
1صموئيل 8-1 ملوك 11
المملكتان:
قويت المملكة وازدادت غنى تحت حكم الملك سليمان، ولكن الشعب عانوا الظلم إذ أُثقلت كواهلهم بالضرائب الباهظة وأعمال السخرة. ولما اعتلى العرش رحبعام بن سليمان توسلوا إليه أن يخفف أثقالهم، فأبى. إذ ذاك تمردت الأسباط العشرة في الشمال، وأنشأوا مملكة جديدة، عرفت بمملكة إسرائيل. وكان يربعام الأول أول ملك لها، وقد حكم من عاصمته في شكيم. أما في الجنوب، فقد ملك رحبعام على مملكة يهوذا (سبطي يهوذا وبنيامين) في أورشليم العاصمة.
وكان على يربعام أيضاً أن يقيم مركز عبادة جديداً للملكة الشمالية بعد انفصالها عن أورشليم. فاختار دان في الشمال، وبيت إيل التي كانت مركزاً مهماً في أثناء حياة صموئيل. ولكن سرعان ما صارت الممارسات الوثنية جزءاً من تلك العبادة. وقد صنف المؤرخون الذين كتبوا أسفار الملوك وأخبار الأيام الملوك بين "صالح" و "شرير" تبعاً لإصلاحهم الديني أو تركهم الممارسات الوثنية على حالها.
وكان عزيا وحزقيا اثنين من ملوك يهوذا المصلحين. وسجل آخاب ملك إسرائيل هو الأكثر سواداً. فقد قاوم، هو وزوجته إيزابل، النبي إيليا واضطهدا عباد الله. وما تزال آثار قصره، بيت العاج، في السامرة باقية إلى اليوم. وتفيد الحوليات الآشورية المدونة أن أخآب أتى بعشرة آلف رجل وألفي مركبة إلى معركة قرقر، حيث انضم إلى القوات المصرية لمقاومة الملك الآشوري شلمنأسر (853 ق م).
قيام القوى الشمالية:
كانت مملكتا إسرائيل ويهوذا، بموقعهما الاستراتيجي بين قوتي مصر وبلاد ما بين النهرين، عرضةً للغزو بكل سهولة وقد نجح داود وسليمان، جزئياً لأن أية واحدة من الأمم الكبرى المجاورة لم تكن، في أثناء حياتهما، قويةً بحيث تتمكن من غزوهما إبان ملكهما. ولكن بعد انقسام المملكة، شكلت الأمم المجاورة مباشرةً- آرام وعمون وموآب- مصدر قلقٍ وخطر دائم لملوك إسرائيل ويهوذا المتعاقبين. على أن الأمر الحاسم في هذه المسألة كان قيام القوى الكبرى في الشمال الشرقي.
سبق للإمبراطورية الآشورية أن شهدت فترة عز مبكرة تحت حكم تغلات فلاسر الأول. ولكن العدوان الرهيب الذي كان يخشى من الآشوريين أكثر الكل بلغ ذروته في الفترة ما بين 880 و612 ق م. وكانت الإمبراطورية الأشورية تتركز في ثلاث مدن عظمى: أشور وكالح ونينوى.
ومنذ منتصف القرن التاسع ق م، في أيام أخآب ملك إسرائيل، هاجم ملوك أشور ويهوذا مراراً وتكراراً. وسرعان ما صار ياهو ملك إسرائيل يؤدي الجزية لشلمنأسر الثالث ملك أشور. وبعد ذلك بمئة سنة طلب آحاز ملك يهوذا إلى تغلاث فلاسر الثالث ملك أشور أن يساعده لمحاربة أرام وإسرائيل (أشعياء 7؛ 2 ملوك 16). فكان له ذلك وهزمهما كلتيهما، ولكن كان على مملكة يهوذا- مقابل تلك المساعدة- أن تصير تابعةً للأشوريين وخاضعة لهم.
ولما رفضت مملكة إسرائيل دفع الجزية السنوية، استولى ملك أشور التالي على السامرة، وسبى الشعب، ودمر المملكة الشمالية (722- 721 ق م؛ 2 ملوك 17). ويعيد ذلك هزم الأشوريون مصر. وسنة 701 ق م حاصر الملك القوي سنحاريب أورشليم، ولكن المدينة نجت بفضل ثقة الملك حزقيا بالله (2 ملوك 19).
كان على الأشوريين أن يخوضوا معارك عديدة للدفاع عن إمبراطوريتهم. وفي القرن التالي استقلت عدة أقاليم. ودامت المملكة إلى أن سقطت أشور بأيدي الماديين عام 614 ق م، ودمر الماديون والبابليون نينوى عام 612.
الغزو والسبي:
كما ان أشور في الكتاب المقدس تمثل الطُغيان، كذلك تمثل بابل القوة. فإن نابوبولاسر، حاكم المنطقة المحيطة بالخليج العربي، حرر بابل من الأشوريين، وفي 626 ق م نصب ملكاً، ومضى يحرز الانتصارات على الأشوريين. ولما جاءت سنة 612 ق م استولى البابليون والماديون على نينوى العاصمة. ولم يقنعوا بالاستيلاء على أشور وحدها، بل نهضوا لفتح الإمبراطورية الأشورية كلها.
انكفأ الأشوريون إلى حاران، ولكنهم سرعان ما طردوا منها. وإذ أدرك المصريون أن بلادهم قد تصير في خطر، زحفوا شمالاً لمساندة الأشوريّين. واعترض يوشيا ملك يهوذا الجيش المصري في مجدو، فكانت معركة قُتِل فيها، وصارت مملكة يهوذا خاضعة لمصر (2 ملوك 23: 29). وبعد ذلك بأربع سنين، في 605 ق م، تلقى المصريون- في معركة كركميث- الهزيمة على يد الملك نبوخذنصر قائد الجيش البابلي (إرميا 46: 1 و2). وكانت الإمبراطورية البابلية آخذةً في الانتشار. فأصبح يهوياقيم ملك يهوذا واحداً من الملوك العديدين الذين بات عليهم أن يؤدوا الجزية لنبوخذنصر.
وبعد معركة عنيفة مع البابليين في 601 ق م، شجع المصريون يهوذا على التمرد. وأرسل نبوخذنصر جيشاً لسحق التمرد في 597 ق م، بُعيد تسلم يهوياكين المُلك. فاستسلمت يهوذا، وسبي إلى بابل المُلك وكثيرون من وجهاء البلد. فلم تقتصر سياسة الغزاة على الفتك والنهب، بل تعدت ذلك إلى إضعاف البلدان المغلوبة ومنع حصول تمردات أخرى بترحيل خيرة المواطنين (2 ملوك 24: 10- 17).
ورغم ذلك، فبعد مرور عشر سنوات، استنجد بالمصريين صدقيا الملك الصوري الذي عينه نبوخذنصر على عرش يهوذا. فغزا البابليون يهوذا وحاصروا أورشليم. ودام الحصار ثمانية عشر شهراً. أخيراً أُحدثت ثغرةٌ في السور. وفي 586 ق م سقطت المدينة. وقُبض على الملك صدقيا وقُلعت عيناه. ثم حُمِلت إلى بابل أشياء ثمينة بما فيها نفائس الهيكل. وهدمت المدينة والهيكل ورحل المواطنون. وإنما الفقراء جداً تُركوا للاعتناء بالأراضي (2 ملوك 25: 1- 21)
راجع السبي.
العودة إلى أورشليم:
ظهرت بابل كقوة كلية القدرة في النصف الأول من القرن السادس ق م. ولكن الأنبياء تحدثوا عن الله الذي يحسب الملوك عبيداً عنده، ويستطيع أن يستخدم حتى القوى الوثنية لإتمام مقاصده.
قام كورش الفارسي بتوحيد مملكتي مادي وفارس إلى الشرق من بابل. وفتح بلداناً وصلت إلى الهند في أقصى الشرق. ثم هاجم بابل. فسقطت المدينة بيده في 539 ق م واستولى على الإمبراطورية كلها.
وقد وسع ملوك الفرس حدودهم إلى مدى أبعد من الإمبراطوريات السابقة. إذ استولوا على. مصر وكامل المنطقة التي هي تركيا اليوم. ولما سقطت بابل، بدأ كورش يعيد تنظيم الإمبراطورية. فقسمها إلى ولايات يحكم كلاً منها حاكمٌ يدعى مرزباناً. وكان المرازبة الفرس عموماً، ولكن كان دونهم رؤساء محليون يتمتعون بسلطة محدودة. وقد شجع مختلف الشعوب على المحافظة على عوائدهم وأديانهم.
