Skip to main content

[أ]

أبانة

موسوعة الكتاب المقدس

اسمه اليوم بَرَدى (أي البارد). أحد نهرين يجريان عبر دمشق في سورية. لما أعلمَ خادمُ النبيْ أليشع نعمان قائد الجيش الأرامي بأن يغطس في نهر الأردن فيشفى، احتقر نعمان الأردنَّ الموحل بالنسبة إلى مياه أبانة وفرفر الصافية المتدفّقة.

2 ملوك 5: 12.

أبرام/ إبراهيم

تغيَّر اسم أبرام إلى إبراهيم (ومعناه: أبو جمهور) لمّا وعده الله بأن يجعله مؤسِّس الأُمَّة العبرانية كان موطن إبراهيم الأصلي هو مدينة أور الغنيَّة والفخمة على ضفاف الفُرات، حيث عاش إبراهيم سنين عديدة مع أبيه تارح ومع إخوته الثلاثة. تزّوج سارة، أُخته غير الشقيقة (بنت أبيه). انتقل تارح وجميع أسرته من أور إلى حاران، الواقعة على بُعد بضع مئات من الكيلومترات نحو الشمال الغربي. هناك مات تارح، ودعا الله إبراهيم للارتحال إلى كنعان.

لبى إبراهيم الدعوة، وعاش كبدوي يرتحل من مكان إلى مكان مع قطعانه ومواشيه. وحيثما حلَّ كان يبني مذبحاً ويتعبّد الله. اضطرّته المجاعة إلى السفر جنوباً إلى مصر، لكنَّ الله أمره بالعودة إلى كنعان، الأرض التي وعد الله بأن يُعطيها للأُمَّة الجديدة. كبر إبراهيم ولم يولد لسارة ابن. وجرباً على عادة أهل زمانه، أنجب ابناً من هاجر خادمة سارة. إلاَّ أن هذا الابن، إسماعيل، لم يكن هو الولد الذي وعد به الله.

بعدما شاخ إبراهيم وسارة، رزقهما الله ابناً وهو إسحق، ومن نسله قُدِّر أن تأتي الأُمّة الجديدة. وإذا كان إسحق ريعان الشباب، امتحن الله إيمان إبراهيم على نحوٍ لم يسبق له مثيل. فقد طلب منه أن يصطحب إسحاق إلى جبلٍ بعيد ويقدّمه ذبيحةً هناك. أطاع إبراهيم بقلبٍ يثقله الأسى، واثقاً بالله من جهة الوفاء بالوعد المتعلق بابنه. ربط إبراهيم إسحاق على المذبح، ورفع السكين ليذبحه، وعندئذ ناداه ملاك الرب قائلاً: "لا تمد يدك إلى الغلام... الآن علمت أنك خائف الله، فلم تُمسك وحيدك عني". من ثم قّدِّم كبشٌ عالق في الغابة عوضاً عنه. ثم كرر الله جميع وعوده لإبراهيم، قائلاً: "أكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء... ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض، من أجل أنك سمعت لقولي".

بعد موت سارة، أرسل إبراهيم خادمه الأمين أليعازر ليختار لإسحاق ابنه زوجةً من عشيرة إبراهيم في حاران. وبالحقيقة أن إبراهيم هو واحدٌ من أبرز رجالات الكتاب المقدس. فإيمانه جعله مثالاً لكل زمان.

تكوين 11: 31 و32، 12: 1 وما بعدها؛ 17: 1- 8؛ 21: 1- 3؛ 22: 1- 14؛ رومية 4: 1- 3؛ عبرانيين 11: 8- 19؛ يعقوب 2: 21- 23.

أبشالوم

الابن المحبوب للملك داود. تمرّد على أبيه في مؤامرة للاستيلاء على المُلك. هزمه رجال داود في غابة أفرايم. وبينما كان فارّاً على ظهر بغل، علق رأسه بأغصان بطمة عظيمة، فقتله يوآب قائد جيش داود خلافاً لأمر الملك.

2 صموئيل 15- 19.

أبفراس

مسيحيٌّ اهتدت على يده نواة الكنيسة في كولوسي. زار أبفراس بولس لما كان مسجوناً في روما وأطلعه على أحوال المسيحيين في كولوسي. ونتيجةً لذلك كتب بولس رسالته إليهم.

كولوسي 1: 7 و8؛ 4: 12؛ فليمون 23.

أبفرودتس

مسيحيٌّ من الكنيسة في فيلبي. لما كان بولس مسجوناً في روما، أرسلت كنيسة فيلبي أبفرودتس إلى روما حاملاً تقدمة مادية لبولس.

فيلبي 2: 25- 30؛ 4: 18.

آبل بيت معكة

مدينة في شمالي إسرائيل، قرب بحيرة الحولة، إليها طارد يوآب شَبَعَ بن بكري. استولى عليها أراميٌّو دمشق، وقعت أيضاً بأيدي غيرهم.

2 صموئيل 20: 15- 22؛ 1 ملوك 15: 20؛ 2 ملوك 15: 29.

أبلّوس

يهودي من الإسكندرية ذهب إلى أفسس وعلَّم في المجمع بعد زيارة بولس إلى هناك. واستطاع أكيلا وبريسكلا أن يعلِّماه عن المسيح بأكثر تدقيق. من ثم ذهب أبلّوس إلى كورنثوس حيث خاطب اليهود بقوة عظيمة متكلِّماً إليهم عن يسوع باعتباره المسيّا.

أعمال 18: 24- 28؛ 19: 1؛ 1 كورنثوس 16: 12.

الإبليّة

الإقليم الواقع شمال غرب دمشق، وكان يحكمه ليسانيوس.

لوقا 3: 1.

أبنير

ابن عم الملك شاول وقائد جيشه. لما قُتِل شاول، أجلس أبنير إيشبوشث بن شاول على العرش. وقد أدى ذلك إلى نشوب الحرب بين الأسباط المؤيدة لإشبوشث وسط يهوذا الذي ملك عليه داود. ثار غضب أبنير من جراء معاملة أيشبوشث له وقرر دعم داود ملكاً لإسرائيل كلها. لكن أبنير قُتِل على يد يوآب، قائد جيش داود، بعد قتله أخا يوآب.

1 صموئيل 14: 50؛ 2 صموئيل 3.

الأبوان

راجع حياة الأسرة.

أبيّا/ أبيام

ابن رحبعم ملك يهوذا. ملكَ ثلاث سنين، نحو 913- 911 ق م.

1 ملوك 15؛ 2 أخبار الأيام 13.

أبيّا

ابن يربعام الأول ملك إسرائيل. مات صغيراً.

1 ملوك 14.

أبياثار

ابن أخيمالك الكاهن في أيام الملك شاول. لما تولى داود المُلك، جعل أبياثار زميلاً لصادوق في رئاسة الكهنة. ولكن بعد وفاة داود، شارك أبياثار في المؤامرة الهادفة إلى تمليك أدونية بدلاً من سليمان فعوقب بالطرد.

1 صموئيل 22: 20 وما بعدها؛ 2 صموئيل 8: 17؛ 15: 24 وما بعدها؛ 1 ملوك 1 و2.

أبيشاي

ابن أُخت الملك داود وأخو يوآب، أحد القُوّاد في جيش الملك.

1 صموئيل 26: 6- 12؛ 2 صموئيل 10: 9 و10؛ 16: 9، 11 و12؛ 18: 2.

أبيمالك

1- بسبب خوف إبراهيم على حياته، ادّعى أن سارة زوجته لم تكن إلا أخته. ونوى أبيمالك، ملك جرار، أن يتخذها له زوجةً، ولكن الله أظهر له الحقيقة ومنعه من ذلك.

تكوين 20، 26 (حيث القصة على الأرجح هي عن ملك آخر له الاسم عينه وقد كان له اختبارٌ مماثل مع إسحاق).

2- ابنٌ لجدعون قتل إخوته ليصير ملكاً.

قضاة 8: 31 وما بعدها؛ 9.

أبيهو

راجع ناداب.

أتّالية

الأناضول اليوم، مرفأ على الساحل الجنوبي من تركيا، استخدمه بولس في سفرته التبشيرية الأولى.

أعمال 14: 25.

الأثاث

راجع الحياة اليومية.

الآثار

تمَّت أولى الخطوات البارزة في مجال التعلم عن العالم القديم عام 1798 لما حصلت حملة نابليون على مصر، إذ شملت دراسة للآثار فيها. ففي أثناء هذه الحملة اكتشف "حجر رُشيد"، وهو كتلة حجرية نُقِشَ فيها نصٌ واحد باليونانية والمصرية. وكان ذلك معوناً على فك رموز الكتابة الهيروغليفية (المصرية القديمة) لأول مرة (1824). وفي غضون سنين قليلة كان كلوديوس جايمس ريتش، وهو دبلوماسي بريطاني كان في بغداد آنذاك، قد أجرى أول مسح دقيق لمواقع بابل القديمة ونينوى. كما أنه أنجز أول مجموعة تمثّل الختوم والنقوش الآشورية والبابلية.

أمّا الأماكن الواقعة في فلسطين فقد كانت معروفة بشكلٍ أفضل لأنَ الحجّاج ظلُّوا يزورون "الأراضي المقدّسة" طيلة قرون. وفي 1838تولّى الأمريكي إدوارد روبنسُن، وكان أستاذاً في أدب الكتاب المقدّس، القيام بأوّل دراسة دقيقة للبلد كلّه. وقد استطاع روبنسن تحديد عدد كبير من المدن والبلدات المذكورة في الكتاب المقدّس، مستهدياً بجغرافية البلد وبقاء أسماء كثيرة على صورة قريبة جدَّاً مِمَا كانت عليه أصلاً. وكثير من تحديداته ما زال وافياً بالغرض حتى اليوم.

مصر وأشور:

استمرَّت في مصر طيلةّ القرن التاسع عشر عمليّات إزالة تلال الرمل وركام الحجارة من القبور والمعابد. وخلال تلك الفترة نُقلت كميّة كبيرة من المنحوتات الحجرية إلى خارج البلاد.

وفي بلاد أشور بدأ الاستكشاف عندما عمد القنصل الافْرنسي بول إميل بوتاً إلى شقِّ خنادق في تلّ الحجارة المتراكمة حيث كانت نينوى القديمة. وبينما لم يُحرز عمله هناك نتيجةً تُذكر، اكتشف في موقعٍ قريب قصراً أشورياً كانت جدرانه مطوّقة بألواحٍ حجريّة منحوتة (1842- 1843).

واستهوى الاستكشافُ أيضاً رحّالة إنكليزياً هو هنري لايارد، فوجد سنة 1845 منحوتاتٍ مماثلةَ في نينوى حيث لم يوفَّق بوتاً إلى ذلك. وبحلول 1850 تمَّ فكُّ رموز الكتابة المنحوتة في الحجر والمنقوشة على ألواحٍ صغيرة، وكانت هذه بالخطّ البابلي المسماريّ. وقد ثبت أن الوثائق المكتوبة بهذا الخطّ هي ذات قيمة خاصّة في مجال الدراسات المتعلّقة بالكتاب المقدّس.

ثمَّ تواصل التنقيب في مصر، وفي أشور وبابل، على أيدي بعثات بريطانية وآفرنسيَّة وإيطالية، سرعان ما التحقت بها فِرَقٌ من ألمانيا وأمريكا. وقد تولَّت المتاحف دفع معظم نفقات الاستكشاف، فِما عُني بعض المستكشفين بإقامة معارض ضخمة وفاءً لداعميهم. إلاَّ أنَّ آخرين اهتمَّوا بملاحظة تفاصيل عديدة وجمعوا عيّنات تمثّل المكتشفات الأقل إثارةً- كأواني الفخّار والسكاكين وما إليها. وقد قاسُوا المباني ورسموا الخرائط وعيّنوا عليها مواقع الأشياء التي اكتشفوها.

وما زالت البعثات الدولية تواصل القيام بهذا العمل، بإذنٍ من دوائر الآثار المحليَّة. كذلك يقوم مستكشفون مصريون وعراقيون بعملهم على نحوٍ مستقلّ، وهُم يُعنَون خصوصاً بالحفاظ على تراثهم القوميّ. ولكنْ بعد قرنٍ ونصفٍ من الحفر والتنقيب، يبقى واضحاً أن الكثير ما زال بحاجة إلى الكشف.

فلسطين وسوريا:

عُني المستكشفون الأوّلون أكثر الكُلْ بالعثور على آثار ضخمة عائدة للقوى العالمية القديمة كي يُدهشوا العالم الغربيّ، ولذا أهملوا مدن فلسطين وسوريا: فبمعزلٍ عن بعض الحفريات المتفرَّقة في أريحا ومواقع أُخرى (1866- 1869)، اقتصر التنقيب في أوّله على أورشليم، حيث تتبَّع شارلز وارِّن أساسات السور الذي كان حول الملك هيرودس، وأجرى مسحاً لبعض الآثار القديمة (1867- 1870)، وقد تولّى إجراء حفرياتٍ عبر الحجارة والأتربة المتراكمة (بإحداث حُفَر عموديَّة بعمق 65م وبمحاذاة الطبقة الصخرية الطبيعيَّة) ليُبيِّن كيف تغيّر شكل المدينة على مرّ العصور.

في القرن العشرين:

شهد علم الآثار في الشرق الأوسط قفزةً كبرى إلى الأمام في 1890، عندما شرع فِلِنْدَرْز باتري في الاستكشاف عند تلّ الحِسِي قرب غزّة في جنوب فلسطين. فقد تبين له أن الأشياء التي وجدها على علوٍّ معيّن عن سطح البحر، في موقعٍ من المواقع، تختلف عمّا وجده على علوٍ آخر.

وقد صحَّ ذلك بصورة واضحة كلياً في ما يتعلق بأواني الفخار المكسرة، فعُني بتجميع القِطع وفقاً لمستويات علوها عن سطح البحر، وتوصل إلى تشكيل مجموعة من النماذج الفخارية مرتبة وفقاً لتعاقبها الزمني، ومن ثم حدد تاريخ كل نموذج، بمقارنة النماذج بأوانٍ مصرية عثر عليها في المواقع عينها، (أما تاريخ الأواني المصرية فمعروف من اكتشاف قطع مماثلة لها في مصر، حيث حدّدت النقوش نسبتها إلى عهود ملوكٍ مخصوصين).

منذئذٍ صارت ملاحظات باتري سنداً أساسياً في كل تنقيب عن الآثار. وقد مرت عدة عقود فات من فيها منقبين آخرين ممن عملوا في فلسطين  أن يُدركوا أهمية ملاحظات باتري، ولهذا السبب ثبت خِطأُ الكثير من استنتاجاتهم الخاصة. غير أن الفكرة الأساسية في اعتماد النماذج الفخارية دليلاً لتأريخ سواها من الأشياء هي الآن فكرةٌ مقبولة عند جميع علماء الآثار، وإن كانت بالطبع قد حصلت تطوّرات أُخرى مهمة منذ ذلك الحين.

ولمّا تزايد الاهتمام بالموضوع، أخذت المتاحف والجامعات تهتم باستكشاف المواقع الأثرية في فلسطين. على أن مستوى التنقيب غالباً ما كان وضيعاً، ويا للأسف! حتى طوَّر رايزْنَر وفيشَر ، خلال استكشافهما في السامرة بين 1908و 1911، أساليب تقنية أفضل لدراسة المكتشفات وتصنيفها. ثم أن الأمريكي ألبريط، عملاً بما توصل إليه باتري، أرسى النظام الأساسي لتحديد تاريخ الفخاريات الفلسطينية (في تل بيت مِرصيم من 1926 إلى 1936).

وقد خطا علم الآثار عند الإنكليز خطوةً متقدِّمة باستحداث "علم طبقات الأرض"، ويُعنى بدراسة تحليلية دقيقة للتربة داخل الآثار القديمة وتحتها. وأول من طبق هذا الأسلوب الدراسي على حفرية في فلسطين، كان كاثلين كِنيُون أثناء عملها في السامرة (1931- 1935). ومنذ  1952 استخدمت هذا الأسلوب بنجاحٍ مميز في المواقع الصعبة بأريحا وأورشليم. وما زال هذا الأسلوب في الاستكشاف فريداً بنوعه، وإن كان يفرض مطالب أكثر على المستكشف في أثناء الحفر وعند تفسير المستكشفات في ما بعد.

ما أظهره الاستكشاف:

شاع في الشرق الأوسط استعمال الطين في البناء منذ القديم. والجدران المصنوعة من اللبن أو الطوب المجفف تحت الشمس، تدوم ثلاثين سنة أو نحوها إذا كانت تُملط دورياً لمنع الرطوبة. وكان اللبن المشوي في الأتون يكلف كثيراً من الأزمنة القديمة، ولذلك لم يستعمل إلا في المباني المهمة. أما الأساسات فكانت تُبنى بالحجارة حيث توافرت، فيما كانت البيوت كلها تُبنى بالحجارة في المناطق الصخرية. وكانت السقوف تُصنع عادةً من العوارض الخشبية وتُكسى بطبقة من القش والتراب.

كان من السهل أن تتصدّع تلك المباني وتنهار من جراء الإهمال أو تقادُم الزمن أو النيران أو الزلازل أو هجمات الأعداء. وعندما تتهدّم، يستعمل الناس أفضل القطع التي يجدونها بين الأنقاض، ويتركون معظمها حيث سقطت وتراكمت. وعلى مرّ الزمن بُنيت بيوت جديدة فوق أنقاض القديمة. وترتب على هذا ارتفاعُ مستوى الشوارع، وعلى مرّ العصور ارتفع مستوى مدنٍ بكاملها تدريجياً. ويمكننا رؤية نتائج هذه العملية في جميع أنحاء الشرق الأوسط في تَلال الخرَب.

ولمّا كانت بعض المدن تُحيط بحصنٍ يضمُّ قصوراً وهياكل محصنة، فقد ينتج من ذلك وجود منطقة شاسعة تغطيها التلال المنخفضة وفي وسطها تلة ضخمة هي خِرب الحصن. وربما كانت المدينة تلاًّ واحداً كبيراً. وقد يبلغ ارتفاع التلّ ما بين 30و 40 مً وطوله 500م.

تقع البقايا الأحدثُ عهداً على قمة التلّ، وربّما لا تكون هي خِرَب المباني الأخيرة التي قامت هناك، لأن رياح الشتاء والأمطار تجرف اللَّبِن الطيني بعد أن يصير الموقع غير مأهول. وعلى المستوى الأكثر انخفاضاً، فوق التربة الأصليَّة، توجد آثارُ من المدينة الأولى. ولِهَجْر السكان للمدن القديمة أسبابٌ عديدة. فربما كانت المدينة قد قامت حول نبعٍ أو بئر، أو عند مخاضة نهر أو تقاطع طرق. فإذا جفّ النبع أو تحوّلت الطرق، تُهجَر المدينة. وربما عملت تحوَّلاتٌ أو أحداث سياسيَّة على حِرمانِ مكان نفوذه وازدهاره. أو قد يكون التلُّ أصبح أعلى من أن يسكن الناس فوقه على نحوٍ ملائم.

على أن مدناً مثل أورشليم ودمشق لم تفقد أهميتهما قط، ولا يمكن استكشاف آثارها إلا إذا أُزيلت مبانٍ كثيرة أو تُركت مساحات كبيرة خربةً وخاليةً.

الحفريات:

يُجري عالِم الآثار حفريات في التل من فوق إلى أسفل، أو من الجانب. وإذ يُعمق الحفر، تظهر بقايا فترة من الزمن فوق بقايا فترة أخرى، أشبه بطبقات قالب من الحلوى قُطِع من الوسط. وما إن يغير شكل الأرض وما تحتويه حتى لا يعود بإمكانه رد كل شيء إلى ما كان عليه. وعليه، فإن عمله الأول هو أن يلاحظ أين وجد كل أثر وفي أية طبقة من التربة.

وفي خريطةٍ للموقع يُشار إلى مواقع الجدران وغيرها أفقياً. ولكن نادراً ما تكون البقايا في مستوياتٍ مستوية كلياً. فقد يبدو شارعٌ ما منزلقاً، ويظهر جدارٌ في مكان أعلى كثيراً مما هو في مكان آخر. وكثيراً ما يكون أهل زمن لاحق قد أحدثوا حُفرةً، لخزن الطعام أو طمر النفايات، فتنزل تلك الحفرة عن مستوى أرضهم مخترقةً أعماق خربٍ سابقة. فتصنيف المكتشفات حسب المستويات المطلقة (حسب ارتفاعها عن سطح البحر) قد يخلط النفايات في قعر الحفرة بقطع البقايا العائدة إلى فترات أقدم عهداً. إذاً، ينبغي الربط بين العمق الذي يوجد فيه أي مكتشف والطبقة الأرضية التي فيها تم العثور عليه.

وبعد حفر الخندق في الأرض يُمكن رؤية الطبقات بكل وضوح من جانب الحفرية العمودي. ومن ثم فالفخار الذي يوجد على أرضية غرفة يعود إلى آخر فترة كانت فيها تلك الغرفة مأهولة. أما الفخار الذي يوجد تحت أرضية الغرفة فيكون أقدم من الأرضية. ويجب على عالم الآثار أن يلاحظ كيفية اتصال أرضية الغرفة بالجدار. إذ إن جداراً لاحقاً ربما يكون قد اخترق أرضية سابقة. فإن لم ينتبه الدارس إلى ذلك، قد يطلع بخريطة للبناء خاطئة، محدداً تاريخ الجدار بالنسبة إلى ما يجده على الأرضية من بقايا.

ومن هنا كانت المعرفة المقترنة بالخبرة ضرورية في كل مرحلة. فقبل إزالة أي جزء من التربة، ينبغي أن يقيس مسّاحٌ الموقع بكامله ويحدد النقاط التي منها يمكن إجراء القياس. وكلما تقدم العمل تخطط حافات الخنادق وأية ملامح ينبغي أن يُشار إليها. كما تدعو الحاجة إلى وجود مصور فوتوغرافي يلتقط صوراً لمراحل الحفر وللأشياء المهمة أو السريعة العطب في موقعها من التربة، ويصور كل ما يستلزمه عرض المكتشفات على المعنيين بها.

دراسة المكتشفات:

حالما تُكشف قطعة ما، تُعلّق عليها بطاقة، أو تُكتب عليها علامة، لمعرفة المكان الذي اكتشفت فيه. كما توضع لائحة تضم الموجودات المتفرقة- كالدبابيس والسكاكين والحلي- وتوصف. ونادراً ما يجري ذلك بالنسبة إلى الفخاريات. فهذه تصنف وفقاً لمكان العثور عليها وطبقته أو مستواه. ومن ثم يتولى أحد الخبراء بمجموعات المكتشفات كلها اختيار القطع ذات الأهمية الخاصة لدراستها ووصفها.

