Skip to main content

المسيح قام - إنّه حيٌّ

الصفحة 2 من 4: إنّه حيٌّ

إنّه حيٌّ

تلك كانت ردّة فعل أتباع المسيح لمّا ظهر لهم حيَاً. وقد استمرت الظهورات أربعين يوماً، فكان إيمانهم يتقوّى عند كل ظهور جديد. إلى أن حلّ أخيراً يوم عودته إلى السماء.

وأخرجهم خارجاً إلى بيت عنيا، ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم، انفرد عنهم وأُصعِد إلى السماء. فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرحٍ عظيم (لوقا 24: 50 و51).

وهكذا تتكشف لنا ناحيتان مشوِّقتان تتعلّقان بقيامة المسيح: قبرٌ فارغ ومسيحٌ حيّ. ولم يؤمن أتْباع المسيح لسبب القبر الفارغ وحسب، فقد علَّلت مريم ذلك بافتراض أنَّ أحداً قد سرق الجسد. وعلَّل زعماء اليهود الدينيّون الأمر بالقول إن أتباع يسوع قد سرقوا جسده. كذلك علَّل الأمرَ بعضُ الكتّاب المحدثين بقولهم إن مريم والآخرين ذهبوا إلى قبرٍ آخر غير قبر المسيح. غير أنَّ أتباع المسيح آمنوا لسبب مسيحٍ حيّ لا لسبب قبرٍ فارغ. فبطرس رآه. والرسل أيضاً رأوه. ونحو خمس مئة من أتباعه رأوه في مناسبة واحدة (راجع 1 كورنثوس 15: 5- 7). وما هو مهمٌّ جدّاً أن نلاحظه هو أنَّ المسيح ظهر لأُناسٍ لم يكونوا يتوقعون رؤيته. وهذه الظهورات لا يُعقَل أن تُفسَّر بكونها مجرَّد خداعٍ ذاتيّ: فهم كانوا راغبين في رؤيته حّتى اقنعوا أنفسهم أخيراً أنهم رأوه فعلاً غير أنَّهم لم يكونوا يتوقّعون أن يعود إليهم، ولكنه عاد حقّاً. وفي الواقع أنَّ يوحنّا علّق على وضع أتْباع المسيح حتّى حينما واجههم القبر الفارغ، قال:

لأنّهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنَّه ينبغي أن يقوم من الأموات (يوحنا 20: 9).

فإنَّ ما أقنعهم هو البيَّنة الدامغة الكامنة في مسيحٍ حيّ.

أهميَّة القيامة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11054