وكجزءٍ من هذه السياسة، أرجع كورش اليهود إلى أورشليم لإصلاح المدينة وترميم الهيكل، كما يروي لنا ذلك سفرا عزرا ونحميا. وقد استقر اليهود أيضاً في عدة أجزاء أخرى من الإمبراطورية. حتى إنه في سوسة (شوشن)، إحدى عواصم الفرس، جعل ملكٌ متأخر، هو أحشويروش (زركسيس) الأول، يهوديةً ملكةً له، كما هو مدونٌ في سفر أستير. وقد أصبح "الشتات"، أي اليهود القاطنون في البلدان الأخرى، عظيم الشأن فيما بعد، في أزمنة العهد الجديد. ولأن هؤلاء اليهود كانوا بعيدين عن الهيكل، ابتكروا المجامع المحلية كمراكز للتعليم والعبادة. وعلى هذه الصورة انتشرت الكنائس المسيحية انتشاراً سريعاً.
وقد توسعت حدود الإمبراطورية نحو الغرب أيضاً، على يد داريوس الأول (522- 486 ق م) برسيبوليس العاصمة العظيمة الجديدة وفاتح الهند الغربية. وفي 513 استولى على مكدونية في شمال اليونان. وعام 490 هزم اليونان الفرس في ماراثون، فأُعد المسرح لبعضٍ من أعظم قصص التراث اليوناني. فأحشويروش الأول (486- 465) غزا اليونان، بل احتل أثينا أيضاً، لكنه هزم في معركة سلاميس البحرية. وتواصل النزاع على يد كل من أرتحششتا وداريوس الثاني والملوك الذين جاءوا من بعد وظلت مصاير الفرس واليونان ومادي ومصر في مد وجزر حتى سنة 333 ق م، حين عبر العسكري اليوناني الاسكندر المكدوني الهيلسبونت ليبدأ مسيرته الصاعقة.
كان الاسكندر في الثانية والعشرين فقط لما انطلق في حملته التي اجتاحت العالم القديم. "فحرر" مصر من نير الفرس (وأسس ميناء الإسكندرية) ثم زحف شرقاً، إلى قلب الإمبراطورية الفارسية. وواصل مسيرته حتى الهند، قاهراً كل من وقف في وجهه، ومؤسساً دول ومدنٍ يونانيةً حيثما ذهب. فاستحق لقبه "الاسكندر الكبير". ومات 323 ق م، وهو في الثالثة والثلاثين فقط.
وفي أعقاب موته انقسمت الإمبراطورية اليونانية الكبيرة بين أربعة من قواده. فسيطر السلوقيون على فلسطين، وكان مركزهم في سورية. وحكم البطالمة مصر، وكان مركزهم في الإسكندرية. على أن العالم اليوناني، أو"الهيليني"، بقي موجوداً ككيانٍ موحد، لغته المشتركة هي اليونانية، وله نمطٌ عامٌ من المدينة. هذه الخلفية قامت بدورٍ حيوي في الأحداث التي ستلي، أعني أحداث العهد الجديد.
الشعب العبراني في العهد الجديد: لما بدأت أزمنة العهد الجديد، كان الشعب العبراني قد عاش تحت الاحتلال الأجنبي قرابة 500 سنة بعد العودة إلى فلسطين. وتحت الحكم اليوناني أدوا الجزية لبطليموس حاكم مصر، وتبنوا اليونانية باعتبارها لغة الإمبراطورية. وفي السنة 198 ق م هزم انطيوخس الكبير، حاكم سورية السلوقي، البطالمة واستولى على فلسطين. ولكنه هو بدوره هُزم على أيدي الرومان في ماغنيزيا عام 190 ق م.
فرض الرومان على المملكة السلوقية ضرائب باهظة، مما حمل هؤلاء أن يغتنموا بدورهم أية فرصة لنهب المدن والهياكل. وتذرع انطيوخس أبيفانس بمقاومة اليهود الأوفياء، "الحسيديم" أو "الأتقياء"، لينهب هيكل أورشليم. وفي ما بعد بنى مركزاً يونانياً وثنياً في قلب المدينة، وأقام في الهيكل مذبحاً لزفس (جوبيتر) قُدمت عليه خنازير (وهي محرمة بحسب شريعة اليهود) كذبائح.
هذه الإهانة الأخيرة أفضت إلى الثورة المكابية. ونجح اليهود في تحرير أنفسهم زمناً، واستطاعوا أن يطهِّروا الهيكل ويعيدوا تكريسه عام 165 ق م. وأعلن رئيس الكهنة أرسطوبولس نفسه ملكاً عام 104 ق م، وكان أحد أفراد الأسرة الحسمونية التي تزعمت الثورة. ولكن لم يمض طويل وقتٍ حتى أتاحت المنافسات بين اليهود فرصة للرومان كي يتدخلوا. وهكذا أُعدم آخر رئيس كهنةٍ وملكٍ في 37 ق م.
أصبحت اليهودية خاضعة لروما تحت حكم والي إقليم سورية. ولكن اليهود مُنحوا الحرية ليمارسوا دينهم، وكان لهم حاكمهم الخاص من 37 حتى 4 ق م، وهو يهوديٌّ أدومي الأصل يدعى هيرودس. ورغم مشاريع هيرودس الكبير العمرانية العظيمة- بما فيها هيكل جديد في أورشليم- فقد كرهه اليهود، وهو يُذكر عموماً بطغيانه وقسوته.
تلك كانت خلفية ولادة يسوع. ويدون لوقا حقيقة ولادته في زمن أوغسطس، الإمبراطور الروماني الأول. وقد خلفه طيباربوس عام 14م. وفِعلة هيرودس بقتل جميع الصبيان في بيت لحم تتوافق تماماً مع ما نعرفه عنه من التاريخ. ولما مات انقسمت مملكته بين ثلاثة من أبنائه. وقد ملك أحدهم بطريقة رديئة جداً حتى عزله الرومان وعينوا والياً على اليهودية. وقد كان بنطيوس بيلاطس الذي حكم بالموت على يسوع، والياً من 26 حتى 36 م.
حاول المجلس اليهودي الأعلى، السنهدريم أو السنهدرين، أن يظل على وفاقٍ مع الرومان حفاظاً على مقامه الخاص. واستغل آخرون، كالعشارين (جباة الضرائب) المكروهين، الاحتلال الروماني ليملأوا جيوبهم. وكان كثيرون يتطلعون إلى اليوم الذي فيه يُنقذون ويُحررون. وشأنهم شأن سمعان الشيخ الذي كان في الهيكل لما جاء بيسوع الطفل أبواه، كانوا ينتظرن خلاص الشعب. فكان على يسوع أن يحذر المناداة به علناً أنه المسيا المحرر، لئلا يُثير آمال الشعب بأنه سيتزعم ثورةً على الرومان. وكانت روح المقاومة أقوى حالاً لدى الغيارى (مجموعة فدائية)، هذه الروح التي أفضت أخيراً إلى أحداث الحرب اليهودية الرهيبة وخراب أورشليم سنة 70 م.
ولكن زمن خراب الهيكل اليهودي وتبديد العبرانيين كان أيضاً زمن بداءةٍ جديدة. فبعد موت الرب يسوع وقيامته، اتضح لأتباعه أن مملكته الروحية الجديدة ليست لليهود وحدهم بل لجميع المؤمنين به. وكان ذلك فرصةً لبداءةٍ جديدة كلياً لجميع الذين يستفيدون من الوعود المعطاة لإبراهيم والمؤسسة على الإيمان. وتضمن ذلك التحرير من الخطية والذنب والناموسية التافهة التي بُنيت على الشريعة اليهودية. فاليهودي والأممي (غير اليهودي) على السواء يمكن أن يبدأا حياة جديدة مملوءة بروح الله. وكان لدينامية هذه الرسالة أن تقلب الإمبراطورية الرومانية رأساً على عقب وتغير العالم.
التبرير
لا يستطيع الإنسان أن يفعل شيئاً ليُصلح وضعه أمام الله (أي يتبرر). فإن الخطية تفصلنا عن الله القدوس. ومهما حاولنا أن نكون "صالحين" لا يمكننا أن نُفلت من قبضتها.
فإذا كان للإنسان أن يتبرر أمام الله، لا يمكن أن يتم ذلك إلا بعملٍ من الله، أعني "بالنعمة". ذلك هو لبُّ عقيدة "التبرير". فإن الله يقبلنا أولاداً له إن نحن قبلنا موت المسيح على الصليب لأجلنا. فالمسيح كان بلا خطية، ولكن لأجلنا جعله الله يحمل وزر خطيتنا، لكي يتسنى لنا من طريق الإتحاد به أن نشترك في بر الله. فهو أخذ على نفسه حكم خطايانا لكي نُعفى نحن. والله الآن ينظر إلى المسيحي المؤمن باعتباره "في المسيح"- أي شخصاً جديداً مغفور الخطايا من جراء موت المسيح وقيامته، وقد وهِبَ أيضاً قوة ليُطيع الله.