وتحتاج بعض الأواني الفخارية إلى ترميم، كما تحتاج الأشياء المدنية إلى معالجة لإزالة الصدأ أو الزنجار. أما الموجودات الخشبية وغيرها من الأشياء السريعة العطب، فهي تتطلب عناية خاصة لوقف تآكلها. ولما كان محتملاً الحصول على معلومات عن البيئة القديمة بدراسة عينات من البقايا الطبيعية على اختلاف أنواعها، تُجمع أيضاً بكل حرص بعض الأصداف والعظام والأتربة التي تحتوي على بذور.

النتائج:

إن الخدمة الرئيسية التي يؤديها علم الآثار هي إيضاح الخلفية العامة للكتاب المقدس وإطلاعنا على الصورة التي كان عليها عالم الكتاب المقدس. وقد يساهم علم الآثار في تنوير الأفهام بخصوص آية معينة، كما قد يفتح أمام المفسرين سبلاً ويقفل أخرى. وهو، كما يبدو، يدعم النصوص التاريخية في الكتاب المقدس ويذلل صعوبة قبولها. إنما ينبغي لنا دائماً أن نذكر حقيقتين: الأولى أن قسماً كبيراً من معرفتنا للعالم القديم من خلال علم الآثار هو غير نهائي وعرضة للتغيير. فإن "النتائج الموثوقة" التي نتواصل إليها اليوم، قد تكون غداً أكثر قليلاً من مجرد الاستطلاع. والحقيقة الثانية التي ينبغي لنا أن نذكرها هي أن الحديث عن "إثبات" علم الآثار للكتاب المقدس أو "عدم إثباته" له إنما هو حديث نافل. فرسالة الكتاب المقدس رسالة إلهية أساساً وليس في طاقة علم الآثار أن يقدم أو يؤخر في هذا المجال.

أثينا

عاصمة اليونان الحديثة، وقد صارت مدينة مهمة أولاً في القرن السادس ق م. كانت المدينة في أوج عزها في القرن الخامس ق م. لما بُنيت مبانيها العامة الأوسع شهرةً بما فيها هيكل البارثينون.آنذاك كانت أثينا نموذجاً للحكم الديمقراطي ومركزاً للفنون والآداب يجتذب كتبة المسرحيات والمؤرخين والفلاسفة والعلماء من بلاد اليونان كلها. وسنة 86 ق م. حاصر الرومان المدينة ونهبوها.

ومع أن أثينا فقدت نفوذها وثراءها كمركز تجاري, فقد كان لها صيتٌ ذائع كحاضرة علمية في أواسط العقد السادس م لما وصل بولس إليها في سفرته التبشيرية الثانية كارزاً بالمسيح والقيامة. وإذ رغب الأثينويون في إجراء مناقشة, دعوا بولس إلى التكلم أمام مجلسهم. فاستخدم بولس مذبحهم المُكرّس "لإلهٍ مجهول" نقطة انطلاق في خطابه، فتكلم عن الله الذي صنع العالم والقريب من كل واحدٍ منا.

أعمال 17: 15- 34

آحاز

ملك يهوذا، نحو 732- 716 ق م (كان شريكاً في الملك منذ 735 أو أبكر). أدخل العبادة الوثنية، حتى إنه ضحى أيضاً بابنه. هُزم آحاز لما شنت إسرائيل وسورية هجوماً مشتركاً على يهوذا. وإذ رفض نصيحة النبي أشعياء، استنجد بالملك الأشوري تغلث فلاسر الثالث، لكنه بذلك صار تابعاً له.

2 ملوك 15: 38 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 27: 9 وما بعدها؛ أشعياء 7.

أحَشْويرُوش

1- الصورة العبرانية لاسم ملك فارسي عُرِف باسم زركسيس. و أَحَشْويرُوش الأول (486- 465 ق م) طلق وشتي وتزوج بأستير، وكانت فتاةً يهودية، وجعلها ملكة. يُذكر أَحَشْويرُوش أيضاً في سفر عزرا، وإليه اشتكى أهل الأرض على اليهود العائدين من السبي لما شرعوا في ترميم أورشليم.

أستير؛ عزرا 4: 6

2- أبو داريوس المادي.

دانيال 9: 1.

أخآب

سابع ملك لإسرائيل (نحو 874- 853 ق م). كان مركز ملكه في مدينة السامرة العاصمة. خاض أخآب ثلاثة حروب مع سورية، قُتل في الثالثة منها. كان حاكماً ناجحاً، إلا أن العهد القديم يعتبره ملكاً شريراً أغضب الله بأعماله أكثر من جميع ملوك إسرائيل السابقين له. تزوج بإيزابل بنت ملك صيدون وأخذ يعبد بعل (ملقرت) إله قومها. هذا الأمر جعله يتواجه مع النبي إيليا في عدة مصادمات. وعلى جبل الكرمل شهد أخآب إيليا وهو يدخل صراعاً مع دعاة بعل ويكسب نصراً عظيماً لأجل الله. ولما أمر أخآب بقتل نابوت للاستيلاء على كرمه، ندّد به إيليا. مات أخآب في راموت جلعاد في أثناء القتال. وكان موته عقاباً له من الله على خطيته.

1 ملوك 16: 29- 34؛ 18؛ 21؛ 22.

أخبار الأيَّام

يبدو من أول نظرة أن سفري أخبار الأيام يرويان ثانية ما جاء في 2 صموئيل وسفري الملوك. والواقع أن الكاتب كان يُعيد الأخبار عينها لقراء مطلعين على الأسفار السابقة. إلا أن سببين حملاه على كتابة تاريخ جديد لملوك إسرائيل.

فقد أراد الكاتب أن يبين أن الله، رغم البلايا، كان حافظاً لوعده برعاية شعبه. فالكاتب أشار إلى نجاح الأمة تحت قيادة داود وسليمان، وإلى المُلك الصالح لكل من يهوشافاط وحزقيا ويوشيا.

كذلك أراد الكاتب أن يبين كيف ابتدأت العبادة في الهيكل بأورشليم، وأن يستعرض وظائف الكهنة واللاويين، وأن يثبت أن داود هو المؤسس الحقيقي للهيكل (وإن كان سليمان هو من بناه فعلاً).

وربما توجه الكاتب، أو "المؤرخ"، خصوصاً إلى العائدين من السبي لترميم أورشليم. فهؤلاء كانوا بحاجة إلى معرفة ماضيهم. وقد شدد الكاتب على حقيقة كون نجاح الأمة متوقفاً على ولائها لله.

يبدأ سفر الأخبار الأول بقسم مخصص لسلاسل النسب من آدم إلى الملك شاول (الأصحاحات 1- 9). أما باقي السفر فمخصص لمُلك داود الملك وإعداده لبناء الهيكل (الأصحاحات 10- 29).

ويُستهل سفر الأخبار الثاني بمُلك سليمان وبناء الهيكل (الأصحاحات 1- 9). ثم تروي الأصحاحات 11- 36، بعد التوقف عند تمرد الأسباط الشمالية بزعامة يربعام، تاريخ ملوك يهوذا في الجنوب وصولاً إلى خراب أورشليم في 587 ق م.

الاختيار

قال المسيح لتلاميذه: "ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم." وهذه الكلمات تلخص تعليم الكتاب المقدس بخصوص الاختيار. فلأن الله هو الخالق الكلي القدرة، فهو الذي يتخذ القرارات المُطلقة، وليس الإنسان.

يخبرنا الكتاب المقدس كيف اختار الله أناساً. فهو اختار هابيل لا قايين، وإسحاق لا إسماعيل، ويعقوب لا عيسو، ويوسف لا إخوته. وهؤلاء لم يُختاروا بسبب صلاحهم الخاص أو عظمتهم الشخصية. وقد قال موسى لنبي إسرائيل: "إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً... ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب... بل من محبة الرب إياكم". "لا تقل في قلبك: لأجل بري أدخلني الرب لأمتلك هذه الأرض". فإن سبب اختيار الله مخبوء في فكره ولا يستطيع أي مخلوق بشري أن يفهمه.

على أنه واضح أن الذين يقبلون تحدي اختيار الله يُتوقع منهم أن يطيعوه فيكرسون حياتهم لخدمته. هكذا كانت حال إبراهيم والشعب القديم. والأمر عينه ينطبق على المسيحيين المؤمنين: "وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب".

بخصوص اختيار الله للأفراد، راجع الدعوة. راجع أيضاً العهد، النعمة.

يوحنا 15: 16؛ تثنية 7: 6- 9؛ 9: 4- 6؛ رومية 9: 18- 29؛ 1 بطرس 2: 9.

أخزيا

1- ابن أخآب وإيزابل. تولى المُلك في إسرائيل بعد أخآب، ولكن لمدة قصيرة فقط (نحو 853- 852 ق م). سار على خطى أبيه الشرير وعبد بعل.

1 ملوك 22: 40 وما بعدها؛ 2 ملوك 1: 2؛ 2 أخبار الأيام 20: 35- 37.

2- أحد ملوك يهوذا، ابن يهورام (841 ق م). قتله ياهو هو وقريبه يهورام ملك إسرائيل الذي كان قد تحالف معه.

2 ملوك 8: 24 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 22: 1- 9.

أخنوخ

سليل شيث بن آدم. عاش في شركة وثيقة مع الله حتى إن الكتاب المقدس لا يقول إنه مات، بل إن "الله نقله".

تكوين 5: 22؛ عبرانيين 11: 5.

أخيّا

نبي من شيلوه. مزق أخيا رداءه اثنتي عشرة قطعة أمام الملك يربعام الأول ليريه كيف ستنقسم مملكة سليمان، وطلب من يربعام أن يأخذ عشراً من القطع لأن الله اختاره ملكاً على عشرة من أسباط إسرائيل.

1 ملوك 11: 29 وما بعدها؛ 1 ملوك 14.

أخيتوفل

مشير داود الموثوق الذي انقلب خائناً ودعم أبشالوم في تمرده. انتحر لما لم يعمل أبشالوم بمشورته.

2 صموئيل 15: 12- 17: 23.

أخيش

كان ملكاً على جت. فرَّ داود إلى أخيش مرتين هرباً من شاول الملك.

1 صموئيل 21؛ 27- 29.

أدام

الموضع الذي فيه سُد نهر الأردن فعبر بنو إسرائيل إلى الأرض الموعودة. وفي السنة 1927 سبب اهتزاز الأرض انهيار الضفاف الطينية العالية في الموضع نفسه، وخرب مجرى النهر طيلة إحدى وعشرين ساعة.

يشوع 3: 16.

أدراميتيوم

مرفأ قرب ترواس على الساحل الغربي من تركيا حالياً. وقد أقلت سفينة أدراميتينية بولس ورفقاءه الأسرى في المرحلة الأولى من سفرتهم إلى روما.

أعمال 27: 2.

آدم

الإنسان الأول الذي خلقه الله ليكون على صورته تعالى. (والكلمة "آدم" تعني الجنس البشري أيضاً). جُعل آدم قيماً على سائر المخلوقات الحية على وجه الأرض. وكان ينبغي أن يعيش ويعمل في الجنة (البستان) التي غرسها الله في عدن، وأن يتمتع بأثمارها. وقد حرم عليه فقط ثمر شجرة واحدة، هي "شجرة معرفة الخير والشر".

لم يقصد الله قط أن يعيش آدم وحده، فصنع له حواء (المرأة) لتشاركه في الحياة. وإذ استجابت حواء لغواية الشيطان بأن تصير هي وزوجها حكيمين مثل الله، أخذت من ثمر الشجرة وأكلت منه هي وآدم معاً. ولما شعر آدم وحواء أنهما ارتكبا خطأ، حاولا الاختباء من الله. وهكذا تعطلت صداقتهما مع الله. ولأنها عصيا الله، فمنذ ذلك اليوم حتى الآن والعالم المخلوق بكامله يعاني العواقب وكل حياة تنتهي بالموت.

من جراء ذلك طُرد آدم وحواء من الجنة. وقد رُزقا بنين وبنات. إلا أن أسرتهما جلبت لهما الترح والفرح على السواء.

تكوين 1: 26 و27؛ 2- 5: 5.

أَدْمة

واحدة من مجموعة خمس مدن أشهرها سدوم وعمورة، يرجح أنها الآن تحت الطرف الجنوبي من البحر الميت. وقد شكل ملوك هذه المدن، في أيام إبراهيم، تحالفاً وثاروا على أربعة ملوك من الشمال. وفي المعركة التي أعقبت ذلك أُسر لوط ابن أخي إبراهيم.

تكوين 10: 19؛ 14: 2.

أدوم

تقع أرض أدوم جنوبي موآب، وتمتد نزولاً حتى خليج العقبة. قطنها من قديمٍ الأدوميون الذين حكمتهم ملوك. وكان بعض الأدوميين تجاراً يسافرون من مكان إلى آخر، فيما عمل آخرون منهم في الزراعة واستخراج النحاس. وقد كانوا كجيرانهم على عداءٍ مع بني إسرائيل. ومع أنهم هُزموا غير مرة فغالباً ما كانوا يتحررون. ومرفأ عصيون جابر (إيلات) التابع لهم على البحر الأحمر، استخدمه سليمان وملوك آخرون بعده. ناطق عليهم بالويل والدمار كثيرون من أنبياء العبرانيين. وقد انتهزوا حدوث السبي فاحتلوا قسماً كبيراً من أرض يهوذا الجنوبية. من هذه المنطقة، وقد باتت تُعرف باسم "أدومية" لاحقاً، كانت سلالة هيرودس التي حكمت اليهودية في أزمنة العهد الجديد.

تكوين 36: 1- 19، 36- 39؛ 1 ملوك 9: 26؛ 22: 48؛ 2 ملوك 14: 22؛ عاموس 1: 11 و12؛ إرميا 49: 7- 22؛ عوبديا

أدوميّة

الاسم اليوناني لأدوم العهد القديم. في أزمنة العهد الجديد كان أدوميون كثيرون قد استقروا غربي الأردن في المنطقة الجبلية الجافة في جنوب فلسطين. وعندئذٍ دُعيت تلك المنطقة أدومية. وكان الملك هيرودس أدومياً. وقد وفد أُناسٌ من هذه المنطقة البعيدة في الجنوب ليروا يسوع في الجليل.

مرقس 3: 8.

أدونيَّا

الابن الرابع للملك داود. لما شاخ داود وتوفي الإخوة الأكبر سناً، حاول أدونيَّا أن يستولي على العرش. ولكن داود كان قد وعد زوجته بثشبع بأن يخلفه ابنها سليمان. أخفقت محاولة أدونيَّا، وسامحه داود، إلا أن سليمان، لما تولى المُلك، أمر بإعدامه حين بدا أنه يحاول مرة أخرى الاستيلاء على العرش.

1 ملوك 1 و2.

أراراط

1- المنطقة الجبلية التي استقر فيها فلك نوح لما انحسرت مياه الطوفان. هذه المنطقة تسمى أورارطو في النقوش الأشورية، وهي اليوم أرمينيا على حدود تركيا وروسيا. وجبل أراراط بعينه بركانٌ هامد، علوه نحو 5214م.

تكوين 8: 4؛ إرميا 51: 27.

2- عاش شعب أراراط (أورارطو) في شرق تركيا، حول بحيرة فان. وربما كانوا ذوي قرابةٍ للحوريين والأرمن. وقد سميت جبال البلاد على اسم المملكة، وأعلاهن الآن جبل أراراط. وعلى إحدى قِمَم أراراط استقرّ فُلك نوح. ونحو 750- 650 ق م حاول ملوك أراراطيون أشدّاء بسط سيطرتهم على شمال سوريّة ودَحرَ الأشوريين. وقد أجار أهلُ أراراط ابني سنحاريب اللذين التجأا إلى بلادهم بعد قتلهما أباهما. ويظهر في معابدهم وقصورهم فنٌّ مميَّز وتزيين مزخرف. لكنَّهم استعملوا الأحرف المسماريَّة لكتابة لغتهم. وقد تعبَّد الأراراطيَُون لإلهٍ يُدعى هالدي وسمَّوا أنفسهم أولاد هالدي.

تكوين 8: 4؛ 2 ملوك 19: 37.

أراستس/ أرسطوس

1- أحد معاوني بولس، رافق تيموثاوس للخدمة في مكدونية (اليونان) فيما بقي بولس زماناً في آسيا الصغرى (تركيا).

أعمال 19: 22؛ 2تيموثاوس 4: 20.

2- خازن المدينة في كورنثوس. كان مسيحيّاً وأرسل تحياته إلى الكنيسة في روما.

رومية 16: 23.

أرام

اسم جمع لولايات شتّى في سورية الجنوبية ولا سيّما دمشق. راجع الأراميون.

الأراميون/ الأرامية

في زمن ارتحال بني إسرائيل نحو كنعان. حلَّت مجموعة من القبائل الساميّة في شمال تلك الأرض. هؤلاء هم الأراميون. ونعرف شيئاً من تاريخهم من الوثائق العبرية والأشوريَّة وبعض النقوش المدوّنة بالأرامية. كانوا عدة قبائل تركّزت كل منها في إحدى المدن، وقد انتشروا في سورية طولاً وعرضاً، وصولاً إلى أشور ونزولاً إلى بابل بمحاذاة نهر الفرات، حيث انبثقت الأُمة الكلدانية من أحد فروعهم. أما ممالكهم الصغرى إلى الشمال من الجليل فسرعان ما ذابت في إسرائيل وفي المملكة الأرامية الكبرى، أي دمشق.

في أيام الملك سليمان ظفرت دمشق بالاستقلال عن إسرائيل وتولَّت سلسلةٌ من الملوك الأقوياء تعزيز قوّتها (راجع 1 ملوك 11؛ 25؛ 15: 18). وإلى أن جعل الأشوريون دمشق ولاية تابعة لهم في 32 ق.م، ظلَّ ملوكها (ومن ضمنهم بنهدد وحزائيل اللذان لهما دور في الأحداث المدونة في الكتاب المقدس) في حربٍ شبه دائمة مع إسرائيل ويهوذا في محاولة للسيطرة على الطرق المؤدية إلى مصر وبلاد العرب. ومن حين إلى آخر استطاع هؤلاء أن يهيمنوا على زملائهم الحكّام الآراميين في الشمال وفي المرافئ البحرية.

أصبحت اللغة الآرامية هي اللغة الشائعة للدبلوماسيين والتجّار في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ سنة 750 ق م تقريباً، وسببُ ذلك اتساع انتشار الأراميين (وقد زاد هذا الانتشار أيضاً لمّا سيطر ملوك آشور ورحّلوا كثيرين منهم إلى بلاد آشور وفارس). ولمّا جاء قُواد الملك سنحاريب الآشوريون وهددوا أورشليم، طلب إليهم رجال الملك حزقيا أن يتكلموا بالآرامية. وقد دوِّنت مراسيم الملوك الفرس بالآرامية. وحينما اشتكى أهل الأرض على اليهود العائدين مع زربّابل، كتبوا إلى الملك بالآرامية. حتى أن قسماً من سفر دانيال كُتب أصلاً بالآرامية.

بعد إدخال الإسكندر الكبير اللغة اليونانية إلى الشرق الأوسط، حلَّت الآرامية في المرتبة الثانية للأغراض الرسمية. إلا أنها ظلت اللغة الشائعة في مناطق كثيرة، وكان يتحدث بها اليهود في أزمنة العهد الجديد. وفي كتاب العهد الجديد عدد من العبارات الآرامية، مثلاً: "طليثا قومي"؛ "أبّا" (الكلمة المستعملة بين العامة للدلالة على الأب)؛ "إيلي إيلي لما شبقتني" (من كلمات الرب يسوع على الصليب).

2 ملوك 18: 26؛ عزرا 4: 1- 6: 18؛ دانيال 2: 4- 7: 28؛ مرقس 5: 41؛ 14: 36؛ متى 27: 46

أَرْتَحْشَشْتا

اسم عدة ملوك كانوا على بلاد فارس. يُرجَّح أن عزرا ونحميا عادا إلى أورشليم من السبي في عهد أرتحششتا الأول (464- 423 ق م).

عزرا 4: 6 و7

أرجوب

جزء من مملكة عوج في باشان شرقيَّ الأردن. أُعطيت أرجوب لنصف سبط منسَّى، وكانت منطقة خصيبة فيها مدن حصينة عديدة.

تثنية 3؛ 1 ملوك 4: 13

أرخيلاوس

راجع هيرودس.

الأُردنّ

أهمُّ نهرٍ في فلسطين، يُشار إليه كثيراً في الكتاب المقدس. ينبع الأردن من جبل حرمون في الشمال، ويجري عبر بحيرتي الحولة وطبرية ليصب في البحر الميت. وطوله 120 كلمً من بحيرة الحولة إلى البحر الميت، لكنه يتعرج كثيراً حتى يكاد يبلغ ضعفي هذه المسافة.

واسم "الأردن" يعني "المنحدِر". وهو يجري في أعمق وادٍ على الأرض. فبحيرة الحولة تعلو عن سطح البحر 71 متراً. أما بحيرة طبرية فهي تحت مستوى سطح البحر بنحو 215مً، فيما ينخفض الطرف الشمالي من البحر الميت 397مً عن سطح البحر.

والجزء الشمالي من وادي الأردن خصيب، أما الجنوبي- قرب البحر الميت- فأرضُ جرداء وراءَ دغلٍ كثيف على الضفاف. ورافدا الأردن الرئيسيان هما نهرا اليرموك والزرقاء (يبوّق)، وكلاهما يلتقيانه من الشرق. وله عدة روافد صغرى تجفُّ صيفاً.

اقتاد يشوع الشعب عبر الأردن من الشرق، حيث دخلوا الأرض قرب أريحا. وفي زمن تمرد أبشالوم، فر داود عبر الأردن. وعبره إيليا وأليشع قبيل إصعاد إيليا إلى السماء. وطلب أليشع من نعمان السرياني أن يغتسل في نهر الأردن فيشفى. وعمدَّ يوحنا المعمدان في الأردن جموعاً غفيرة، وهناك تعمَّد المسيح أيضاً.

يشوع 3؛ 2 صموئيل 17: 20- 22؛   2  ملوك 2: 6- 8، 13 و14؛ 5؛ إرميا 12: 5؛ 49: 19؛ مرقس 1: 5، 9 الخ...