فالمؤمن إذاً قد "تبرر" (أي اعتُبر بريئاً وأُعلن كذلك) "بنعمة الله" (إحسانه إلى الإنسان بعكس ما يستحقه) على أساس موت المسيح وقيامته. ولا ينال الإنسان الصفح والصلح (التبرير) إلا بواسطة الإيمان.
راجع أيضاً الكفارة، النعمة.
2 كورنثوس 5: 21؛ رومية 3: 24؛ 5: 1، 9
التثنية
يتألف سفر التثنية من مجموعة خطابات ألقاها موسى على بني إسرائيل في سهول موآب قُبيل دخولهم أرض كنعان.
يعني اسم السفر "تكرار الشريعة". لكنه في الواقع تلاوة جديدة للشرائع التي أعطاها الله في سيناء (والمدونة في الخروج واللاويين والعدد)، مع تطبيق هذه الشرائع على الحياة المستقرة في أرض كنعان.
يستعيد موسى في سياق خطاباته أحداث الأربعين سنةً الماضية. وهو يعيد الوصايا العشر مشدِّداً عليها، ويُعين يشوع خلفاً له في قيادة بني إسرائيل.
الموضوع الأساسي في التثنية هو أن الله قد أنقذ شعبه وباركه. فعليهم دائماً أن يذكروا ذلك وأن يحبوا الله ويطيعوه.
وفي سفر التثنية وردت الكلمات التي دعاها الرب يسوع الوصية الأولى والعُظمى، وهي "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك" (تثنية 6: 4 و5؛ متى 22: 37 و38).
التجارة ومعاملاتها
بيع الأراضي:
من أقدم الصفقات التجارية المدونة في التوراة شراء إبراهيم لحقلٍ ومغارة من عفرون الحثي. ومنذ استقر العبرانيون في كنعان أصبح شراء الأراضي وبيعها غير محبذ. فقد تمسك كل رجل بأرضه كأمانة وضعها الله في عهدته. فالأرض ليست للإنسان، وكل أسرة حصلت على قطعة أرض كميراثٍ خاص بها. لذلك وجب أن تظل الأرض جزءاً من ممتلكات الأسرة.
وبالتالي، جرى العمل بقوانين تتعلق "بفكاك" الأرض، قضت بأنه إذا افتقر أحدٌ بحيث اضطر إلى بيع أرضه فمن الواجب أن يشتريها أحد أقربائه الأدنَين. وكان هنالك أيضاً التشريع المتعلق بسنوات "اليوبيل"، وقد قضى بأنه كلما أتت السنة الخمسون يجب أن تعاد جميع الأراضي إلى مالكيها الأصليين. ولسنا نعلم إلى أي مدى وفي أية أزمنة من التاريخ طُبقت هذه القوانين فعلاً. ولكن من المؤكد أن هذا القانون لم يطبق في زمن الملوك. فإن أخآب الملك دبر مقتل نابوت، أحد رعاياه، ليستولي على كرمٍ كان له. وكان الأغنياء يشترون أراضي الفقراء الذين لم يكونوا قادرين على سد ديونهم.
وقد درجت عادات قديمة في مجال شراء الأراضي. وفي سفر راعوث أن البائع يخلع نعله ويعطيه للشاري (مزمور 60: 8). وربما كان في ذلك رمزٌ إلى الامتلاك بوضع القدم في الأرض. ولما اشترى إرميا حقلاً، عُمِل صك ملكية وحُفِظت نسخة منه في إناء من خزف (ليكون في مأمن).
تكوين 23؛ لاويين 25: 8- 34؛ 1 ملوك 21: 1- 16؛ أشعياء 5: 8؛ راعوث 4: 7 و8؛ إرميا 23: 6- 15.
التجارة المحلية:
كان فلاحو العبرانيين فقراء. وقد أنتجوا على العموم ما يكفي لتلبية حاجات أُسرهم فقط، وكانوا يحتاجون إلى أشياء قليلة لم يكونوا يستطيعون صنعها بأنفسهم فضلاً عن الخزف والأدوات المعدنية والأسلحة. وكان السفر والانتقال صعبين. فقد استعملت الحمير لنقل الأحمال وكانت العربات صغيرة- إن وجدت. ولذا ظلت التجارة المحلية بسيطةً زمناً طويلاً على الأرجح. ولكن ساحات الأسواق تطورت بالتدريج حول أبواب المدن أو في مداخلها. فهنالك بيعت المنتوجات الزراعية والغنم والمعزى. وهُناك عرض الحدادون والخزافون مصنوعاتهم، وأقام التجار الأجنبيون منصات البيع.
التجارة الدولية:
أدت إلى انهماك العبرانيين في التجارة الدولية، ولا سيما في أيام الملوك، ثلاثة عوامل:
الأول كان ازدهار "الصناعات" التي تحتاج إلى مواد أولية مستوردة. وأهم هذه صناعة الثياب وشغل المعادن.
والثاني كان استيلاء العبرانيين على أراضٍ جديدة واقعة على طرق التجارة الدولية.
والثالث كان اهتمام الملوك أنفسهم باصطناع الثروة وشراء البضائع الثمينة الفاخرة.
وربما كانت حقيقة كون التجار يُعرفون بين العامة باسم "الكنعانيين" تعكس لنا انزواء العبرانيين زمناً طويلاً في الجبال وعدم انهماكهم في التجارة مع الخارج. ويتحدث النبي أشعياء عن صور التي منها تجار مكرمون في الأرض (23: 8). ولكن هوشع يعلن قائلاً: "مثل الكنعاني في يده موازين الغش، يحب أن يظلم" (12: 7).
الطرق التجارية البرية:
تقع فلسطين عند ملتقى آسيا الصغرى (تركيا وسورية) ومصر والعربية. وقد استغل العبرانيون هذا الواقع، وإن كان رجال البدو في الصحراء هم الذين كانوا يحملون البضائع على قوافل الجِمال.
وكان التجار يسافرون من آسيا الصغرى عبر جبال طوروس، غربي الصحراء السورية، مروراً بحلب وحماة ودمشق، إلى فلسطين.
ومن بلاد ما بين النهرين كانوا يسلكون طريقاً في شمال الصحراء السورية مروراً بحاران وحلب، ثم جنوباً إلى فلسطين.
ومن العربية يسيرون بمحاذاة شاطئ البحر الأحمر فالعقبة، ثم يتجهون إما شمالاً إلى دمشق مروراً بموآب وجلعاد إلى الشمال الغربي من أورشليم، وإما غرباً إلى مرفإ غزة.
الطرق التجارية البحرية:
سيطر الفينيقيون على الملاحة حتى زمن الرومان. وقد أبحر الفينيقيون إلى غرب المتوسط حتى وصلوا ربما إلى بريطانيا، ونشّطوا خطّاً ساحليّاً من لبنان إلى مصر، متوقفين في مواضع مثل أوغاريت وجبيل وصيدون وصور وعكا وقيصرية ويافا والموانئ الواقعة على الساحل الفلسطيني. ومع مرور الزمن، أُنشئت الأرصفة والعنابر ووسِّعت. وقد وُجد أيضاً خطٌّ عبر البحر الأحمر وساحل إفريقيا الشرقي، إلا أن التجارة على هذا الخط كانت تفور ثم تغور.
مشروعات ملكية:
عقد بعض ملوك إسرائيل تحالفات مع البلدان المجاورة، ولا سيما صور. وربما تم ذلك بقصد إنعاش التجارة وتوفير السلم معاً. فكانت صور آنذاك قد أصبحت أعظم قوة بحرية في المتوسط، ولها مستعمرات وموانئ على سواحله.
يبدو أن سليمان عمل كوسيط بين بلدان شتّى. والظاهر أنه استورد الخيول من كيليكياً والمركبات من مصر ثم صدرها جميعاً إلى سورية.
ولما زارت ملكة سبأ سليمان. ربما كانت مشاركةً في وفد تجاري من جنوب العربية (حيث كان يُنتج اللُّبان). ولما حصن سليمان تدمر، ربما كان ذلك لتسهيل عبور التجار في الصحراء السورية.
وقد طلب سليمان مساعدة الفينيقيين لبناء السفن في عصيون جابر، عند رأس خليج العقبة. وبعد تزويد الأسطول بالرجال، أبحر إلى "أُوفير" (ربما على ساحل أفريقيا الشمالي الغربي). وفي ما بعد حاول يهوشافاط ملك يهوذا إحياء هذا الأسطول التجاري بالاشتراك مع ملكي إسرائيل وصور، إلا أن السفن تحطمت في عاصفة شديدة.
ويبدو أن الملوك درجوا على محاولة تأمين حقهم في فتح أسواق لهم في البلدان الأجنبية لبيع منتوجاتهم الخاصة. فقد كان لأخآب الملك هذا الحق في دمشق.
ازدهرت الأمة في أيام بعض الملوك وتدفقت الثروات إلى داخل البلد. لكن الأنبياء نظروا إلى هذا الوضع نظرة عدم رضى شديد. فالرخاء مجلبةٌ للتباهي والفساد والدين والاستعباد. وبينما الأغنياء يزدادون غنى، أخذ الفقراء يزدادون فقراً. وما هو أسوأ من هذا أن الواردات لم تقتصر على البضائع المادية بل تعدتها إلى الديانات الأجنبية أيضاً.
حزقيال 27؛ 1 ملوك 5؛ 9: 11؛ 10: 28 و29؛ 2 أخبار 9: 28؛ 1 ملوك 10: 1- 13؛ 2 أخبار 20: 35- 37؛ 1 ملوك 22: 48 و49؛ 20: 34.
في أزمنة العهد الجديد:
يسَّر "السلام الروماني" سبل التجارة، وخصوصاً بعد تطهير بومبي للبحار من القراصنة. وفي فلسطين كانت مهنة التاجر تُحترم كثيراً، وقد تعاطى التجارة حتى الكهنة، وتزايدت الواردات والصادرات.
سيطر الأنباط على طرق التجارة البرية. وكان عاصمة هؤلاء هي البترا (في الأردن اليوم). وقد كانت قوافل الجمال طويلة في الغالب، فتعرضت دائماً لخطر اللصوص. ويبدو أن هذا الواقع ساد خصوصاً المنطقة المحيطة بأورشليم، مع أن الملك هيرودس اتخذ إجراءاتٍ للحد منه.
وتبين الوثائق أنه على رغم موقع أورشليم النائي بين الجبال، كانت تُباع فيها صنوفٌ من البضائع الفاخرة لا تقل عن 118 صنفاً متنوعاً. وكان فيها سبع أسواق مختلفة. وقد دفع عارضو البضاعة في السوق ضرائب باهظة، وكانت الأسعار غالية. ونشطت تجارةٌ قوية بالبضائع المطلوبة للعبادة في الهيكل، ولا سيما الحيوانات المعدة للذبائح. وقد اعترض المسيح دون ممارسة هذه التجارة في دار الهيكل الخارجية- وهو المكان الوحيد الذي كان يُسمح بدخول غير اليهود إليه. وربما كان الهيكل أهم عامل من عوامل التجارة في أورشليم. فقد كان على كل يهودي أن يؤدي مبلغاً لخزينة الهيكل، الأمر الذي ساهم، ولا شك، في دفع أثمان الواردات.
وقد وضع الرابيون اليهود (معلمو الدين عندهم) قوانين صارمة لعقد الصفقات التجارية، وكان عندهم مراقبون في السوق للتثبت من العمل بها. وكان واجباً أن تُنظَّف المعايير والأوزان بصورة منتظمة. وتمتع المشترون بحق رفع الشكاوى. ولم تكن أية فوائد تُفرض على المواطنين اليهود، فيما كان ممكناً رهن الممتلكات الشخصية لضمان وفاء القروض. ولكن لم يكن مسموحاً بيع الأشياء الضرورية، كالعبادة والمحراث وحجر الطحن، إذا تعذر على المقترض سد الدين. هذه القوانين لها جذورها في شريعة العهد القديم، ولكن معاصري المسيح شددوا عليها بطريقة خاصة.
لوقا 10: 30- 37؛ لاويين 19: 35 و36؛ تثنية 25: 13- 16
الدفع:
كانت التجارة تتم في الأزمنة القديمة بالمقايضة أو المبادلة. والكلمة المستعملة أصلاً في تكوين 33: 19 ويشوع 24: 32 ("قسيطة") تعني حرفياً "رأس ماشية". فلا شك أن تسعير البضاعة كان يتم أساساً وفقاً لما تساويه من المواشي. وسرعان ما جرى استعمال الذهب والفضة لهذه الغاية، ولكن قطع النقد لم تستعمل قبل القرن السابع ق م. والشاقل كان وزنة معينة من الذهب أو الفضة قبل أن يصير قطعة نقد. وهكذا استلزمت التجارة حمل كميات كبيرة من المعادن، وكان وزن القوالب وفحصها ضرورياً عند التجار. وليس لدينا دليل يثبت وجود مصارف عند العبرانيين قبل زمن السبي، مع أنها كانت موجودة فعلاً في ما بين النهرين.
ولما جاء القرن الأول للميلاد كانت تتداول عملة محلية ونشط العمل المصرفي النظامي. وقد استدعت المتاجرة بين البلدان ذات العملات المختلفة رواج خدمات الصيارفة.
التجربة:
يسمح الله بتجريب أولاده أو امتحانهم. وامتحان كهذا يُظهر قيمة محبتهم له. وكل امتحانٍ يفوزون به يقويهم ويدفعهم إلى الأمام. والكلمة "تجربة" تستعمل غالباً للإشارة إلى نشاط الشيطان في السعي إلى حمل الناس على ارتكاب الخطية. وأظهرُ مثلٍ على ذلك تجربة المسيح. والمثل الأقدم على ذلك هو ما جرى لآدم وحواء. فقد جرت الحية المرأة تدريجياً إلى الشك والارتياب في مشيئة الله. ومن ثم رأت المرأة الثمرة، وأدركت قيمتها، ورغبت فيها، وتبين لها ما قد تحمله إليها، فأخذت منها في الأخير.
يُطلب من المسيحيين المؤمنين أن يكونوا على أهبة الاستعداد للصمود في وجه التجربة. ولهم أيضاً وعد الله بأنه لن يدعهم يُجربون فوق طاقتهم. وهو تعالى يمدنا بالقوة للاحتمال.
راجع أيضاً الشيطان، الخطية.
تكوين 3؛ خروج 20: 20؛ تثنية 8: 1- 6؛ متى 4؛ 6: 13؛ 1 كورنثوس 10: 11- 13؛ أفسس 6: 10- 18؛ عبرانيين 2: 18؛ يعقوب 1: 12- 16؛ 1 بطرس 1: 6- 9؛ 4: 12- 19
التجلّي
وقعت حادثة التجلي عند نقطة تحولٍ في حياة ربنا يسوع. فإن بطرس كان قد اعترف تواً بأن يسوع هو المسيح، ومضى الرب يعلم تلاميذه ما يتعلق بموته وقيامته. ثم صعد المسيح إلى جبلٍ عالٍ (يُظنُّ أنه حرمون بحسب التقليد) مع بطرس ويعقوب ويوحنا. وهناك شاهدوا المسيح متجلياً بمجدٍ سماوي، وظهر إيليا وموسى وتحدثا معه. وصار في ختام هذا الحدث صوتٌ من السماء، شبيهٌ بالذي صار عند معمودية المسيح، قال: "هذا هو ابني الحبيب، له اسمعوا".
مثل موسى وإيليا جُزأي العهد القديم الرئيسيين، أي الناموس والأنبياء. وقد برهن حضورهما أن كل شيء قد تم في المسيح. وأراد بطرس نصب خيام لجعل هذا الاختبار يستمر. ولكن هذا لم يكن المقصود بالحادثة. فإن التجلي أيد السبيل الذي اختاره المسيح. وقد أشار إلى المجد الذي سيكون له ذات يوم. ولكن قبل ذلك لم يكن بُدٌّ من أن يموت على الصليب. ذلك كان موضوع المحادثة مع موسى وإيليا: "خروج" المسيح. غير أن التلاميذ لم يفهموا ذلك إلا بعد القيامة.
متى 17: 1_ 8؛ مرقس 9: 2- 8؛ لوقا 9: 28- 36
التجميل
استعملت النساء مستحضرات التجميل منذ أقدم العصور. فكانت نساء فلسطين ومصر وما بين النهرين قديماً يُكحلن عيونهن. وربما كان ذلك في أول الأمر لاتقاء حرارة الشمس الشديدة. ولكنه سرعان ما أصبح طرازاً شائعاً. فكانت بعض المعادن تُسحق في هاون صغير ممزوجة بالزيت أو اللبان. وتضع النساءُ الكحل مستعملات أصابعهنَّ أو أميالاً من خشب أو نحاس أو فرشاً دقيقة. وكانت عندهن أيضاً مرايا معدنية مصقولة ليرين النتيجة! وقد استُعمل منذ القديم كبريتيد الرصاص ثم كربونات النحاس لإضفاء لونٍ كحليٍّ مائل إلى الأخضر. وفي أزمنة الرومان شاع استعمال الإثمد على نطاقٍ أوسع. وقد استعملت المصريات أحمر الشفاه والمذررات. وكُنَّ يصبغن أظفار أقدامهن وأيديهن بصباغ أحمر يتخذ من ورق الحناء المسحوق. ويبدو أن أوكسيد الحديدِ الأحمر استُعمل في مصر كحُمرة.