الأَرْز

أرْزُ لبنان شجر جميل كبير وصلب ينبت في سلسلة جبال لبنان الغربية في الشمال والوسط. اشتهر الأرز في الأزمنة الغابرة فطلبه المصريون والعبرانيون والآشوريون والبابليون وسائر شعوب البلدان المجاورة للبنان، وذلك لبناء الهياكل والقصور. ذَكَرَ الكتاب المقدس الأرز خمساً وسبعين مرة متوزعة على ثمانية عشر سفراً من أسفاره. واستمرت شهرة الأرز لدى سكان لبنان حتى جعلوا منه في العصور الحديثة رمز الوطن، فتوسطت الأرزة علم لبنان.

الأرز في الكتاب المقدّس هو ملك الأشجار ومجد لبنان، ودُعي أيضاً "أرز الله". وجاء عنه أن كل الأشجار في جنة الله لم تشبهه في حسنه حتى حسدته كل أشجار عدن. واستُعمل في الشعائر الدينية عند اليهود، وفي صنع الأصنام عند غيرهم. أتى الأنبياء على ذكر الأرز لكونه رمزاً للشموخ والقوة والفخامة، لا سيما عند الملوك والعظماء والأعزّاء. كما أن حزقيال جعل الأرز رمزاً لمُلك المسيح النهائي.

زيّن الأرز هيكل الرب في أورشليم وكان مُنْيَةَ الملوك نظراً إلى رائحته الزكية ولونه الضارب إلى الحمرة، ومتانته.

ما زال الأرزّ ينبت في لبنان، لكن ليس بالكثرة التي كان فيها قديماً. ثمَّة اليوم ثلاث غابات من الأرز صغيرة، في أعالي جباله.

1 ملوك 5 و6 و7؛ صفنيا 2: 13 و14؛ أشعياء 14: 7 و8؛ 35: 2؛ 44: 14؛ لاويين 14: 4، 6، 49- 52؛ العدد 19: 6؛ القضاة 9: 7- 15؛ مزمور 80: 10؛ 92: 12؛ 104: 16؛ نشيد 5: 10، 15؛ حزقيال 17: 22، 31.

أرسترخس

مسيحيٌّ من مكدونية، كان صديقاً لبولس ومعاوناً له في الخدمة. كان مع بولس لمّا أحدث الصاغة الأفسسيون شغباً. رافق بولس إلى أورشليم وانطلق معه إلى روما فيما بعد. ولمّا كان بولس مسجوناً في روما، مكث معه.

أعمال 19: 29 وما بعدها؛ 27: 2؛ كولوسي 4: 10

أرض الجنوب

أرضٌ صحراوية جافة ذات شجيرات، في أقصى جنوب فلسطين. تتصل بصحراء سيناء على الطريق إلى مصر. تُعرف بالنقب. فيها ضرب إبراهيم وإسحاق خيامهما في مواضع شتّى. حلَّ فيها العبرانيون قبل استقرارهم في كنعان.

تكوين 20: 1؛ 24: 62؛ عدد 13: 17؛ 21: 1؛ أشعياء 30: 6.

أرطاميس

الاسم اليوناني للإلهة الرومانية ديانا. وهي إلهة القمر والصيد. كان معبدها الضخم في أفسس إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. (راجع ديانة اليونان والرومان).

أرك

إحدى المدن السومرية العظيمة، في جنوب بابل، على بعد نحو 64 كلمً إلى الشمال الغربي من أور. مذكورة في التكوين ضمن قائمة الشعوب.

تكوين 10: 10؛ عزرا 4: 9.

إرميا

عاش النبي إرميا بعد أشعياء بنحو مئة سنة. وقد دُعي ليكون نبياً لله عام 627 ق م ومات بعد 587ق م بزمن. بينما كان إرميا يدون نبوءاته، كانت أشور- الإمبراطورية العظيمة والقوية في الشمال- قد أخذت تنهار، ولاح خطرٌ جديد على مملكة يهوذا من جهة بابل.

ظل إرميا أربعين سنة يُنذر الشعب بدينونة الله الآتي عليهم من جراء خطاياهم ولا سيما عبادة الأوثان. وأخيراً تم كلامه. ففي 587 ق م جاء الجيش البابلي، وعلى رأسه نبوخذنصر، فخرّب أورشليم وهيكلها. وسبى نبوخذنصر الشعب. أما إرميا بالذات فقد رفض عرضاً بأن يعيش حياة مرفَّهة في البلاط البابليّ. اضطّرَّ إلى قضاء أيامه الأخيرة في مصر.

إن سفر إرميا غير مرتّب وفقاً لتسلسل الأحداث تاريخياً. فهو يُستهلُّ بوصفٍ لدعوة إرميا إلى النبوّة. وتتألف الأصحاحات الخمسة والعشرون الأولى من رسالاتٍ بلغها الله ليهوذا خلال عهود أخر الملوك- يوشيا ويهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين وصدقيّا.

أما الأصحاحات 26- 45 فقوامها أحداثٌ في حياة إرميا، ونبوءات إضافية.

والأصحاحات 46- 51 تدون رسالات الله إلى بضع أممٍ أجنبية. والأصحاحات الختامية تصف سقوط أورشليم والسبي إلى بابل.

لم يكن أرميا شعبياً كثيراً. فقد عُدَّ خائناً لأنه ناشد شعبه أن يستسلموا لبابل. لكنه أحب شعبه وشق عليهم أن ينبئهم بالدينونة. وكان قليل الثقة بالذات، إلا أنه ما لطف قطُّ الرسالة التي أعطاه الله. ومع أنه يُذكرك كمثال على التشاؤم، فقد أتى أيضاً بالرجاء: إذ وعد بأن الله سيعيد شعبه إلى أرضهم بعد زمن السبي القاتم.

ويحتوي السفر على غير نوعٍ من الكتابة. ففيه بعض الشعر، وبعض النثر، وأمثال ممثلة، وتاريخ، وسيرةٌ ذاتية.

أرنان/ أرونة

رجل من أورشليم باع بيدره إلى الملك داود. فبسبب من إثم داود، كان الشعب الإسرائيلي يقاسي وبأً شديداً. وإذ أدرك داود أنه المسؤول عن المصيبة، أطاع الله ببناء مذبح على بيدر أُرنان. إذ ذاك ظهر أمام الله أن داود نادم على ما فعل فتوقف الوبأ. وفي ما بعد بُني الهيكل على البقعة نفسها.

2 صموئيل 24: 16- 25؛ 1 أخبار الأيام 21: 18- 30

أرنون

نهرٌ يصبُّ في البحر الميت من جهة الشرق (وادي الموجب الآن). كان يشكِّل الحدّ الفاصل بين الأموريين والموآبيين. ولمّا هزم العبرانيون الغزاةُ الأموريين سكن أرضهم سبطُ رأوبين، وظلَّ نهر أرنون هو الحد الجنوبي.

عدد 21: 13 وما بعدها؛ أشعياء 16: 2

أريحا

مدينة على الغرب من نهر الأردن، تحت سطح البحر 250 متراً، تبعد عن الطرف الشمالي من البحر الميت نحو 8كلم. فيها نبعُ ماءٍ جارٍ يجعلها واحةً وسط الصحراء المحيطة بها، ومن هنا سميت "مدينة النخيل". وقد تحكمت المدينة بأودية الأردن الضحلة (المخاوض)، وعبرها أرسل يشوع كشافته. كانت مدينة محصنة جيداً، وهي أول عقبة واجهت بني إسرائيل الفاتحين. وقد أحرز يشوع أول انتصار له في الأرض بسقوط أريحا.

في زمن القضاة، قتل إهود عجلون ملك موآب في أريحا . وفي زمن إيليا وأليشع، كانت أريحا موطناً لجماعة كبيرة من الأنبياء. وبعد العودة من السبي، ساهم رجال من أريحا في بناء أسوار أورشليم.

وفي العهد الجديد ردَّ المسيح البصر للأعمى بارتيماوس، وغير حياة زكّا، في أريحا. ومسرح قصة "السامري الصالح" هو الطريق النازل من أورشليم إلى أريحا.

ولأريحا تاريخ طويل جداً يشمل آلاف السنين. فأول مدينة بُنيت في هذا الموقع يرقى تاريخها إلى الألف السادس ق م. وفي زمن إبراهيم وإسحاق ويعقوب كانت الحياة في أريحا حضرية جداً. وقد وُجدت في مدافن فيها تعود إلى نحو 1600 ق م، أوانٍ خزفيةٌ مُتقنة، وأثاثٌ من خشب، وسلال متنوِّعة، وصناديق مطعمة بالزخارف. بُعَيد ذلك دُمرت أريحا، ولكنْ أقام فيها بعد ذلك عددٌ ضئيل من السكان.

يشوع 2؛ 6؛ 1 ملوك 16: 33 و34؛ 2ملوك 2؛ نحميا 3: 2؛ مرقس 10: 46؛ لوقا 19: 1- 10؛ 10: 30

أريوس باغوس

"تلة المريخ" إلى الشمال الغربي من قلعة أثينا، حيث كان المجلس الأريوباغي (أي المحكمة العليا) يجتمع أصلاً، ومنها استمد اسمه.

أعمال 17

الآس

شجرة دائمة الاخضرار عطرة الورق وطيبة الزهر، كانت تستعمل كعطر، ولها حبٌّ يؤكل.

أشعياء 55: 13

آسا

ابن أبيا، ثالثُ ملك ليهوذا. ملك إحدى وأربعين سنة (نحو 911- 870 ق م). لما ملك آسا، حاول إبادة العبادة الوثنية. كسب نصراً عظيماً عندما أغار على يهوذا جيش كوشي (حبشي) ضخم يقوده زارح.

1 ملوك 15: 8 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 14: 1 وما بعدها.

آساف

لاويٌّ تولّى قيادة الترنيم في عهد الملك داود. والمتحدّرون منه خدموا في جوقة الهيكل. وقد كتب آساف عدداً من المزامير.

1 أخبار الأيام 15: 17 وما بعدها؛ 25: 1 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 29: 30؛ 35: 15.

استخراج المعادن وتصنيعها

وُصِفت أرض كنعان في تثنية 8: 9، بأنها "أرضٌ حجارتها حديد، ومن جبالها تحفر نحاساً". والواقع أن هذين المعدنين وحدهما موجودان في تلك الأرض. أما الذهب والفضة والقصدير والرصاص، فكان ينبغي أن تُستورد استيراداً.

الذهب والفضة:

يّرجح أن الذهب هو أول معدن عرفه الإنسان، لأنه يوجد بغير شوائب ولا يحتاج إلى عمليّة معقّدة لتعدينه. ولما خرج بنو إسرائيل من مصر، كان المصريون يستخدمون الذهب منذ عدة قرون. وقد حمل العبرانيون معهم حُليّاً من ذهب وفضة عند خروجهم من مصر. وكانوا يعرفون كيف يصنعون هذين المعدنين.

فالصناعة الأشكال المجسمة، كانوا يُذيبون المعدن ويصبونه في قوالب. وقد أخذ هارون أقراط الذهب من الشعب وصنع منها "عجلاً مسبوكاً" (خروج 32: 4). وكان يمكن أيضاً تطريق ذهب ليصير صفائح تُغشى بها الأشياء، أو لإضفاء شكلٍ معين عليه. وقد سمى العبرانيون الذهب بأسماء مختلفة حسب أنواعه، كالنقي أو الخالص والمطرق والإبريز (الصافي)، وإن كان يصعب أحياناً فهم المقصود حرفياً من استعمال اسمٍ دون سواه (فقد تكون الإشارة إلى اللون أو النوع أو سواهما).

وعند دخول العبرانيين إلى أرض كنعان، شكّل الذهب والفضة جزءاً من غنائم الحرب. ويُرجح أن الصاغة عند العبرانيين كانوا يصنعون حُليّاً وجواهر للذين تُنال أيديهم، وفي زمن الانحطاط الديني درجوا على عادة الشعوب الوثنية المحيطة بهم فصنعوا تماثيل من فضة أو تماثيل مغشاة بالذهب (وهي ممارسة ندد بها الأنبياء بشدة). ولم يكن الصاغة العبرانيون مهرةً جداً كما يُرجح. فلما احتاج سليمان إلى أشغالٍ دقيقة في الذهب والفضة لبناء الهيكل وغيره من المباني، استقدم صاغةً مهرةً من فينيقيا. وقد استورد الذهب من "أوفير"، وكانت الفضة في أيامه كثيرة حتى أنها لم تحسب شيئاً. وغالباً ما تستعمل في الكتاب المقدس عملية تنقية الذهب وإذابة الفضة لإزالة شوائبها، كصورة بيانية لنتائج الألم المطهِّرة.

خروج 11: 2؛ 32: 3 و4؛ 25: 11، 31؛ يشوع 6: 19؛ 22: 8؛ قضاة 17: 1- 4؛ أشعياء 2: 20؛ 40: 19؛ هوشع 8: 4؛ 2 أخبار 2: 7؛ 1 ملوك 10: 1- 27؛ زكريا 13: 9؛ ملاخي 3: 2 و3؛ 1 بطرس 1: 7.

النحاس:

كان النحاس أوفر معدن في فلسطين قديماً. وكان يستخرج من خامته بالصهر. ومع أنه يكون هشاً عند استخراجه، فمن الممكن أن يُقوى ويشكل بتطريقه بارداً. وفي وقتٍ ما، قبل 2000 ق م، اكتُشف أنه إذا زيد عليه أقل من أربعة بالمئة من القصدير يصير أقوى وأقسى. ودرجة ذوبانه أيضاً منخفضة أكثر من سواه، ويمكن أن يسكب في قوالب ويُطرق فيشكل. إذ ذاك ينتج منه البرونز. على أن العبرانيين يستعملون كلمة واحدة للنحاس والبرونز، ولذا لا نستطيع أن نحدد بدقة متى بدأوا يصنعون البرونز. ولا شك أنهم احتاجوا إليه لصنع الحوض النحاسي الضخم (البحر) الدقيق الصنعة في هيكل سليمان، وقد استقر هذا الحوض على اثني عشر ثوراً نحاسياً، وكذلك لصنع الأعمدة المزينة برمان وسوسن من نحاس.

وتوجد خامة النحاس في شبه جزيرة سيناء وفي العربة، أي المنطقة الصحراوية بين البحر الميت وخليج العقبة. وقد بينت التنقيبات الأثرية أن تلك المنطقة كان فيها مناجم لما كان بنو إسرائيل في مصر، بل قبل ذلك بكثير. وفي تمنة، على بعد 24 كلمً إلى الشمال من إيلات، موقع اخترقته مهاوي المناجم في جميع الاتجاهات وعلى مستويات عدة. والمقالع الأعمق تغور مئات الأقدام تحت سطح الأرض، ولها قنوات للتهوئة.

وفي أيوب 28 وصفٌ لمناجم الفضة والحديد والنحاس، مع أن الفضة لم تكن تستخرج في فلسطين: "حفر منجماً بعيداً عن السكان، بلا موطئ للقدم، متدلين بعيدين من الناس يتدلدلون".

يذهب بعضهم إلى أن العبرانيين أخذوا فن صهر النحاس وصنعه عن القينيين (أو المديانيين)- القبيلة الصحراوية التي تزوج موسى منها. ويرى آخرون أن المجتمعات القديمة أستقر فيها نحاسون وحدادون جوالون. وفي أحد الرسوم على جدران القبور المصرية القديمة صورة لمجموعة آسيويين يستعملون منافخ للنار يبدو أنها مصنوعة من جلد المعزى.

وقد وُجد في بيت شمس فرن صهر يعود إلى زمن القضاة، حيث كان النحاس يُصهر على نطاق ضيق، وتُزاد حدة الحرارة باستخدام أنابيب نفخٍ فخارية أو منافخ أخرى.

كذلك وُجدت أفرانٌ تعود إلى زمن الملك سليمان، بعضُها لمعالجة النحاس، وبعضُها للحديد. وكان الحدادون يأخذون المعدن ويذيبونه في قدر فخارية فوق النار، ثم يشكلون الأدوات مستعملين قوالب حجرية أحياناً. أما نتاجهم الأساسي فكان الأدوات الحربية والمنزلية: رؤوس السهام وأسنة الرماح والحراب، السيوف والخناجر، الفؤوس وسكك الحراثة، المطارق والأزاميل، المسامير والإبر والدبابيس، الملاقط والأساور، الطُّسوت والدِّلاء.

لا نعرف إلى أي مدى بلغ التعدين وصناعتُه في أيام سليمان. فقد اعتقد المنقبون حيناً أنه قد حدثت "ثورة صناعية" صُغرى. إذ اكتشفوا عدة مواقع لمناجم ومصاهر في العربة. والمصاهر ذات أشكالٍ مختلفة- فمنها المدور والمربع وذو الحجرتين. ووجدت أيضاً آثار مضارب يُعتقد أنها كانت مساكن للعمال، ويرجح أنهم كانوا عبيداً. وقد اكتشفت في موقع على رأس خليج العقبة مبانٍ من آجُر تنطبق عليها أوصاف المدينة التي يسميها الكتاب المقدس عصيون جابر. وافترض العلماء أن تلك المباني كانت تابعة لمصنع ضخم لصهر المعادن كان يؤتى إليه بالنحاس حيث يُعد للتصدير بعد صهره الأولي في مواقع المناجم.

ولكن مثل هذه الافتراضات تلقى الآن شكاً متزايداً. فقد برهنت تنقيبات أحدث أن أعمال استخراج المعادن الأوسع نطاقاً قد جرت في فترة أقدم عهداً، سبقت فتح كنعان. أما مباني الآجُر فربما كانت فندقاً كبيراً محصناً على طريق تجاري مهم.

الحديد:

انتشر استعمال الحديد ببطء عند العبرانيين. فلأن الواجب أن يُحافظ عليه حامياً خلال تصنيعه، كان إنتاجه صعباً. ولما دخل العبرانيون بلاد كنعان، كان أهلها يستعملون مركبات يدخل الحديد في صناعتها وأدوات حديدية أخرى. وفي هذا المجال تفوق الكنعانيون على العبرانيين.

ولما قوي الفلسطيون على العبرانيين في أيام صموئيل وشاول، لم يسمحوا لهم بأن يستخدموا حدادين خاصين لئلا يصنعوا سيوفاً ورماحاً جيدة. فإذا احتاج العبرانيون إلى إصلاح أدواتهم النحاسية اضطّروا إلى الاستعانة بالفلسطيين فيفرض هؤلاء عليهم أجوراً باهظة. غير أنه كان عند داود مخزون ضخم من الحديد: "وهيأ داود حديداً كثيراً للمسامير الأبواب وللوصل..." ومن عهده فما بعد صارت الأدوات الحديدية أكثر وفرة. وقد استُخرجت خامة الحديد وعُدنت في العقبة أيضاً.

يشوع 17: 16؛ 1صموئيل 13: 19- 22؛ 1 أخبار الأيام 22: 3.

في فترة العهد الجديد: كان في أورشليم سوق الحدادين في زمن العهد الجديد. ولم يكن يُسمح للعاملين في النحاس والحديد بالعمل في بعض الأعياد الدينية نظراً للضجة التي يُحدِثونها. واستدعى البذخ في بلاط الملك هيرودس تزايد المتاجرة في البضائع الفاخرة.

وفي الهيكل الذي بناه هيرودس في أورشليم، غُشيت بالذهب والفضة البوابة المزدوجة والعتبات والأسكُفة (العتبة العليا). وكانت الجدران من الداخل مغشاة بصفائح من ذهب. وكان في الهيكل مصابيح وأوان من ذهب وفضة، بل أيضاً رزات من ذهب على السطح لإبعاد الطيور! وقد كان واجباً تدريب ألف كاهن للقيام بالقسم الأكبر من هذا العمل، إذ لم يكن مسموحاً لأحدٍ سواهم بأن يدخل حرم الديار المقدسة.

استفاناس

كان استفاناس وأهل بيته أول من آمنوا بالمسيح في أخائية (جنوب اليونان). وهم بين الأقلاء الذين عمدهم بولس شخصياً في كورنثوس.

1 كورنثوس 1: 16 (في هذا الشاهد وفي ترجمة فاندايك ورد الاسم خطأ "استفانوس"، بينما يجب أن يكون "استفاناس").

1 كورنثوس 16: 15- 18.

استفانوس

عبرانيٌّ من الناطقين باليونانية كان أول مسيحي يموت من أجل إيمانه. هو واحد من السبعة الذين اختبروا بأمر من الرسل لتنظيم إعالة الأرامل الفقيرات في الكنيسة بأورشليم. كان له إيمان عظيم بالله. ففضلاً عن الاهتمام بالأمور المادية، كان يكرز بالكلمة ويجري عجائب. قُبض عليه ومُثل أمام المجلس اليهودي الأعلى (السنهدرين). وبعد دفاع جريء اتهم اليهود بقتل ابن الله. رُجم بالحجارة حتى مات، لكنه طلب إلى الله أن يغفر لقاتليه. وقد كان بولس، يوم كان ما يزال يضطهد المسيحيين، شاهد عيان لمصرع استفانوس.

أعمال 6 و7.

أستير

فتاة يهودية صارت ملكة في بلاد فارس. وكانت أستير يتيمةً نشأت في شوشن (سوسة) عاصمة الفرس، في عهدة مردخاي ابن عمها. وبعدها طلَّق أحشويروش (زركسيس) زوجته وشتي اختار أستير ملكة جديدة له. وكتمت أستير جنسيتها. ولكن لما خطط هامان، الوزير الأكبر، أن يُبيد جميع اليهود لأنه يكره مردخاي جداً، توسطت أستير لدى الملك وكشفت المكيدة. وبدلاً من إبادة اليهود، سُمح لهم بالدفاع عن أنفسهم. هذه الحادثة يُحتفل بذكراها كلَّ سنة في عيد الفوريم.

يدوِّن سفر أستير خبر هذه الحادثة، ويبين رحمة الله في عدم سماحه بإبادة الشعب.

إسحاق

الابن الذي رزقه الله لإبراهيم وسارة بعد وعدهما به. وقد ولِد لما كان والداه طاعنين في السن. وبعد مضي بضع سنين على ولادة إسحاق، امتحن الله إيمان إبراهيم مرة أخرى، إذ طلب منه تقديم إسحاق ذبيحة. وإذ كان مزمعاً أن يذبح إسحاق، منعه ملاك. فكافأ الله إبراهيم ووعده من جديد بأن يصير نسله أُمة عظيمة. تزوج في الأربعين برفقت التي اختيرت له من أسرة إبراهيم في حاران. وبعد عدة سنين استجاب الله صلاة إسحاق فرزقه التوأمين عيسو ويعقوب. وقد أعطى الله إسحاق البركة عينها التي أعطاها لإبراهيم قبلاً. ولما كان إسحاق شيخاً كليلَ النظر خُدِع بحيلةٍ فأعطى البركة ليعقوب بدلاً من عيسو التوأم البِكر. إذ ذاك فر يعقوب مغادراً المنزل، لكنه عاد بعد عدة سنوات في الوقت المناسب ليرى أباه قبل موته.