وكان مألوفاً أيضاً في المناخ الحار والجاف دهن البشرة بالزيت لترطيبها. ولم يكن يُستغنى عن الأدهان إلا في زمن الحداد. ولكن الزيت، شأنه شأن الكحل، سرعان ما صار جزءًا من الطراز الدارج وبات يُمزج بالعطور. وكان من شأن الرائحة الطيبة الثقيلة أن تطغى على روائح الجسد الكريهة حيث لم يتوفر الماء بكثرة للاغتسال. وكانوا يصنعون "الدهن الطيب" من بعض الزهر والبزر والثمر ينقعونه في الزيت والماء. وكانوا أحياناً يعالجون هذا الدهن للحصول على خلاصته الصافية. كما استخرجوا من الراتينج والصمغ عطوراً أخرى كانت تُستعمل كأذرة أو تذاب بالزيت أو تمزج منها مراهم. ومعظم هذه المراهم كانت تُستورد إلى فلسطين وتُعدُّ من علامات التنعُّم والبذخ. ولأنها كانت غالية، كانت تُحفظ في قوارير وحناجير ثمينة جداً.
تحفنحيس
مدينة مصرية في الجزء الشرقي من دلتا النيل. إليها أُخِذ النبي إرميا بعد سقوط أورشليم، وربما مات فيها.
إرميا 43: 5- 10؛ حزقيال 30: 18
تراخونيتس
منطقة متصلة بإيطورية (راجع إيطورية). منها تألفت الولاية التي كان يحكمها هيرودس فيلبس يوم بدأ يوحنا المعمدان كرازته. وكانت تراخونيتس منطقة صخرية بركانية يلجأ إليها الفارون من العدالة، شرقي الجليل وجنوبي دمشق.
لوقا 3: 1
الترانيم
راجع قوانين الإيمان والترنيمات المسيحية.
التربية والتعليم
كانت بعض الأمم، منذ زمن إبراهيم، تُعنى بالتربية والتعليم. فقد كان في سومر، مسقط رأس إبراهيم، مدارس لتدريب كتبة المستقبل للعمل في المعابد والقصر والتجارة. وكان هذا التعليم اختيارياً، وعلى نفقة أهل التلميذ، مما جعله عادةً من امتيازات الأغنياء. أما الموادُّ، فكانت متنوعة، بين عِلم نباتٍ وجغرافية ورياضيات ونحوٍ وأدب.
وقد كشفت التنقيبات عن عددٍ كبير من ألواح الطين التي تحتوي على تمارين للنسخ، فيما تُظهر ألواحٌ أخرى محاولات التلاميذ وتصحيحات معلميهم. ووُجدت في قصر ماري غرفتان للدرس فيهما طبقات ومقاعد. أما هيئة التعليم فكانت تضم أستاذاً (غالباً ما يُدعى "أبا المدرسة" فيما يُدعى التلاميذ "أبناء المدرسة") ومساعداً يحضر الأمثولات اليومية، ومعلمين مختصين، وآخرين مسؤولين عن ضبط النظام (أحدهم يدعى "الأخ الأكبر").
وكان في مصر نظامٌ مماثل، حيث كانت المدارس في جوار المعابد غالباً. وبعد النجاح في مواد المبتدئين كان التلاميذ يُنقلون إلى قسم حكومي فيه يدرسون الإنشاء والعلوم الطبيعية وواجبات الوظيفة الرسمية. وكانوا يهتمون كثيراً بالخط، وقد وجدت نماذج للخط. وإن كان التلاميذ يُدربون ليصيروا كهاناً، كانوا يدرسون علم اللاهوت والطب. وقد كان النظام صارماً، فلا خمر ولا نساء ولا غناء.
ولا بد أن بني إسرائيل تأثروا- في مراحل معينة من تاريخهم- بمثل هذه الأنظمة التعليمية. وربما كان إبراهيم قد تلقى بعض العلوم. ولا بد أن يوسف اعتمد بعض الكتبة في عمله كوزير من كبار وزراء فرعون. وموسى أيضاً تلقى تربية مصرية ممتازة- وهكذا اختار الله رجلاً ذا ذهن مدرب ليعلم الشعب الشريعة. إلا أن التعليم عند بني إسرائيل سار في خطٍّ مختلف كلياً.
إن الفكرة الأساسية في الكتاب المقدس هي أن كل معرفة إنما تأتي من الله. فهو تعالى أعظم المعلمين قاطبةً. وكل حكمة وتعلم ينبغي أن يبدأا من "مخافة الرب". وهدف التعليم هو معرفة الخالق وفهم عمله على نحوٍ أفضل. وعليه، فالتعلم يُفضي إلى تسبيح الله (كما في مزمور 8). فلا يكفي أن يكون التعلم لإشباع الفضول البشري وحسب، بل إنه ينبغي أن يُعين الناس على استخدام قدراتهم التي أعطاهم الله إياها على أفضل وجه. لذا دعت الحاجة إلى مبادئ الرياضيات لمسح الأراضي واحتساب الغلال وإنشاء المباني الضخمة. كما ساعدت دراسة حركات الشمس والقمر والنجوم على وضع الروزنامة والعمل بها. وكثير من هذه الأمور كان يتم تعلمه بالاختبار كسائر الحِرَف.
وفي الوقت نفسه أولِيت تربية الأولاد أهمية خاصة. فقد كان من واجبات كل أبٍ وأم أن يعلما أولادهما، غير أن مضمون هذا التعليم كان دينياً بجملته تقريباً.
فقد كان واجباً أن يُعلم الأولاد قصة معاملات الله مع بني إسرائيل، وأن يُدربوا على شرائعه. فالله قدوس ويطلب القداسة في شعبه. لذلك ينبغي أن يُعلم الأولاد كيف "يحفظون طرق الرب".
كذلك كان واجباً أن يزودوا بإرشادات تتعلق بحُسن المعاملة. وسفر الأمثال مليءٌ بالحكم المتعلقة بحسن السلوك مع الآخرين، وهو موجهٌ إلى "الأبناء". هذا النوع من التعليم كان مشتركاً مع أممٍ أخرى.
خروج 20: 4؛ أمثال 1: 7؛ 9: 10؛ أيوب 28: 28؛ تثنية 4: 9 و10؛ 6: 20 و21؛ خروج 13: 8 و9؛ 12: 26 و27؛ يشوع 4: 21 و22؛ لاويين 19: 2 و3؛ تكوين 18: 19؛ أمثال 1: 8؛ 4: 1
كيف تطورت التربية:
ابتدأت التربية من البيت. فإبراهيم طُلب منه أن يعلم أولاده. وكان مهماً أن ينقل الحق المتعلق بأعمال الله ومعاملاته من الآباء إلى الأبناء، من جيل إلى جيل. وربما شاركت الأمهات أيضاً في هذا الأمر حين يكون الأولاد ضغاراً.
تختلف الآراء في ما يتعلق بعدد الذين كانوا يجيدون القراءة والكتابة في أزمنة العهد القديم. فبعضهم يعتقدون أن الأشراف وحدهم كانوا يجيدونهما. ولكننا نجد في المقابل أن يشوع توقع أن يتلقى تقارير مكتوبة حول أرض كنعان، وجدعون توقع من صبيٍّ عابر أن يجيد الكتابة، وفي زمن حزقيا يرجح أن عاملاً كتب على حائط النفق الذي احتُفر لجر المياه إلى أورشليم (راجع البناء). وقد تم العثور على قدرٍ كبير من نماذج الكتابة العبرانية القديمة، مما يدل على شيوع هذه المهارة.
ولا نعرف متى بدأت مدارس الأولاد عندهم. فلسنا نجد أية إشارة إليها قبل السنة 75 ق م، حينما وقعت البلاد تحت النفوذ اليوناني وجرت محاولة لجعل التعليم الابتدائي إلزامياً. ولكن ربما وجدت مدارس اختيارية قبل ذلك الحين. فالولد صموئيل سُلِّم إلى عناية عالي الكاهن وتعلم على يده كما هو مفترض. وربما كان مثل الأمر ممارسةً مألوفة. ولعل في "تقويم جازر" (راجع الزراعة) دليلاً على وجود تربيةٍ أكثر اتصافاً بالرسمية. ومن المؤكد أنه كان في وسع الشبان أن يصيروا تلاميذ للأنبياء، وربما للكهنة واللاويين أيضاً. فأشعياء علم جماعةً من التلاميذ تعليماً خصوصياً، وأليشع عُني بخير تلاميذه وأُسرهم. إلا أن شيئاً من ذلك كله ليس "تربية"، ولا بالمعنى الحديث ولا على النحو الذي نجده في مصر أو بابل القديمة. فهذا لم يُعد كونه تعلماً عن الدين لخدمة الله على نحوٍ أفضل.
وبعد عودة الشعب من السبي، برزت إلى الوجود جماعة متخصصة من معلمي الكتاب المقدس، عرفة باسم "الكتبة". وكان هذا الإصلاح قد استعمل سابقاً بمعنى "أمناء السر"، غير أن بعض اللاويين كانوا كتبة حتى إنهم قبل السبي عرفوا بأنهم خبراء بشريعة الله. وبحسب التقليد اليهودي أن هؤلاء الكتبة عُدوا بعد السبي معادلين للأنبياء القدامى، وقد دعوا "رجال المجمع العظيم". وفي ما بعد عرفوا بأسماء أهمها "الناموسيون"، معلمو الشريعة"، "الرابيون". وقد كان من أشهرهم سمعان الصديق وشماي وغمالائيل. وكان عملهم تعليم شريعة الله المكتوبة وتفسيرها، وقد اهتموا بتطبيق الناموس في الحياة المعاصرة لهم. هذه التعاليم تراكمت فصارت مجموعاتٍ ضخمةً من القواعد والقوانين. وفي بادئ الأمر كانت تُلقن شفهياً، لكنها أخيراً دوِّنت نحو السنة 200م لتشكل ما عرف "بالمنشا". وقد اعتبرت ذات سلطانٍ موازٍ لسلطان العهد القديم بالذات.
وفي القرون الأخيرة قبل المسيح يبدو أن الجماعة التي عُرفت في ما بعد بالفريسيين أنشأت نظاماً مدرسياً مرتباً. فكان الأولاد يؤمون أولاً مدرسة المجمع المسماة "بيت الكتاب". ثم كان التعليم الأعلى يتم في "بيت الدرس". ومدارس كثيرة من هذا النوع كان يديرها رابيون مشهورون.
أما أساليب التعليم فلا نعرف عنها شيئاً يقيناً. وربما ألقى لنا أشعياء بعض الضوء على هذا الموضوع. فقد كتب ما يفيدنا أن الشعب اعتبروا رسالته للأطفال وحدهم: "كان لهم قول الرب أمراً على أمر، أمراً على أمر؛ فرضاً على فرض، فرضاً على فرض" (أي حرفاً فحرفاً وسطراً فسطراً ودرساً فدرساً). فربما عكس هذا ممارسة التعليم على دفعات بمقدارٍ قليل كل مرة، أو ربما أشار إلى تعلم أحرف الهجاء بالإعادة والتكرار. وكان معظم التعليم يلقن شفهياً، وقد اعتمدت وسائل شتى لتسهيل الحفظ. والمسيح نفسه استخدم الأمثال السائرة والتكرار والأمثال الرمزية.
مزمور 78: 3- 6؛ أمثال 31: 1؛ 1: 8؛ 6: 20؛ يشوع 18: 4، 8 و9؛ قضاة 8: 14؛ أشعياء 8: 16؛ إرميا 36: 26؛ 1 أخبار الأيام 24: 6؛ إرميا 8: 8؛ مرقس 7: 6- 9؛ أشعياء 28: 13؛ أمثال 1: 8؛ مرقس 9: 42- 50؛ متى 6: 2- 18
تعليم الراشدين:
ليست التربية في الكتاب المقدس للأولاد وحدهم. فقد طُلِب من إبراهيم أن يعلم أهل بيته جميعاً. وموسى علم الشعب ناموس الله. وأوصي الاويون بأن يتولوا مهمة التعليم. وقد أرسل الملوك لاويين إلى جميع أنحاء البلد ليُعلموا الشعب، وإن كان الأنبياء قد اشتكوا من كون هذا الواجب غالباً ما يتمم على نحوٍ رديء ويعتبر وسيلةً لكسب المال. وربما لم تنشأ عادةُ تعليم الشعب بانتظام إلا بعد السبي.
وكان عزرا كاهناً وكاتباً ماهراً في شريعة موسى، وقد "هيأ قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها، وليعلم إسرائيل فريضةً وقضاءًً". ويصفه نحميا 8 واقفاً على منبرٍ من خشب وجميع الشعب قد اجتمعوا ليسمعوه.
تكوين 18: 19؛ لاويين 10: 11؛ 2 أخبار الأيام 17: 7- 9؛ 35: 3؛ ميخا 3: 11؛ ملاخي 2: 7 و8؛ عزرا 7: 6، 10
التربية عند اليونان:
كانت التربية اليونانية في زمن المسيح قد اشتهرت في المسكونة كلها. وكانوا يعتقدون أن الجسد والعقل والنفس تحتاج كلها إلى مجالٍ للتعبير. لذلك اشتمل برنامج المواد التعليمية على الألعاب الرياضية والفلسفة والشعر والتمثيل والغناء والخطابة. فكان الصبيان يؤمون المدرسة بين السابعة والخامسة عشرة ثم يُرسلون إلى المباني الرياضية لتلقي تربيةٍ أوسع نطاقاً (وليس فقط للتدرب على الألعاب الرياضية). وكان مسموحاً لمن شاء من عامة الشعب أن يحضر مناقشات التلاميذ ويُشارك فيها. ومع أن مستوى التعليم في المباني الرياضية كان قد انحدر في أيام المسيح، فقد ظلت هذه المدارس تمثل الثقافة اليونانية الفضلى. وحيثما سكن اليونانيون كانوا يقيمون مثل هذه المدارس، وإحداها أنشئت في أورشليم عام 167ق م.
وقد عارض معظم اليهود نظرة اليونانيين إلى التربية، كما شجبوا أيضاً المباني الرياضية لأن اللاعبين اليونانيين كانوا يتدربون ويتبارون وهم عراة. إلا أن أهل اليونان كانوا يرحبون بالأجنبيين في مدارسهم هذه. ولأن بولس من طرسوس التي اشتهرت أيضاً بمبناها الرياضي فلنا أن نتساءل هل أم ذلك المبنى. فمن المؤكد أنه يشير إلى الألعاب اليونانية ويُبدي في رسائله معرفةً بالتربية اليونانية.
1 كورنثوس 9: 24- 27
راجع أيضاً الكتابة.
ترتان
راجع ربساريس.
ترشيش
البلد البعيد الذي أبحر يونان صوبه لما عصى أمر الرب بالذهاب إلى نينوى. والبلد مصدر للفضة والقصدير والحديد والرصاص. لعلها ترتيسُّوس في إسبانيا.
يونان 1: 3؛ أشعياء 23: 6؛ إرميا 10: 9؛ حزقيال 27: 12
ترصة
مدينة في شمال فلسطين اشتهرت بجمالها. كانت أحد المواقع التي استولى عليها يشوع. أصبحت في ما بعد موطن يربعام الأول، وأول عاصمة للملكة الشمالية. فقد نقل الملك عمري لاحقاً مركز حكمه إلى مدينة السامرة الجديدة التي أنشأها. وموقع ترصة هو تل الفارعة، على بعد نحو 11كلمً من شكيم (نابلس).
يشوع 12: 24؛ 1 ملوك 14- 16؛ 2 ملوك 15: 14، 16؛ نشيد الأنشاد 6: 4
ترهاقة
راجع فرعون.
ترواس
ميناء تبعد نحو 16 كلمً عن ترويا، في ما هو الآن شمال غرب تركيا. عرج عليها بولس عدة مرات خلال سفراته. وفيها رأى رؤيا الرجل المكدوني يستنجد به، ومنها أقلع في سفرته التبشيرية الأولى إلى أوروبا. وفي زيارة لاحقة لترواس رد بولس الحياة لأفتيخوس بعد سقوطه من طاقة عُلية كان بولس يعظ فيها.
أعمال 16: 8- 12؛ 20: 5- 12؛ 2 كورنثوس 2: 12؛ 2 تيموثاوس 4: 13
تروفيمس
مسيحي من أفسس سائر مع بولس إلى أوروبا وأورشليم.
أعمال 20: 4؛ 21: 29؛ 2 تيموثاوس 4: 20
تسالونيكي
المدينة الرئيسية في مكدونية (شمال اليونان) على الطريق الإغناطي، وهو الطريق الروماني الرئيس نحو الشرق وما تزال المدينة إلى اليوم (اسمها الآن سالونيك) مدينةً كُبرى. زارها بولس في أثناء رحلته التبشيرية الثانية. إلا أن سخط اليهود اضطره إلى الذهاب إلى بيرية. ورسالتاه إلى المسيحيين فيها كُتبتا بعيد ذلك.
أعمال 17: 1- 15؛ 20: 4؛ 27: 2؛ فيلبي 4: 16؛ 1 تسالونيكي 1: 1؛ 2 تسالونيكي 1: 1، الخ؛ 2 تيموثاوس 4: 10
رسالتا تسالونيكي
1 تسالونيكي:
نشأت في تسالونيكي كنيسة مسيحية على يد بولس الرسول في أثناء سفرته التبشيرية الثانية . ولما وصل بولس إلى كورنثوس، أخبره تيموثاوس العامل معه بأن اليهود في تسالونيكي ما زالوا يثيرون الشغب لأن غير اليهود استهوتهم الرسالة المسيحية التي كان بولس يحملها.
رداً على ذلك، كتب بولس 1 تسالونيكي. وهي واحدة من رسائله الأولى، ويرجع تاريخها إلى السنة 50م، أي بعد مضي عشرين سنة على موت المسيح وقيامته وصعوده.