تكوين 21 و 22؛ 24: 1- 28: 9؛ 35: 27- 29

الأسد

يُذكر الأسد في الكتاب المقدس عدة مرات، مع أنه في زمن العهد الجديد كان قد أصبح نادراً في فلسطين. وكان الملوك الأشوريون يحتفظون ببعض الأُسود في جِباب، ويتمتعون بصيد الأسود مع أشرافهم. وقد عاشت أسود كثيرة في غابات وادي الأردن فكانت خطراً على المواشي والبشر. ونظراً لشجاعة الأسد وقوته، كان رمزاً مناسباً للسطوة والقوة، حتى إن المسيح نفسه يُسمّى "الأسد الذي من سبط يهوذا".

دانيال 6: 16- 24؛ رؤيا 5: 5

إسرائيل

الاسم الجديد الذي أطلقه الله على يعقوب بعدما تصارع طيلة الليل مع "إنسانٍ" عند نهر يبوق. ومعنى إسرائيل "الرجل الذي يُصارع الله". وقد عُرفت الأسباط الإثنا عشر المتحدِّرة من يعقوب باسم بني  إسرائيل.

طلباً لوصف أوفى في ما يتعلق بنواحي الحياة الأخرى عند بني إسرائيل، وفي ما خص الأرض والدين، راجع العناوين المستقلة، ولا سيما تاريخ شعب العهد القديم، ديانة اليهود، جغرافية فلسطين.

أسرحدون

ابن سنحاريب. صار ملكاً على أشور (680- 669 ق م) بعد مقتل أبيه. وكان منسّى، ملك يهوذا، واحداً من عدة ملوك ثانويين تابعين لأسرحدون.

2 ملوك 19: 37؛ عزرا 4: 2

اسكندر

اسم عدة أشخاص ذُكروا في العهد الجديد (مع اختلافاتٍ في التهجئة، وقد يكون أحدهم أو الآخر مشاراً إليه في غير موضع واحد).

1-  ابن سمعان القيرواني. وسمعان هذا هو الذي حمل صليب المسيح سُخرةً.

مرقس 15: 21

2-  عضوٌ في أُسرة رئيس الكهنة وواحدٌ من قادة اليهود في أورشليم.

أعمال 4: 6

3-  يهوديٌ حاول مخاطبة الجمهور في أثناء الشغب الذي أحدثه الصاغة في أفسس (راجع ديمتريويس).

أعمال 19: 33

4- مسيحي زاغ عن الإيمان، على الأقل إلى حين.

1 تيموثاوس 1: 20

5- نحّاس قاوم بولس والإنجيل مقاومة شديدة، وقد حذَّر بولس تيموثاوس منه.

2 تيموثاوس 4: 14

الإسكندرية

مرفأ بحري كبير في مصر على دلتا النيل أنشأه الإسكندر الكبير. كانت منارته الشهيرة تنتصب فوق برجها الشامخ عند مدخل المرفأ. وكانت الإسكندرية هي عاصمة مصر في عهد البطالة وظلت مركزاً عظيماً للحضارة الهيلينيّة.

في أزمنة الرومان كانت سفن القمح تُحمَّل في الإسكندرية ليُتاح لأهل روما شراء الخبز بثمن زهيد. وكان في المدينة "متحف" للفنون والعلوم ومكتبة شهيرة تحتوي آلاف أدراج البرديّ. كذلك كان فيها جالية يهودية كبيرة، وقد تَّمت هنالك ترجمةُ العهد القديم إلى اليونانية ترجمةً عُرفت بالسبعينية. وأبلُّوس الذي صار معلماً مهماً في أوائل الكنيسة كان من الإسكندرية.

أعمال 6: 9؛ 18: 24؛ 27: 6؛ 28: 11

إسماعيل

ابن إبراهيم من هاجر. (راجع هاجر).

تكوين 16: 21

أسوان/ سينيم

موضعٌ على حدود مصر الجنوبية، ما زال يسمى أسوان حتى اليوم. يصور أشعياء العبرانيين المشتتين عائدين من السبي ، من أرض سينيم البعيدة. وفي البرديات الرسمية المكتشفة هناك ذكرٌ لنشاطات مستوطنين يهود نحو العام 450 ق م (البروديات الفيليَّة).

أشعياء 49: 12؛ حزقيال 29: 10؛ 30: 6

أسَّوس

مرفأ بحري على الساحل الغربي من تركيا الحديثة، منه انطلق بولس في سفرته الأخيرة إلى أورشليم.

أعمال 20: 13

أسيّا

الجزء الغربي من آسيا الصغرى (تركيا اليوم)، ويضمُّ عدداً من المدن- الدول اليونانية المهمة. وفي ما بعد ولاية أسيَّا الرومانية، وتشتمل على الساحل الغربي بكامله، وأهم مدينة فيها أفسس. وقسمٌ كبير من عمل بولس التبشيري حصل في هذه المنطقة.

أعمال 2: 9؛ 19: 10؛ رؤيا 1: 4؛ 11

الأسينيّون

كان الأسينّيون طائفة صغيرة ومنغلقة إلى حدٍّ بعيد، لم يجاوز عددهم قطُّ بضعة آلاف. نشأوا في القرن الثاني ق م كحركة معارضة للتأثير اليوناني في الدين اليهودي، وللملوك الفاسدين، ولعدم المبالاة المتزايد بين الشعب اليهودي من جهة التقيُّد بالشريعة. وكانوا أكثر تشدداً حتى من الفريسيين الذين نددوا بهم باعتبارهم "مقدَّمي التفسيرات السهلة"! وقد كرهوا المجتمع اليهودي جداً حتى اعتزله كثيرون منهم ليعيشوا ضمن تجمعات تنسكية.

وربما كانت جماعة قمران، كتبةُ دروج البحر الميت، تنتمي إلى الحركة الأسينية. راجع مخطوطات البحر الميت.

أشتأول

مكان يبعد عن أورشليم نحو 16 كلمً غرباً، على حدود الأرض التي تخص سبط دان. هنالك كان مسقط رأس شمشون، حيث نشأ، وحرّكه روح الرب أولاً ليحمل على الأعداء في المنخفضات الغربية. وعلى الرغم من مآثر شمشون، لم يمتلك الدانيون ميراثهم قط.

يشوع 15: 33؛ 19: 41؛ قضاة 13: 24 و25؛ 16: 31؛ 18.

أشدود

واحد من خمسة معاقل للفلسطيّين في أزمنة العهد القديم. لما وقع صندوق العهد (التابوت) بأيدي الفلسطيّين، أخذوه إلى معبد إلههم داجون في أشدود. وفي الصباح التالي إذا تمثال داجون ساقطٌ على وجهه، وفي الغد وجدوه محطماً. وقد استولى عزّيا ملك يهوذا على أشدود في أيام أشعياء. وفي أزمنة العهد الجديد أعاد الملك هيرودس بناء المدينة.

1 صموئيل 5؛ 2أخبار الأيام 26: 6؛ أشعياء 20: 1، الخ؛ 8: 40.

أشعياء

عاش أشعياء في أورشليم في القرن الثامن ق م. والسفر المسمى باسمه هو واحدٌ من أقوى كتب النبوة في العهد القديم. ففيه صورة مؤثرة لقوة الله، ورسالةُ رجاء لشعبه. ويروي الأصحاح السادس دعوة أشعياء إلى النبوة. وقد دامت مدة ممارسته النبوة أكثر من أربعين عاماً.

تنتمي الأصحاحات 1- 39 إلى الفترة التي كانت فيها مملكة يهوذا في الجنوب تحت خطر أشور، وهي القوة العُظمى في عالم الكتاب المقدس آنذاك. ولكن أشعياء نبه الشعب إلى أن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الأمة هو خطاياهم وعصيانهم لله. فقد أخفقوا في الاتكال على الله. ودعا أشعياء الأمة للعودة إلى الله، ولإصلاح القضاء وتقويم السيرة. فإن هم لم يلبوا الدعوة لا بد أن يدركهم الهلاك. وقد تطلع أشعياء أيضاً إلى زمنٍ آتٍ يعم فيه السلام العالم. فإن سليلاً عظيماً من نسل داود سوف يصبح هو الملك المثالي الذي يفعل مشيئة الله.

أما الأصحاحات 40- 55 فتصور سبي يهوذا في بابل، حيث يبدو الشعب بلا رجاء. غير أن النبي تحدث عن وقتٍ فيه يحرر الله شعبه ويردهم إلى أورشليم. ونلاحظ هنا تشديداً على أن الله يسيطر على أحداث التاريخ. وحديثاً عن استخدامه تعالى لشعب العهد القديم كي يؤتي جميع الأمم رجاءً مجيداً. ويحتوي هذا الجزء من السفر على عدة مقاطع يتطلع النبي فيها مجيء "عبد الرب" الذي على يديه يتحقق الرجاء.

ثم تشكل الأصحاحات 56- 66 قسماً مستقلاً، وهي موجهة إجمالاً إلى الذين عادوا من السبي واستقروا في أورشليم. هنا يطمئن النبي الشعب إلى أن الله سوف يفي بوعده. إلى أنه يدعوهم أيضاً إلى البر والاستقامة ويعلمهم أن يحفظوا السبت كما ينبغي لهم، وأن يقدموا الذبائح، وأن يصلوا.

أشقلون

مدينة قديمة على ساحل فلسطيا بين يافا وغزة. أصبحت معقلاً رئيسياً من معاقل الفلسطيين. آغار شمشون عليها وقتل ثلاثين رجلاً لدفع ما ترتب عليه من جراء مراهنة. وقد توالّى على حكمها في العصور اللاحقة الأشوريون والبابليون والصوريون. وفي أزمنة العهد الجديد وُلد هيرودس الكبير في أشقلون.

قضاة 1: 18؛ 14: 19؛ 1 صموئيل 6: 17؛ إرميا 47: 5- 7؛ الخ.

أشكول

وادٍ قرب حبرون. معنى الاسم "عنقود عنب". لما أرسل موسى كشافة إلى الأرض الموعودة، رجعوا حاملين عينات من ثمر الأرض، بما فيها عنقود عنب من هذا الوادي.

عدد 13: 32 و24؛ 32: 9؛ تثنية 1: 24.

أشور

الجزء الشمالي من العراق اليوم، على طول نهر دجلة نحو الشرق حتى سفوح جبال زاغروس. كانت الأمطار والروافد التي تصب في نهر دجلة توفر الماء الكافي للري، فإذا السهول تموج بالحنطة والشعير، والجبال تكسوها الأشجار المثمرة، من عنب وزيتون ومشمش وكرز وغيرها، والريف يغطيه العشب في الشتاء والربيع- على خلاف الأراضي الواقعة غربي دجلة، حيث معظم الأرض صحراء ترتفع إلى الشرق منها جبال وعرة ذات غابات يكسوها الثلج شتاءً. لذلك بدت بلاد أشور جذابة لأهل البادية والجبال. وطالما حفل تاريخ أشور بالحروب الطويلة مع هؤلاء الجيران الطامعين.

أطلق الأشوريون اسماً واحداً، هو أشور، على بلادهم وعاصمتهم وإلههم القومي. وتقع مدينة أشور في جنوب البلد، على الضفة الغربية لنهر دجلة. أما المدينة الثانية، نينوى، فموقعها إلى الشرق من النهر، مقابل الموصل الحديثة، وكانت تبعد عن أشور 109 كلم إلى الشمال. وكانت كلتا المدينتين مزدهرتين منذ القديم، من السنة 2500 ق م وربما قبل ذلك بكثير.

الشعب الأشوري:

لدينا وثائق أشورية أولية تبدأ بُعيد السنة 2000 ق م. فقائمة الملوك الأشوريين، وهي وثيقة هامة تعود إلى زمن لاحق، تُبين أن الأشوريين كانوا في بلادهم نحو السنة 2300 ق م. وتُبرهن النصوص أن الأشوريين كانوا شعباً سامياً. وكانوا يستعملون لغة قريبة من البابلية قرابةً وثيقة. كذلك تبين لنا النصوص أن سكان البلاد كانوا مختلطين جداً، الأمر الذي نتوقعه بالنظر إلى وضع البلاد. فقد دخل من الشرق والغرب كثيرون ممن ينتمون إلى الشعوب غير السامية. ويبدو أن هذا قد حدث سلمياً. حتى أن رجالاً لم يكونوا أشوريي الأصل شغلوا في ما بعد مناصب حكومية ذات شأن.

غالباً ما يُعتبر الأشوريون غُزاة قُساة. إلا أنه ينبغي أخذ وضع أشور بعين الاعتبار عند التفكير بهذه الصورة التي تعود جزئياً إلى حروبهم مع إسرائيل على حدٍّ ما جاء في كتاب العهد القديم. ذلك أن الأخطار الخارجية ظلت قائمةً، فعلاً أو وهماً، ولو بدت حدود أشور آمنة، ومصدر هذه الأخطار الحكام الأجنبيون في أماكن بعيدة قليلاً. وهذه الأخطار لم يستطع الأشوريون صدها إلا بشن حملات عسكرية متوالية. ولا شك أن الانتصار شجعهم على القيام بمزيد من الحملات. غير أن الأشوريين، شأنهم شأن معظم الشعوب، كانوا يقدّرون قيمة السلم والازدهار.

الإمبراطورية الأشورية:

ما بين 1500 و1100 ق م صارت أشور في طليعة دول الشرق الأوسط، وقد امتدت رقعتها حتى نهر الفرات غرباً. وكان ملوكها يكاتبون ملوك مصر كأندادٍ لهم. إلا أن الغزاة الأراميين من الصحراء كادوا يجتاحون البلاد الأشورية كلها. وبذلك ابتدأت فترة انحطاطٍ دامت حتى 900 ق م تقريباً.

ثم ابتدأت سلسلة من الملوك الأشداء باستعادة الأراضي المحتلة. وكذلك ذلل هؤلاء الملوك مشكلات السيطرة على الأراضي المستعادة فالملكان المحاربان أشورناسِربال الثاني (883- 859 ق م) وشلمناسر الثالث (858- 824 ق م) استوليا على عدة مدن وجعلا ملوكها تابعين لهما. ولكن ما إن عاد الجيش البابلي إلى بلاده حتى ثار الملوك التابعون. وكان تغلث فلاسر الثالث (745- 727 ق م) أول من أرسى جهازاً فعالاً من ولاة الأقاليم ذوي السيطرة المُحكمة.

السبي:

كان سوق الأسرى طريقة شائعة لكسر شوكة المقاومة. فبعد ثورة عارمة كانت تُرحل أعداد كبيرة من الشعب إلى أجزاء أخرى من الإمبراطورية وتوطن مع غرباء من أماكن بعيدة. (وقد حدث ذلك في إسرائيل لما استولى الأشوريون على السامرة- 2 ملوك 17: 6، 24 وما بعدها؛ راجع أيضاً 18: 31 و32). وقد اتبع هذه السياسة الملوك المشهورون سرجون (721- 705 ق م) وسنحاريب (705- 681ق م) وأسرحدّون (681- 669 ق م) وأشوربانيبال (669- 627 ق م). وفي عهد الأخيرين اتسع نطاق الإمبراطورية كثيراً، فشملت مصر وسورية وفلسطين وشمال بلاد العرب وأجزاء من تركيا وبلاد الفرس. ولكن حماية الحدود كلها لم تكن ممكنة، ولا كان ممكناً أيضاً سحق جميع المتمردين. فأحرزت بابل استقلالها في 625 ق م، وبمعونة الماديين هدَّمت نينوى في 612 ق م.

الفن والعمران:

إن إمبراطورية أشور المترامية الأطراف كانت مصدراً للثراء الضخم، وقد جاء جزءٌ منه من الجزية، وجزءٌ آخر من التجارة. فاستطاع الملوك أن يبنوا قصوراً وهياكل عظيمة، وكلٌّ منهم نوى أن يأتي بما لم يأتِ به سابقوه. ومِما كشف عنه التنقيب في نينوى ونمرود (كالح القديمة، وتبعد 30كلمً جنوباً) وأمكنةٍ أخرى، أُتيح لنا إحياءُ آيات فنية رائعة. كانت الجدران مؤطرة بألواحٍ من حجر عليها نقوش تصوِّر الملك في حياته الدينية والعسكرية والرياضية. وكان الأثاث مزيناً برقائق من العاج محفورة أو منقوشة، ومغشاة بالذهب غالباً.

تظهر في صُنعة هذه الأشياء آثارٌ حضارية شتىّ، مصرية وسورية وإيرانية. غير أن المعالم الأساسية في الحضارة الآشورية استُمِدَّت من الجنوب، أي من بابل (راجع البابليون). وأهمُّ طراز بابلي في الآثار الآشورية هو طريقة الكتابة المسمارية على ألواح طينية. فقد وُجدت بين الخرَب الآشورية آلافٌ من هذه الألواح. وقسمٌ منها يتناول شؤون الإدارة في الدولة. وبعضها وثائق دبلوماسية. وبعضها أحكام قضائية خاصة. وبعضها سجلات لأعمال الملوك. وأبرز معالم الحضارة هي المكتبة التي جمعها الملك آشوربانيبال. فقد كان في هذه المكتبة نُسخٌ لكلِّ قطعةٍ في الأدب والمعرفة سلَّمها السلف للخلف. وبإحياء هذه المكتبة، منذ 1849م فصاعداً، بدأت الدراسة الحديثة لأشور وبابل.

الأشوريون والكتاب المقدس:

دخل الأشوريون إلى مسرح الأحداث المدونة في الكتاب المقدس في أيام آخِر ملوك إسرائيل لما كان النبيان عاموس وهوشع يقومان بخدمتهما في الشمال وأشعياء يتقدم نحو البروز في يهوذا, إذ كان الأشوريون القوة العالمية الكبرى وكان أهل البلدان الأقل قوةً يعيشون تحت خطر الغزو دائماً.

"يجلب الرب ُّعليك... ملكَ أشور". هذا ما قال أشعياء النبي متنبئاً للملك آحاز، ملك يهوذا، فكانت نبوءة رهيبة. فقد كان آحاز يحاول كسب معونة الأشوريين للانتصار على عدويه، ملكي دمشق والسامرة (أي إسرائيل). إلا أن النبيَّ المرسل من الله قال له إن هذه القوة العظمى في زمنه لا بُدَّ أن تجتاح بلاده قريباً. والملك الأشوري المشار إليه هنا هو تغلَث فلاسر الثالث (745- 727 ق م). وفي الواقع أنه قَبِل أن تكون يهوذا والملك آحاز في عداد التابعين له. ومن ثم خفف الضغط عن آحاز وذلك بغزوه دمشق ومعظم إسرائيل جاعلاً إياهما ولايتين خاضعتين له.

وكان من عادة الأشوريين أن يعقدوا معاهدات مع البلدان المُخضَعة لهم في كل مكان. فإذا توقف أحد الملوك التابعين لهم عن الوفاء ببنود المعاهدة- كأن يُخفف في إرسال الجزية السنوية أو يتحالف مع أعداء أشور- كان الأشوريون يحاولون تسوية الوضع دبلوماسياً. فإن لم يؤدِّ ذلك إلى نتيجة، كانوا يبعثون حملة عسكرية.

ذلك هو ما حصل مع يهوذا. فإن آحاز وفى بالمعاهدة، ولكن ابنه حزقيا وملك بابل مردوخ بلادان التحقا بتمرُّدٍ عام لما مات الملك الأشوري سرجون سنة 705 ق م. فاستولى حزقيا على المدن الفلسطينية الساحلية التي كانت خاضعة لأشور. وبعد أن سحق سنحاريب التمرد في بابل، كان طبيعياً أن يلتفت هذا الملك الأشوري الجديد للتعامل مع حزقيا المتمرد. فاكتسح جيشه يهوذا، كما تنبأ أشعياء. وقد جاء في سجلات سنحاريب: "ستاً وأربعيم من مدن (حزقيا) الحصينة... حاصرت وفتحت. وأخرجتُ منها 150,200 نسمة... (وحزقيا) أقفلت عليه في أورشليم عاصمته كعصفورٍ في قفص... وقد طغت عليه عظمة سيادتي الرهيبة... فأرسل 30 وزنة ذهب و300 وزنة فضة... إلى نينوى". ولكن أورشليم في الواقع أفلتت من قبضة الأشوريين، إذ إنهم لم يهاجموها قط ثانيةً، مع أن منسى بن حزقيا التحق بتمردٍ مصري الإيحاء وحُفظ في الأسر زمناً (نحو 671 ق م).

أشعياء 7: 17- 25؛ 2 ملوك 15: 27- 16: 18؛ 18: 7، 17؛ 19؛ 20: 12 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 33: 11- 13.

ديانة أشور وبابل:

كان أهل بابل وأشور، شأنهم شأن أغلب الشعوب في العالم القديم، يكرِّمون قوى الكون الكبرى، وكان لهم آلهتهم أو إلاهاتهم الخاصة بهم. وقد رووا الأساطير عن آلهتهم وقدموا لهم القرابين في الهياكل الضخمة والمعابد الصغيرة، والتمسوا معونتهم، وطلبوا مرضاتهم. وكانت آلهتهم تسيطر على كل شيء وتصرفاتهم لا يمكن التنبؤ بها.

كان أنو، ملك السماء، رئيس آلهتهم. وكان شخصاً نائياً. أما ابنه، إنليل، فكان يهيمن على وجه الأرض ويعامل باعتباره ملك الآلهة. وكان أنكي، أو إيا، قيماً على المياه الحية المحيية. وكان لكل إله زوجة وأسرة. فكانت عشتار زوجةً لأنو، وأكثر بروزاً منه في الحياة الدينية، إذ كانت قيمةً على الحرب وعلى الحب. ورُزق أنكي ابناً، هو مردوك الذي أصبح مهماً جداً.

وكان مردوك، وقد عُرف أيضاً باسم بيل (أو بال) أي "السيّد"، هو الإله الشفيع ببابل. وبدأت عبادته تزدهر خلال الفترة الممتدة بين السنتين 2000 أو 1000 ق م. وبمرور الزمن رُقًي مردوك فصار ملكاً لجميع الآلهة. كذلك ارتقى نبو ابن مردوك، وكان إله بورسيبا قُربَ بابل، إلى مرتبةٍ شريفة هو أيضاً.