في الرسالة كثير من التشجيع والطمأنة للمسيحيين في تسالونيكي. فالرسول يشكر الله على الأخبار الطيبة عنهم ويستذكر زيارته لهم (الأصحاحات 1- 3). ويحرضهم على السلوك الذي يمجد الله (4: 1- 12). ويجيب عن بعض الأسئلة المتعلقة بعودة المسيح المرجوة (4: 13- 5: 11): متى يكون ذلك؟ وماذا يحدث للمؤمنين الذين يموتون قبل عودته؟ ثم ينهي بولس رسالته هذه بتوجيهات عملية وصلاة وتحيات (5: 12- 28).
2 تسالونيكي:
رُغم رسالة بولس (راجع 1 تسالونيكي أعلاه) ظل المسيحيون في تسالونيكي متحيرين بشأن عودة المسيح. وقد خُيِّل إلى بعضهم أن يوم عودته قد حضر فعلاً. ففي هذه الرسالة الثانية، وقد كُتبت بعد مضي أشهر قليلة على الأولى، ينبه بولس إلى أن زمن شرٍ عظيمٍ سيعم قبل عودة المسيح إلى الأرض (الإصحاح 2). ويختم بولس رسالته بحث المسيحيين على حفظ الإيمان والمواظبة على العمل (الإصحاح 3).
التسبيح والحمد
إن الفرح الذي يغمر قلوب شعب الرب يعبرون عنه في "التسبيح". وهم يسبحونه ويحمدونه بوصفه خالقهم وفاديهم (مخلصهم).
وقد اقترن التسبيح بالتهليل. فالعبادة عند العبرانيين تضمنت الهتاف والترنيم واستعمال عدة آلات موسيقية. ونرى هذا الأمر مراراً وتكراراً في المزامير (التسابيح التي كانت ترتل في الهيكل). ومن العبرية انتقلت الكلمة "هللويا" إلى جميع اللغات (تعني "اهتفوا للرب تسبيحاً").
كذلك تميزت الكنيسة المسيحية بميزة الحمد والتسبيح أيضاً. فالمؤمنون بالمسيح يبتهجون أكثر الكل بعمل الخلاص العظيم الذي تم بموت المسيح وقيامته. وقد ترنمت الملائكة لما ولد المسيح. كما أن الحمد جزءٌ لا يُجزأ من الصلاة المسيحية بفرح، أي الطلب إلى الله بقلبٍ شكور. والسماء بالذات تتردد فيها باستمرار أصداء الحمد والتسبيح.
راجع أيضاً قوانين الإيمان والترنيمات المسيحية.
المزامير 136؛ 135؛ 150؛ 34: 3؛ 35: 18 وشواهد أخرى عديدة؛ لوقا 2: 13 و14؛ فيلبي 4: 4- 8؛ رؤيا 4: 6- 11
تِشبة
البلد الذي يُنسب إليه النبي إيليا، كما هو مفترض. وكان في جلعاد، شرقي الأردن، لكنه حالياً مجهول الموقع.
1 ملوك 17: 1، الخ...
التطويبات
راجع تعاليم المسيح.
التعشير
هو تقديم عُشر الدخل. وكان عشر المدخول يقدم كل سنة لإعالة الكهنة. كذلك كانت تفرض ضريبةٌ ثانية لقاء وليمة قربانية يشترك فيها العابد وأسرته بمناسبة الأعياد. وقد خصصت ضريبة ثالثة لإعانة الفقراء.
لاويين 27: 30- 33؛ عدد 18: 21؛ تثنية 14: 22- 29؛ متى 23: 23
تغلث فلاسر
كان تغلث فلاسر الثالث (فول) ملكاً على أشور من 745 إلى 727 ق م. وقد ضاعف قوة أشور بمحاربة الأمم الصغرى. وكانت فلسطين من البلدان التي غزاها. وقد دفع الملك منحيم إلى تلغث فلاسر مبلغاً من المال ضخماً كي يُبقيه ملكاً على المملكة الشمالية. وبعدما هاجم رصين ملكة أرام وفقح ملك إسرائيل أورشليم، لبى تغلث فلاسر استنجاد الملك آحاز به فاستولى على دمشق وعدة مدن في شمال البلاد. ومن ثم صار آحاز ملكاً تابعاً لتلغث فلاسر.
2 ملوك 15: 29؛ 16: 7 وما يلي؛ 2 أخبار 28: 16 وما يلي
تقوع
بلدة في جبال اليهودية تبعد نحو 10 كلم إلى الجنوب من بيت لحم. توسلت امرأة حكيمة من تقوع إلى الملك داود ليسمح لابنه أبشالوم بالعودة إلى أورشليم. وتقوع موطنُ النبي عاموس أيضاً.
2 صموئيل 14: 2؛ الخ؛ عاموس 1: 1
التكوين
إنّ التكوين، أول أسفار الكتاب المقدس، هو سفر البداءات. ومعنى اسم السفر باليونانية "الأصل".
يتحدث السفر عن الخلق. فالله صنع الكون. ويتكلم التكوين أيضاً عن أصل الرجل والمرأة، وكيف بدأت الأمور تسوء، وقصد الله الصالح لخليقته.
يُقسم السفر قسمين رئيسيين. فالأصحاحات 1- 11 تقص خبر خلق العالم والإنسان، حيث نقرأ عن آدم وحواء وقايين وهابيل ونوح والطوفان وبرج بابل.
ولكن خليقة الله الصالحة تفسد تدريجياً من جراء الأنانية والكبرياء وشر الرجل والمرأة. فالسفر يتحدث عن بداءة الخطية والمعاناة، ووعد الله الباعث للرجاء.
ثم تضيق الإصحاحات 12- 50 النطاق، فتحصر الكلام في شخصٍ واحدٍ وفي أسرته. ذلك هو إبراهيم الذي أطاع الله واثقاً به، وقد اختاره تعالى ليكون أباً لأمةٍ كبيرة. وتتحدث الإصحاحات التالية عن ابنه اسحاق، وحفيده يعقوب (وقد عرف أيضاً باسم إسرائيل)، وبني يعقوب الاثني عشر رؤوس الأسباط الاثني عشر.
ومن ثم تركز القصة على واحدٍ من أبناء يعقوب، ألا وهو يوسف، فتُطِلعنا على سجنه في مصر، ثم على مجيء أسرته كلها لتقيم هناك في ما بعد. ويختتم السفر بوعد الله أن يعتني بشعبه. ويلحظ في السفر كله نشاط الله في دينونة الذين يسيئون العمل ومعاقبتهم، وفي توجيه شعبه وحفظهم وقولبة تاريخهم. وفي سفر التكوين قصصٌ لبعض رجال الإيمان العظماء.
تمنة سارح/ تمنة حارس
المدينة التي ابتناها يشوع بن نون، وقد دُفن فيها في ما بعد. كان موقعها في منطقة أفرايم الجبلية إلى الشمال الغربي من أورشليم.
يشوع 19: 50؛ 24: 30؛ قضاة 2: 9
التوبة
يقول الله بلسان يوئيل: "ارجعوا إلي بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح، ومزقوا قلوبكم، لا ثيابكم".
وقد دعا المسيح إلى مثل هذا التغيير الداخلي في القلب. والتوبة تعني أكثر من إبداء الأسف عن الخطية، أو حتى الندامة على إتيانها. إنها تتضمن تصميماً على ترك الخطية والإقلاع عنها. وفي المثل الذي ضربه المسيح عن الفريسي والعشار (جابي الضرائب الظالم) ما يبين لنا الأهمية التي علقها على التغيير الداخلي للقلب.
وتربط رسالة المسيح التوبة بالإيمان: "توبوا وآمنوا بالإنجيل". والتوبة ليست أمراً يأتي إلى الناس بصورة طبيعية. إنها عطية الله. ولكن عندما يتلاقى الإنسان شخصياً مع المسيح يتوب حتماً. ولا سبيل آخر للدخول إلى ملكوت الله. فإن "الله يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا".
راجع أيضاً الغفران
يوئيل 2: 12 و13؛ لوقا 18: 9- 14؛ مرقس 1: 15؛ أعمال 11: 18؛ لوقا 19: 1- 10 (وأمثلة أخرى)؛ أعمال 17: 30
توفة
موضع في وادي هنوم قُدِم فيه الأطفال قرابين. هدم الملك يوشي المعبد الذي أقيم هناك.
2 ملوك 23: 10؛ إرميا 7: 31؛ 19: 6، 11- 14
التوقيت
لم يكن للوقت حسابٌ دقيق في أول الأمر. وقبلما استعمل اليونان والرومان ساعات الشمع وساعات الماء كانت الطريقة المعتادة لقياس الوقت حسب وحدات صغيرة هي تحرك الظل (مع أن المصريين كانوا يستعملون الساعات الزجاجية قبل ذلك بزمن طويل). ويبدو أن ثلاثة أنواعٍ من التوقيت استُخدمت في أزمنة الكتاب المقدس.