وقد كان هناك آلهةٌ أُخرى منفصلة عن هذه، وهي: شماش (الشمس) إله العدالة، سين (القمر) وقد كان موضوع العبادة في أور الكلدانيين وحاران على الخصوص؛ أداد، وهو إله المطر والعواصف. ثم إن فِكراً مثل الإنصاف والحق والعدل والزمن، عوملت معاملة الآلهة بُعَيد السنة 2000 ق م. وكان في بلاد أشور أيضاً الإله القوميُّ أشور، واسمه اسم العاصمة والبلد الذي يهيمن عليه. ولما قويت بلاد أشور اعتبر علماء اللاهوت فيها الإله أشور ملكاً للآلهة وكأنه الإله إنليل بالذات.

وقد خيمت الظلال على العالم البابلي، وخشي الناس شر الأرواح الشريرة والشياطين الطوافة بحثاً عمن تتلبسه. فقيل أن الشياطين تندسُّ من تحت الأبواب لتهاجم الرجل وهو نائم، أو لتخطف الطفل من حضن أمه، أو إنها تجلب الأمراض مع الرياح. لذلك قام كهان مخصوصون بتلاوة الصلوات والتعازيم على المرضى أو المجروحين، داعين إلى الآلهة طلباً للعون. وكانت إصابة في بعض الأحيان تُنقل بممارسة طقوس معينة إلى معزاةٍ، أو أي بديلٍ آخر كان يُقتل في ما بعد. وحمل الناس التعاويذ والأحجبة لطرد هذه الشرور. كذلك علقوا التمائم فوق المداخل وطمروها تحت العتبات. وكانت التعاويذ أحياناً على صورة كلبٍ نقشت عليها كلماتٌ من قيبل: "لا تنتظر. عُضنَّ".

العبادة:

كان في كل مدينة هيكلٌ رئيسيٌّ يُعبد فيه الإله الشفيع بتلك المدينة. هنالك كان الناس يجتمعون للاحتفال بالأعياد الكُبرى عند رأس السنة وفي اليوم المخصص عيداً للإله. وكانت تغص بهم الشوارع إذ ينقلون تماثيل الإله في موكبٍ عظيم من مقام إلى آخر. وقد كان العامة، على ما يبدو، يؤدون العبادة في معابد صغيرة مقامة بين بيوت المدينة. هنالك كانوا يطلبون إلى الإله (ذكراً كان أو أنثى) أن يرزقهم ابناً، ويصلون طلباً للنجاح في أعمالهم، ويقدمون للإله "هدايا شُكر"، أو يقدمون القرابين طلباً للرضى، أو يتملقون الآلهة لترد عنهم شراً ما. وكان أحد الكهان يؤدي الشعائر ويتلو الصلوات المطلوبة ويتقبل الحيوان أو الخيرات المقدمة أضاحي.

العرافة:

اعتقد البابليون أن الآلهة تسيطر على كل شيء، إلا أنها لا تكشف المستقبل. لا يستطيع الناس أن يتيقنوا من أي أمر. لذا لجأ البابليون إلى استجلاء النُّذُر. فكانوا يفحصون الكبد وسواها من أجزاء الذبيحة المقدمة ضحية لعلهم يرون فيها علامات غير معتادة فيتبين لهم هل "كتبت لهم الآلهة فيها رسالةً ما". كذلك أيضاً استخدموا أموراً يستعينون بها على التنبؤ، كزجر الطير والنظر في شكل الزيت على صفحة الماء.

وكان المنجمون يستطلعون علامات الفأل من مراقبة حركة الكواكب. وقد يسرت لهم سماء الليالي الصافية عملية المراقبة. فلما كان كل كوكب منوطاً بإله أو إلاهة، كان ممكناً استقراء أنواع شتى من الاستنتاجات حول مشيئة الآلهة. وقد انتقلت بعض هذه الفنون إلى اليونانيين ومن ثم إلى التنجيم الحديث. والأبراج هي إرثٌ مأخوذ عن المنجمين البابليين. كما أن الدائرة ذات 360 درجة، والساعة ذات الستين دقيقة، هي أيضاً من الأشياء التي اهتدى إليها أولاً الفلكيون البابليون.

الموت والحياة بعده:

اعتقد البابليون أن جميع الأموات يقيمون في العالم السفلي، حيث يعيشون في أرضٍ مغبرة، ويُطعَمون من تقدمات الطعام والشراب التي يتبرع بها أولادهم وحفداؤهم. وإن كانت هذه التقدمات لا تُقدم، تعود أشباح الموتى لتتردد على أسرهم، مثلها أيضاً مثل أشباح الذين لم يدفنوا دفناً لائقاً. ويبدو أن الأشرار كانوا يقضون وقتاً أسوأ من وقت الأبرار، لأن بعض الملوك القدامى كانوا يقومون بدور القضاة في العالم السفلي. أما الأفكار المتعلقة بالحياة بعد الموت فكانت غامضة جداً ولم تقدم للبابليين أي رجاء.

الإعلان

لا يستطيع البشر أن يعرف الله البتة إلا إذا شاء الله أن يعلن لهم ذاته. فهو، في قداسته وجلاله، "ساكنٌ في نورٍ لا يُدنى منه". نعم، يمكننا أن نعرف شيئاً عن طبيعة الله من خلال الكون الذي بَراه (حتى هذا هو إعلان) ومن خلال اختبارنا له. ولكن خلاف هذا لا يمكننا أن نعرف شيئاً ما لم يكشفه هو لنا. وفي مقابلة الله لموسى في العليقة المشتعلة مثلٌ واضح على إعلان الله للإنسان ما لا يستطيع أن يكتشفه بنفسه.

غالباً جداً ما أعلن الله ذاته في العهد القديم من خلال ما عمله، ولا سيما إنقاذ الشعب من العبودية في مصر. لكنهم مراراً وتكراراً أخفقوا في رؤية الله عاملاً في تاريخهم. وهكذا أرسل الله أنبياء تكلم بواسطتهم إلى الشعب ليفسر لهم ما هو عامل.

"الله، بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه": هكذا يقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين في العهد الجديد. فيسوع المسيح نفسه هو الإعلان النهائي والكامل لله. إنه الله ظاهراً لنا في صورة يمكن إدراكها وعائشاً على الأرض كإنسان.

والكتاب المقدس في ذاته "إعلان". إنه السجل المكتوب لما فعله الله وقاله في التاريخ وبالمسيح، إذ فيه رسالة الله لشعبه منذ دعوة إبراهيم حتى زمن رسل العهد الجديد. وقد كتبت أسفاره بأيدي أناسٍ خاضعين لإرشاد الله بالذات.

جامعة 5: 2؛ أشعياء 58: 8 و9؛ 1 تيموثاوس 6: 16؛ خروج 3؛ 6: 7؛ أشعياء 1: 3؛ عاموس 3: 7؛ عبرانيين 1: 1 و2؛ يوحنا 1: 14؛ 2 بطرس 1: 21؛ 2 تيموثاوس 3: 16؛ يوحنا 14: 26؛ 16: 13.

أعمال الرسل

يُتابع سفر الأعمال رواية الأخبار التي تبدأ في إنجيل لوقا، وكاتب السفر هو نفسه كاتب الإنجيل. ويروي السفر "أعمال" الرسولين بطرس وبولس (بصورة رئيسية). ونظراً لتشديده على قوة الله، غالباً ما دُعي "أعمال الروح القدس".

يروي السفر كيف نشر أتباع المسيح البشارة المختصة به، أولاً في أورشليم، ثم في جميع المقاطعات المحلية التابعة لليهودية والسامرة، ومن ثم "إلى أقصى الأرض". ويشمل سفر الأعمال فترة ثلاثين سنة تقريباً، من بدايات الكنيسة المسيحية يوم الخمسين إلى حبس بولس في روما.

يُرجَّح أن سفر الأعمال كُتب في وقتٍ ما بين السنتين 60 و85 للميلاد. وقد أراد الكاتب التشديد على أن البشارة هي لجميع الناس، لا لليهود وحدهم، وغالباً ما يُعنى بتبيين كون المسيحية لا تشكل خطراً سياسياً على الإمبراطورية الرومانية.

تُطلِعنا الفصول السبعة الأولى من الأعمال على كيفية انطلاق الحركة المسيحية في أورشليم بالذات، وذلك بحلول الروح القدس بقوةٍ يوم الخمسين. وإذ تزوَّدت الجماعة المسيحية بقوة جديدة من جراء امتلائها بالروح، شرعت في تنفيذ أمر المسيح بالتبشير والتعليم، فنمَتِ الكنيسة وانتشرت. ويبين هذا الجزء أيضاً كيف أن استفانوس- أحد المسيحيين الأوائل- استُشهِد لأجل الإيمان.

ونصف الفصول 8- 12 كيف أنه بحكم الاضطهاد أولاً انتشرت المسيحية إلى اليهودية (المنطقة المحيطة بأورشليم) وإلى السامرة (حيث رُحب في الكنيسة بأناس ينتمون إلى شعب عدو ومحتقر). واهتداء شاول (أو بولس) الدرامي على طريق دمشق تتبعه الرواية التي تبين كيف تعلم بطرس أن الرسالة المسيحية هي لجميع الأمم وليس لليهود وحدهم.

أما باقي سفر الأعمال فمخصص لوصف خدمة بولس التبشيرية، وسفراته مع رفقائه في البلدان الواقعة على حوض البحر المتوسط، ومحاكمته وحبسه في روما (الفصول 13- 28).

إن الرسالة التي ينطوي عليها الإيمان المسيحي ملخصة ببراعة في بضع عظاتٍ مدونة في سفر الأعمال.

الأعياد والمحافل المقدسة

درج بنو إسرائيل، منذ أوائل تاريخهم، على حفظ السبت ومعظم الأعياد الكبرى في الديانة اليهودية. إلا أن اثنين من الأعياد الموصوفة في ما يلي بُدئ تعييدهما في زمن متأخر كثيراً- وهما الفوريم (من زمن الإمبراطورية الفارسية، القرن الخامس ق م) والتطهير أو الأنوار (من زمن المكابيين، القرن الثاني ق م).

ارتبطت الأعياد الدينية الرئيسية عند العبرانيين بالمواسم والتقويم الزراعي في كنعان. فكانت الأعياد تقام في الربيع وأوائل الصيف وفي الخريف. وكان متوقعاً من الرجال أن يذهبوا إلى الهيكل المحلي ويقدموا قرابينهم لله. وبعد القرن السابع ق م أصبحت أعياد "الحج" هذه تقام في أورشليم فقط. وفي زمن المسيح كان عدد سكان المدينة العادي والبالغ 000,40 نسمة أو نحوها يتضاعف حتى يصير 000,150 تقريباً، لكثرة الحجاج الذين يؤمُّونها لتعييد الفصح. وقد كانت الأعياد مواسم شكر لله على الغلال، ومناسبات لتذكر الأحداث الكبرى في تاريخ الشعب، وفرصاً للابتهاج والتعييد.

الفصح والفطير:

كان الفصح واحداً من أهم الأعياد السنوية. والعبرانيون يحتفلون به عشية الرابع عشر من نيسان. تلك الليلة تذبح كل عائلة حملاً، تذكاراً لأول ذبيحة من هذا النوع تمت قُبيل إنقاذ الرب لبني إسرائيل من أرض مصر. وفي تلك المناسبة "عبر" الله عن بيوت العبرانيين التي رُش الدم على عتباتها العليا وقوائمها، فأبقى على حياة أبكارهم. (معنى "فصح" بالعربية "عبور").

وفي عشاء الفصح، كما في كل أيام الأسبوع التالي، لم يكن يؤكل إلاَّ الخبز الفطير (المخبوز من عجينٍ لم تدخله خميرة). وهذا أيضاً مذكِّر بالاستعدادات العاجلة التي قام بها العبرانيون لما سمح لهم فرعون آخر الأمر بمغادرة مصر. كما أن فيه أيضاً تذكاراً لأول عجنة خبزت من القمح الجديد في اليوم الرابع لدخول بني إسرائيل أرض كنعان.

كان الاحتفال بالفصح في بادئ الأمر يتم في البيوت، إلا أنه أصبح في زمن العهد الجديد أهم عيد "حج" يحتفل به في أورشليم.

[ويفيدنا العهد الجديد أن المسيح، حمل الله الذي يرفع خطية العالم، هو فصحنا الذي ذُبح لأجلنا. ولذلك ندعى إلى حياة الفرح الدائم على أساس قبولنا، بتوبة صادقة وإيمان قلبي، عمل المسيح الكامل على الصليب- 1 كورنثوس 5: 7 و8].

خروج 12؛ يشوع 5: 10- 12؛ مرقس 14: 1 و2.

الباكورة أو أول الحصيد:

كان هذا العيد يقام في آخر يوم من أيام عيد الفطر. وفيه يؤتى بأول حزمة تُحصد من الشعير وتقدم للرب. أما عيد الحصاد الكبير (أو الأسابيع) فكان يتم في ما بعد.

لاويين 23: 9- 14.

الأسابيع (يوم الخمسين في ما بعد):

عند انتهاء حصاد الحنطة يقدم الكاهن رغيفي خبز صنعا من الدقيق الجديد، فضلاً عن ذبائح حيوانية. ويجري ذلك بعد مضي خمسين يوماً (أو سبعة أسابيع ويوم واحد) على انتهاء عيد الفصح وابتداء الحصاد. وصار هذا العيد معروفاً في ما بعد بيوم الخمسين. وهو يوم فرح عظيم وشكر لله على عطاياه في الحصاد. [وقد نزل الروح القدس على نواة الكنيسة يوم الخمسين، كما نقرأأ في أعمال الرسل 2].

خروج 23: 16؛ لاويين 23: 15- 21؛ تثنية 16: 9- 12.

هتاف الأبواق (رأس السنة في ما بعد):

كانت الأبواق تُنفخ في أول كل شهر، كما في كل عيد أيضاً. ولكن في أول يوم من الشهر السابع كان يُنفخ في الأبواق باحتفال خاص، فاليوم مخصص للراحة والعبادة، وهو أهمٌ حتى من السبت، نظراً إلى التقدمات المقربة. وفي ذلك إيذان بأن الشهر السابع هو أكثر أشهر السنة حُرمةً. وقد عومل هذا العيد بعد السبي باعتباره عيداً دينياً هو رأس السنة (رُوش هَشَّنَه)، إلا أن الأشهر كانت ما تزال تُعد بدءًا بنيسان العبري (آذار- نيسان/ مارس- ابريل).

عدد 10: 10؛ 28: 9؛ 29: 1 و2.

يوم الكفارة:

في هذا اليوم يُوْم كُيبُّور) تعترف الأمة كلها بخطيتها وتلتمس غفران الله والتطهير. يلبس رئيس الكهنة كتاناً أبيض، ويقدم أولاً ذبيحة عن خطيّته وخطيّة الكهنة، ثم ذبيحةً أخرى عن خطية الشعب. وفي هذا اليوم فقط يُسمح للكاهن الأعظم بأن يدخل إلى "قُدس الأقداس"، وهو الغرفة الداخلية من خيمة الاجتماع والهيكل التي تُعتبر المكان الأقدس فيه. وهناك كان رئيس الكهنة يرشُّ دم الذبيحة. وبعد ذلك يأخذ تيس مِعزى، يُدعى تيس "عزازيل" أو الإطلاق، ثم يطلقه إلى الصحراء بعد وضع يده على رأسه، علامة أن خطايا الشعب قد كُفَّر عنها. [وتذكر الرسالة إلى العبرانيين أن المسيح قد دخل بدم نفسه إلى الأقداس السماوية مرة واحدة فوجد للمؤمنين به فداءً أبدياً- عبرانيين 9: 12].

راجع أيضاً الكفارة، الكهنة واللاويون، الذبائح.

لاويين 16.

الجمع/ المظال، الخيام:

كان هذا العيد أكثر الأعياد شعبيةً وبهجةً. ويُحتفل به في الخريف بعد جني جميع الغلال وجمعها. ويتضمن الاحتفال به التخييم في البساتين والحقول وعلى السطوح في خيام أو مظال من أغصان الشجر. هذه الخيام أو المظال تذكر بالزمن الذي فيه أقام بنو إسرائيل في الخيام أثناء تيهانهم في الصحراء.

وقد اشتمل هذا العيد على احتفالٍ يُسكب فيه الماء وترفع الصلوات طلباً للمطر لأجل الموسم المقبل. في هذا العيد، وربما في أعقاب هذا الطقس بالذات، وقف المسيح ونادى قائلاً: "إن عطش أحد فليُقبل إلي ويشرب. من آمن بي- كما قال الكتاب- تجري من بطنه أنهار ماء حي".

خروج 34: 22؛ قضاة 21: 19- 21؛ نحميا 8: 14- 16؛ لاويين 23: 39- 43؛ يوحنا 7: 37 و38.

التطهير أو الأنوار:

هذا العيد يخلِّد ذكرى تطهير الهيكل الثاني وتدشينه على يد يهوذا المكابي في 165 ق م، بعدما دنسه الوالي الروماني على سورية أنطيوخس الرابع أبيفانس. وقد دُعي أيضاً "الأنوار" إذا كانت المصابيح كل مساءٍ توضع في البيوت والمجامع. هذا العيد، المدعو في يوحنا 10: 22 "عيد التجديد"، يحتفل به اليوم باسم "هانوكاه".

الفوريم:

احتفالٌ مثير وصاخب يرقى عهده إلى الزمن الذي فيه نجا اليهود، على يدي أستير وابن عمها مردخاي، من مذبحة دُبِّرت ضدهم في أثناء حكم الملك الفارسي أحشويروش (زركسيس). والكلمة "فوريم" بالعبرانية جمعٌ للكلمة "فور" ومعناها "قرعة"، وهي إشارة إلى القرعة التي ألقاها هامان، كبير وزراء الملك، ليقرر في أي يوم تتم المذبحة. استير 3؛ 7؛ 9: 24، 26.

السبت:

هو العيد الأكثر خصوصية عند اليهود. فقد كانت لبعض الأمم الأخرى أعياد حصاد وطقوسٌ تتعلق باستهلال الأشهر. إلا أن بني إسرائيل وحدهم كان لديهم السبت الذي يكسر رتوب المواسم. فكل سابع يوم من الأسبوع كان مخصصاً للتعطيل والراحة. إنه يوم الراحة المكرس لله (والكلمة "سبت" معناها "راحة"). ونمط العمل ستة أيام يعقبها يوم راحة يعود حقاً إلى الخلق، إذ استراح الله في اليوم السابع. وكان على بني إسرائيل يوم السبت أن يتذكروا كل ما فعله الله لأجلهم، ولا سيما إنقاذهم من العبودية في مصر.

وقد قال الرب بفم النبي أشعياء: "إن رددت عن السبت رِجلَك، عن عمل مسرَّتك يوم قدسي، ودعوت السبت لذّةً ومقدَّس الرب مكرَّماً وأكرمته من عمل طرقك وعن إيجاد مسرّتك والتكلم بكلامك، فإنك حينئذٍ تتلذّذ بالرب."

وفي زمن العهد الجديد كان حفظ السبت قد أصبح معقّداً جداً إذ أثقلته القوانين والنُّظم بحيث رأى المسيح من اللازم أن يُذكر الشعب بأن السبت جُعِل لخير الإنسان وليس الإنسان صُنِع لأجل السبت.

[وبعد قيامة المسيح من الأموات، خصّص المسيحيون اليوم الأول من الأسبوع، أي الأحد، للعبادة. ودعاه الرسل "يوم الرب". ولم يُوصِ المجمع الأول المذكور في أعمال الرسل 15 بحفظ السبت. فالمسيحي ليس ملزماً أن يحفظ السبت، ولا سيما لأنه دخل الراحة الحقيقية في المسيح].

تكوين 2: 2 و3؛ خروج 20: 8- 11؛ 31: 12- 17؛ تثنية 5: 12- 14؛ أشعياء 56؛ 58: 13 و14؛ متى 12: 1- 14؛ مرقس 2: 23- 28.

الهلال:

كان ظهور الهلال إيذاناً ببدء شهر جديد. إذ ذاك يُنفخ في الأبواق وتُقدّم ذبائح خاصة. وفي استهلال الشهر ما يذكر بأن الله خلق كوناً نظيماً. ولم يكن ولم يكن الشعب يقومون يوم الهلال بأي عمل بل يعتكفون للتعليم الديني وإقامة ولائم خاصة.

تكوين 1: 16؛ عدد 10: 10؛ 28: 11- 15؛ مزمور 104: 19؛ 1 صموئيل 20: 5؛ 24؛ 2 ملوك 4: 23.

السنة السبتيَّة:

كما أن كل يوم سابع عُدَّ يوم راحة، فكل سنة سابعة ("سبتية") فيها "يكون للأرض سبت عطلة سبتاً للرب". ومن البديهي أن الأرض كلها لا يمكن أن تراح في سنة واحدة بعينها. فربما كان كل حقلٍ يراح كل سنة سابعة بعد زرعه أول مرة. وأي شيء ينمو في هذه السنة يمكن أن يجنيه الفقراء مجاناً. وهذا الترتيب مذكَّرٌ للشعب القديم بأن الأرض لم تكن لهم. فهي كانت "مقدسة" (أي ملكاً لله). كذلك أيضاً في كل سابعة كان جميع العبيد العبرانيين يُطلقون أحراراً وجميع الديون تُلغى.

لاويين 25: 1- 7؛ خروج 23: 10 و11؛ 21: 2- 6؛ تثنية 15: 1- 6.

سنة اليوبيل:

حدَّدت الشريعة أنه في كل سنة تكون الخمسين- أي السنة التي تعقب سبع سنواتٍ سبتيَّة- تُرَدُّ الأراضي والعقارات إلى أصحابها الأصليِّين (ما عدا بيوت المدن)، ويطلق العبيد العبرانيون أحراراً، وتُلغى الديون، وتراح الأرض. وربما تبرهن أن شريعة اليوبيل هذه أصعب من أن تُطبَّق، ولذا صارت محطَّ الأنظار كزمنٍ لا يستطيع تحقيقه إلا الله. وقد كانت هي "السنة" التي وعد بها أشعياء وأعلنها المسيح.

لاويين 25: 8- 17 و23- 55؛ أشعياء 61: 1 و2؛ لوقا 4: 16- 21.

أغابوس

نبيٌّ مسيحيٌّ من أورشليم أنذر الكنيسة في أنطاكية بمجاعةٍ عظيمة آتية. وفي ما بعد حذّر أغابوس بولس أيضاً من الذهاب إلى أورشليم لئلا يُسجن.

أعمال 11: 27- 30؛ 21: 7- 14.

أغريباس

راجع هيرودس.

أفتيخوس

شابٌّ كان يستمع إلى بولس وهو يعظ في ترواس. انتصف الليل وغلب النوم العميق على افتيخوس الجالس في طاقة بالطبقة الثالثة، فسقط ولقي حنفه. لكن بولس نزل وأعاد له الحياة.

أعمال 20: 7- 12.

افخارستيا

راجع عشاء الرب.

أفرايم

أصغر ابني يوسف، وُلِد في مصر. تبناه جده يعقوب، وباركه بركة أعظم من بركة أخيه الأكبر منسى. وكان السبط الذي تحدّر منه ذا شأن. وأحياناً يُطلق الأنبياء اسم أفرايم على إسرائيل.

تكوين 41: 52؛ 48.

أفسس

أهم مدينة في ولاية آسيا الرومانية (غرب تركيا). كانت أفسس رأس جسر بين الشرق والغرب، وموقعها في نهاية واحدٍ من طرق القوافل التجارية العظيمة التي تخترق آسيا الصغرى، عند مصبّ نهر الكايستر. وبينما كان مرفأُها قد بدأ يطمره الطمي في أيام بولس ، فقد كانت المدينة عامرة، لها شوارع مرصوفة بالرخام، وفيها مكتبات وحمَّامات وسوقٌ كبيرة ومسرح يستوعب أكثر من 000,25 نسمة، وقد كان هيكل ديانا (أرطاميس) في أفسس إحدى العجائب السبع في العالم القديم، ويبلغ حجمه أربعة أضعاف البارثينون في أثينا. وكانت أفسس مأهولة منذ القرن الثاني عشر ق م، ولكن في زمن العهد الجديد بلغ عدد سكانها ما يناهز ثلث مليون نسمة بينهم يهود كثيرون.

أصبحت أفسس بسرعة مركزاً مهماً للمسيحيين الأولين أيضاً. وقد زارها بولس زيارة خاطفة في أثناء سفرته التبشيرية الثانية، وفيها أقام صديقاه أكيلا وبريسكلا. وفي سفرته الثالثة قضى أكثر من سنتين في أفسس، وانتشرت الرسالة المسيحية في الولاية انتشاراً واسعاً. إذ ذاك أخذ ينخفض مبيع تماثيل ديانا الفضية وهدّد الخطر هذه التجارة الرائجة، فحصل شغب هائل.

ومن أفسس كتب بولس رسالتيه إلى كورنثوس. وربما منها أيضاً كتب بعض رسائل السجن (فيلبي، الخ). وفيها بقي تيموثاوس لتدبير الكنيسة بعد مغادرة بولس لها. وفيما بعد كتب بولس رسالةً إلى مؤمني أفسس. وإليها وُجِّهت إحدى الرسائل إلى الكنائس السبع في سفر الرؤيا. ويذهب التقليد إلى أن الرسول يوحنا استقرّ في أفسس مدّة طويلة.

أعمال 18: 19؛ 19؛ 20: 17؛ 1 كورنثوس 15: 32؛ 16: 8 و9؛ أفسس 1: 1؛ 1 تيموثاوس 1: 3؛ رؤيا 2: 1- 7

الرسالة إلى أهل أفسس

ربما كانت رسالة بولس إلى المؤمنين المسيحيين في أفسس "رسالة دوّارةً" إلى مجموعة من الكنائس في ما هو اليوم غرب تركيا. وأهم كنيسة في تلك المجموعة كانت في أفسس، وهي المدينة الرئيسة في المنطقة كلها. وقد كتب بولس هذه الرسالة (كما كتب أيضاً فيلبي وكولوسي وفليمون) وهو مسجونٌ ربما في روما، في أوائل الستينيَّات.

أما الغرض الأساسي في الرسالة فهو الكشف عن خطة الله التي ستبلغ ذروتها في "تدبير ملء الأزمنة" إذ "يجمع كل شيء في المسيح [رأساً للكلّ]، ما في السماوات وما على الأرض" (1: 10).

تكشف الرسالة (في الأصحاحات 1- 3) خطة الله العجيبة الكاملة. فالله الآب اختار المؤمنين. والمسيح ابن الله حرّرهم من خطاياهم، محطماً حواجز الجنسية والدين والحضارة. ثم إن روح الله عاملٌ في حيواتهم يقتادهم من قوّة إلى قوّة.

أما القسم الآخر من الرسالة (الأصحاحات 4- 6) فيدعو المؤمنين بالمسيح إلى حياةٍ تظهر فيها وحدتهم في المسيح من خلال محبتهم بعضهم لبعض. علينا أن نخرج من الظلمة ونسلك في النور.

ويستخدم بولس جملة صورٍ لإيضاح هذه الوحدة مع المسيح: الجسد، البناء، علاقة الزوج بالزوجة. وكل شيء في الحياة والاختبار البشري يُرى هنا في ضوء المسيح، بمحبته وموته على الصليب وصفحه وطُهره. وفي آخر الرسالة يدعو بولس المؤمنين قائلاً: "البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس".

الأفسنتين والمرارة

الأفسنتين نبات طعمه مرٌّ كالعلقم، يُستعمل أحياناً في الكتاب المقدس رمزاً للحزن ومرارة الندم. ربما كانت المرارة هي عصير نبتة الخشخاش. وكانت الخمر تمزج مع المرارة وتستعمل كمسكِّن للألم.

مرقس 15: 23.

أفنيكي

أمّ تيموثاوس.

أعمال 16: 1؛ 2 تيموثاوس 1: 5.

أكَّد

اسم إقليم ومدينة في بابل القديمة مما بناه نمرود. راجع البابليون.

تكوين 10: 10.

أكيلا

مسيحي من أصل يهودي كان صديقاً لبولس. اضطر أكيلا وزوجته بريسكلا (بريسكا) إلى مغادرة إيطاليا لما طرد الامبراطور كلوديوس اليهود من روما (48 م). كان هذان الزوجان، مثل بولس، صانعي خيام، وقد أقام بولس عندهما وعمل معهما زمناً في كورنثوس. ولما سافر بولس إلى أفسس، ذهب معه أكيلا وبريسكلا (راجع أبلوس). ولاحقاً عاد أكيلا وبريسكلا إلى روما. وفي كلا المكانين كان المسيحيون يجتمعون في بيتهما.

أعمال 18: 1- 3، 18- 26؛ رومية 16: 3؛ 1 كورنثوس 16: 19؛ 2 تيموثاوس 4: 19.

الألعاب والرياضة

يبدو أن ألعاب الأولاد قلما تغيرت. فنحن نعلم أن الأطفال والأولاد في أزمنة الكتاب المقدس كان عندهم لعبٌ تُحدث أصواتاً كالخشخشة والصفير. إذ وجد المنقبون عن الآثار كثيراً من هذه اللعب في أماكن شتى. وبعض الخشخيشات تشبه عُليبات فيها بعض الثقوب من كل جانب، ومنها ما كان كالدُّمى أو الطيور، مع أنها ثقيلة على يد الولد.

كذلك كانت البنات تلعبن بالبيوت الدُّمى. فقد عُثر على أواني طبخٍ مصغرة وقطع أثاث للعب، مصنوعة من الفخار، ويرجع تاريخها إلى ما بين 900 و600 ق م. وبعض الدُّمى موصولة الأيدي والأرجل، ولها شعر من الخرز أو الطين المقطع، وفي أكتافها ثقوب لتعليقها في سلك. لكننا لا نستطيع الجزم هل كانت تستعمل للعب بالفعل أو في الطقوس الدينية.

وكان أولاد العبرانيين، شأنهم شأن الأولاد في كل مكان، يلعبون أيضاً ألعاب التقليد، متصرفين تصرف الكبار. وفي متى 11: 16 و17 وصفٌ لأولاد في السوق يلعبون لعبة العرس أو الجنازة.

واللعبة التي لعبها الجنود عند محاكمة المسيح هي لعبة النرد. فكانوا يستعملون حجر زهرٍ مرقماً من أربع جوانب، ويحركون بحسب الرقم كل واحد قنينة خشبية صغيرة من نقطة مركزية إلى مواقع يمكن فيها أن "تُلبس الرداء" ثم "تتوج" ثم "تعطى الصولجان"، والجندي الذي ينقل النقلة التي تكمل "الاحتفال" يدعى "الملك" ويجمع الرهائن الموضوعة. وفي هذه الحالة استُخدم الأسير كقنينة بشرية (متى 27: 28 و29).

ومع أن ألعاب النرد كانت شائعة بين الشعب، فقد استنكر القادة الدينيون القمار بشدة، وحرّم القانون اليهودي على المقامر تأدية الشهادة في المحكمة.

وبمرور الزمن أخذ بعض الناس يكسبون معيشتهم بتسلية الآخرين. هذا النوع من التسلية صار شائعاً وشعبياً في أزمنة اليونان ويدعوه بولس في 1 كورنثوس 4: 9 "منظراً" (أي مسرحاً). وكان نقطة من نقاط الخلاف بين الصدوقيين الذين استمتعوا به، والفريسيين الذين رأوا أنه خطأ. وقد بنى الملك هيرودس في أورشليم ملعباً مدرجاً (لإقامة حفلات المنازلة بين المصارعين، الذين كانوا أسرى أو مجرمين مدربين، ويُدعون مُجالدين إذ يقاتلون حتى الموت، وبين الناس والوحوش أيضاً) كما بنى أيضاً مضماراً مدرجاً (لسباق العربات التي تجرها الخيول). وكذلك بنى مسارح في قيصرية وسيبسطة ما تزال معالمها موجودة حتى اليوم.

وقد أُقيمت أيضاً ألعابٌ رياضية يونانية في الملاعب والمدرجات الرياضية. وكان اليونانيون يعتقدون أن الرياضة ضرورية للتمتع بصحة سليمة. غير أن الألعاب الرياضية اليونانية لم تكن تحظى بشعبية كبيرة بين اليهود، إذ عدّوا تباري اللاعبين عُراةٍ أمراً منافياً للأخلاق. ثم إن في الارتباط الوثيق بين هذه الألعاب والديانة اليونانية عقبةً أخرى. والأحداث الرياضية التي يأتي بولس على ذكرها في رسائله مرتبطة كلها بالألعاب الرياضية اليونانية. فهو يستخدم التدرب الصارم من قِبل الرياضي مثلاً (1 كورنثوس 9: 24- 27)، ويكتب عن المتسابقين الذين يتبارون للحصول على إكليل يفنى، وكان يُضفر من ورق الغار أو الصنوبر أو الزيتون. كذلك يشير إلى الملاكمة، حيث كانت الأذرع والأيدي تُلف بالجلد المكبس بقطعٍ صغارٍ من الحديد، بحيث كان من الواجب أن يتجنب الملاكم كل ضربة. وفي فيلبي 3: 13 و14 صورة سباق، كما تنعكس في عبرانيين 12: 1 و2 صورة سباق العدو الطويل، حيث ينقص وزن العداء من جراء التدرب وتطرح الثياب جانباً لخوض السباق.

ألعازار

أهم واحدٍ من جملة أشخاص دعوا بهذا الاسم كان ابن هارون الثالث. وقد قُتِل أخوا ألعازار الكبيران فصار هو كاهناً أعلى بعد موت هارون. كان قيماً على اللاويين وناظراً في كل ما يتعلق بالعبادة في خيمة الاجتماع.

خروج 6: 23؛ لاويين 10؛ عدد 3 وما بعدها؛ يشوع 14؛ الخ...

إللِّيريكون

الاسم الروماني للأراضي الممتدة على طول الساحل الشرقي من بحر أدريا. وكانت تشمل تقريباً ما هو اليوم بلاد يوغوسلافيا. وقد دُعي القسم الجنوبي أيضاً دلماطية (راجع دلماطية). عندما كتب بولس إلى أهل رومية، قال إنه أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم حتى إللِّيريكون. وغير هذا التلميح لا نجد ذكراً لخدمة بولس في هذه المنطقة.

رومية 15: 19.

الألم

يُنظر في الكتاب المقدس إلى الألم باعتباره "بليَّة". وقد دخل الألم العالم من جراء الخطية، وهو نتيجةٌ من نتائج استمرار الشيطان في نشاطه.

جاء المسيح إلى العالم ليحرِّر الناس من الألم والموت. وفي أثناء حياته على الأرض أظهر محبته وعنايته بشفاء كثيرين. ولن تكون في السماء والأرض الجديدتين معاناةٌ للألم.

والألم، في الكتاب المقدس، "معضلة" أيضاً. فلأن الله هو المهيمن على كلِّ شيء، لا بد أن يكون الألم آتياً من عنده في نهاية المطاف. ولكن، كيف يُعقل أن لله، وهو محبة، بأن يسمح بأن يتألم البريء؟

من السهل أن نتبيَّن أن الخطية تجرُّ الألم، لا على الفرد وحده بل على أسرته كلِّها. ويمكن القبول لكون الله يسمح بالألم لكي يؤدب أولاده. إلاَّ أن سفر أيوب هو محاولة صادقة لبحث المشكلة القائمة في تألم الأبرياء. وهوَّذا أيوب يردُّ جميع الآراء التي قُدِّمت إليه ثم يتقبل ألمه في النهاية. إنه لا يجد تفسيراً منطقياً، لكنه يرى في الله يقيناً يمكِّنه من التغلب على جميع شكوكه ومخاوفه.

وفي حياة المسيح وخدمته يظهر لنا الألم باعتباره ظاهرة حياة. فهو عاش حياة عبد الرب المتألم كما هي موصوفة في أشعياء 53. وهو بريء. إذا لم يتألم لأجل خطيةٍ فيه، بل تألم بسبب حقد الخطاة، كما تألم ليخلصهم من الخطية.

لا يزودنا الكتاب المقدس بحلٍّ عقلاني لمشكلة الألم، لكنه يقدم لنا جواباً عملياً. فقد وفى الله قسطه في هذا المجال بموت ابنه.

تكوين 3: 15- 19؛ 2 كورنثوس 12: 7؛ رومية 8: 18- 23؛ رؤيا 21: 4؛ عاموس 3: 6؛ مزمور 39: 11؛ عبرانيين 12: 3- 11؛ أيوب؛ أشعياء 53

الله

يُبيِّن لنا الكتاب المقدس أن الله هو الكائن الروحيُّ الشخصيُّ الأسمى الكليُّ القدرة الذي لا تستطيع العقول أن تدركه، ولكنه أظهر ذاته للبشرية بعمل خلقه وبعمله المستمرِّ في التاريخ. هو خالق كل حياة وحافظها. ونراه في العهد القديم عاملاً مرة بعد مرة وهو يُساعد شعب العهد. كما نراه في العهد الجديد عاملاً على الخصوص في حياة المسيح وموته وقيامته. وهو ما يزال يعمل أيضاً بطريقةٍ شخصية في حياة أتباع المسيح.

ويُطلعنا الكتاب المقدس على هوية الله إذ يُخبرنا بما يفعله. فالكتاب لا يقدم أوصافاً فلسفية مجردة تتعلق بطبيعة الله. إنما يتضح أنه يرى كل شيء ويوجد في كل مكان. وطبيعتُه قدوسة وبارة معاً، ومُحِبَّة وغافرة. ويعرض الكتاب المقدس وجود الله باعتباره حقيقة لا تحتاج إلى برهان. فهو يبدأ بالعبارة البسيطة: "في البدء خلق الله..."

كانت للبشر دائماً أفكارٌ عديدة عن الله. وقد عبدوا عدة آلهة مختلفة. ويُعنى العهد القديم بالإشارة إلى أن "يهوه" (أي الكائن السرمدي) هو الإله الواحد الحق. فهو الخالق لكل شيء والمالك على كل الموجودات, وهو "نورٌ"، كليُّ القداسة والمحبة.

غالباً ما تُترجم الكلمة "يهوه" في الكتاب المقدس باللفظة "الرب". والكلمة العبرية المعتادة للإشارة إلى الله هي "إيلوهيم". وفيما تعني الكلمة "يهوه" الكائن الأزلي الأبدي، كان اليهود يستعملون الكلمة "أدوناي" (ومعناها: ربي) للإشارة إليه.

ومع أن العهد القديم يشير أحياناً إلى الله باعتباره "أباً" لشعبه، فقد أضفى المسيح على هذه التسمية أهمية جديدة. فإن الله قد خلقنا لتكون لنا به علاقة الأب بولده، وذلك من طرق الإيمان بالمسيح. ويسر الله أن يعمل في العالم بواسطة الناس الذين صنعهم ليكونوا على صداقة معه. وهو تعالى يعمل معهم ومن خلال صلواتهم كي يتعرف به العالم كله.

راجع أيضاً الثالوث، والكلمات العديدة التي تصف كلمة الله.

كينونة الله الفريدة، الروح الأزلي، الخالق:

تكوين 1؛ تثنية 33: 26 و27؛ 1 ملوك 8: 27؛ أيوب 38 وما يليه؛ المزمور 8؛ 100؛ 104؛ أشعياء 40: 12- 28؛ 55: 9؛ يوحنا 4: 23 و24؛ رومية 1: 19 و20؛ رؤيا 1: 8

قدرة الله وقوّته:

تكوين 17: 1؛ خروج 32: 11؛ عدد 24: 4؛ أيوب 40: 1- 42: 2؛ أشعياء 9: 6؛ 45 و46؛ دانيال 3: 17؛ متى 26: 53؛ يوحنا 19: 10 و11؛ أعمال 12؛ رؤيا 19: 1- 6.

علمه ومعرفته:

تكوين 4: 10؛ أيوب 28: 20- 27؛ المزمور 139: 1- 6؛ دانيال 2: 17- 23؛ متى 6: 7 و8؛ يوحنا 2: 23- 25؛ 4: 25- 29؛ أفسس 1: 3- 12.

وجوده في كل مكان:

تكوين 28: 10- 17؛ المزمور 139: 7- 12؛ إرميا 23: 23 و24؛ أعمال 17: 26- 28.

طبيعة الله- قداسته وبرّه:

خروج 20؛ لاويين 11: 44 و45؛ يشوع 24: 19- 28؛ المزمور 7: 25؛ 8- 10؛ 99؛ أشعياء 1: 12 وما بعدها، 6: 1- 5؛ يوحنا 17: 25 و26؛ رومية 1: 18- 3: 26؛ أفسس 4: 17- 24؛ عبرانيين 12: 7- 14؛ 1 بطرس 1: 13- 16؛ 1 يوحنا 1: 5- 10.

محبته ورحمته:

تثنية 7: 6- 13؛ المزامير- مثلاً: 23؛ 25؛ 36: 5- 12؛  103؛ أشعياء 40: 1 و2، 27- 31؛ 41: 8- 20؛ 43؛ إرميا 31: 2- 4؛ هوشع 6؛ 11؛ 14؛ يوحنا 3: 16 و17؛ 10: 7- 18؛ 13: 1؛ 14: 15- 31؛ 15: 9، 12 وما بعدها؛ رومية 8: 35- 39؛ غلاطية 2: 20؛ أفسس 2: 4- 10؛ 1 يوحنا 4: 7- 21.

الله "الآب":

المزمور 68: 5؛ 103: 13؛ متى 5: 48؛ 6: 1- 14؛ 28: 19؛ رومية 8: 14 و15.

أليآب

ابن يسىَّ البكر، أخو داود.

1 صموئيل 16: 6 وما بعدها؛ 17: 13، 28.

ألياقيم

أهم رجلٍ ممن دعوا بهذا الاسم وهو ابن حلقيّا، القيّم على بلاط الملك حزقيا. ولما هدد الملك الأشوري سنحاريب بمحاصرة أورشليم، أرسل حزقيا ألياقيم، ومعه شبنة ويوآخ، لسماع الناطق بلسان ملك أشور.

2 ملوك 18: 18 وما بعدها؛ أشعياء 36: 1- 37: 6.

أليشع

تولى أليشع خدمة النبوة على مدى أكثر من خمسين سنة بعد إصعاد إيليا إلى السماء. وقد طلب أليشع حصته من القوة ليتمكن من أن يكون خلفاً لإيليا، فمُنح طلبته هذه. أجرى أليشع عدة معجزات، منها إعادة الحياة لابن الشونمية وإبراء نعمان الضابط الأرامي من برصه. وقد عاصر أليشع ستة من ملوك إسرائيل.

1 ملوك 19: 16 وما بعدها؛ 2 ملوك 2- 9؛ 13: 14 وما بعدها.

إليصابات

زوجة زكريا الكاهن. كانت عاقراً. لكنها، لفرحها، صارت في شيخوختها أم يوحنا المعمدان. وكانت مريم أم يسوع قريبةً لإليصابات وقد زارتها قبل ولادة الطفلين. وللحال وللحال عرفت إليصابات أن مولود مريم العذراء سيكون هو "الرب" الذي طال انتظاره (أي المسيح الموعود به).

لوقا 1

أليعازر

كبيرُ خدَمِ إبراهيم. كان وارث إبراهيم قبل أن يولد له ولد. الأرجح أنه هو الذي ائتمنه إبراهيم وكلفه الذهاب إلى بلاد ما بين النهرين ليختار زوجةً لإسحاق.

تكوين 15: 2؛ 24.

أليمالك

راجع نعمي.

أليهو

الشاب الغاضب في قصة أيوب. أصر على أن سبب معاناة أيوب هو حسبانه نفسه أبرَّ من الله.

أيوب 32- 37.

سفر الأمثال

كتاب أقوالٍ حكيمة وأمثال يهدف إلى إرشاد الشاب في حياة الصلاح والتقوى. وقسمً كبيرً منه مؤلفٌ من نصائح صريحة بشأن أمور الحياة اليومية، صيغت بأسلوب كان شائعاً زمن كتابتها، لا بين العبرانيين وحدهم بل في البلدان المجاورة أيضاً.

ربما ترجع أجزاء من السفر إلى زمن الملوك الأولين، وإن كان التنقيح النهائي قد تم لاحقاً. ويرد في فاتحة السفر اسم الملك سليمان المشهور بحكمته.

يعرض السفر أمامنا ما هو خير وما هو شرّ. وأساسه المبدأ "رأس الحكمة مخافة الله". ومن ثم تطبق هذه الحكمة في جميع مجالات الحياة- الزواج والأسرة والقضاء واتخاذ القرارات والمواقف، أي ما يتعلق بكل ما يفعله المرء أو يقوله أو يفكر به.

والأقوال المُحكمة في هذا السفر تبين آراء معلمي الدين الأتقياء في كيفية التصرف الواجبة في مختلف الظروف. وفي السفر تشديدٌ على فضائل مثل التواضع والصبر والإهتمام بالفقراء والاجتهاد في العمل والإخلاص للأصدقاء والاحترام الواجب داخل الأسرة.

يبدأ السفر بقسمٍ يمتدح الحكمة (الأصحاحات 1- 9). أما باقي السفر فيتضمن ستَّ مجموعات من الأمثال (10: 1- 31: 9) وقصيدةً في الزوجة الفاضلة (31: 10- 31).