فقديماً في تاريخ العهد القديم، لما كانت كنعان تحت نفوذ مصر، كان شروق الشمس يعتبر أول اليوم. وكان التقويم مؤلفاً من اثني عشر شهراً ذات ثلاثين يوماً، يضاف إليها خمسة أيام الشهر عند نهاية العام. وكانت أيام الشهر تعلم بغرز وتد في طبقٍ عظمي فيه ثلاثة صفوف من عشرة ثقوب.
ويبدو أن التقويم تغير في ما بعد، ربما تحت النفوذ البابلي. فكان اليوم يبدأ عند طلوع القمر (في السادسة مساءً) وصار اليوم الكامل يضمُّ "مساءً وصباحاً". وقد قُسم الليل إلى ثلاثة هزع، كل هزيعٍ أربع ساعات.
ولكن الرومان جعلوا الليل أربعة هزعٍ، كل هزيع ثلاث ساعات. وكان شهرٌ جديد يبدأ كلما هلَّ القمر. وكان يُشار إلى الهلال بإشعال نيرانٍ على الجبال. أما الأشهر حينذاك فكانت مؤلفة من 28 يوماً أو 29، فاقتضى الأمر زيادة شهر إضافي في بعض السنين لضبط التقويم وفق الشمس. وكان الكهنة يقررون متى يزداد هذا الشهر.
توما
واحد من رسل المسيح الاثني عشر. معنى اسمه "التوأم". قرر المسيح أن يذهب إلى اليهودية لما سمع بموت لعازر. وعلم توما أن زعماء اليهود هناك قد يحاولون قتل المسيح مرة أخرى، لكنه أعرب عن استعداده للذهاب والموت معه. وسؤال توما للمسيح على العشاء الأخير، أفضى إلى تصريح المسيح بالقول: "أنا هو الطريق والحق والحياة". ولم يكن توما مع التلاميذ لما ظهر لهم المسيح يوم قيامته. وقد أعلن أنه لن يصدق أن المسيح قام من الموت حياً إلا إذا رأى ولمس آثار جراحه. وفي الأحد التالي رأى توما بأم عينه المسيح، فاعترف قائلاً: "ربيّ وإلهي". يفيد تقليدٌ متأخر أن توما قصد الهند مبشِّراً.
يوحنا 11: 16؛ 14: 5- 7؛ 20: 24 وما بعدها؛ 21: 1- 14؛ أعمال 1: 12- 14
تيخيكس
رفيق ومعاون لبولس، ربما كان من أفسس. يكاد يكون مؤكداً أنه سافر مع بولس إلى أورشليم لأن كنائس آسيا الصغرى (تركيا) اختارته ليحمل معه المال الذي جمعته للمحتاجين من المسيحيين في اليهودية. وكان تيخيكس مع بولس إذ كان مسجوناً. وثق به بولس وأرسله إلى كولوسي ثم إلى أفسس حاملاً رسالتين كتبهما بولس. وفي أثناء سجن بولس آخر مرة في روما، أرسل تيخيكس إلى أفسس لمساعدة المسيحيين هناك.
أعمال 20: 4؛ أفسس 6: 21 و22؛ كولوسي 4: 7- 9؛ 2 تيموثاوس 4: 12؛ تيطس 3: 12
تيطس
مسيحي من أصلٍ غير يهودي (أممي) كان صديقاً ومعاوناً لبولس. رافق بولس في إحدى زياراته لأورشليم، ويحتمل أنه سافر معه أحياناً كثيرة. خدم المسيحيين في كورنثوس زمناً. عمل على تلطيف مشاعر الاستياء بين كنيسة كورنثوس وبولس ولما عاد تيطس فالتقى بولس وأخبره عن تحسن الأحوال كثيراً، كتب بولس رسالته الثانية إلى مؤمني كورنثوس. ثم رجع تيطس إلى كورنثوس حاملاً الرسالة وعمل على تنظيم تبرعٍ للمسيحيين المعوزين في اليهودية. كتب بولس رسالته إليه وهو يخدم في كريت.
أزعجت الكنيسة في كريت مشاكل مشابهة لما واجه تيموثاوس في أفسس: تعليمٌ زائف ومجادلات عقيمة.
تذكر الرسالة تيطس أن خدام المسيح يجب أن يكونوا ذوي أخلاقٍ فاضلة (الأصحاح الأول). وتُفضل واجبات تيطس تجاه سائر فئات الجماعة بحسب الأعمار (الأصحاح 2). ثم يأتي في ختامها تحذيراتٌ ونصائح تتعلق بالسلوك والمواقف بين المسيحيين (الأصحاح 3).
2 كورنثوس 2: 13؛ 7: 13 وما يلي؛ 8؛ 12: 18؛ غلاطية 2؛ 2 تيموثاوس 4: 10؛ تيطس
تيمان
جزء من أرض أدوم. اشتهر أهل تيمان بحكمتهم. موطن أليفاز، أحد أصحاب أيوب.
إرميا 49: 7؛ أيوب 2: 11
تيموثاوس
مسيحيٌّ من لسترة كان رفيقاً لبولس ومعاوناً له. أمه مسيحية من أصل يهودي، وأبوه يوناني. اختاره بولس معاوناً له خلال سفرته التبشيرية الثانية. بعد مغادرة بولس لتسالونيكي، رجع إليها تيموثاوس لتشجيع المسيحيين المضطهدين هناك. وفي ما بعد أرسله بولس من أفسس إلى كورنثوس لتعليم المؤمنين بالمسيح فيها. أنابه الرسول عنه في إدارة الكنيسة في أفسس. يبدو أنه كان قليل الثقة بالنفس وبحاجة غالباً إلى التشجيع من بولس. إلا أنه كان دائماً مخلصاً وأميناً. والرسالتان اللتان كتبهما بولس إلى تيموثاوس الشاب زاخرتان بالنصائح الرشيدة في موضوع إدارة الكنيسة.
أعمال 16: 1- 3؛ 17: 13- 15؛ 1 كورنثوس 4: 17؛ 16: 10؛ 1 تسالونيكي 1: 1؛ 3: 1- 6؛ 1 و2 تيموثاوس
الرسالتان إلى تيموثاوس
1 تيموثاوس:
كان تيموثاوس مسيحياً شاباً، أبوه يوناني وأمه يهودية. وهو من لسترة في مقاطعة غلاطية الرومانية (تركيا الوسطى). سافر مع بولس وساعده في سفرتيه التبشيريتين الأخيرتين. كان أميل إلى الحياء، وغير قوي بدنياً، فاحتاج إلى الدعم والتشجيع.
كتب بولس إلى تيموثاوس حين كان هذا الأخير يهتم بشؤون كنيسة أفسس. وتقدم الرسالة كثيراً من النصح والعون في ما يتعلق بإدارة شؤون الكنيسة. وفيها تحذير من التعليم الزائف ولا سيما ذلك الخليط من الأفكار اليهودية والغنوصية (الأدرية) حول الخلاص وطبيعة المادي.
يُعطي تيموثاوس توجيهاتٍ عن كيفية ترتيب الكنيسة وإدارتها (الأصحاحات 1- 3)، يلي ذلك مزيد من النصائح الشخصية لتيموثاوس بخصوص خدمته للكنيسة (الأصحاحات 4- 6).
2 تيموثاوس:
القسم الأكبر من هذه الرسالة هو نصائح شخصية من بولس لتيموثاوس. فهو يحثه على أن يظل أميناً على البشارة بالمسيح، ويشجعه أن يثبت كمعلم ومبشر رغم المعارضة والاضطهاد. كذلك يحذر بولس من المجادلات العقيمة ويشجع تيموثاوس على الاقتداء به في الإيمان بكل ثباتٍ إلى النهاية، كقوله: "قد جاهدتُ الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان. و أخيراً قد وضع لي إكليل البر" (4: 7 و8).
التين والجميز
كان التين من الثمار المهمة في الزمان الذي يصفه الكتاب المقدس. وقد لُخص نموذج السلام والازدهار بالعبارة "كل واحد تحت كرمته وتحت تينته". والتين بطيء النضج، يبقى على الشجرة نحو عشرة أشهر من السنة. وكانت أوراقه العريضة تُستعمل كوعاء توضع فيه بعض الثمار أو نحوها. وكانوا يقرصون التين المجفف ويستعملونه طعاماً سهل الحمل. وقد كان عاموس الراعي والنبي "جاني جميز" أيضاً. والجميز نوعٌ من التين، وقد صعد زكا إلى جميزة ليتمكن من رؤية المسيح.
1 ملوك 4: 25؛ عاموس 7: 14؛ لوقا 19: 4
- عدد الزيارات: 5167