أمصيا

1- ابن يوآش ملك يهوذا، تولّى المُلك بعد اغتيال أبيه. كان أمصيا (796- 782 ق م) رجلاً صالحاً، ولكن انتصاره على أدوم لعب برأسه، فتحدى إسرائيل وخسر. وهو أعاد أيضاً أصناماً من أدوم ورفض الإصغاء إلى نبي الله. تآمر عليه الشعب وقُتِلَ أخيراً في لخيش.

2 ملوك 12: 21- 14: 23؛ 2 أخبار الأيام 24: 27 وما بعدها.

2- كاهن في بيت إيل قاوم النبي عاموس (راجع عاموس).

عاموس 7: 10 وما بعدها.

أمنون

الابن الأكبر للملك داود. اغتصب ثامار أُخته غير الشقيقة، وانتقاماً لها قُتِلَ بأمرٍ من أبشالوم.

2 صموئيل 3: 2؛ 13.

آمون

مَلِك يهوذا بعد منسى أبيه (642- 640 ق م). رفض إطاعة الله وعبد الأصنام عوضاً عن ذلك. وبعد سنتين فقط قُتل على أيدي خَدم قصره.

2 ملوك 21: 18- 26.

2 أخبار الأيام 33: 20- 25.

الأنبياء

ظهر الأنبياء المدونة نبواتهم في العهد القديم في أزمنة عصبية مرت فيها الأمة. فقد كانوا هم رجال الله في زمنهم وتناولت رسالاتهم على وجه الإجمال أزمنة وأمكنة محدَّدة. إلا أن رسالاتهم تظلُّ نافعة ونافدة لأن مثل تلك الأوضاع عادت فسادت مرة بعد مرة في التاريخ.

الأنبياء الأولون:

برز الأنبياء كجماعة أول مرة في أيام صموئيل الذي يوصف غالباً بأنه "آخر القضاة وأول الأنبياء". آنذاك شكَّل الفلسطيون خطراً عظيماً على بني إسرائيل. فهؤلاء الأنبياء الأولون، بغيرتهم لإله إسرائيل، غذوا تصميم الشعب على أن يكون حراً ومستقلاً. ولما التقاهم شاول الشاب أسره شعورهم بقوة الله القهارة، فانضم إليهم وتنبأ معهم إذ سيطرت عليه قدرة الله.

ولا يبدو أن صموئيل نفسه انخطف في نشوات جماعة الأنبياء تلك. فقد أدى دوراً هاماً كقاضٍ للشعب. كذلك وبخهم على عبادة آلهةٍ غريبة وصلى إلى الله لأجلهم طلباً للمغفرة (وذلك كله من النواحي المهمة أيضاً في خدمة الأنبياء المتأخرين). وواضح أن صموئيل كان حاصلاً أيضاً على مواهب أخرى غير معتادة. فلما كان شاول يبحث عن أتُن أبيه الضائعة أستطاع صموئيل أن يخبره بأنها وُجدت وينبئه أيضاً بما سيجري له في الطريق. لكن مثل هذه المسائل هي أمورٌ يسيرة نسبياً. فقد خلد ذكر صموئيل بحقيقة كونه، ككثيرين غيره من الأنبياء، قد أعلن اختيار الله لملك معين. وهو مسح شاول، وداود من بعده، ملكين اختارهما الله.

وبينما كان داود ما يزال ملكاً، انهمك النبي ناثان كذلك أيضاً بقضية تعيين الملوك. ولكن لم تبرز خدمة النبوة إلى المقدمة قبل منتصف القرن التاسع ق م على يدي إيليا وأليشع.

وقد كانت أزمة وقعت في المملكة الشمالية هي ما دفع عمل هذين النبيين إلى الواجهة. فقد استوردت إيزابيل زوجة الملك أخآب عبادة الآلهة الغريبة، مستقدمةً من صور مسقط رأسها 850 من أنبياء بعل وآشيراه، وهما إلهٌ وإلاهة كنعانيان. إذ ذاك تيقن إيليا أن عليه أن يتحدى هذه الديانة الباطلة ويصون الإيمان الحقيقي.

وهكذا دعا إيليا الأنبياء الكنعانيين إلى مواجهةٍ فوق جبل كرمل حيث أثبت الله بإنزال نار أنه الإله الحق- "الرب هو الله؛ الرب هو الله!" وقد تابع أليشع رسالة إيليا، وقام بمعجزات شفاء، كما أنه دبر مسح ياهو ملكاً على المملكة الشمالية. وجمع أليشع عدداً من التلاميذ ("بني الأنبياء") حفظوا ذكرى أعماله.

1 صموئيل 7: 3- 17؛ 9 و10؛ 2 صموئيل 7؛ 1 ملوك 1: 11- 40؛ 17- 19؛ 2 ملوك 1- 9.

الأنبياء المتأخرون:

لم يدون أي واحد من الأنبياء الأقدمين سفراً يجمع نبواته، وإن كنا نعرف القليل مما قالوه وفعلوه. ولكن في الفترة "الكلاسكية" للنبوة، أي من القرن الثامن إلى القرن الخامس ق م، دوِّنت مجموعة كبيرة من رسالات الأنبياء ضُمت لاحقاً إلى أسفار العهد القديم الذي لدينا الآن: أشعياء، إرميا، حزقيال، كتاب الاثني عشر نبياً (الأنبياء "الصغار" من هوشع إلى ملاخي)، فضلاً عن سفر دانيال.

والأزمنة الكامنة وراء هذه الفترة الجديدة للنبوة كانت الحال السياسية المتغيرة التي أدت أولاً إلى سبي المملكة الشمالية (الأسباط العشرة) بعد سقوط عاصمتها السامرة في 721 ق م، ثم إلى سبي يهوذا (المملكة الجنوبية)، بعد خراب أورشليم في 586 ق م.

تركز رسالة هؤلاء الأنبياء على السبي. فمنهم من توقع حصوله. ومنهم من تأمل مدلوله. وقد شجع قسمٌ من الأنبياء المتأخرين الذين ظهروا لاحقاً الأمة على إعادة بناء ذاتها والنهوض من سقوطها.

قبل السبي:

أنذر الأنبياء بقرب وقوع الكارثة. وقد فعل هذا عاموس وهوشع في المملكة الشمالية خلال القرن الثامن، وإرميا في المملكة الجنوبية في أواخر القرن السابع. ودعا الأنبياء الشعب إلى التوبة. فلم يكن بعد قد فات الوقت كي يغير الله فكره. إلا أن الأنبياء اضطروا إلى الاقتناع بأن الشعب لم يكونوا ينوون التوبة. فقد مُنحوا فرصاً عديدة لكنهم رفضوا انتهازها. إذ ذاك تحدث عاموس ممثلاً جميع الأنبياء: هذه هي رسالة الله- استعدوا لمواجهة دينونتي.

تُرى، ماذا فعل بنو إسرائيل حتى أغضبوا الله هكذا؟ لقد تولّى سائر الأنبياء فضح خطايا الشعب المتنوعة. فندّد عاموس بالظلم الاجتماعي، وهوشع بعدم أمانة الشعب نحو الله، وميخا بخطايا الحكّام، وإرميا بالآلهة الزائفة وفساد بني يهوذا المستشري. إزاء هذه الخطايا كان لا بد أن يعاقب الله الشعب، وإن آلمه ذلك في الصميم.

عاموس 9: 1- 4؛ هوشع 11: 5- 7؛ إرميا 25: 8- 11؛ عاموس 5: 14 و15.

خلال السبي وبعده:

ما إن أصبح بنو إسرائيل ويهوذا في السبي حتى بدأ بعضهم، على الأقل، يدركون أنهم استحقوا هذا العقاب. ومنذئذٍ فصاعداً أتيح للأنبياء أن يحركوا الرجاء. فتنبأ حزقيال بيومٍ فيه تبدأ الأمة تحيا من جديد إذ ينفخ فيها روح الله حياة جديدة بعد أن تكون عديمة الحياة ككومة من العظام اليابسة. وتطلع أيضاً بناء الهيكل من جديد والعودة إلى الاستقرار في الأرض. كذلك أتت النبوات الواردة في أشعياء 40- 55 برسالة رجاء ويقين إلى الشعب. فقد كان الله على وشك أن يرد المسبيين من بابل إلى أورشليم.

وبعد رجوع طلائع المسبيين، وجمود بهجة البدء بترميم الهيكل، دعت الضرورة إلى قيام جيل جديد من الأنبياء لمواجهة أزمة اليأس وخيبة الأمل. ولو لم يشجع حجي وزكريا الشعب على العمل في الهيكل، لما كان أنجز قط. ولولا استعادة عبادة الله على النحو المطلوب لكانت العودة من السبي فشلاً ذريعاً.

حزقيال 37؛ 40- 48؛ أشعياء 40: 1، 9 و10.

دور الأنبياء:

خيرُ فهمٍ لدور الأنبياء يقوم في اعتبارهم مُرسلين من لدن الله. فغالباً ما تبدأ أقوالهم أو رسالاتهم بالعبارة "هكذا قال الرب" أو "كان كلام الرب قائلاً" وما شابه. بهذه الطريقة كانت تبدأ قديماً الرسائل الشفهية التي ينقلها رسولٌ ما. وقد دعا الله الأنبياء لسماع خططه ورسالاته. ومن ثم أرسلهم لتبليغ بني إسرائيل وسائر الأمم تلك الرسالات. وكان الأنبياء أحياناً يرون رؤى، أو يعظون مواعظ، أو يستخدمون الشعر أو التمثيل في تكليمهم الشعب. وقلما أخبروا عن الطريقة التي بها يتلقون رسالاتهم. إلا أنهم كانوا متيقنين تماماً من أن ما قالوه صادرٌ من لدن الله.

وكان الأنبياء في العادة ضد تيار الرأي العام. ففيما بدا كل شيءٍ بخير، كانوا يندّدون بشرور مجتمعهم وينبئون بمصيره السيء. وحينما أبدى شعبهم التشاؤم. كانوا يتنبأون بالرجاء. وقد أتوا بهذا الكلام المنطوي على تحدٍ وإزعاج، من لدن الله، لأن دعوة الله تغلغلت في أعماق حياتهم وأحدثت فيهم تغييراً عجيباً.

كذلك كان الأنبياء أيضاً معلمين يدعون الشعب للرجوع إلى طاعة شرائع الله. لم يكونوا يبشرون بدينٍ جديد، بل كانوا يطبقون كلمة الله على زمنهم.

يدين العهد القديم بالكثير للأنبياء. فقد كتب الأنبياء، أو الرجال الذين تعلموا من تعليم الأنبياء أموراً كثيرة، لا أسفار الأنبياء وحدها بل عدة أسفار تاريخية، ولا سيما تلك الممتدة من يشوع إلى الملوك الثاني. إنهم كتبوا التاريخ من وجهة نظر الله.

إرميا 23: 18، 21 و22؛ عاموس 7: 1 و2؛ زكريا 1: 7- 21؛ إرميا 7؛ 18؛ 19؛ أشعياء 1؛ حزقيال 5: 17؛ 1 ملوك 18: 19؛ عاموس 7: 14- 16؛ أشعياء 6؛ إرميا 1.

الأنبياء الكذبة:

شهد تاريخ الشعب القديم على مداه أنبياء كذبةً زعموا أن رسالاتهم جاءتهم من الله، وهي في الواقع ليست من لدنه. فربما استهل نبيٌ كلامه بالقول: "هكذا قال الرب..." ولكن هذا لا يضمن كونه ينقل فعلاً كلام الله. وقد كان الأمر في بعض الأحيان يحتاج إلى بصيرة روحية لمعرفة ما جاء من عند الله فعلاً. والناموس في سفر التثنية نبه إلى هذه المشكلة وقدم قاعدتين نافعتين بشأنها. فإن تنبأ النبي بشيء ولم يحدث، فهو نبي كاذب. وإن أضلت رسالته الشعب عن الله وعن شريعته، كانت رسالة باطلة.

1 ملوك 22؛ إرميا 28؛ ميخا 3: 5- 7؛ إرميا 23: 13- 32؛ تثنية 13؛ 18: 21 و22.

رسالة الأنبياء:

رأى إرميا أن السبي نقض عهد الله مع الشعب: "قد نقض بيت إسرائيل وبيت يهوذا عهدي الذي قطعته مع أبائهم". ولكن الأنبياء أكدوا أن الله لن يتخلى عن شعبه مع أنه لم يعد لهم حقٌّ في شيءٍ من عنده. ولهذا استطاع حتى الأنبياء الذين رسموا صورة مروعة للمستقبل أن ينظروا إلى ما وراء المأساة فيجدوا رجاءً. ففي عاموس وعدٌ بإعادة بيت داود إلى المُلك، وفي هوشع بشفاء الله لارتداد الشعب، وفي إرميا بتجديد الله للعهد.

وهكذا نظرت رسالة الأنبياء إلى الماضي، داعيةً الشعب إلى الطاعة كما في القديم؛ وإلى الحاضر، معالجةً أزمة الإيمان التي تورطوا فيها؛ وإلى المستقبل، اعتقاداً منهم بأن الله ارتبط بشعبه. هذا الارتباط قد يستدعي معاقبة الشعب إلى حين، لكن الأمر سينتهي بإعادة البناء. وأحياناً دُعي الوقت الذي فيه يُعاد بناء الشعب بعد هدمه "يوم الرب". والرجاء بمجيء مسيحٍ يردُّ الشعب هو رجاءٌ له جذوره في العهد القديم، لكنه قوي وصار مهماً فقط في القرون الأخيرة قبل المسيح. وقد رأى الأنبياء أن الله سيتدخل إنقاذ شعبه وردِّه.

إرميا 11: 10؛ عاموس 9: 11 و12؛ هوشع 14: 4؛ إرميا 31: 31- 34؛ عاموس 9: 9؛ زكريا 13: 8 و9؛ أشعياء 2: 12- 17؛ صفنيا.

النبوة في العهد الجديد:

بانسكاب الروح القدس على جميع المؤمنين، صار في وسعهم جميعاً، رجالاً ونساءً، أن يُعلنوا رسالة الله. ولكن هناك موهبة "نبوّة" خاصة مذكورة في العهد الجديد. وهذه من المواهب التي أعطيت لبعض الأفراد في الكنيسة لأجل البنيان. وهي تُعنى لا بكشف المستقبل بل بإعلان فكر الله من خلال كلمته.

أما نبوات سفر الرؤيا، مثلها مثل بعض ما جاء في سفر دانيال، فهي تنتمي إلى النبوات المتعلقة بالآخِرة. وتحتوي على نوع خاص من الرموز والصور البيانية التي لا تُفهم إلا بتطبيقها أولاً على ما كان شائعاً زمن كتابتها.

أعمال 2: 17؛ 1 كورنثوس 11: 5؛ 14: 24؛ 29؛ 1 كورنثوس 12: 10، 29.

أنتيباتريس

مدينة بناها الملك هيرودس وسماها إكراماً لأبيه أنتيباتر. لما كانت حياة بولس عرضة للخطر، أُخذ محروساً من أورشليم إلى قيصرية على الساحل. وفي الطريق مرَّ به العسكر على أنتيباتريس.

أعمال 23: 31

أنتيباس

راجع هيرودس.

الإنجيل

تعني الكلمة "بشارة". ومضمون هذه البشارة في الكتاب المقدس هي حقيقة عدم وجوب فصلنا عن الله من جراء الخطايا، ما دام المسيح قد جاء يقدم لنا الغفران.

يصف مرقس إنجيله بأنه "إنجيل (بشارة) يسوع المسيح". ونجد في حقيقة الأمر أن الربّ يسوع بالذات هو البشارة أو الإنجيل. فحقائق الإنجيل بسيطة وواضحة: أن المسيح مات لأجل خطايانا، بحسبما جاء في الكتب المقدسة؛ وأنه دُفن، وأنه قام بعد ثلاثة أيام، بحسبما جاء في الكتب أيضاً. ونستطيع نحن أن نحصل على الغفران والحياة الجديدة بسبب موت المسيح وقيامته.

وفي الواقع أن الإنجيل بسيطٌ جداً حتى استهزأ به قوم. فهو لم يكن معقّداً كما تصوروا. وقد أوضح بولس أنه ليس من الصعب البتة أن نهتدي إلى الله. فالبشارة المختصّة بيسوع المسيح لم تكن قط عقيدةً فلسفية منظمة، بل هي خطة الله بالذات. وقد برهن بولس من اختباره الخاص أنها "قوة الله للخلاص، لكلِّ من يؤمن".

لوقا 2: 10 و11؛ مرقس 1: 1، 14؛ لوقا 4: 18- 21؛ 1 كورنثوس 15: 3 و4؛ 1: 17- 23؛ أفسس 1: 6- 13؛ رومية 1: 16 و17

أندراوس

واحدٌ من الرسل الاثني عشر الذين اختارهم المسيح. كان أندراوس وأخوه سمعان بطرس صيادين من بيت صيدا على بحيرة الجليل. أخبر يوحنا المعمدانُ أندراوس أن يسوع هو "حمل الله"، وأدرك أندراوس أن يسوع هو المسيا (المسيح) فأتى بأخيه بطرس ليسمع تعليمه. وبينما كان أندراوس وبطرس يصيدان السمك في ما بعد، دعاهما المسيح كليهما ليتبعاه. وأندراوس هو الذي أتى بالصبي حامل الأرغفة والسمك إلى المسيح لما أشبع 5000 شخص من الجياع. ولما أتى بعض اليونانيين إلى أورشليم للسجود وأرادوا أن يروا يسوع، أخبر أندراوس وفيلبُس يسوع بذلك. وكان أندراوس مع سائر الرسل في أورشليم بعد صعود المسيح إلى السماء.

يوحنا 1: 35- 42؛ متى 4: 18 و19؛ 10: 2؛ يوحنا 6: 6- 9؛ 12: 22؛ أعمال 1: 13.

أُنِسيمُس

عبدُ فليمون، المسيحي الذي كان يقيم في كولوسي وصديق بولس الرسول. قابل بولس أُنسيمس في روما على الأرجح بعدما فرّ من عند سيده. وبينما كان مع بولس في السجن، صار مسيحياً. وقد كتب بولس الرسالة إلى فليمون إليه مسامحة أُنسيمس وقبوله أخاً في المسيح. عاد أُنسيمس برفقة تيخيكس حامل رسالة من بولس إلى مؤمني كولوسي.

كولوسي 4: 9؛ فليمون.

أنطاكية (بيسيدية)

مدينة في قلب آسيا الصغرى (تركيا اليوم) زارها بولس وبرنابا في سفرتهما التبشيرية الأولى، حيث وعظا أولاً في المجمع، ولكن لما استجاب غير اليهود لرسالة بولس أثار اليهود شغباً وطردوا بولس وبرنابا إلى خارج المدينة. وبعد سنتين أو ثلاث، زار بولس أنطاكية ثانيةً، في سفرته التبشيرية الثانية، ليشجع المسيحيين على الثبات في إيمانهم الجديد.

أعمال 13: 14- 52.

أنطاكية السورية

هي أنطاكية الحديثة الواقعة في سوريا على حدود تركيا. وهي أشهر واحدة بين ست عشرة مدينة بهذا الاسم أسسهن أحد قادة الاسكندر تخلياً لذكرى والده. ولأنطاكية هذه الواقعة على ضفاف نهر العاصي مرفأها البحري الخاص. وفي ظل الحكم الروماني صارت أنطاكية عاصمة ولاية سورية وثالثة كبرى المدن في الإمبراطورية، وقد اشتهرت بحضارتها. وكان فيها جالية يهودية كبيرة.

بعد استشهاد استيفانوس، فرّ المسيحيون المضطهدون من أورشليم إلى أنطاكية قاطعين مسافة 483 كلمً. وكان ذلك بداية لواحدة من أكبر الكنائس المسيحية الأولى وأنشطها. فقد اهتدى إلى الإيمان كثيرون من أهل المدينة، بينهم عدد كبير من اليونانيين، وهناك دُعي المؤمنون "مسيحيين" أول مرة.

أرسلت الكنيسة في أورشليم برنابا لاستطلاع الحال ففتش عن بولس وطلب إليه أن يساعد في تعليم المهتدين الجدد. وهكذا علم بولس وبرنابا معاً في أنطاكية على مدى عامٍ واحدٍ. وبعد ذلك بزمن أرسلت الكنيسة في أنطاكية بولس وبرنابا لكي يعلِّما في قبرص وما وراءها. ظلت أنطاكية قاعدة بولس، وكانت الكنيسة فيها في المرتبة الثانية بعد أورشليم زمناً طويلاً. سوّيت المدينة القديمة بالأرض من جراء زلزال حدث عام 526 م.

أعمال 11: 19- 30؛ 13: 1؛ 15: 35.

أُنيسيفورس

مسيحي ساعد بولس لما كان في أفسس. شجع بولس فيما بعد إذ زاره لما كان مسجوناً في روما.

2 تيموثاوس 1: 16 وما بعدها؛ 4: 19.

أهوا

اسم قناةٍ ومنطقة في بابل فيها حشد عزرا المجموعة الثانية من العائدين من السبي. وهناك صاموا وصلوا طلباً لحماية الله لهم في سفرتهم إلى أورشليم، وكانت مسافتهم 448, 1 كلمً.

عزرا 8: 15، 21، 31.

إهود

رجلٌ أعسر، من سبط بنيامين. حَبَكَ مكيدة جريئة لقتل عجلون ملك الموآبيين الذي طغى على جزء من أرض الشعب- بما في ذلك القسم الشرقي الذي يخص سبط بنيامين الذي ينتمي إليه إهود- طوال ثماني عشرة سنة. وبموت عجلون، حشد القاضي إهود حبشاً فهزم الموآبيين وحرَّر شعبه.

قضاة 3: 15- 30

أُور

مدينة شهيرة على ضفاف الفرات في بابل الجنوبية (في العراق اليوم). موطن أُسرة إبراهيم قبل ارتحاله شمالاً إلى حاران. ظل موقع أور عامراً آلاف السنين قبل خرابه كلياً نحو السنة 300 ق م. وقد كشفت التنقيبات عن آلاف الألواح الطينية التي تحوي نقوشاً تصف تاريخ المدينة وحياتها. ووُجِدَ في القبور الملكية (العائدة إلى 2600 ق م تقريباً) كنوزٌ عديدة هي آياتٌ في الفن الرفيع: أسلحة من ذهب، مائدة قمار من الموزاييك المطعَّم، لوحات فسيفسائية تصور مشاهد الحرب والسلم، وتحفٌ أخرى كثيرة. وما زال في موقع المدينة خِرَبُ بُرجِ عبادةٍ ضخمٍ مدرج (زِقُّورة).

تكوين 11: 28- 31، الخ...

أور الكلدانيين

إلى الجنوب من بابل، موطن أُسرة إبراهيم.

راجع الأراميين.

عاصمة ملوك إسرائيل الأولين، وفي ما بعد عاصمة مملكة يهوذا الجنوبية. واحدة من أشهر مدائن العالم. تقع على قمة أحد جبال اليهودية (770 متراً)، ولا سبيل إليها بحرياً أو نهرياً. تنحدر الأرض منها بشدة من جميع الجهات ما عدا الشمال. ويقع وادي قدرون إلى الشرق، بين أورشليم (وهيكلها) وجبل الزيتون؛ فيما ينعطف وادي هنوم حول المدينة من جهتي الجنوب والغرب. وهناك وادٍ ثالثٌ، أوسط، يخترق نصف المدينة فيفصل ديار الهيكل ومدينة داود عن الجزء الغربي "الأعلى".

يرجح أنها "ساليم" التي كان ملكي صادق ملكاً لها في أيام إبراهيم. ومن المؤكد أنها كانت موجودة نحو العام 1800 ق م. فقد كانت معقلاً أو حصناً يبوسياً (يُدعى "يبوس") لما استولى عليها الملك داود وجعلها عاصمته. وقد اشترى داود موقع الهيكل وأتى بصندوق العهد (التابوت) إلى أورشليم. وبنى سليمان هيكل الله. ومنذئذٍ وأورشليم هي "المدينة المقدسة" عند اليهود، كما عند المسيحيين والمسلمين من بعد. وقد أضاف سليمان إليها قصوراً جميلة ومباني عامة. وكانت مركزاً سياسياً ودينياً يؤمُّه الناس في الأعياد السنوية الكبيرة.

أصاب المدينة، بعد سليمان وانقسام المملكة، انحطاطٌ إلى حدٍّ ما. وفي زمن الملك حزقيا (والنبي أشعياء) حاصرها الأشوريون. فبنى الملك قناة سلوام لتأمين المياه. وفي غير مناسبة استُرضيَ ملوك أقوياء مجاورون بكنوزٍ من المدينة والهيكل. وقد حاصر البابليون أورشليم في 597 ق م، وفي 586 استولوا على المدينة ودمروها مع الهيكل، وساقوا الشعب أسرى إلى السبي.

وفي 538 ق م أُذِن لهم بالعودة. فبُنيَ الهيكل من جديد بقيادة زربابل. ورُممت أسوار المدينة بمسعى نحميا. وفي 198 ق م، سيطر الملوك السلوقيون على أورشليم، كجزءٍ من الإمبراطورية اليونانية. وقد تم نهب الهيكل وتدنيسه على يد واحدٍ من هؤلاء الملوك السلوقيين هو أنطيوخس الرابع أبيفانس. وتزعم يهوذا المكابي ثورة يهودية أدت إلى تحرير الهيكل وتطهيره (164 ق م).

ثم ظلت أورشليم حرة زمناً. وفي منتصف القرن الأول ق م، استولى عليها الرومان. وقد أضطلع هيرودس الكبير الذي ملّكه الرومان، بإصلاح أورشليم وقام بأعمال عمرانية ضخمة منها بناء هيكل جديدٍ وفخم جداً.

إلى هذا الهيكل جاءت بيسوع أُمُّه وهو طفل. وإليه جاء به أبواه أيضاً وهو في الثانية عشرة لحضور عيد الفصح السنوي. ولما كبر يسوع زار أورشليم دورياً بمناسبة عدة أعياد دينية ولكي يُبشر ويشفي. وقد جرى القبض عليه ومحاكمته وصلبه وقيامته، جميعاً، في أورشليم.

وبعد بضعة أسابيع كان أتباع المسيح ما يزالون في أورشليم، لما نزل الروح القدس في يوم الخمسين وجعلهم شهوداً أقوياء للمسيح. وهكذا بدأت حياة الكنيسة المسيحية في أورشليم، ومنها انطلقت وانتشرت في أنحاء العالم القديم. وقد قام المسيحيون في أورشليم بدورٍ أساسي في السنين الأولى. ففي أورشليم عُقِدَ المجمع الأول الذي نظر في وضع المسيحيين غير اليهود الأصل.

عام 66 م ثار اليهود على الرومان. وفي 70 م استرجع الرومان أورشليم، فهدموا أسوارها ودمروا هيكلها. وفي القرن الرابع تنصّرت المدينة على يد قسطنطين وبُنيت فيها كنائس كثيرة.

وفي 637 فتح المسلمون المدينة، فظلت أورشليم تحت سيطرتهم تقريباً حتى 1948، حين أُسست الدولة العبرية الحديثة. حين ذاك قُسمت المدينة بين اليهود والعرب. وعام 1967 غصب اليهود المدينة كلها.

تكوين 14: 18؛ يشوع 15: 63؛ 2 صموئيل 5؛ 1 ملوك 6؛ مزمور 48؛ 122؛ 125؛ 1 ملوك 14: 25 و26؛ 2 ملوك 12: 17 و18؛ 18: 13- 19: 36؛ 20: 20؛ 25؛ عزرا 5؛ نحميا 3- 6؛ لوقا 2؛ 19: 28- 24: 49، الخ...؛ يوحنا 2: 23- 3: 21؛ 5؛ 7: 10- 10: 42، الخ...؛ أعمال 2؛ 15.

أوريّا

1- عسكريٌّ حثي كان في جيش الملك داود، وهو زوج بثشبع. أُغرم داود بزوجته، فأمر بإرساله إلى خط الجبهة الأول حيث قُتل.

2 صموئيل 11

2- كاهن في أورشليم، عمل بتوجيهات الملك أحاز وأعاد ترتيب الهيكل وفقاً لنموذجٍ يرضي الأشوريين.

2 ملوك 16: 10 وما بعدها.

3- نبي عاش في أيام إرميا، قتله الملك يهوياقيم لأنه نطق بالسوء على شعب يهوذا.

إرميا 26: 20 وما بعدها.

الأوزان والمكاييل

وُجِدت منذ القديم أوزان ومكاييل قياسية للطول والسعة، للسوائل والمواد الجافة، ولكن المعايير كانت قليلة الدقة إجمالاً. وقد نشأت قياسات الطول الشائعة، المؤسسة على طول ذراع الإنسان وحجم يده، من الاستعمال العام. أما قياس المسافات في العهد القديم فقد تم بالنسبة إلى سفر يومٍ واحد أو مدى رمية السهم.

وكانت مواد من الطعام تقاس بالحجم لا بالوزن. والمكاييل المعروفة غالباً ما تكون أسماء الأواني الحاوية للمؤونة. وقد كان الحومر يعادل "حِمْلَ حمار" (ربما 200 لتر)، وهو أكثر مكيال للحبوب. وكانت الإيفة وعاء خزن ذا غطاء، وسعته نحو عُشْر حومر. والبَثّ مثله مثل الإيفة، لكنه يُستعمل للسوائل. أما العُمِر (ومعناه "حزمة") فهو عُشر الإيفة، وكان مقدار ما يجمعه الفرد من المنّ يومياً. وقد استُعملت مكاييل أخرى في المبادلات التجارية. فاللثك هو نصف الحومر. والهين يعادل ستة أضعاف كمية الماء التي يحتاج الإنسان إلى شربها يومياً. أما اللُّج فكان وحدة سعة صغيرة للسوائل أيضاً.

وكانت المواد والمعادن الثقيلة توزن وزناً. وقد جرت العادة أن توزن الأشياء الخفيفة بميزان ذي عارضة وكفَّتين تتدلّيان منها. وكانت الأوزان تُحفظ في كيس خاصّ. وكان التجارّ في بعض الأحيان يستعملون مجموعتين من الأوزان، واحدة للشراء والثانية للبيع، فيغشون زُبُنهم. غير أن شريعة الله شددت على الصدق في المعاملة دائماً، إذ جاء فيها: "لا يكن لك في كيسك أوزان مختلفة، كبيرة وصغيرة. لا يكن لك في بيتك مكاييل مختلفة، كبيرة وصغيرة، وزن صحيح وحقٌّ يكون لك، ومكيال صحيح وحق يكون لك، لكي تطول أيامك على الأرض" (تثنية 25: 13- 15). وورد في سفر الأمثال (20: 23): "معيار فمعيار مكرهة الرب، وموازين الغش غير صالحة." أما الفعل "شقل" في العبراني فمعناه "وزَن"، ومنه الاسم "شاقل" الذي أُطلق على وحدة الوزن الأساسية عندهم.

مقاييس الطول

الذراع:

445 ملم، قياساً من المرفق حتى رأس الأصبع الوسطى. وكانت الذراع الطولي أطول من الذراع العادية بعرض كفّ، أي 520 ملمً. أما ذراع العهد الجديد فكانت 550 ملم.

6 أذرع = قصبة واحدة.

الإصبع:

تعاد قيراطاً واحداً تقريباً. تساوي 19 ملم، بعرض السبابة. وهي ربع كف.

الكف:

76 ملم، أي عرض اليد عند قاعدة الأصابع.

الشبر:

230 ملم، من رأس الإبهام حتى رأس الخنصر إذا مُدت الأصابع إلى أقصى حد. ثلاث كفوف أو نصف ذراع.

الأوزان في العهد القديم

الجيرة الواحدة= 5,0 غرام تقريباً.

10 جيرات= بقعاً واحداً (نحو 6غً).

بقعان= شاقلاً واحداً (نحو 11 غً).

50 شاقلاً= مَنّاً واحداً (نحو 500 غ).

60 مَنّاً= وزنةً واحدة (نحو 30 كلغً).

أما الشاقل الملكي الثقيل فكان وزنه 13 غً.

والوزنة الثقيلة كانت ضعفي الوزنة العادية (زنتها 60 كلغً).

الأوزان في العهد الجديد

الليترا (أو الرطل)= نحو 327 غً.

الوزنة= من 20 إلى 40 كلغً.

مكاييل السوائل في العهد القديم

القاب= 2,1 ليتر.

الهين= 66,3 ليتراً.

البثّ= 22 لتراً (10 أبثاث= "حِمل حمار").

مكاييل الجوامد في العهد القديم

اللُّجّ=  3,0 ليتر.

القاب= 2,1 ليتر.

العُمِر= 2,2 ليتر.

الكَيل= (السِعة)= 3,7 ليترات.

الإيفة= 22 لتراً.

10 إيفات= كُرَّاً أو حومراً واحداً= 220 ليتراً.

راجع أيضاً قياس المسافة.

أوغسطس قيصر

أول إمبراطور روماني بعد يوليوس قيصر. حكم من 31 ق م إلى 14 م. وقد أمر أغسطس بإجراء الإحصاء الذي أتى بمريم ويوسف بيت لحم.

لوقا 2: 1.

أُوفير

بلدٌ اشتهر بذهبه. وربما كان في جنوب بلاد العرب، أو شرق أفريقيا (الصومال)، أو ربما الهند.

1 ملوك 9: 28، إلخ...

أولاد

راجع الحياة العائلية.

أون

مدينة قديمة في مصر، اشتهرت بعبادة رع، الإله الشمس. تزوج يوسف بإبنة كاهن أون ورُزِقا ابنين هما أفرايم ومنسّى. وقد ورد ذكر أون لاحقاً في كتب الأنبياء، وذُكرت غير مرة باسمها اليوناني "مدينة الشمس" أو "بيت شمس" (هليوبوليس).

تكوين 41: 45، 50؛ 20؛ حزقيال 30: 17؛ قارن أشعياء 19: 18؛ إرميا 43: 13

أويل مردوخ

ملك بابل (562- 560 ق م). لما تولى المُلك، أطلق يهوياكين ملك يهوذا من السجن في بابل.

2 ملوك 25: 27- 30؛ إرميا 52: 31- 34

إيثامار

ابنُ هارون الأصغرُ. كان هو الكاهن الذي أشرف على صُنع خيمة الاجتماع المخصصة للعبادة. كان قيماً على مجموعتين من اللاويين وأسس واحدة من سلالات الكهنة المهمة.

خروج 6: 23؛ 38: 21؛ عدد 3 وما يليه؛ 1 أخبار الأيام 24: 1

إيزابَل

أميرة صيدونية تزوج بها آخاب ملك إسرائيل. وقد كانت إيزابل من عبدة بعل وآشيراه إلهي المناخ والخصب، فتملقت أخآب وأرغمت رعاياه على اعتناق دينها. وقتلت أنبياء الله وأحلت محلهم أنبياء بعل. ولكن النبي إيليا فر منها ثم تحدى أنبياء بعل وهزمهم على جبل الكرمل. وبعد ذلك عزمت إيزابل على قتل إيليا فهرب واختبأ. وقد خطت إيزابل مصيرها بيدها لما ناشدت أخآب أن يقتل نابوت كي يرث كرمه. فتنبأ إيليا بموتها قتلاً، وفي ما بعد طُرِحت من نافذة علوية بأمرٍ من ياهو فلقيت مصرعها.

1 ملوك 16: 31؛ 18: 4، 13، 19؛ 19: 1و 2؛ 2 ملوك 9: 30 وما بعدها

إيشبوشت/ إشبعل

أحد أبناء الملك شاول. لما قُتل شاول على أيدي الفلسطيين، نصب أبنير قائدُ شاول إيشبوشث ملكاً. وقد ملك على إسرائيل فيما ملك داود على يهوذا. وجرت حربٌ بين إسرائيل ويهوذا لمدة سنتين. ثم اغتيل إيشبوشث بأيدي اثنين من قواد جيشه. وبعد ذلك صار داود ملكاً على كلتا المملكتين.

2 صموئيل 2- 4

إيطوريّة

اسمٌ يذكره لوقا وحده في سياق تأريخه الدقيق للزمن الذي فيه باشر يوحنا المعمدان كرازته. فإذ ذاك كان هيرودس فيلبس والياً على إيطورية وتراخونيتس. يُرجح أن الإيطوريين كانوا من نسل الشعب المذكور في العهد القديم باسم يطور. وقد كانوا قوماً يعيشون كقبائل بدوية في التلال الواقعة غربي دمشق، إلى الشمال من منابع نهر الأُردن.

راجع أيضاً تراخونيتس.

لوقا 3: 1؛ قارن 1 أخبار الأيام 5: 19

إيقونية

 

قونية الحديثة في غربي وسط تركيا. بشر بولس فيها، وكانت آنذاك مدينة مقاطعة غلاطية الرومانية، خلال سفرته التبشيرية الأولى. وقد لقي فيها معارضة عنيفة.

أعمال 13: 51؛ 14: 1- 6، 19- 22؛ 2 تيموثاوس 3: 11

الأيّل أو الظبي

حيوان جميل استعاره كُتاب الوحي للتعبير عن السرعة والرشاقة. وقد كانت الظباء والغزلان، على أنوعها، مصدراً رئيسياً للحم.

تثنية 12: 15؛ نشيد الأنشاد 2: 8 و9؛ حبوق 3: 19

أيلة

1- أشهر من عُرفوا بهذا الاسم في العهد القديم ابن الملك بعشا. وكان أيلة هذا ملكاً شريراً ملك على إسرائيل أقل من سنتين (886- 885 ق م). قتله وهو في حال السكر زمري أحد قواد جيشه.

1 ملوك 16: 8- 14

2- وادي أيلة هو وادي البُطم الواقع إلى الجنوب الغربي من أورشليم، وعبره زحف الفلسطينيون لغزو بني إسرائيل. هنالك نازل الفتى داود جليات الجبار.

1 صموئيل 17: 2

أيَّلون

1- مدينة أمورية تخصُّ شرعاً سبط دان، لكنها أُعطيت لبني لاوي. في زمنٍ متأخرٍ كثيراً حصَّن الملك رحبعام المدينة وأقام فيها مخازن للمؤن والسلاح.

يشوع 19: 42؛ 21: 24؛ قضاة 1: 35؛ 2 أخبار الأيام 11: 10

2- وادٍ كانت تخترقه طريق تجارية هامة، قرب مدينة أيلون. في هذا الوادي خاض يشوع معركة عظيمة مع الأموريين، حيث "دامت الشمس".

يشوع 10

إيليا

نبيٌ عاش في إسرائيل خلال عهد الملك أخآب. وقد أخطأ أخآب وملكته الأجنبية إيزابل إلى الله بعبادة بعل وقتل أنبياء الله. بسبب ذلك أرسل الله إيليا ليبلِّغ أخآب أنه تعالى مُرسِلٌ قحطاً. ثم ذهب إيليا واختبأ قرب نهر كريث، حيث عالته الغربان. ولما جف النهر ذهب إلى صرفة صيدا وأقام عند أرملة شاركته في آخر ما تبقى لديها من طعام، إلا أن الله جدد مؤونتها من الدقيق والزيت حتى انتهت المجاعة. وعندما مات ابن الأرملة استجاب الله صلاة إيليا ورد إليه الحياة.

وفي السنة الثالثة من القحط رجع إيليا إلى أخآب، فاتّهمه الملك بأنه سبب بلايا الشعب. فكان جواب النبي له: "لم أُكدِّر إسرائيل، بل أنت وبيت أبيك، بترككم وصايا الرب وبسيرك وراء البعليم". وتحدى إيليا أخآب باستدعاء أنبياء بعل وآشيراه (السواري) إلى جبل الكرمل ليبرهنوا أن إلههم حقيقي. فإن استطاع بعل إضرام النار في الذبيحة المقربة له عبده الشعب، ولكن إن أرسل الله ناراً تحرق ذبيحة إيليا كان هو الإله الحقيقي. أخذ أنبياء البعل يرقصون ويصلون ويجرحون أنفسهم طول النهار، ولكن لم يحدث شيء. ولما صلى إيليا إلى الله نزلت النار وأحرقت ذبيحته. فهتف جميع الشعب: "الرب هو الله، الربُّ هو الله". ثم قٌتل أنبياء بعل وانتهى القحط في ذلك اليوم بالذات.

ثارت ثائرة إيزابل لما علمت بمقتل أنبيائها. ففرَّ إيليا جنوباً إلى البرية لينجو بنفسه. إذ ذاك شعر بالوحدة وكاد ينهار يأساً. إلا أن الله كلمه، وأبلغه أن عمله لم ينته. فقد كان عليه أن يمسح ملكاً جديداً ويدرب أليشع ليتولى النبوة خلفاً له.

وفي ما بعد، لما قتل نابوت بإيعازٍ من إيزابل كي يرث أخآب كرمه، أنذر إيليا الملك بأن الله سيقتص من أُسرته كلها. وقد قتل أخآب في المعركة، ولكن الله حمى إيليا. وعندما أنجز عمله، أخذه الله إلى السماء في مركبةٍ نارية.

وقد تنبأ النبي ملاخي بأن إيليا سيعود. وبعد زمان طويل ظهر إيليا مع موسى لما رأى التلاميذ مجد المسيح (في حادثة التجلي).

1 ملوك 17- 2 ملوك 2؛ ملاخي 4: 5 و16؛ لوقا 9: 28 وما بعدها

الإيمان

يُبين بولس بكل دقة، في رسالتيه إلى المسيحيين المؤمنين في كُلًّ من رومية وغلاطية، أن الإنسان لا يمكن أن تكون له علاقة صحيحة بالله إلا بالإيمان (وليس بالأعمال الصالحة كما يعتقد كثيرون).

ومعنى "الإيمان" أن يكون للإنسان ثقةٌ بالله واتكالٌ عليه. وليس هو "قفزةً في الظلام" ينبغي أن يقوم بها المرء دون تفكير. إنه الاتكال على إلهٍ نؤمن أنه جديرٌ بالثقة. ففي وسع الإنسان، إذ يثقُ بهذا الحق، أن يؤمن بالمسيح ويسلمه حياته. ولأننا خطاة، فنحن لا نستطيع القيام بأي شيء البتة لتخليص أنفسنا. إنما علينا أن نعتمد كلياً على ما أعده لنا الله في المسيح.

هذه هي بداءة "حياة الإيمان". فلا أحد يمكنه أن يتيقن من أنه يحيا الحياة الصحيحة بمجهوداته الخاصة. ونحن في حاجة للإيمان كل حين بيسوع المسيح والاتكال عليه وعلى الروح القدس الذي يهبنا إياه ليُعيننا كي نحيا كما يريد لنا الله. هذه الحياة المقترنة بالاتكال على الله تعود إلى بداية معاملات الله مع الإنسان، على حدًّ ما يبيّن بولس إذ يرجع بها إلى إبراهيم.

كذلك يشير العهد الجديد أيضاً إلى "الإيمان" بمعنى التعليم الأساسي الصحيح المختص بالمسيح والذي تستقر عليه ثقتنا واتكالنا.

1 يوحنا 5: 1- 5؛ يوحنا 1: 12؛ 3: 16؛ 5: 24؛ رومية 1: 17؛ 5: 1؛ 10: 9 و10؛ غلاطية 3؛ أفسس 2: 8 و9. راجع أيضاً تكوين 15: 6؛ مزمور 37: 3- 9؛ أمثال 3: 5 و6؛ إرميا 17: 7 و8؛ حبقوق 2: 4؛ عبرانيين 11؛ يعقوب 2؛ 1 تيموثاوس 3: 9؛ 5: 8.

أيُّوب

يتكلم سفر أيوب عن رجل صالح اسمه أيوب تحلُّ به بلايا كثيرة. وفي هذا السفر يُنظر إلى الألم من عدة زوايا.

وينفرد سفر أيوب في موقعه بين أسفار العهد القديم. فلا ندري من كتبه، ولا مَتى، ولكن الشخصية الرئيسية فيه تنتمي إلى زمن الآباء. وفي حين أن بدايته ونهايته نثر. فإن معظمه شعر.

يفقد أيوب، التقيُّ والغنيّ، وأولاده وأملاكه ويُبتلى بداءٍ شنيع. ويحاول هو وأصحابه الثلاثة الذين جاءُوا ليواسوه أن يفهموا سر معاناته الرهيبة (الأصحاحات 3- 37). فأصحابه يفترضون أنه لا بد أن يكون قد أخطأ حتى جلب على نفسه تلك المعاناة. وأيوب نفسه لا يفهم كيف يُعقل أن يسمح الله بأن يكابد الآلامَ رجلٌ صالحٌ مثله.

أخيراً يستجيب الله لتحدي أيوب فيظهر له في قوته وحكمته. إذ ذاك يعترف أيوب به متواضعاً (الأصحاحات 38- 42). فهو يدرك في الأخير أن الله أعظم مما تصورته الأفكار الدينية في ذلك العصر.

وللرواية خاتمة سعيدة إذ تُرَدُّ صحَّة أيوب وثروته.

سفر أيوب؛ حزقيال 14: 14، 20.

  • عدد الزيارات: 16338